عنوان الموضوع : وأشرقت شمس الإسلام ... بهجرة خير الأنام - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

وأشرقت شمس الإسلام ... بهجرة خير الأنام



وأشرقت شمس الإسلام ... بهجرة خير الأنام


بسم الله الرحمن الرحيم

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام ،
صلّ الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام .
أما بعد......

أخي المسلم .... أختي المسمة...
منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام هاجر نبينا صلّ الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة.
هاجر بعدما تعرض بأبي وأمي وروحي إلى أشد أنواع الإبتلائات والإضطهادات.
فمن أول يوم قال له ربه
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ(1) قُمْ فَأَنذِرْ(2) } المدثر
قام بأبي وأمي ورواح يدعو الناس في كل مكان
قام ولم يذق طعم الراحة حتى لقي ربه جل وعلا.
فمن اللحظة التي صعد فيها النبي صلّ الله عليه وسلم إلى جبل الصفا لينذر قومه بعدما قال له ربه
{وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } الشعراء21)
وقريش بل ومكة كلها أبرقت وأرعدت ودقت طبول الحرب وأوعدت وصبت جام غضبها على إبنها البار الذي كان يلقبونه من قبل بالصادق الأمين.

ثلاثة عشر عاما قضاها النبي صلّ الله عليه وسلم في مكة يتعرض هو وصحابته لأشد أنواع الإيذاء النفسي والجسدي ومساومات وحصار في شعب بني طالب
حتى أذن له ربه جلّ وعلا بعد ذلك بالهجرة إلى المدينة.
لقد أذن الله تعالى لنبيه وأصحابه بالهجرة لما ضاقت عليهم الأرض ومنعتهم قريش من إقامة دين الله.

أخي المسلم .....أختي المسلمة..
كلنا يعلم جيدا أحداث هجرة النبي صلّ الله عليه وسلم
ولكن تعالو معا لنقف على الدروس والعبر من هجرة نبينا

1- الصبر واليقين طريق النصر والتمكين :
فبعد سنوات من الإضطهاد والإبتلاء قضاها النبي صلّ الله عليه وسلم وأصحابه بمكة
هيأ الله تعالى لهم طيبة الطيبة وقذف الإيمان في قلوب الأنصار ليبدأ مسلسل النصر والتمكين لأهل الصبر واليقين
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } .غافر 51)
إن طريق الدعوة إلى الله شاق محفوف بالمكاره والأذى

لكن من صبر ظفر .. ومن ثبت انتصر ..
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف21)

2- درس في التوكل على الله والإعتصام بحبل الله :
لقد كانت رحلة الهجرة مغامرة محفوفة بالمخاطر التي تطير لها الرؤوس .
فالسيوف تحاصره عليه الصلاة والسلام في بيته وليس بينه وبينها إلا الباب ..
والمطاردون يقفون أمامه على مدخل الغار ..
وسراقة الفارس المدجج بالسلاح يدنو منه حتى يسمع قراءته .

ومكر المجرمين ... والله خير الماكرين
واخترقتَ الصفوف ... وهم محاصرون
فأغشاهم ُنعاسا .... وهم مبصرون

والرسول صلى الله عليه وسلم في ظل هذه الظروف العصيبة
متوكل على ربه واثق من نصره .
فمهما إشتدت الكروب ومهما أدلهمت الخطوب يبقى المؤمن متوكلاً على ربه واثقاً بنصره لأوليائه .
فالزم يديك بحبل الله معتصماً ...... فإنه الركن إن خانتك أركان

3ـ درس في الحب :
وقد قال الحبيب صلّ الله عليه وسلم :
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
إن هذا الحب هو
الذي أبكى أبا بكر فرحاً بصحبته صلّ الله عليه وسلم
إن هذا الحب هو
الذي جعل أبا بكر يقاوم السم وهو يسري في جسده يوم أن لدغ في الغار لأن الحبيب ينام على رجله .
إن هذا الحب هو
الذي أرخص عند أبي بكر كل ماله ليُؤثر به الحبيب صلّ الله عليه وسلم على أهله ونفسه .
إن هذا الحب هو
الذي أخرج الأنصار من المدينة كل يوم في أيام حارة ينتظرون قدومه صلّ الله عليه وسلم على أحر من الجمر .
فأين هذا ممن يخالف أمر الحبيب صلّ الله عليه وسلم ويهجر سنته ثم يزعم أنه يحبه !!!
يا مدعي حب أحمد لا تخالفه .... فالحب ممنوع في دنيا المحبينا

