عنوان الموضوع : عظمة القرآن الكريم - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
عظمة القرآن الكريم
1- تعريف القرآن الكريم:هو كلام الله المنزّل على
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين، المعجِز بلفظه ومعناه، المتعبّد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف.
2-منزلته:إن الله أنزل هذا القرآن الكريم لهداية البشر إلى الخير وإخراجهم من الظلمات إلى النور، من ظلمات الشرك، وظلمات الذنوب والسيئات، إلى نور التوحيد، والعلم والحسنات.قال الله تعالى (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)الإسراء:9.
فالقرآن الكريم هداية الخالق لإصلاح الخلق، وشريعة الله لأهل الأرض، تكفل بجميع ما يحتاج إليه الإنس والجنّ في أمور دينهم ودنياهم في العقائد، والعبادات، والأخلاق، والمعاملات، في الاقتصاد، والسياسة الشرعية، والسِّلم، والحرب، والعلاقات الاجتماعية والدَّوْلِية.
فلا سعادة إلا بالاهتداء بهديه، والالتزام بنوره، وهو شفاء لأمراض النفوس وأدواء المجتمع.قال تعالى (وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)الإسراء:9-10.
قال تعالى : (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )الأنعام:92، وقال تعالىكِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ص:29.وقال صلى الله عليه وسلم:«إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين»مسلم(817)، وقال صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفَهُ بِيَدِ اللَّهِ، وَطَرَفَهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا، وَلَنْ تَهْلَكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا» [رواه الطبراني في الكبير بإسناد جيد، وابن حبان في صحيحه ]، وابن نصر في قيام الليل، وهو حديث صحيح، كما في صحيح الترغيب (38)].
-وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه:«عليكَ بتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض، وذُخْرٌ لك في السماء» [رواه ابن حبان في صحيحه (361)، وهو حديث حسن لغيره)].
-وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«القرآن شافعٌ مُشَفَّعٌ، وماحلٌ مُصَدَّقٌ، من جَعَلَه أمَامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفَ ظهره ساقه إلى النار» [رواه ابن حبان في صحيحه (124)وهو صحيح].ماحل:ساع، وقيل:خصم مجادل .
-وعن بريدة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من قرأ القرآن وتعلّمه وعمل به، أُلبِس يومَ القيامة تاجًا من نور، ضوؤُه مثلُ ضوءِ الشمس، ويُكسى والداه حُلَّتَين لا تقوم لهما الدّنيا، فيقولان:بم كُسِينَا هذا؟ فيقال:بأخْذِ ولَدِكُما القرآن»[رواه الحاكم (2139)، وقال صحيح على شرط مسلم، وقال الألباني في صحيح الترغيب (1437-1436):حسن لغيره].
-وقال ابن عباس رضي الله عنهما:«من قرأ القرآن لم يُرَدّ إلى أرذل العمر، وذلك قوله (ثم رددناه أسفل سافلين (5)إلا الذين ءامنوا)، قال:إلا الذين قرأوا القرآن» [رواه الحاكم، وقال:صحيح الإسناد].ولقد احتوى القرآن الكريم على بيان كُلِّ شيء، وبيان جميع المصالح، والنهي عن جميع المضارّ بأوضح الألفاظ وأحسنها، وأَجَلِّ المعاني وأنفعها وأصدقها.
3-أسماؤه وأوصافه:لقد سمى الله كتابَه بعدّة أسماء –وكثرة الأسماء تدل على عظمة المسمّى-فسماه الله:
1-القرآن(قوالقرءان المجيد )ق:1.
2-الكتاب(لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ )الأنبياء:10 .
3-الفرقان(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا )الفرقان:1 .
4-الذِّكر_(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )الحجر:9.
5-التنزيل(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ )الشعراء:192.
إلى غير ذلك من الأسماء الحسنة، وقد غلب من أسمائه:القرآن والكتاب.
وأما أوصاف القرآن فهي كثيرة أيضا، فمنها:
1-نور(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا )النساء:174 .
2-هدى
3-شفاء
4-رحمة
5-موعظة(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )يونس:57
6-مبارَك(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ) الأنعام:92.
7-مبين(قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ )المائدة:15.
8-بشرى(مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )البقرة:97 .
إلى غير ذلك من الأوصاف العالية.
4-علومه:قال الله تعالى (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) الأنعام:38.
لقد احتوى القرآن الكريم على بيان كلِّ شيء، وعلى الإرشاد إلى جميع المصالح، والنهي عن المضارّ كلّها.وقد جَمَعَ أجلّ المعاني وأنفعها وأصدقها بأوضح الألفاظ وأحسنها، قال تعالىوَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا الفرقان:33.وتبيان القرآن الكريم للأحكام هو في الغالب إجمالي لا تفصيلي.
