عنوان الموضوع : رواية العشق المكتوم -روايات رائعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
رواية العشق المكتوم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
الرواية باللغة العربية الفصحى
تتألف من 16 عشر فصل
ملخص الرواية :
مها فتاة مراهقة ترتكب جريمة قتل غير متعمدة فتنغمس في عالم السجينات المراهقات المجرمات
طوال أقامتها في السجن تتعذب لذكرى حبها و حياتها التعيسة .
الرواية مكتملة
وقد أرسلت للمشرفين الرواية من قبل لتأكد القراء بأني لن انسحب فجأة
وبأذن ربي كل يوم سأضع فصلاً حتى تنتهي الرواية
تفضلوا
الفصل الأول
( البداية )
أسير بخطى متهادية و خجولة , تتجه أعين الحضور من حولي على الحلي التي أرتديها فوميضها قد ألهب الصدور , يترقبون أية حركة عضلية خاطئة قد تضيف حدثا طريفاً ليلهم الذي ينون أن يعتكفون آخره بجلسة غيبة ونميمة مطولة , توجت ملكة لحفل زفافي لروعة ثوبي المستورد من فرنسا , شديد البياض مرصع بالكريستال الشوارفسكي والطرحة نسجت من خيوط الذهب الأبيض والصدر طرز بالآلف الخرز والكريستال , بين يدي الصغيرة أمسك بباقة من الورد الجوري المستديرة ويتدلى منها قماش بآخره باقة ورد جوري مستديرة أخرى أكاد أقع من الضنك فوزن الباقة كبير جداً ويكاد جسدي الضئيل يستطيع تحمل مجهود حملها خلال فترة زفتي بجوار زوجي المستقبلي بندر , أما عن زينتي فهي بسيطة غير متكلف بها أظهرت جمالي مكسبه إياي طلت بهية حسدني عليها الحضور بأكملهم .
وصلت لمنصتي المزينة بقوس من الوردي الجوري الضخم ويتدلى منه المئات من سلاسل اللآلئ أسرعت للأريكة لألقي بقليل من ثقل باقتي على الأرض فجذبني فارس خلاصي بندر نحوه بشكل مفاجئ هامس بأذني :
دعينا نلتقط صورة لنا سوياً أولا .
أردا مني أن أقف بجانبه أمام المصورة لأهبه قطعة من الورق ذكرى أبدية لحفل زفافنا لتصطف بجانب الصور الأخريات في ألبوم من شهود العيان لجريمة عمي .
فجأة في وسط الزخم وزغاريد الفرحة رأيت الحضور يتحدثون بشكل يثير الرهبة وأعينهم يملئوها الذعر والهلع يلوحون بأيدهم لبعضهم البعض بخوف , عم على الأجواء الربكة والضجة أنقسم الحضور إلى قسمين
قسم من النساء أسرعوا بالهرب وهم مذعورين والقسم الآخر كن متسمرين في أماكنهم بلا حراك كأنهم تماثيل ثلجية يتصببون عرقا من شدة الخوف
يشق هذا الفوج المولى فرار شخصاً لم أستطع معرفته ولكنه يشق الطريق باتجاهي بسرعة ويبدوا لي هو سبب وراء كل تلك الفوضى وأجواء الهلع .
وصل هذا الشخص الذي أخاف الجميع إلى وهو يخفى وجهه وراء شماغه , حملقت في وجهه محاولة معرفته ولكنني لم أستطع التعرف عليه , رفع رأسه وبتلك اللحظة شاهدت عيناه فعلمت بأنه فهد أبن عمي كانت عيناه تنذر ببدء معركة سفك دماء وضعت يدي على صدري خوفاُ وتوقفت عن التنفس لبضع ثوان وشعرت بتشنج في أمعائي .
أدخل يده في جيبه وأخرج منها مسدساً وأشهره نحو زوجي بندر , يمسك المسدس بثقة ويدان ثابتان ويرمق زوجي بنظرة حادة واضعاً أبهامه على الزناد بحزم , أطلق النار على صدر بندر فسقط أرضاً ملوثا بياض فستاني بدمائه المتناثرة أحضنت بندر وأنا أرتجف من هول الصدمة أحاول أن أستعيد رشدي ولكنني عاجزة فما حدث شل تفكيري أندفق الدم على فستاني وأنا أتملس جرحه .
رنين الهاتف المستمر أيقظني من كابوسي المرعب الذي يتكرر كل ليلة منذ عقد قرآني لبندر , نهضت من سريري مذعورة وحمدت الله على انتهاء هذا الكابوس المزعج التفتت نحو هاتفي الخلوي فهو مازال يرن ليذكرني بضرورة إجابتي على المتصل .
