عنوان الموضوع : هكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

هكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ، علو الهمة ورفض الهوان ..

علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الطموح في أسمى صوره وعلو الهمة في أبرز معانيها، وربانا على العزة والكرامة وزرع فينا حب التميز والتفوق والحصول على المكانة العالية في كل مكان نعمل فيه، فالتواضع والزهد في الدنيا لا يعنيان إطلاقا أن يقبل الإنسان المسلم الحد الأدنى أو أن يرضى بتميز الآخرين وتفوقهم عليه وفي مقدوره أن ينافسهم ويتفوق عليهم.

من هنا حثنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه على الطموح في كل شيء حتى في الدرجات التي يتطلع إليها أي مسلم في الجنة، فقال في الحديث الصحيح: إذا سألتم الله فأعظموا الرغبة واسألوا الفردوس الأعلى فإن الله لا يتعاظمه شيء.


حيوية الإسلام

هذا الحديث الشريف كما قال علماء الحديث أصل من الأصول القوية التي تدل على حيوية الإسلام وسمو تعاليمه، وعلى أنه الدين الذي يرقى بالبشرية إلى الذروة من العزة، وينهض بالمجتمعات إلى المستوى الرفيع من القوة والكمال، فالنبي صلى الله عليه وسلم يرشد المسلم إذا طلب من الله دخول الجنة، وهي غاية كل مؤمن ألا يقنع منها بالدرجات الدنيا، بل يعظم الرغبة ويطلب الفردوس الأعلى، حيث منازل الأبرار والأنبياء والصديقين والشهداء، ذلك أن الإنسان إذا تعلق قلبه بالمثل العليا سعى بكل الوسائل المشروعة إلى الوصول إليها، فإن وصل فخير وبركة وهذا هو غاية المراد، وإن عجز فقد بذل جهده ولم يقصر.

وعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن المنازل الرفيعة لا تتأبى على أصحاب الهمم العالية، والأهداف النبيلة لا تستعصي على العزائم القوية وما علمنا إياه رسولنا الكريم وما أرشدنا إليه ونصحنا به من طموح إلى الأحسن والأفضل يلتقي مع ما أمرنا به الخالق عز وجل، فالمسلم مطالب دائما بالبحث عن الأفضل والوصول إلى الأحسن، وهو مأمور بالعمل والاجتهاد لتحسين واقعه وحل مشكلاته وتحقيق كل طموحاته، فالله سبحانه وتعالى يأمرنا دائما بأن نقول الأحسن: وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن وأن نفعل الأحسن، فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأخبرنا بأن العمل الطيب لا يمكن أن يتساوى أبدا مع العمل السيئ فقال: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن.


الطموح وعزة النفس

يقول الداعية والفقيه الراحل الشيخ عطية صقر: إن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله تربي النفوس على الطموح وعلو الهمة، وتدفعنا دفعا إلى طلب المعالي، والسعي دائما وراء الأفضل وعدم الاستسلام للواقع الذليل، والرضا بالحد الأدنى، فهذا ضعف واستسلام لا يقبله الرسول لأتباعه، فهو القائل في الحديث الشريف المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز .

والنبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة لنا جميعا، كان قبل بعثته مثلا يحتذى في بعد الهمة وعزة النفس والطموح، جلس مجالس الكبار وهو لا يزال صبياً، واشترك مع العظماء في حلف الفضول وهو لا يزال شابا غضا ونأى بكرامته أن تدنس بما ارتكس فيه عامة قومه من عقيدة فاسدة أو سلوك غير كريم، واستمر معروفا بينهم بالصادق الأمين حتى شرفه الله بأكرم رسالة في الوجود، فربى أصحابه على مثال ما رباه الله من السمو والطموح، وكون منهم جيلا جديرا بحمل تبعات هذه الرسالة الكريمة حيث تنافس صغارهم في خوض معارك الشرف والجهاد، وتبارى كبارهم في ميادين البذل والعطاء، فهذا أحدهم ينفق كل أمواله في سبيل الله لا يبقى لعياله إلا الله ورسوله، ويرفض الآخر ربحا كبيرا على تجارة طامحة نفسه إلى أضعاف كثيرة فيتصدق بها في سبيل الله.


