عنوان الموضوع : هموم الناس&&&
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

هموم الناس&&&






[img][/img]


قال صلى الله عليه وسلم: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.
وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: أحب الناس إلى الله أنفعهم لعباده.

هنيئاً لمن جعل الله قضاء مصالح الناس على أيديهم, إنه لشرف والله عظيم, ومسؤولية أعظم,
فمن ذا الذي يدرك ذلك؟

من المؤسف أن بعضهم من بني جلدتنا, ما أن يتسلم أحدهم منصباً معيناً, ويصل لمرحلة ما
إلا وقد نسي ما كان عليه في سابق عهده، وكأن شيئاً لم يكن، فتعظم الأنا داخله،
ويصبح همه إشباع غرورها في ذاته، وكأن الناس من حوله لا يساوون قطميراً،
ويصبحون في نظره كبعوضة أو ما فوقها، وتكاد تقول لهم:

يا أخي لا تشح بوجهك عني
فما أنا فحمة، ولا أنت فرقد

قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتلّ جواظ مستكبر)

ومعنى عتل (الغليظ الجافي) والجواظ (الجَمُوع المَنُوعُ )، ورب أشعث أغبر، لو أقسم على الله لأبرّه.

عرفت من خلال تجاربي وتجارب بعض البائسين حولي، أنه ليس من الضرورة
أن تكون ذا فكر نير، واجتهاد مثمر، وإنتاج وافر،
بل المهم، مَن تعرف من أصحاب المناصب؟

من الذي سيوصل إنتاجك الذي تجزم بأنه إبداع، وثروة وطنية، للجهات المختصة،
والذي لن يُرى بعين الرضا أبدا، وكأن عليه غشاوة، حتى يُعرَف من الذي قدمك لهم،
فإن كان من ذوي المناصب والحسب والنسب، ستنجلي الغشاوة، وتزول الطلاوة،
وسيظهر الإبداع و(الحلاوة).

تهميش مصالح الناس أصبح مع الأسف الشديد عادة، حتى أنك عندما ترسل أعمالك لجهة ما،
وتتابعها، تخجل لكثرة سؤالك عنها، (لأن لا أحد يعنيه أمرك وأمرها) فتتركها،
وينصحك بعض الأقربين بالمتابعة وعدم اليأس، ثم تعاود السؤال عنها،
لتجد الإجابة من أنت، وما قضيتك، ومتى؟ وكيف؟ واصبر وانتظر....
حتى كأنك تدور في حلقة مفرغة، وهكذا...
وتمر الأيام، تسرق وهج أعمارنا، وأوج مراحل نشاطنا، ويتطاير مع الأثير جميل إنتاجنا، وذروة عطائنا.

ذكرني هذا الحال بالشاعر المسكين حيث يقول:

هجرتها حتى قيل لا يعرف الهوى
وزرتها حتى قيل ليس له صبر

حينما تُقدِم على عمل ما، وتنتهي منه، ويكتنفك الرضا عنه من كل جانب،
وتظن بأنك حققت إنتاجاً رائعاً، وإرثاً أدبياً للأجيال القادمة، حتى أنك لتنظر إلى من تعول،
وكأنك تقول: انتظروني.... ما هي إلا فترة عرض إنتاجي، وسيُذّهَل الجميع،
وستتخطفني الأيدي والقنوات الفضائية، وسيتبدل الحال،
فلن تُطفَأ الكهرباء ولن ينفصل الهاتف بعد اليوم لعدم سداد الفاتورة،
وستنعمون يا صغاري هذا العام بشتاءٍ دافئ، سنشتري المدفأة الجيدة، والملابس الثقيلة،
والثقيلة جدا، بحجم وزن عملي هذا،,, فيمر بعد الشتاء المزعوم شتاءات،
والشتاء عندنا قارص... لاذع.. كما اللسعات الكهربائية (يكمش) الملامح
يُيبّس الشفاه، حتى لا تقوَى على الابتسام، ولو حاولت لتشققت لأنها اعتادت الانكماش على نفسها،
وشتاءنا، يسمّر الأنامل، فتذعن له وتحجم في ساعات الصباح الأولى عن الانقباض والانبساط،
وهو طويل، وحينما يذهب تبقى آثاره في ملامحنا،
ولسان حالنا يقول: ألا أيها الشتاء الطويل ألا انجلي بدفء، وما الدفء منك بأمثل،
المهم يا سادة، أنه كلما رن جرس الهاتف،
ابتسم لهم وأقول: هاؤم أولئك، اقرؤوا كتابيه، وسأنال يا أحبابي حسابية،،,,
وإذا بالمتصل يعتذر لأن الرقم خطأ، وأرى في وجوه من وعدتهم بالدفء
عبارات وكأنهم يقولون : يا ليتها كانت القاضية، ولسان حالهم يقول:

اليوم عهدكم فأين الموعدُ
هيهات، ليس ليوم عهدكم غدُ

ولسان حالي يقول:

ليت هندا أنجزتنا ما تعد
وشفت أنفسنا مما تجد

عندها أهمّ بالاتصال، ومراجعة ومتابعة أعمالي، لكني والله أخشى لو ألححت في السؤال والاستفسار،
لقيل: خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، وخشيت أن ينقموا عليّ لإزعاجهم
فيردفون: في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه، فحاولت إقناع من أعول،
بأن شمس النهار ساطعة وكفيلة بمنحنا الحياة والدفء، وفي الصيف الظلال وارفة،
والحمد لله أن جعل الهواء مشاعا ومتاحا وليس لأحد سلطة عليه،
وكما يقول الشاعر الشعبي (إلى جنّبك شر المخاليق خلّه) و(الوجه من الوجه أبيض).

آخر الكلام

لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يعانيها



مما تصفحت
اللهـ يحفظكمـ

منقـــــــــــــــــــــــــــول





[img][/img]


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


[IMG][/IMG]


__________________________________________________ __________

[IMG][/IMG]


__________________________________________________ __________

موضوع قيم


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Biro
موضوع قيم




[img][/img]


__________________________________________________ __________

لقيل: خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، وخشيت أن ينقموا عليّ لإزعاجه
بارك الله فيكى وجعلة فى موازين اعمالك