حملت هاتفي الخلوي وعيني حولها هالة من السواد لعدم أكتفائي من النوم منذ ما يقارب الشهر فهذه الكوابيس حرمتني من لذة النوم وأنهكت جسدي الهزيل وساهمت من زيادة شحوب لوني , أجبت على المتصل بصوت مخنوق من شدة الهلع: ألو .
بندر : الو غاليتي مها عذراً يبدوا بأنني أيقظتك من نومك .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مها : أهلا, قلتها بصوت منخفض خجول , احمرت على إثرها وجنتاي وارتجفت يدي, الحمد لله بأنك أيقظتني فقد كنت أشاهد كابوساً .
بندر: أكرر اعتذاري , صمت لولهة ثم قال : ما رأي جوهرتي المصونة بأن ترافقني لتناول العشاء بالخارج ؟؟؟
بعد هذا السيل العارم من الكلام المعسول انعقد لساني واختلطت كلماتي قائله : سووف اناا لابااأس حسناً, وأنهيت المكالمة في الحال .
نهضت مسرعة واتجهت لمرآتي و نظرت إلى وجهي لعله استيقظ كما استيقظت لكنه كان مستغرقا في نومه غير مبالي بحاجتي الماسة لمساندته لي في هذه الظرف الحرج علمت حينها أن فنجان القهوة هو الحل ...
توجهت للمطبخ مسرعة وأعددت كوباً من القهوة ارتشفت رشفة من قهوتي الثقيلة كما أحب فإذا بهاتف المنزل يرن, ترددت في الإجابة على الهاتف فإحساسي الداخلي يخبرني بأنه ليس بندر , بعد فترة من التفكير والتردد قررت رفع السماعة قائله : ألو .
حينها علمت صدق إحساسي فقد كانت رغد ...
رغد : كيف حالك يا قطة؟
مها : بخير وأنتٍ ما أخبارك ؟
بصوت مرح وسعيد قالت : الحمد لله , ما رأيك في الذهاب للسوق معا لنشتري لي فستاناً لحفل زفافك وإياك والرفض وإلا سآتي إليك وأختطفك بكل شراسة , ضحكت بشده .
بادلتها بضحكة مصطنعة محاولة الفرار من هذا الموضوع فأنا أعشق المكوث بالمنزل ولا أحبذ فكرة الخروج منه لأجل التسوق .
بصوت لحوح لجوج قالت :هيا أرجوك فأنا أريد الأخذ بمشورتك وأن أعرف رأيك بما سأنتقيه من فستان لحفل زفافك الأسطوري يا سندريلا .
أجبتها بكل برود : البسي ما شئتِ فرأيي لن يغير من الأمر شيئا .
لم أكمل كلماتي فإذا برغد تصرخ وتزمجر وتتوعد , أغلقت السماعة بكل ما أوتيت من قوة جعلتني أهتز في مكاني بدون توديعها فقد ضقت ذرعاً بها .
رغد هي أختي التي تكبرني بأربعة أعوام , ولم يتبقى لي في هذه الدنيا سواها , كنا نعيش بكل سعادة في كنف أسرة متآلفة ومتكاتفة , أبصرنا النور وفي أفواهنا ملعقة من ذهب وأيدينا وأعناقنا أثقلتها سلاسل الذهب وأنفس الأحجار الكريمة , حتى أتى ذاك اليوم الموعود الذي فقدنا فيه حياتنا الرغيدة خسرنا ما هو أغلى من ذلك أمي وأبي, كان ذلك في العاشر من شهر محرم عند طريق الملك عبدالله وقع حادث سيارة مؤلم انتزع روح والدي ووالدتي منتزعاً بذلك ابتسامتنا البريئة , ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في منزل عمي مع ابنتيه خلود وبثينة , تزوجت شقيقتي رغد التي كانت في منزلة أبي وأمي من علي ابن عمي وهي لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها كانت طفلة صغيرة وقد عانت الأمرين في حياتها الزوجية ولم ترزق بأطفال منذ أربعة أعوام لكنها لم تيأس ولم تدع طبيباً إلا ذهبت إليه
أخبروها بأن حالتها ليست بالمستحيلة لكنها تحتاج للصبر والتروي ففترة العلاج قد تطول .
بعد لحظات من إغلاقي من سماعة الهاتف إذا به يرن من جديد , يا إلهي هل غيرت رأيها بهذه السرعة , رفعت السماعة على عجل وأنا أردد لا لا لا لا أريد الذهاب ... آآآ يا إلهي !! ابتلعت ريقي , لم تكن رغد المتصلة بل هو بندر ...
ارتبك بندر ولم يعلم ماذا يقول لكنه اكتفى بقوله : (أوكي) كما تريدين يا عزيزتي ...
أجبته بسرعة الضوء : بندر لم أكن أقصدك أنت ولم أكن أتوقعك بأن تكون أنت المتصل كنت أظنك أختي رغد وكانت تصر علي بالذهاب معها للسوق وكانت ....
