عنوان الموضوع : من اغاني الحياة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

من اغاني الحياة



تعرفون الشاعر ابو القاسم الشابي ....!!!
حبيت اجيبلكم كم قصيدة من مؤلفاته
عجبتني وبتمنى انها تعجبكم:


الجنة الضائعة


كم من عهود عذبة في عدوة الوادي النضير
فضية الأسحار مذهبة الأصايل والبكور
كانت أرق من الزهور ومن أغاريد الطيور
وألذ من سحر الصبا في بسمة الطفل الغرير
قضيتها ومعي الحبيبة لا رقيب ولا نذير
إلا الطفولة حولنا تلهو مع الحب الصغير
أيام لم نعرف من الدنيا سوى مرح السرور
وتتبع النحل الأنيق وقطف تيجان الزهور
وتسلق الجبل المكلل بالصنوبر والصخور
وبناء أكواخ الطفولة تحت أعشاش الطيور
مسقوفة بالورد والأزهار والورق النضير
نبني فتهدمها الرياح فلا نضج ولا نثور
ونعود نضحك للمروج، للزنابق والغدير
ونخاطب الأصداء وهي ترف في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي وهي تلغو بالخرير
ونظل نركض خلف أسراب الفراش المستصير
ونمر ما بين المروج الخضر في سكر الشعور
نشدو ونرقص كالبلابل للحياة وللحبور
ونظل ننثر للفضاء الرحب والكون الكبير
مافي فؤادينا من الأحلام أو حلو الغرور
ونشيد في الأفق المخضب من أمانينا قصور
أزهى من الشفق الجميل ورونق المرج الخضير
وأجل من هذا الوجود وكل أمجاد الدهور
دوما تدللها الحياة بكل أنواع السرور
وتبث فينا من مراح الكون ما يغوي الوقور
فنسير ننشد لهونا المبعود في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل كمن الوجود وبالحقير
بالسائل الأعمى وبالمعتوه والشيخ الكبير
بالقطة البيضاء بالشاة الوديعة بالحمير
بالعشب بالفنن المنور بالسنابل بالسفير
بالرمل بالصخر الحطم بالجداول بالغدير
واللهو والعبث البريئ الحلو مطمحنا الأخير
ونظل نقفز أو نثرثر أو نغني أو ندور
لا نسأم اللهو الجميل وليس يدركنا الفتور
فكأننا نحيا بأعصاب من المرح المثير
وكأننا نمشي بأقدام مجنحة تطير
أيام كنا لب هذا الكون والباقي قشور
أيام تفرش سبلنا الدنيا بأوراق الزهور
وتمر أيام الحياة بنا كأسراب الطيور
بيضاء لاعبة مغردة مجنحة بنور
وترفرف الأفراح فوق رؤوسنا أنا نسير
آه توارى فجري القدسي في ليل الدهور
وفنى كما يفنى النشيد الحلو في صمت الأثير
أو آه قد ضاعت علي سعادة القلب الغرير
وبقيت في وادي الحياة الجهم أدأب في المسير
وأدوس أشواك الحياة بقلبي الدامي الكسير
وأرى الأباطيل الكثيرة والمآثم والشرور
وتصادم الأهواء بالأهواء في كل الأمور
ومذلة الحق الضعيف وعزة الظلم القدير
وأرى ابن آدم سائرًا في رحلة العمر القصير
ما بين أهوال الحياة وتحت أعباء الضمير
متسلقًا جبل الحياة الوعر كالشيخ الضرير
دامي الأكف ممزق الأقدام مغبر الشعور
هالته أشباح الظلام وراعه صوت القبور
ودوي إعصار الأسى والموت في تلك الوعور
ماذا جنيت من الحياة ومن تجاريب الدهور؟
إلا الندامة والأسى واليأس والدمع الغزير
هذا حصادي من حقول العالم الرحب الخطير
هذا حصادي كله في يقظة العهد الأخير
قد كنت في زمن الطفولة والسذاجة والطهور
حيا كما تحيا البلابل والجداول والزهور
لا نحفل الدنيا تدور بأهلها أو لا تدور
واليوم أحيا مرهق الأعصاب مشبوب الشعور
متأجج الإحساس أحفل بالعظيم وبالحقير
تمشي على قلبي الحياة ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري يا بني ....فما أشقى المصير



أزنبقة السفح

أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟
أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب، يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟
أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟
أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ نجيعَ الحياة ، ودمعَ المسا؟
أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟
وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟
إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ
وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ
وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ نَحِيبَ الدُّجَى ، وأنينَ الأملْ
فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي شُواظاً من الحَزَن المشتعل
وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة رُضابَ الأسى ، ورحيقَ الألم
فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ
أصيخي! فما بين أعشار قلبي يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت
معيداً على مهجتي بحفيف جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ
وقد أترع الليلُ بالحب كأسى وشعشعها بلهيب الحياة
وجرّعني من ثُمالاتِه مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ
إليَّ! فقد وحّدت بيننا قَسَاوة ُ هذا الزّمان الظَّلُومْ
فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم
وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ
فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ
وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ
سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ تطايَرَ من خَفَقات الوترْ
يردِّدُه حُزنُنا في سكون على قبرنا، الصّامتِ المطمئن
فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ




يا ايها الشادي

يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا ثَمِلاً بِغِبْطة ِ قَلْبِهِ المَسْرُورِ
مُتَنَقِّلاً بينَ الخَمائلِ، تَالِياً وحْيَ الربيعِ السّاحرِ المسحورِ
غرّدْ، ففي تلك السهول زنابقٌ تَرْنُو إليكَ بِنَاظرٍ مَنْظُورِ
غرِّدْ، ففي قلبي إليْك مودَّة ٌ لكن مودَّة طائر مأسورِ
هَجَرَتْهُ أَسْرابُ الحمائمِ، وانْبَرَتْ لِعَذَابِهِ جنِّية ُ الدَّيْجُورِ...
غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنّني مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَمِيري
لكنْ لقد هاضَ الترابُ ملامعي فَلَبِثْتُ مِثْلَ البُلبلِ المَكْسُورِ
أشدُو برنّاتِ النِّياحَة ِ والأسى مشبوبة بعواطفي وشعوري
غرِّدْ، ولا تحفَلْ بقلبي، إنّهُ كالمعزَفِ، المتحطِّمِ، المهجورِ
رتِّل عَلى سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ واصدحْ بفيضِ فؤادك المسجورِ
وکنْشِدْ أناشيدَ الجَمال، فإنَّها روحُ الوجود، وسلوة المقهورِ
أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ لكِنْ بصوتِ كآبتي وَزَفيري
يهتاجُني صوتُ الطّيور، لأنَّه مُتَدَفِّقٌ بحرارة وطَهورِ
ما في وجود النَّاس مِنْ شيءٍ به يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضميري
فإذا استمعتُ حديثَهم أَلْفَيْتُهُ غَثّاً، يَفِيض بِركَّة ٍ وَفُتُورِ
وإذا حَضَرْتُ جُمُوعَهُمْ ألْفَيتَنِي ما بينهم كالبلبل المأسورِ
متوحِّداً بعواطفي، ومشاعري، وَخَوَاطِري، وَكَآبتي، وَسُروري
يَنْتَابُنِي حَرَجُ الحياة كأنّني مِنْهمْ بِوَهْدَة جَنْدلٍ وَصُخورِ
فإذا سَكَتُّ تضجَّروا، وإذا نَطَقْتُ تذمَّروا مِنْ فكْرَتي وَشُعوري
آهٍ مِنَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وَحُبُوري!
ما منهم إلا خبيثٌ غادرٌ متربِّصٌ بالنّاس شَرَّ مصيرِ
وَيَودُّ لو مَلَكَ الوُجودَ بأسره ورمى الوَرى في جاحِمٍ مسجورِ
لِيُبلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي ويكظّ نهمة قلبه المغفورِ
وإذا دخلتُ إلى البلاد فإنَّ أفكا ـكاري تُرَفْرِفُ في سُفوح الطُّورِ
حيثُ الطبيعة ُ حلوة ٌ فتَّانَة ٌ تختال بين تَبَرُّجِ وَسُفُورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي غارقة ٌ بموَّار الدَّم المهْدورِ
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا ترثي للصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لا تَعْنو لِغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ؟
ماذا أودُّ من المدينة ، وهي مُرْتادٌ لكل دعارة وفجورِ؟
يا أيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا ثَمِلاً بغبطة قَلْبهِ المسرورِ!
قبِّلْ أزاهيرَ الربيعِ، وغنِّها رنَمَ الصّباحِ الضَاحكِ المحبورِ
واشربْ مِنَ النَّبع، الجميل، الملتوي ما بين دَوْحِ صنوبر وغدير
وکتْرُكْ دموعَ الفَجْرِ في أوراقِها حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ
فَلَرُبَّما كانتْ أنيناً صاعداً في اللَّيل مِنْ متوجِّعٍ، مَقْهورِ
ذرفته أجْفان الصباح مدامعاً ألاّقة ، في دوحة وزهورِ




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


يعطيك الغافيه
تقبلي مروري


__________________________________________________ __________

الله يعافيكي
شكرا على مرورك الطيب
نورتيني بوجودك


__________________________________________________ __________

يسلموو غناتي ,,

نور القسم بمشااركتك الطيبه ,,

ديدي


__________________________________________________ __________

شكرا جزيلا على تعليقك

وانا فرحانة كثير عشان موضوعي اعجبك

تسلمي يا غالية


__________________________________________________ __________