و علوم القرآن الكريم الأساسية التي فصّل فيها خمسة:
1-علم التوحيد (وهو أجلّ علوم القرآن على الإطلاق)من الإيمان بالله وأسمائه وصفاته، وأنه هو المستحق للعبادة وحده، والإيمان بالغيب، وبكل أركان الإيمان.
2-العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربّه وتزكي نفسه وتهذّبها من طهارة، وصلاة، وزكاة، وصيام، وحجّ، وذِكْر الله تعالى، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم...إلخ.
3-المعاملات التي يتعامل بها المسلم مع غيره كالزواج، والطلاق، والأحوال الشخصية، والبيع والشراء، والإجارة (الكراء)، والوكالة، والوصية، الربا، الشركة، القروض، العارية، اللقطة، الهبة، الأيمان والنذور، الأطعمة، الصيد، المواريث، القضاء، والجهاد.
4-الأخلاق من صِدق، وشجاعة، وكرم، والتحلي به من مكارم الأخلاق، والتخلّي عن سيّئها.
5-قصص الأنبياء والصالحين، وكيف إنّهم فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة، وقصص الكافرين والمجرمين وشقاءهم في الدنيا والآخرة
5-بيان القرآن الكريم للأحكام:قال الله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )النحل:89 ، قرر العلماء -على ضوء هذه الآية – أن القرآن الكريم هو الأصل الأول للشريعة الإسلامية، وإذا وضعنا بجانب ذلك قول الله تعالى(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )النحل:44.ثم استعرضنا آيات الأحكام وجدنا أن أكثر بيان القرآن الكريم للأحكام إنما هو بيان إجمالي لا تفصيلي، وكلّي لا جزئي، ليفسح المجال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليقوم بالبيان الذي أُمِرَ به، وليتسنّى للمجتهدين استعمال عقولهم في تطبيق كليات القرآن الكريم لاستخراج الأحكام الشرعية منه حسبما يحقق للناس مصالحهم في حدود شريعة الله السمحة، فعلى سبيل المثال:لقد حذّر الله تعالى من الشرك وبيّن بعض أنواعه في آيات كثيرة، فجاءت السُّنّة فأكّدت على ذلك، وفصّلت، وبيّنت أنواعا كثيرة لم يذكرها القرآن الكريم، ومِثله يقال في الصلاة، ومقادير الزكاة، وأحكام الصيام، ومناسك الحج والعمرة، وباقي الأحكام، وليس معنى هذا أن القرآن الكريم أجمل كل شيء، بل إنه فصّل في بعض الأحكام كالمواريث حتى كاد ينفرد ببيانها، وبيّنت السّنّة القليل منها، وفصّل المجتهدون القليل الباقي، وكذلك أحكام الطلاق والعِدَّة والنفقة...إلخ.
والحكمة من التفصيل:
1-أمور تعبّدية لا مجال للعقل فيها.
2-يدرك العقل علّتها لكنها لا تتغير بتغير الزمان والمكان، ولا تأثير لاختلاف البيئات مثل المواريث، العِدّة...إلخ.
فإذا كان البيان إجمالا فلا يقتصر على القرآن فقط، بل لابدّ من الرجوع إلى السّنّة، كما قال تعالى : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)الحشر:7.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ألا إني أوتيتُ الكتابَ ومثله معه، ألا إني أوتيتُ القرآن ومثله معه، ألا يوشك أن يقعد الرجل متكئا على أريكته، يُحَدَّثُ بحديث من حديثي، فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرّمناه، ألا وإن ما حرّم رسول الله مثلُ ما حرّم الله»رواه أحمد (17174)، وأبو داود (4604)، وغيرهما، وهو حديث صحيح.
6-ما يساعد على استنباط الأحكام من الكتاب والسنة:
1-أقوال الصحابة وفتاويهم لأنهم عاصروا التنزيل، ووقفوا على حكم الشريعة.(توجد كثير من فتاويهم في مصنّفَي عبد الرزاق، وابن أبي شيبة).
2-معرفة أسباب النزول فإنها تحدّد –غالبا-المراد من النص.
3-معرفة أسباب ورود الحديث (أي:السبب الذي من أجله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث، أو فَعَلَ ذلك العمل).
4-معرفة الأعراف والعادات السائدة فيمن نزل القرآن في وقتهم.
5-معرفة اللغة العربية معرفة وافية بالمطلوب.