قاطعني بصوت حانق : لا داعي لإيجاد الأعذار فإن كنتٍ لا تريدين الذهاب معي فلا بأس فأنا احترم وجهة نظرك .
حينها أحسست بحاجة لأن أبوح بمكنونات قلبي وأعترف بما يجول في أعماقي والسماح لما يطوف من كلمات من الغزل بصدري بأن تتحرر ... مها : بندر أرجوك أريد الذهاب معك بندر أنا يا إلهي كيف أقولها أنا أحبك وأتمنى أن أخرج معك ولو لدقيقة واحدة ...
تلعثم بندر للمرة الأولى وهو يتحدث معي وانتشى لسماعه ما قلت وأطلق زفرة أخبرتني بمدى سعادته لسماعه لتلك الكلمات هذه الكلمات التي طالما تمنى أن يسمعها مني وطالما حاول أن يعتصرها من فمي لكن هاهي قد خرجت اليوم ...
ضحك بخبث وقال : وأخيرا تصدقتٍ علينا بكلمة يتيمة , ولكنها من فمك كسيل عارم من الغرام , جوهرتي قتلني الشوق إليك , أنا قادم إليك بلمح البصر ...
مها : لا يا بندر لا تسرع أرجوك لا تدعني أقلق عليك ؟ قلتها بصوت يكاد يسمع ...
أطلقت أسارير بندر وأحسست بضحكته التي يحاول إخفاؤها بكتم صوتها ...
أغلق بندر الهاتف , قبل أن أضع سماعة الهاتف سمعت قهقهة مكتومة وبصوت هادئ , علمت بأنه فهد , فكثيرا ما يتصنت لمكالماتي مع صديقاتي , صرخت بالهاتف صرخة أصمت أذنيه : فهد تباً لك سوف أقطعك إلى قطع صغيرة وأرمي بك إلى الكلاب ...
__________________________________________________ __________
انفجر فهد بالضحك قائلا : لم أستطع أن أفوت أجمل حلقات مسلسل روميو وجولييت .
مها: ألا تشعر بالخجل من نفسك , ألا تعلم بأن التجسس لا يجوز ...
أغلقت الهاتف وأنا في شدة الغضب وأرى بقع من السواد تحجب الرؤيا عني , فهد ابن عمي دائما ما يثير غضبي بتصرفاته الصبيانية, ولكن بالرغم من ذلك فأنا أحبه منذ نعومة أظفاري , أحببته وأحبني وكان يكتم تلك المشاعر طوال معيشتي معه تحت سقف واحد ولكنه قرر رمي بسهم الاعتراف الحبي لي ليلة عقد قراني ... تجاهلته ولم أبد أية اهتماما بالموضوع لأنني كنت متيقنة برفض عمي لارتباطي بابنه فهد لأنه لا يريد تفويت مهري الذي سيبتلعه ولا أريد إشعال فتيل شمعة الأمل لدى فهد بعودة قصة حبنا للحياة بمبادلته كلمات الحب غلفت قلبي بغطاء سميك من الإحساس المعدم , منذ ذاك اليوم وفهد يعتزم قتل بندر ...
ذهبت لغرفتي مسرعة, زينت وجهي بكل ما لدي من مساحيق التجميل , أنهيت زجاجة العطر على جسدي, أصبحت كوردة لم تقطف من البستان, ارتديت بنطلون الجينز الضيق ولبست حذائي الأسود ذو الكعب العالي , رن جرس المنزل, أسرعت بالنزول وفتحت الباب فإذا بعمي قد نسي مفتاح المنزل ..
نظر إلي بسخرية وأطلق إحدى ضحكاته المصطنعة وأردف قائلا: ما شاء الله أين ستذهب عروستنا الجميلة ؟
لم أجبه بل انحنيت خجلاً وأسدلت غطائي على وجهي كي لا يرى احمرار خدي .
حينها أجاب هو على سؤاله قائلا: لا حاجة لتخبريني فكل هذه الزينة لن تكون إلا لبندر .
حدثت نفسي قائله : ما أسخفك لا داعي لأن تحرجني يا عمي ...
دخل المنزل وتبعته إلى غرفة المعيشة وأنا مطأطئة رأسي وصوت حذائي يصدح بأرجاء المنزل , جلس على أريكته المفضلة وتنهد تنهيدة طويلة تدل على أن ما بعدها كلام لا يبشر بخير.
أبو إبراهيم : مها أنتي لدي بمثابة ابنتي الثالثة , وأحاول إسعادك قدر المستطاع لكني لا أستطيع أن أقيم لك حفل زفاف كبير لأني خسرت في الأسهم خسائر فادحة , لذلك قررنا أن نقيم لك احتفالا مصغرا في المنزل .
