عنوان الموضوع : رسالة المسلم ..... - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

رسالة المسلم .....



بسم اللهـ الرحمن الرحيم




نحن موقنون بأن النصيحة عهد على المؤمنين، ونعلم ان على المسلم ان يكون في حاجة المسلمين، ومنفعتهم، وعونهم. وكذلك فالنصيحة، والمسؤولية، والأمانة تعظم وتكبر باقتراب الناس من بعضهم، فالنصيحة، والدعوة، ورعاية الزوجة والذرية عهد، ورعاية، ومسؤولية يحاسب المرء عليها. وقد حدد الله سبحانه وتعالى، للمسلم مسارهـ، وبين له طريقه، فهو محاسب ومسؤول في كل مكان، وعن كل قول وفعل.نحن موقنون، أيضا، بأن إسلامنا جاء ليملأ الدنيا ضياء، وطمأنينة، وأمنا، وسلاما، وسعادة، وهناءا، إسلامنا جاء بالود، والمحبة، والاخاء. جاء الاسلام ليحفظ للإنسان كرامته، ودمه، وماله، وعرضه.
موقنون بأن المسلم يبقى مسلما إذا حل وإذا ارتحل، لا تتغير رسالته ولا يتبدل سلوكه، فهو مسلم مستسلم لأمر ربه في كل شأنه،وفي كل مكان. فأهل الإيمان هم الضياء إذا عم الظلام، يسعون في الأرض بالهداية، ويحملون الخير في قلوبهم ويبذلونه لكل الناس.
فالمؤمن كالطبيب يصف الدواء لمن يحتاج اليه في أي مكان يحل فيه، ويدل على الحق ويرشد اليه. فكيف السبيل ليكون كل منا عضوا نافعا ينفع الله به البلاد والعباد؟ وكيف نكون دعاة الى الحق والهدى والنور؟

لقد بين لنا الله، جل في علاهـ، ونبيه صلى الله عليه وسلم، الطريق لنكون هداة مهتدين ومرشدين الى الخير والتقى، قال الله تعالى: (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
وقال أيضا: ( ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالعروف وينهون عن المنكر).
وقال جل في علاهـ: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).
وقال أيضا: (ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين).
وقال سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ).

وهذه الآيات تحدد للمسلم رسالته، فالله تعالى خلق الخلق لعبدون، قال سبحانه: ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون). وجعل رسالتهم في الحياة الارشاد والتوجيه الى هذه الغاية النبيلة، وكل سعي مباح في الحياة انما جعل لنستعين به على حسن الأداء في العبادة، لأنها السبب في الخلق والايجاد.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أحب الناس الى الله أنفعهم، وأحب الأعمال الى الله عزوجل سرور تدخله على المسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع المسلم في حاجته حتى أقضيها له أحب الي من ان أعتكف في هذا المسجد شهرا".
وأي حاجة أعظم من الدلالة والارشاد الى سواء السبيل والدعوة الى الخير والحماية من الانزلاق والغواية.

بعث الحسن البصري قوما من أصحابه في قضاء حاجة لرجل وقال لهم: مروا بثابت البناني فخذوه معكم. فأتوا ثابتا فقال أنا معتكف، فرجعوا الى الحسن فأخبروهـ، فقال لهم قولوا له يا أعيمش أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة؟ فرجعوا اليه وأخبروهـ، فترك اعتكافه وذهب معهم.
والنصح لكل مسلم واجب على المسلم بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شيء يبني الأمم مثل الايمان، ولا شيء يرفع الهمم مثل صحة العقيدة، والعبادة، وحسن اللجوء الى الله سبحانه وتعالى، وصدق التوكل عليه.

بالايمان تشتد أصلاب المؤمنين وتزداد قوتهم، فلا تنهار الأمة المؤمنة، ولا تضعف أبدا، وتبقى كالطود الشامخ، لذلك تعد الدعوة الى طريق الخير خير الأعمال وأشرفها، لأنها طريق البناء، وبالدعوة تصان الأمة، وتحمى من الغزو الفكري والفساد العملي، وإذا كان للفرد ذكرا أو أنثى قيمة في المجتمع، فان قيمته يحددها ما يقدمه لأمته من خير وما يسديه من معروف. فالدعوة الى الدين والارشاد الى طاعة رب العالمين مما تصان به الانسانية كلها، وقد كان السلف، رحمهم الله تعالى، ينتهزون الفرص، ويستغلون المواقف للدعوة والارشاد.