ومتى لم يجد العلماء كلّ ذلك فيكفي الفهم العربي الصحيح الذي لا يخرج عن المفهوم الصحيح للإسلام بأن لا يتعارض مع الكتاب والسّنّة، ولا يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة.
7-هل يحتوي القرآن على العلوم الأخرى، كالطب، والهندسة، والفيزياء، ونحوها؟:
إن القرآن الكريم ليس كتاب طبّ، ولا كتاب هندسة، ولا كتاب فيزياء، ولا كتاب عِلم فلك، إنما هو كتاب هداية يهدي الناس ويرشدهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، ويبيّن للناس طرق التعامل الحسن.ولكن لا يعني أنه ما أرشد إلى تلك العلوم النافعة فمثلا في الطبّ يرشد القرآن إلى أصول الطبّ وحفظ الصحة قال تعالىوَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )الأعراف31 ، وقال فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة:184 ، وقال تعالى ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة:195...إلخ، ولكنه لا يفصّل في أمور الطبّ وإنما يُعطي قواعد كليّة، وضوابط أساسية ، وأصولا عامّة.
ومثال على الإرشاد إلى الأحوال السياسية الداخلية في قوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ آل عمران:159، ، وقوله تعالى: إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ القصص) :26، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء:59.
والسياسة الخارجية في مثل قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ) التوبة:6 وقوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) الأنفال:60.ومن الآيات الجامعة في السياسة قوله تعالىإِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا النساء:58، ومثال على علم الاجتماع قوله تعالى (ِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)لرعد:11.ومثال على الإرشاد إلى الاقتصاد، إرشاد القرآن إلى التوسط والاعتدال وذم التقصير والغلوّ ومجاوزة الحد في كل الأمور (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ )لأعراف:29 ، وقال وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) الفرقان:67....إلخ.فالقرآن الكريم أُنْزِل ليُخرج الإنسان من داعيةِ هواه، فكُلُّ ما لهوى الإنسان مدخلٌ فيه، فصّل فيه القرآن الكريم حتى لا يتبع الإنسان هواه المخالِف للحق، أما الطبّ، والهندسة، ونحو ذلك، فلا مدخل للهوى فيه، فلذلك لم يُفَصّل القرآن الكريم فيها، فلا يوجد من يعاند ويقول:واحد زائد واحد يساوي ثلاثة مثلا، أو أن أضلاع المربّع غير متساوية، أو يُنكر جاذبية الأرض للأجسام.
8-كيف تكون عنايتنا بالقرآن الكريم؟:
فلكي نكون كذلك –أيها المسلمون-علينا اتباع الخطوات التالية:
1-الرغبة في تلاوة وحفظه ، قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت:45، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول(ألـم)حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» [الترمذي(2910)، وقال حسن صحيح].وقال صلى الله عليه وسلم:«خيركم من تعلم القرآن وعلّمه»رواه البخاري (5027).
2-الاستماع إليه والاهتمام به في كل وقت، وليس في رمضان فقط!!.
3-تعلّمه وتدبّره وتفهّمُه قال تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) ص:29 ، وقال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد:24
.ومما يساعد على تدبّره:
*-معرفة اللغة العربية. - *- تفريغ القلب. –*- تفريغ الوقت. –*- قراءة التفسير. –*- دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. –*- دراسة الفقه. –*- الدعاء والتضرّع إلى الله تعالى.
4-تعهّده ومذاكرته، والحذر من تركه ونسيانه.
5-التأدّب بآدابه، والعمل بتعاليمه.
6-الاستشفاء به من الأمراض خاصّة أمراض النفس، والقلق، والاضطراب، قال تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) [الإسراء:82].وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه أن ناسا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم.فقالوا لهم هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ أو مصاب.فقال رجل منهم نعم فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل فأُعْطِيَ قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها.وقال حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم-فذكر ذلك له.فقال يا رسول الله والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب.فتبسم وقال «وما أدراك أنها رقية ».ثم قال «خذوا منهم واضربوا لى بسهم معكم »رواه البخاري (2276)، ومسلم (2201).
7-تعليمه الأولاد والأهل –خاصّة النساء-في كلّ وقت وليس في العطلة الصيفية فقط.
8-جعله منهاجا للحياة كلّها، بتحليل ما أحلّه، وتحريم ما حرّمه.وبذلك يرفع الله قدْرنا ومنزلتنا وأمّتنا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله يرفع بهذا القرآن أقواما، ويضع به آخرين»رواه مسلم (817).
نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم رُدَّ المسلمين إلى دينهم رَدًّا جميلا يا كريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.اللهم صلّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين.
الشيخ ابي سعيد بلعيد الجزائري
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________