تسمرت في مكاني, علمت بأنه قد استولى على مهري كما استولى على ما ورثته من والدي ولن يكلف نفسه حتى بأن يسعدني أو يجعل الناس تفرح لي , سبقت عبراتي عباراتي لا أعلم ماذا أقول , اكتفيت بالصمت فهو خير صديق لي في هذا المنزل ...
أحس بحزني عمي فسألني: ما بك ؟
ألم يعجبك كلامي؟
نظرت إليه بنظرة تحمل غضباً مكتوم , لم أستطع أن أخرج ما في صدري وأتخلص من ألسنة النيران التي تشتعل في داخلي لكنني أنهيت حديثي معه وتحججت بأني قد اشتقت لوالدي وكم تمنيت أن يكونا بجانبي في هذه الأيام .
قال عمي بصوت يدعى الحنان : رحمهما الله ولكن هذه حال الدنيا, حك فروة رأسه ثم أردف قائلا : لقد تذكرت يا مها شيئا مهم , نريد أن نغير دهان وأثاث المنزل فقد أصبح بالياً وقديما ولا نريد أن يسخر الضيوف علينا في حفل زفافك .
بدأ المطر في الهطول وزخات المطر تقذف نفسها على نافذة غرفة المعيشة بقوة وكأنها دمعات قلبي التي تنزف حرقة على حالي.
تزداد القذفات قوة تجاهلت صوت عمي وأخذت بالإنصات لصرخات زخات المطر فهي تصرخ مستغيثة بدقائق الغبار علها تتكاتف وتكون جيشاً وتحررني من أغلال بؤسي , الحقير أتخذ من قدم المنزل مبرراً للاستيلاء على مهري .
نظر إلي وعلم بأني قد علمت بمراده , وأخذ يردد أعذاره الواهية بأنه قد خسر أموالا كثيرة ووو ...
زخات المطر بدأت بالتزايد أكثر من ذي قبل وكأنها تريد غسل خطايا الناس التي أثقلتها أكتافهم , بدأت أفكر لماذا لا أستطيع الدفاع عن نفسي والتصرف بأموالي وأحوالي , كيف ذلك ونحن في بلادنا المرأة العازبة صوتها كصوت الزرافة !!!
رن هاتفي المحمول , نظرت إلى الشاشة فوجدت أسم بندر , كدت أطير فرحا وتراقصت سعادة لأني اشتقت إليه واتصاله يعنى أنه أمام باب المنزل يقتضي ذلك نهاية لحديث عمي القاسي والجاف , ذهبت مسرعة وأنا أمسح أثار دموعي , تبللت أطراف عباءتي في الطريق , صعدت إلى السيارة وجلست في المقعد الأمامي الذي طالما حلمت بأن يكون مكاني بدلا من تزاحمي أنا وبنات عمي في مؤخرة السيارة .
فجأة طرق شخص ما زجاج النافذة القريبة من بندر , لم أستطع رؤية ملامح هذا الشخص البغيض بسبب الضباب الذي يغشى زجاج النافذة .
أنزل بندر النافذة فرأيت فهد , يا إلهي إنه فهد ,أرتفع نبضي وارتعشت أطرافي وتصبب العرق من مسامات جلدي , أخذت أسترق النظرة تلو النظرة لفهد فمازال قلبي أسير حبه , أزحت نظري فأنا زوجة بندر ويجب علي صب كل سيول حبي في سد حب بندر فقط ...
بنبرة ساخرة قال فهد : صهرنا العزيز واقف أمام المنزل, تفضل وتناول القهوة .
__________________________________________________ __________
رد بندر بنبرة رجولية رخيمة : شكرا, هذا من كرمك لكننا في عجلة من أمرنا .
نظر فهد لبندر نظرة غريبة مريبة وبدأ يطحن أسنانه كعادته إذا غضب ثم أشار إلى بندر بإصبعه السبابة وقال:
اسمعني جيدا يا بندر عليك بإعادة مها قبل الساعة العاشرة وإلا ...
أصبح العرق يتصبب من جبيني وتزايدت رعشت جسدي الخائف ماذا يفعل هذا الأحمق فليصمت اللهم أرحمني .
نظر إليه بندر وعقد جبينه وقال له : وإلا .. وإلا ماذا يا (صغير) , يبدو أنك لا تعرفني جيدا وإلا لم تتجرأ بعبور الطريق الذي أعبر أمامه , ومن أنت حتى تصدر الأوامر متى أعيد زوجتي هل سمعت زووجتي ...
فهد: انزل من السيارة حتى أريك من (الصغير) .
أقفل بندر زجاج السيارة وسار بالسيارة مبتعدا عن فهد , متمتما بكلمات مبعثره أظنها شتائم ...
