عنوان الموضوع : اخرج الدنيا من قلبك يضعها الله بين يديك عذب الكلم
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

من اروع المقا لات للدكتور عائض القرنيِ. بالاضافة الى قصة اخرى



**
المرعى أخضر ولكن العنز مريضة
**من اروع المقالات للدكتور القرني ....
**
أبدع الشيخ الدكتور عائض القرني وكان منصفاً في مقالته التي نشرتها صحيفة 'الشرق الأوسط' يوم أمس الخميس تحت عنوان (نحن العرب قساة جفاة) وأتركها لكم للقراءة والتأمل . لا أقول إلا بارك الله بك يا شيخ عائض فقد كنت صريحاً ومباشراً وعادلاً وهذا ما نحتاج إليه فنقد الذات والمكاشفة الواضحة طريق لاكتشاف الخلل.

د. عائض القرني
أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ، والله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».
وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة ، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر.
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ، فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق ، وتصحّر في النفوس ، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ، الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس ، من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء ، من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى ، من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ، الشرطي صاحب عبارات مؤذية ، الأستاذ جافٍ مع طلابه ، فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسئولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع ، وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس ، وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا . في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ، من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ، ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ، لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ، وهذا الحكم وافقني عليه من رافقني من الدعاة ، وكلما قلت: ما السبب ؟
قالوا: الحضارة ترقق الطباع ، نسأل الرجل الفرنسي عن الطريق ونحن في سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخارطة وينزل من سيارته ويصف لك الطريق وأنت جالس في سيارتك ، نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ، نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ، أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ، احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.
بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا ، أين منهج القرآن: « وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن » ، « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما » ، « فاصفح الصفح الجميل » ، « ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور ، واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير » . وفي الحديث: « الراحمون يرحمهم الرحمن » ، و « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » ، و « لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا » . عندنا شريعة ربّانيّة مباركة لكن التطبيق ضعيف ، يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنز مريضة ) .

**
**
**
**
**
**
**
**
**

**
**
**
**أخرج الدنيا من قلبك يضعها الله في يديك
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:::

يحكى انه كان هناك شيخ معلم كبير تتلمذ على يديه الكثيرين من النوابغ و علماء الدين
هذا الشيخ كان يسكن في بيت صغير ضيق و لا يملك من الفراش و المتاع الا قليلا
بيت متهدم .. فراشه متهرئ ..وأثاثه قديم
و كان عنده طالب علم متطلع و نشيط فأراد طالب العلم يوما ان يذهب الى العراق في بغداد لسبب ما
و كان يسكن هو و شيخه في الشام
فاستأذن شيخه في الذهاب الى العراق
فقال له شيخه إذهب لكن اوصيك إذا ذهبت فإسأل عن الشيخ فلان بن فلان
و قبل رأسه و يده و بلغه مني السلام و أوصيه بالدعاء لي

فقال له الفتى و من يكون الشيخ فلان
قال له شيخي الكبير و انا تلميذه

فذهب الطالب الى بغداد
و سأل عن الشيخ فلان
فدله الناس على بيته فإذا هو بقصر مترامي الأطراف ذو نوافير و غزلان و طوواويس و رخام و متاااع و متاع
لم يصدق الفتى .. أهذا بيت الشيخ فلان !!؟
قالوا نعم
فاستأذن بالدخول و جلس في القصر هنيهة .. ثم جاء اليه الشيخ
فقبل يده و رأسه كما أوصاه معلمه و عرفه بنفسه و قال له أن شيخي يبلغك السلام و يوصيك ان تدعوا له

فساله الشيخ و قال له كيف حاله اذن؟
فقال الحمد لله .. و وصف له الحال المحدود الفقير

فرفع الشيخ يديه بالدعاء و قال : اللهم أخرج الدنيا من قلبه
!!!!!!!!!!
فدهش الفتى .. أي دنيا هذه!! الرجل فقير فقر مدقع و لا يملك من متاع و جاه الدنيا شئ

فسكت و في رأسه تتلاعب علامات الإستفهام و الدهشة
و لما قضى حاجته من بغداد

رجع الى الشام و رجع الى شيخه و قص عليه الزيارة الى بغداد و قال له ان الشيخ دعا له أن يخرج الدنيا من قلبك
فأجهش الشيخ بالبكاء

هنا جن جنون الفتى بصمت .. ما يراه عجبا
!!

فسال الشيخ ما يبكيك؟
قال له : لقد علم من حالي أن الدنيا ما زالت في قلبي فوضع الله الفقر بين عيني
و هو اخرج الدنيا من قلبه فوضعها الله بين يديه

اللهم اخرج الدنيا من قلوبنا يا قادر يا كريم
اميييييييييييييين**


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


والله موضوع جدا رائع وجميل وفيه موعظة وعبرة..
مشكورة وجزاك الله ألف خير أختي الكريمة..
تقبلي تحياتي..


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________