4- درس في التضحية والفداء :
لقد سطر النبي صلّ الله عليه وسلم وأصحابه صفحات مشرقة من التضحية والمغامرة بالأنفس والأموال لنصرة هذا الدين ..
لقد هاجروا لله ولم يتعللوا بالعيال ولا بقلة المال فلم يكن للدنيا بأسرها أدنى قيمة عندهم في مقابل أمر الله وأمر ورسوله صلّ الله عليه وسلم .
فيوم أن بات علي رضي الله عنه
في فراشه صلّ الله عليه وسلم وغطى رأسه كان يعلم أن سيوف الحاقدين تتبادر إلى ضرب صاحب الفراش
ويوم أن قام آل أبي بكر
عبد الله وأسماء وعائشة ومولاه عامر بهذه الأدوار البطولية كانوا يعلمون أن مجرد إكتشافهم قد يودي بحياتهم
هكذا كان شباب الصحابة فأين شبابنا .. !

أين شبابنا الذين يضعون رؤوسهم على فرشهم ولا يضحون بدقائق يصلون فيها الفجر مع الجماعة ؟؟؟؟
نعم .. لقد نام شبابنا عن الصلاة يوم أن نام علي مضحياً بروحه في سبيل الله ، فشتان بين النومتين .
أين شبابنا الذين كلّت أناملهم من تقليب أجهزة القنوات ومواقع الشبكات ؟؟؟؟؟؟؟
أين هذه الأنامل من أنامل أسماء وهي تشق نطاقها لتربط به سفرة النبي عليه الصلاة والسلام ؟؟؟؟

5- درس في العبقرية والتخطيط واتخاذ الأسباب :
لقد كان صلّ الله عليه وسلم متوكلاً على ربه واثقاً بنصره يعلم أن الله كافيه وحسبه
ومع هذا كله لم يكن صلّ الله عليه وسلم بالمتهاون المتواكل الذي يأتي الأمور على غير وجهها .
بل إنه أعد خطة محكمة ثم قام بتنفيذها بكل سرية وإتقان .
فالقائد : محمد صلّ الله عليه وسلم
والمساعد : أبو بكر
والفدائي : علي
والتموين : أسماء
والإستخبارات : عبدالله
والتغطية وتعمية العدو : عامر
ودليل الرحلة : عبدالله بن أريقط
والمكان المؤقت : غار ثور
وموعد الانطلاق : بعد ثلاثة أيام
وخط السير : الطريق الساحلي .
وهذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلّ الله عليه وسلم ، وفيها دعوة للأمة أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل وإتخاذ أفضل الأسباب مع الإعتماد على الله مسبب الأسباب أولاً وآخراً .

هذا مقطع فيديو يشرح طريق هجرة الرسول صلّ الله عليه وسلم

6- درس في المعجزات الإلهية :
هل رأيتم رجلاً أعزلاً محاصراً يخرج إلى المجرمين ويخترق صفوفهم فلا يرونه ويذر التراب على رؤوسهم ويمضي !!!
هل رأيتم فريقاً من المجرمين يصعدون الجبل ويقفون على الباب فلا يطأطيء أحدهم رأسه لينظر في الغار !!!
هل رأيتم فرس سراقة تمشي في أرض صلبة فتسيخ قدماها في الأرض وكأنما هي تسير في الطين !!!
هل رأيتم شاة أم معبد الهزيلة يتفجر ضرعها باللبن !!!

إن هذه المعجزات لهي من أعظم دلائل قدرة الله تعالى
وإذا أراد الله نصر المؤمنين خرق القوانين ، وقلب الموازين.
{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }يس82)



لقد أقام النبي للإسلام دولة من فتات متناثر وسط صحراء تموج بالكفر موجا فإذا بدولة الإسلام بناءا شامخا لا يطاوله بناء وذلك في مدة لا تساوي شيئا على الإطلاق
هذا ملف شامل يبين لنا الأسس التي وضعها النبي صلّ الله عليه وسلم لبناء المجتمع الإسلامي الجديد.



والسؤال الذي لا بدّ منه الآن

يضحى نبينا صلّ الله عليه وسلم هو والصحابة بكل ما هو غالٍ وثمين
فأين نحن؟؟؟
تُرى ماذا فعلنا مُقابل معاناة نبينا صلّ الله عليه وسلم؟؟
أين نحن الآن من سنته صلّ الله عليه وسلم؟؟
أين نحن من أخلاقه صلّ الله عليه وسلم؟؟
أين نحن من صحابته رضوان الله عليهم أجمعين؟؟
أين نحن من ثباتهم وصمودهم أمام كفار مكة ومشركيها؟؟
أين نحن من التضحية بالغالي قبل الرخيص من أجل هذا الدين؟؟؟
أين ؟؟ وأين ؟؟؟ وأين ؟؟؟؟؟؟