أردت تغيير الأجواء, رققت صوتي قدر المستطاع, شجعت نفسي , مددت يدي لامست طرف يده الدافئة قائله : بندر كيف حالك ....
أمسك بيدي وأخذ بفرك راحتي بأنامله الدافئة قائلا : بخير ولكن أريدك أن تعيدين ما قلته بالهاتف الآن ...
انعقد لساني, عادت إلي حالة التأتأة من جديد, لكني أردت أن أظهر شجاعتي و أقتل خجلي كي أتخطى مأساة فراق حبي العتيق وزرع بذور حب جديد في تربة بندر , أرغمت لساني على الحديث , قلت له بصوت هادئ : هل تقصد حينما أخطأت وتوقعت بأن المتصل رغد بدلا منك؟
ابتسم ابتسامة ماكرة, أخذت عيني بالرفرفة بسرعة , لكنه أخذ يرمقني بنظرات الخبث مطالبا بالحقيقة التي يكتمها خجلي ...
رفع حاجباه قائلا : الكلمة التي نطقتها بعد ما تبين لكٍ بأني لست رغد
أخذت بالنظر للأسفل قائله : لا أتذكر لقد نسيت ...
زم شفتيه قائلا : هل نسيت أم تتظاهرين بالنسيان؟
أخذت عيناه ترمقني ورأى لمعة الخجل على عيني , صحت به بندر... وقرصته بكفه ...
ضحك بشدة قائلا : أكثر ما أحب بكِ حياؤك الذي يزينك يا قطتي , ولكن ألا تعتقدين بأن فهد فتى شقي ...
أحسسته كلماته كطوق التف على رقبتي وقطع الهواء عني.
بصوت حاد قلت : لا انه فتىً مؤدب وهادئ لكنه يخاف علي .
نظر بندر لي بعينين متسائلتان : يخاف عليك؟؟ هل يكن لك أية مشاعر؟؟ !!
لم أبرح مكاني, تصلب عمودي الفقري, اقشعر جسدي , هل خانتني عيني وأظهرت لبندر مكنونات قلبي .
مها : نعم .
تضجر وجهه قائلا : ومن أي نوع هذه المشاعر؟
بدأت توسوس لي نفسي بإخباره بالحب الذي يجمعنا, وأطلب منه إنهاء علاقتنا, وأعود لحب الطفولة فما الحب إلا للحبيب الأول ,أريد أن أعود إليه وأطوق رقبته بيدي وأضع رأسي على صدره كما أتعمد أن أفعل بعد كل مشادة بيني وبينه , توقف هطول المطر كأنه يؤمرني بإنهاء أفكاري المجنونة.
مها بصوت متردد : مشاعر ؟؟؟ ماذا تعتقد ؟؟؟ ليست إلا مشاعر أخ لأخته لأننا كما تعرف قد ترعرعنا سوياً ...
بصوت حاد كالسيف قال : أخ وصاحب في نفس الوقت .
مها: ومن أخبرك بأننا أصحاب؟
بندر : زوجة عمك ماانفكت في عقد قرانك تخبر أمي بصحبتكم وأنكم تلعبون وتمضون معظم الوقت سويا وأنه سيفتقدك بعد زواجك!!!
مها :نعم , ولكن كان ذلك في طفولتنا وعندما كبرنا أصبحت علاقتنا أخوية فقط .
بندر: ربما صدقت زوجة عمك بأنه سيفتقدك كثيرا, يبدو بأن عليك دعوته لحفل توديع عزوبيتك ...
مها :هل أنت جاد ؟ الحفلة خاصة بالفتيات ...
بندر: وما المانع فلدي شك برجولة فهد !!!
مها: ماذا تقول يا بندر ,لا أسمح لك بالحديث هكذا عن أحد أفراد عائلتي هكذا .
بندر: ولكني أعتقد بأنه ليس أحد أفراد عائلتك فقط بل أكثر من ذلك.
مها: أرجوك أقفل هذا الموضوع فقد بدأت أنزعج كثيراً .
ساد الصمت مطولاً وقلبي يخفق بقوة فلم أستطع نسيان ما حفره الماضي في ذاكرتي ولا نحت حب جديد في لفافات دماغي ...
بندر :وصلنا لوجهتنا تفضلي بالنزول ...
كان المكان هادئ وموحش , منزل شعبي قديم إضاءة هادئة, تبادر في ذهني أنه يريد أن يريني منزلهم القديم الذي ترعرع فيه ...
مها: هل سنأكل هنا ؟؟؟
__________________________________________________ __________
بندر: لا تخافين فلن أختطفك يا جميلة ...