ما أحوج المسلمين الآن إلى التخلق بهذه الأخلاق الفاضلة وإلى التربية النبوية الكريمة، وهذا الطموح المثالي الذي رفع رسول الله لواءه ونشر مبادئه، وأكد من خلاله أن المسلم ليس إنسانا ضعيفا هزيلا مستسلما، ولكنه إنسان قوي طموح، تعلو همته دائما لتعانق الجبال.


والطموح الذي يحقق لنا الأفضل والأحسن والأرقى في حياتنا الدنيوية وفي ميزان حسناتنا يوم نلقى الله لن يتحقق كما علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلا بالعمل الجاد المتقن والإخلاص في كل ما نقوم به من أعمال وطاعات وعبادات، فالطموح الصحيح لابد أن يصحبه عمل جيد، وإلا كان ضربا من الأوهام والأماني التي هي رأس مال الكسالى والمتراخين، كما قال الشاعر الحكيم:


ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها

إن السفينة لا تجري على اليبس


مواجهة الظلم


والطموح وعلو الهمة الذي ربانا عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يفرض على المسلم أن يأبى الذل ويرفض الهوان، فالمسلم في كل أحواله: في غناه وفقره في قوته وضعفه ومرضه، لابد أن يكون قوة مرهوبة الجانب، يقف في كل المواقف، وفي جميع المعارك والشدائد صامدا كالجبل الأشم، فهو أولاً لا يشعر بكرامة الإنسان التي فضله الله بها، ويزهو ثانيا بأمجاده العربية في ميادين الشرف، ويعتز ثالثا بالإسلام الذي ارتضاه الله له دينا، وبالأمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس.


ولنا أن نتأمل هنا هذا الموقف الرائع الذي ضربه الأوس والخزرج حين عرض عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم مشروع الصلح مع الكفار في غزوة الأحزاب والذي ينص على اعطائهم ثلث تمر المدينة، ليرجعوا دون قتال، فقالوا له: هل هذا المشروع وحي من الله لابد أن نقبله.. أم أمر تحبه نفسك فنوافقك عليه.. أم شيء عملته لمصلحتنا فنرى فيه رأينا ؟

فقال عليه الصلاة والسلام: بل هو لمصلحتكم وفيه حقن لدمائكم ، فقالوا له: لقد كنا نحن وهؤلاء في الجاهلية على الشرك وعبادة الأوثان، ومع ذلك ما كان يطمع واحد منهم في تمرة واحدة من تمرنا إلا بيعا أو قرى، أفبعد أن أكرمنا الله بالإسلام وأعزنا بك نعطيهم ثلث تمرنا، والله لا يكون هذا أبدا، وليس بيننا وبينهم إلا سيف حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.


بهذا المنطق الرائع النابع من الإيمان القوي بكرامة النفس والاعتزاز بالإسلام رفض المسلمون الأوائل أي موقف أو مشروع يمس كرامتهم، وأصروا على المقاومة ورفض المهانة مهما كانت نتيجة المواجهة، فالاستشهاد في سبيل الشرف خير من حياة تلوثها الذلة، والهوان، وكان جزاء هذه القوة وهذا الإيمان الرائع نصرا مؤزرا قدمه الله إليهم هدية: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال، وكان الله قويا عزيزا .



ما أحوجنا اليوم إلى هذه القوة وهذه الروح التي زرعها فينا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم خاصة، ونحن نواجه معارك سياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية تحتاج من المسلمين إلى صلابة وقوة وعزيمة وصبر حتى يكتب الله لهم العزة والنصر.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


جزاك الله خيرا
ننتظر جديدك الهادف
ودمتي بحفظ الله
استغفر الله واتوب اليه


__________________________________________________ __________

ان شاء الله ماتشوفون الا كل خير


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

الله يسلمك ياعسل


__________________________________________________ __________