يقول رسولنا صلّ الله عليه وسلم:
( العبادة في الهرج ، كهجرة إليّ ) صحيح مسلم

وها نحن نعيش الآن زمان الهرج زمان الفتن فهيا إن كنت حقا صادقا في حب نبيك صلّ الله عليه وسلم
وإن كنت تريد ثواب الهجرة معه .
فجدد نيتك واعبد ربك واسأل نفسك
ماذا هجرت من المعاصي والذنوب؟؟



تعالوا معا إخوتي الكرام نقف سويا وقفة متأنية


وقفة تأمل وتدبر
إنّ أول ما يجب أن يلفت إنتباهنا السرعة العجيبة التي مرت بها هذه السنة، فبالأمس القريب كنا نستقبل هذا العام، وهانحن وبهذه السرعة نودعه، وفي هذا ما يدل أولي الألباب على سرعة إنقضاء الأعمار، وسرعة فناء هذه الدار، كما قال العزيز القهار:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ}
آل عمران: (190).
فاعلموا أنّ الدنيا أيّام محدودة، وأنفاس معدودة، وآجال مضروبة، وأعمال محسوبة، هي والله قصيرة، وإن طالت في عين المخدوعين بزخرفها، وحقيرة وإن جلت في قلوب المفتونين بشهواتها.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا)
فاطر5)،
(يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}
غافر: (39).

وقفة محاسبة
والأصل فيها قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
الحشر: (18).
وقوله:
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}
الأنبياء: (47).
فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خف في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومن ترك لنفسه هواها، وسعى لها في تحقيق مناها وتركها من غير مؤاخذة ولا محاسبة، دامت حسراته وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته. فمن أراد أن يخف حسابه غدا بين يدي ربه فليحاسب نفسه الآن.
قال المصطفى صلّ الله عليه وسلم:
«الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»
[رواه الترمذي وحسنه].

توبة وإستغفار
إعلموا أيها الأحبة إنّ من ثوابت هذا الدين أنّ الأعمال بالخواتيم كما ثبت في أحاديث المصطفى الأمين صلّ الله عليه وسلم:
«وإنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها».رواه البخاري
ومن أصول الشرع إستحباب الإستغفار وكثرة ذكر العزيز الغفار في أعقاب الطاعات والقربات. قال تعالى:
{فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ}
البقرة: ( 198).
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا }
الأحزاب : ( 41).
{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ}
البقرة: ( 200).
{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ}
النساء: ( 103).

و في الحديث عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، كان إذا إنصرف من صلاته ، إستغفر ثلاثا . وقال " اللهم ، أنت السلام ومنك السلام . تباركت يا ذا الجلال والإكرام "
صحيح مسلم

إحذروا أعداءكم
إنّنا نأمل ونحن نودع هذا العام أن تعمل الأمة الإسلامية على تعديل أوضاعها المأساوية، ومعالجة جراحاتها المتعددة في جسدها المثخن بالجراحات والآلام.
إنّ الواجب على أبناء الأمة الإسلامية وقادتها أن يكون لديهم الوعي الكامل والإدراك الشامل بمخاطر أعدائها ومخططاتهم و تربصهم بهم ، فكم تغلي قلوب هؤلاء الأعداء على المسلمين حقداً، وكم يعضون الأنامل علينا غيظاً، يريدون قطع دابر الدين كي تخور القوى ويُتبع الهوى وتعم البلوى ..
{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ}
النساء: (89).

فى النهاية
رسالةإلى من غرهم طول الأمد
رسالة إلى من غره المنصب والجاه
رسالة إلى كل عاص

الهجرة بالمعنى الشرعي ليست مجرد الإنتقال من بلد إلى آخر فحسب.
بل هي هجرة عامة عن كل ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
هجرة من الذنوب والسيئات ... هجرة من الشهوات والشبهات ...
هجرة من مجالس المنكرات ..هجرة من القيل و القال ..
هجرة من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة
هجرة من الشرك إلى التوحيد
هجرة من المعصية إلى الطاعة
هجرة من الشر إلى الخير
هجرة من البدعة إلى السنة
هجرة من الضلال إلى الهدى

هيا إخوتي نعجّل خطاوينا إلى الله جل وعلا
لنتدارك ما مضى من أعمارنا
فورب الكعبة لا ندري هل سيأتي علينا العام الهجري القادم أم لا ؟؟؟
إليكم هذا المقطع

الهجرة النبوية " قبسات ونسمات "






وأخيرا أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله وأن نهاجر إلى الله
لنقي أنفسنا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
فأصلح قلبك وأخلص نيتك تسعد فى الدنيا والآخرة


اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك واصرف قلوبنا إلى طاعتك.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________