نزلت وأنا في حالة من الهلع والتشويش , دخل المنزل ودخلت فتبعته , نظرت إلى المنزل من الداخل أعجبني فتصميمه العتيق ممزوج بلمسات الحداثة, و في منتصفه حوض سباحة صغير تتصاعد منه الأبخرة , وضعت يدي بالماء فإذا هي دافئة , نظرت إلى اليمين وجدت ملابس سباحة ومناشف وزجاجة عصير وضعت في دلو حديدي من الثلج , ضحكت وعلمت بنواياه الخبيثة , نظرت إليه بخجل فانفجر ضاحكا ...
بندر : هيا فنحن زوجان الآن ولا مجال للحياء, اذهبي لتبديل ملابسك وتعالي وشاركيني متعة السباحة ...
أحسست ببرودة الجو تدفعني للنزول لهذه المياه الدافئة, ووجدتها لحظة مناسبة لكسر حاجز الخجل الذي كثيرا ما ألجمني ومنعني من أجمل اللحظات , لكن ملابس السباحة كانت فاضحة وتظهر أكثر مما تخفي ولم أعتد على هذا من قبل , فكرت قليلا ثم قلت وما المانع فهو بعد فترة من الزمن سيرى أكثر من ذلك !!!
ارتديت ثوب السباحة , احمر وجهي نظرت إلى نفسي في المرأة وسألت نفسي كيف أخرج إليه فبالأمس القريب كنت لا أستطيع قول أحبك ... فكيف أخرج إليه بهذا المنظر الفاضح, استجمعت قواي سمعته يصرخ ما بك هل أنتي بخير ؟ خرجت وأنا في حاله هستيريه من الضحك فانا محرجة جداً ...
تعالت على محياه ابتسامة الخبث التي عهدتها من شفتيه الجميلتين .
اقترب قليلا مني , بدأت أرتجف خوفا وخجلا, ماذا يريد ؟ أحسست بأن فمه قد بدأ يقطر لعابا , ضمني بقوة وفجأة و بحركة غادرة حملني مسرعاً وألقاني داخل حوض السباحة , لم يتح لي فرصة إخباره بأني لا أجيد السباحة, أصبحت كطفل داخل رحم أمه أسبح داخل الماء, حاولت محاولات يائسة لأنجو بنفسي, بدأت أنفاسي تقل, توقفت عن الحراك, هل سيعلم بندر بأأني غرقت ؟؟؟
لم اعد اسمع أو أري شيئا فجأة أصبحت الدنيا دامسة السواد .
وجدت يدان دافئتان تطوقان خصري وترفعني عاليا أخرجني بندر ووضعني جانباً وقفز فوقي بكل لياقة ورشاقة ورفعني وقلبني وأخذ يضغط علي صرتي فأصبح الماء يخرج من فمي بكثرة فوضعني أرضا قائلا : مها هل تسمعيني ؟؟؟
أغلقت عينيا ولجم لساني حرجا , لم أجد إلا شفتاه قد أطبقت علي شفتاي محاولا صنع تنفس اصطناعي لي تمنيت إني قد أجبته عندما سألني لم استطع الرد الآن أبدا فما حدث أعظم حرجا .
دفعته للخلف وأصبحت اركض مسرعه نحو اقرب غرفة أغلقت الباب وأقفلته , أصبح قلبي يخفق بسرعة سمعت صوت ضحكات بندر فزادت شدة خجلي وأصبح الحرج سيد الموقف , وضعت أذني على الباب لأتسمع أن كان سوف يأتي بندر لي محاولا إخراجي من الغرفة , سمعت صوت وطء أقدامه تتجه نحو الباب .
حدثني من وراء الباب قائلا : ألا تردين الخروج ؟؟؟
مها :بلى ولكن أريد الخروج بشرط أن تعيدني للمنزل على الفور .
فبعدما ما حدث من إحراج لابد لي من حفظ البعض من كرامتي والعودة .
أدلي بموافقته وبدلت ثيابي وصعدت السيارة , أعتذر مني بندر لأنه مضطراً لتركي بالسيارة لعدة دقائق لتأكد من أنه أغلق جميع الأنوار والأبواب .
أخذت بالسعال بشدة , فقد استنشقت كثيرا من الماء وتجرعت من الكلور ما يروي عطشي أسبوعا كاملا , ألقيت نظرة على هاتفي وجدت ثلاثة مكالمات فائتة من فهد ,هاتفته مباشرة .
مها : أهلا فهد كيف حالك لقد هاتفتني ماذا كنت تريد ؟؟؟
فهد:لا شيء مهم لا كن شعرت تنميل بأطرافي فقد خطر ببالي بأن هذا المعتوه قد اعتدى عليك هل تسبب بأذى لك سوف أقتلع عيناه .
بت على تأكيد بصلة الروحية التي تربطنا وأخذت أكبت ضحكتي سرورا لتحول فرضيتي إلى نظرية .
مها: أنا بخير شكرا على اتصالك .
فهد:إذا أذاك هذا الحلزون أخبريني حتى أمرغ وجهه بالتراب تبا له برميل قمامة .
