عنوان الموضوع : حكاية حب عذب الكلم
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

حكاية حب



أفضل ما قرأت هذا الاسبوع عن الحب والمحبين هو ما جاد به نجم الصحافة المصرية المرحوم مصطفي أمين حين سئل عن علاقة ام كلثوم والشاعر أحمد رامي. فقد كان مصطفي امين من المقربين لام كلثوم بحيث انه كان في موقع اهله لتحليل ما جري تحليلا منطقيا. فقال ان رامي عرض علي ام كلثوم الزواج ولكنها رفضت لأنها كانت عالية الذكاء. فقد ادركت بأنها لو تزوجت رامي لكسبت زوجا وفقدت شاعرافياض العاطفة ولاضاعت كنزا اثراها حتي النهاية . رفضت لأنها ادركت ان الحرمان يشعل عاطفة المبدع, وان الفنان لو اشبع جوع غلبه النوم ومسه الخمول. واثبتت التجربة ان ام كلثوم كانت علي حق. فقد عبر رامي عن عذابه في حبها بأروع اغاني الحب.

لو كانت ام كلثوم هي التي هامت به واقترحت عليه الزواج فرفض لما استطاع ان يكتب قصيدة واحدة من قصائده الشهيرة
فمن غير المعقول ان تتدفق العاطفة الجياشة من قلب رفضها بمحض ارادته.

ومن الممكن طبعا ان يكون التعبير عن عذاب الحب هو تقليد ادبي واداة من ادوات الشاعرالذي يلهب خيال القراء والسميعة. وقد قرأت لرامي انه قال ان الشعر هو تعبير عما يشعر به الانسان وتنفعل به النفس. ولذلك سماه العرب شعرا لأنهم شعروا به
انها رؤية معقولة والدليل علي ذلك ان كل من كتب الشعر تحدث عن بيئته.فالمحارب كتب عن السيف والنزال. ولو لم يشعر قيس ابن الملوح بالحب لما كتب شعرا في ليلي.
لقد سجل التاريخ أن الشاعر احمد رامي تزوج وانجب البنين والبنات وصورته الكاميرات في شيخوخته وهو يحمل حفيده علي ظهره. كما اننا نعلم ان ام كلثوم غنت في عرس احمد رامي. ومعني هذا انه تجاوز المحنة وان حياته لم تتوقف عند ابواب العذاب بل استمرت واخضرت ارضه واثمرت عن علاقة زوجية سعيدة واولادا وبناتا وحفدة.

لا شك ان رامي سئل عن علاقته بام كلثوم عشرات المرات ولاشك ان اجوبته تحايلت علي الحقيقة بحيث انه تحاشي ان يكشف كل المستور.
والحقيقة هي ان اهتمامي بهذه الجزئية من تراث رامي وام كلثوم هو اهتمام باشكال الحب التي صادفتني في حياتي الشخصية وفي حياة كل من قصد مشورتي علي مر السنوات. مئات من الناس كتبوا يشكون عذاب الحب ويؤكدون انه لا حياة بدون من يصطفيه القلب . وكانت اجاباتي تتمحور حول قدرة القلب علي تجاوز المحن بقوة ارادة الحياة فينا. والدليل علي ذلك ان حب رامي لام كلثوم لم يتحول الي هاجس يشل الارادة ويرفض الحياة.

ولأنه احبها وظف طاقة الحب في التعبير عن معانيه بسلاسة وصلت الي قلوب الناس فحملتهم الي افاق العاطفة التي تسمو بصاحبها من الانانية الذاتية الي ذري الانسانية.
منذ ايام كتبت الي شابة تسألني ان كان في امكان الانسان ان ينسي حبه الاول. فقلت لها ان الحب الاول وغيره ان وجد كلها وجوه مختلفة للمحب . كلنا نحب الوجه الذي نري لأنفسنا في عيني حبيب. وبذلك تكون ذكري الحب الاول او غيره هي زوايا رؤية مختلفة لانفسنا في مراحل مختلفة من رحلة الحياة.. وشبهت تلك الذكريات بالورود التي نجففها ونحتفظ بها بين صفحات كتاب ثم ننسي وجودها لكي نعثر عليها بالصدفة بعد مضي السنين واتساع رقعة التجارب واكتساب الحكمة من السفر الطويل .

ربما لا يكون النسيان ممكنا بشكل مطلق لأن الذكري استمرار للحياة . نظرة واحدة الي الماضي قد تجدد احساس القلب بالشباب.. نظرة سابحة الي... لا شيئ بالتحديد .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________