يقول الحسن البصري رحمه الله: دخلت على بعض المجوس وهو يجود بنفسه عند الموت، وكان منزله ازاء منزلي، وكان حسن الجوار، حسن السيرة، حسن الأخلاق، فرجوت الله أن يوفقه عند الموت ويميته على الاسلام. فقلت له: ماذا تجد؟ وكيف حالك؟ فقال لي: لي قلب عليل ولا صحة لي، وبدن سقيم ولا قوة لي، وقبر موحش ولا أنيس لي، وسفر بعيد ولا زاد لي، وجنة عالية ولا نصيب لي، وصراط دقيق ولا جواز لي، ورب عادل ولا حجة لي. فقال الحسن: فأقبلت عليه وقلت له: لم لا تسلم فتسلم؟ قال المجوسي: يا شيخ ان المفتاح بيد الفتاح والقفل ها هنا، وأشار الى صدرهـ، ثم غشي عليه. قال الحسن: فقلت الهي وسيدي ومولاي ان كان لهذا المجوسي حسنة عندك فعجل بها اليه قبل فراق روحه من الدنيا وانقطاع الأمل. ثم أفاق المجوسي من غشيته وهذا العالم الجليل مازال يدعو له ويرجو له الخير. فأفاق مستبشرا وفتح عينيه، ثم أقبل على الحسن فقال: أبشر يا شيخ، ان الفتاح قد أرسل المفتاح امدد يمناك، ثم نطق بالشهادة، ومات بعدها ولم يركع لله ركعة، ذهب الى رحمة الله. أنجاهـ الله بدعوة ودعاء مؤمن أراد به الخير، فوفقه الله اليه.

فما أعظم الفرق بين هذا وآخر يدعو على ابنه بالويل والثبور! وما أعظم الفرق بينه وبين مسلم يبعد ذريته عن طريق الخير، ويأخذ بأيديهم الى الهلاك، ويحرص على إبعادهم عن طريق الخير والهدى! ولنا في هذه القصة عبر وفوائد، منها: إخلاص الحسن رحمه الله تعالى في دعوته، وحرصه على سلامة المجوسي ونجاته، وقدوته وأسوته في هذا سيد خلق الله صلى الله عليه وسلم، الذي فعل الشيء نفسه مع الغلام اليهودي، ودعاهـ حتى أنقذهـ الله به ومات مسلما. ومنها صفات اليهودي التي وصفه بها الحسن من حسن الخلق، والسيرة، والجوار، فقد امتد خير تلك الأمة وحسن صفاتها الى من جاورهم من الكفار والمشركين وعبدة النار.
ومنها فقه المجوسي وعلمه وكلماته التي تدل على علم ودراية، وهو مجوسي ولكنه جاور الأخيار، فتعلم منهم، وهذا يدل على أنه سمع منهم الكثير، فأخرجها الله من صدرهـ ونفعه بها وقت حاجته اليها، وأنقذه بها يوم هيأ له مؤمنا مشفقا محبا ناصحا، أنقذه وأخرجه من الظلمات الى النور.

فنحن نريد سواعد تتقوى في الحق، والعدل، ونصرة الأمة، وخدمة العباد، وصيانة البلاد، ورجاء الخير ونشرهـ ونعميمه، لا نريد الذين تشبعوا بالأفكار الشاذة ونظريات التدمير والتخريب، ولا دعاة التحلل والتفلت والفساد، ولا الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
لا نريد الذين يعرفون بما لا يعرفون، ولا الذين يغمزون ويلمزون، لا نريد الذين نصبوا لأمتهم العداء، ولا نريد دعوة أساسها الجهل والتراخي، نريد الذين يحملون مشاعل الهدى ويبينون للناس ويرشدونهم الى سبيل الهداية.
نريد للمسلم أن يكون كالشمس لا يملكها أحد، فهي تشع لينتفع بها كل البشر والمخلوقات.