ودعته وأنا أضحك : إلى اللقاء, لو لم أغلق الخط فسوف يواصل الفهد سيل الشتائم فقد فتحت له باب لشتم بندر وسوف يستغل الموقف .
رأيت بندر قادم نحو السيارة مبتهجاً فعاودني الشعور بالحرج من جديد .
صعد بندر السيارة وأغلق الباب قائلا : سنذهب الآن لتناول العشاء .
كذبت قائلة : أنا متعبة وأريد العودة لأخذ قسطا من الراحة , وأخذت أزيد من سعالي حتى انبهرت من براعة تمثيلي ,أردت العودة لفهد الفتى النزق الطائش وأكحل عيني برؤيته لم أطق فراقه أكثر , شعرت بفيضان من المشاعر بداخلي بندر فائق الجمال وثري وأشعر معه بالأمان والراحة ولكن فهد صبي لم يعطيه الله نصيبا من الجمال ومتهور ولكنني أشعر بالخدر بجانبه فعندما أكون على مقربة منه تجتاح خلايا جسدي كمية هائلة من النشاط والسعادة .
بندر : أنا آسف لما حصل , أخذ يحرك السيارة مسرعا .
رفعت بصري ألا عيناه عتابا فبادلني بنظرة غزل كان من شأنها أن ترضيني .
فجأة ارتطمت السيارة بمحاذاة سيارة أخرى
بندر :هذا عندما تجلس بجانبي فتاة جميلة بالتأكيد لن أشاهد الطريق .
ترجل بندر من السيارة ليتحدث مع صاحب السيارة المتضررة , كان صاحبها كهلاً محدب الظهر متجعد البشرة أشيب الشعر , تتبعت حركات شفاههم لعلني أفقه شيئا , مد بندر بيده داخل جيب الكهل وهو يحمل شيئا بداخل قبضته أفلت ما بي قبضته داخل جيبه , وعاد إلي بشوش الوجه
بندر: حل الخلاف الحمد لله .
مها: كيف ذالك وأنت لم تتصل بشركة نجم .
بندر : أعطيته ألفان ريال , لا أريد تفويت مشاركة لحظة معك .
وأخذ طول الطريق يتغزل بي ويخبرني كم يتوق لزواجنا ومشاركتي لعشه ,وعند العودة وجدت فهد ممسكا بعصا خشبية ضخمة دق بها عدد من المسامير , رافعا أكمامه متأبطا شراً .
توقف بندر بجانب المنزل وأخرج من درج السيارة مسدساً ترجل من السيارة لمواجهة فهد بعد أن أقفل الأبواب أتوماتيكيا ليحبسني داخل السيارة , توقفت عن التنفس لبضعة دقائق رعباً فهذان الديكان ثائران اللهم رحمتك , ماذا ممكن أن يفعل فهد أمام مسدس , بندر عديم المروة .
أشهر بندر المسدس بوجه فهد ليعيد رعب الكابوس لقلبي هل سيحدث ما رأيته في كابوسي هل ستتحقق رؤيتي , أخذ فهد بالقهقهة متجاهلاً المسدس الذي يحمله بندر بين يديه .
قال فهد بسخرية :هيا أطلق النار أن كنت رجلا, علا صوت ضحكاته أكثر فأكثر مستفزاً بندر .
أجابه بندر بنبرة حادة : أيراءى لك بأني عاجز عن أطلاق النار؟؟؟
__________________________________________________ __________
فهد: بالتأكيد أيها الفرخ.
أشهر بندر مسدسه وأخذ بأعداد أحكام زر الأمان ووضع أصابعه حول الزر استعدادا لإطلاق النار .
فتحت حقيبتي وأخرجت منها زجاجة العطر كاسرة بها النافذة السيارة. أخذت بالصراخ قائله : تبا لك بندر أيعقل أن تضع عقلك بعقل فهد , هيا أفتح لي باب السيارة .
عاد بندر لصوابه وقرر أن يحررني من زنزانته المصغر سيارته البنتلي .
رحت أرمق بندر بنظرات احتقار , اتجهت نحو فهد ومسكت بيده وجررته داخل المنزل موبخة إياه قائله :فهد يتراءى لي بأنك تريد الموت ؟؟؟
أجابني بنبرة جافة قاسية :أنت تريدين موتي أيتها الخائنة ؟؟؟
تركني وذهب مسرعا وهو يشتم بي ,وقفت وطال وقوفي حتى وقعت أرضا باكية يالبؤسي أثمن مالدي قد خسرته , رحت أواسي نفسي بأني سوف أودع وكر عمي لمملكتي الخاصة , بعد فترة من النحيب والأسى عاد فهد لي وعيناه يتدفق منها الغرام زم شفتيه كأنه أراد أن يقول شيئا ثم قد تراجع .