فنبينا صلى الله عليه وسلم، أرسله الله الى الناس كافة بشيرا ونذيرا، وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا. فهو صلى الله عليه وسلم، عالمي الرسالة ونحن أتباعه، نحمل دعوته ونبلغها الى الخلق كلهم في كل زمان ومكان.
فقد كانت رسالته صلى الله عليه وسلم، وستبقى رجمة مهداة، ونعمة مسداة. والدنيا كلها تبحث اليوم عن حامل النور الذي عرف منهجه، وحدد وجهته، وتفانى في أداء رسالته، كما تفانى السلف الصالح، رحمهم الله تعالى، من قبل. نريد دعاة يشعرون بغيرهم ويحسون بإحساسهم، نريد من يواسي الناس ويعطف عليهم بحب، ورغبة، وإخلاص، وتفان.
نريد من يمثل دينه، وبلده، وأمته خير تمثيل، ويكون قرآنا يمشي على الأرض، وفضيلة ترى بالعين. نريد للمعاني والقيم الانسانية أن ترتفع في القلوب، فيحس المسلم بالآم أمته، وأمراض مجتمعه، وحاجات أسرته.
نريد الفئة المؤمنة الصالحة الكريمة ان تتكاثر، وتظهر، وتنتشر لتنشر الخير في حلها وارتحالها. نريد ترجمة المعاني السامية التي أتى بها ديننا العظيم وتصويرها وإظهارها.
نريد ان ندرب أنفسنا على العمل للدين في كل مكان نوجد فيه.

أخي المسلم والقول اليك أختي المسلمة كونا دعاة الى الله حيثما كنتما، ولا تحقرا من المعروف شيئا ولا تتهاونا في العمل اليسير فقد يكون له الأثر الكبير.
أنت تشرب الماء ورأيت مسلما يقف بجوارك، اعرض عليه، واسكب له، فهذه دعوة للمسلمين وغيرهم، وأنت تركب أو تنزل من أي وسيلة نقل ورأيت شخصا مثقلا بحمله، اعرض عليه المساعدة فهذه دعوة. وأنت تعبر الطريق ورايت طفلا أو عاجزا ساعدهما على العبور، فهذه دعوة. إذا رأيت عاصيا، أو مخطئا، أو مخالفا، تقدم اليه، وانصحه برفق، وحب ، وابتسامة.
سلم على من تمر به من المسلمين، فهذه دعوة، وانت تفعل هذا طهر نفسك من كل سوء، أو فعل، أو خلق مشين يبعدك عن الله ويسيئ الى دعوتك، ولا تدع للسوء قرصة ليزاحم الخير في قلبك، وقولك، وعملك. واستمر دائما وابدأ البحث عن مساوئ نفسك لتطهرها وتزكيها، ولا تشتغل بعيوب غيرك عن عيوبك، فهذا يثبط دعوتك.
ويكفيك أخي المسلم أنك ترى عيوب غيرك بسهولة، وتخفى عليك عيوبك، فلا تقل في غيرك ما لا يعنيك واشغل نفسك وسمعك وبصرك بما فيه رضا ربك، وخالقك، ومولاك. وصاحب أهل الفضل والعلم والتقى، وابعد عن أهل السوء والفساد، فالبعد عنهم غنيمة. املأ أيامك بالدين، وتقرب الى رب العالمين، وابتعد عن المنكر وأمكنته، وكن هكذا في حلك وترحالك، في بيتك، وعملك، وسفرك. والأمر سهل، بتوفيق الله، سيهديك مولاك، سبحانه، ويهدي بك، وستكون نافعا لنفسك، وأسرتك، ومجتمعك، وأمتك.



منقول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


جزاكِ الله كل خير وبارك فيكِ أختي السيدة الأولى

طرح قيٌم ومشاركة جدآ هادفة نحتاجها جميعاً

نفعنا الله بها ولاحرمكِ اجرها ان شاءالله

تحيتي وتقديري لكِ غاليتي..


__________________________________________________ __________





سبحان الله

جـــزاكـِ الله خير عزيزتي ع الطرح القيم

بارك الله تعالى فيك , وكتب لكِ الأجــر

كل الشكر والتقدير لكـِ







نُورالْإيمَـاآن





__________________________________________________ __________

مهاتي



نور الايمان


انتم ذخر لي


جزاكن الله كل خير.


__________________________________________________ __________

شاكرة مروركن العطر


__________________________________________________ __________

ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالعروف وينهون عن المنكر).
وقال جل في علاهـ: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ).

شكرا لك اختى فى الله على طرحك المفيد