مها: ماذا تريد الآن لم تكتفي بالشتائم التي قذفتني بها قبل قليل عدت لتفرغ ما تبقي في جوفك .
أجابني بعينين تطلق وهجاً من الحنان :شفتاكِ مزرقتان تكادين تموتين بردا ,أكاد أقع طريحا من تنميل أطرافي رجاءا ادخلي .
رحت أضحك كالبلهاء فهو الآن يعيد تأكيد نظريتي أيقنت الآن أكثر من ذي قبل بأنه تؤم روحي .
مها :لا بل سأبقى حتى يتسنى لي تعذيبك قليلا .
اتجهت فهد نحوي وحملني همساً بأذني قائلا : محكوم على بالعذاب بدونك .
تلمست يديه فأحكم قبضته على جسدي ووضع جبينه على جبيني ,أحسست بحرارة أنفاسه تحرقني , أنزلني من بين أحضانه ودفعني للخلف ,اخذ يتعوذ من الشيطان الرجيم وخرج من المنزل بسرعة , ذهبت لغرفتي وتوضأت وصليت نافلة لعل ربي يفرج عني كربي ورفعت يدي للسماء داعية ربي بتسهيل أمري والخلاص من حبي لفهد قمت من فوق سجادتي وأنا أستغفر من دعوتي فحب فهد هو سبب نبض قلبي وسبب كفاحي بالحياة فهو بطلي هاهي مشاعري عاد لتطوف في ميدان الحب لتفتعل عراك من تضارب المشاعر الحب بداخلي من جديد .
الفصل الثاني
(الحادث )
لما أحب تلمس بروز هذه الندوب التي شوهت فخذي ؟!
هل أعشق الأسى لهذه الدرجة ؟!
هل مقدر لي أن يأسرني الماضي المرير ليعذبني لبقية حياتي ؟!
تمتد على طول ساقيا بعض السنتيمترات بارزة بروز واضح , صاحب شرف توسمها عمي أبو إبراهيم , اذكر تلك الليلة جيداً فمازلت أتجرع ألمها , أفضل الشهور سماته الرحمة والمغفرة والعطاء ليلة الخامس والعشرين من شهر رمضان بعد الانتهاء من وجبة الإفطار
حدثني أبو إبراهيم قائلا :مها عاوني أم إبراهيم وتولي مهمة غسل الأطباق عنها .
أجبته بصوت منخفض وعيني موجه للأرض قائله : أن شاء الله .
جسدي هزيل وعيني تحيطها هالة من السواد , دائماً متهالكة البنية في شهر رمضان , شاحبة الوجه من سوء التغذية متشققة الشفاه ظمأً .
أبو إبراهيم :هيا يا مها أنهضي الآن وساعدي أم إبراهيم فقد أمضت نصف النهار في المطبخ تعد طعام الإفطار , قطب جبينه غضبا منذراً عن بدء نفاذ صبره .
حدثت نفسي : هذا ما أخبرتك به الكاذبة بأنها كانت تعد الطعام طوال النهار وأنها لم تفارق المطبخ لقد كانت تثرثر مع أختها غالية طوال النهار وأمضت باقي اليوم تولول من العطش وتسأل عن الوقت المتبقي لصلاة المغرب .
بصوت منخفض مبحوح قلت : أنا مرهقة هل أذنت لي بالراحة قليلاً يا عمي .
أبو إبراهيم : كاذبة تدعين التعب تبدين لي كالحصان .
قفز عمي مسرعاً نحو أقرب سلك هاتف, ذهلت لمدى نشاطه غبطته لقوة بنيته ,امتدت يداه لتشد السلك بقوة حتى تقطعت أسلاكه وتساقطت شذرات منه , أتجه نحوي وأخذ بضربي مفرغاً قهره من وضعه المتردي بجسدي الضعيف , لم أنسي اللسعات التي شعرت بها صرخت بأعلى صوتي لأصم أذان الجدران من حولي أحرقت وجنتاي بسيل الدموع الساخن الذي سلخ جلدي , أثقلت بدمعي أهدابي فجعلتها تتساقط لفقدنها الصبر والجلد من انهيار سد صبري , بدا أنيني خافتاً بعد عدة ضربات فصراخي تسبب فقدان حبالي الصوتية لقوتها , وقف كل من بالمنزل متجمهراً كأنهم أصنام كم تاقت نفسي لمبادرتهم بتحريري من بين يديه وتخليصي من عذابي ولكنهم مجردين من الأحاسيس يفتقرون لرحمة لدي شك بأنهم بشر .
تحدثت خلود ابنة عمي بنبرة ساخرة وأنا أتلقى اللسعات :
هذا درس لك عليك احترام من هم أعلى منزله منك , التفت لها عمي وأخذت نصيبها , دخل فهد مسرعا منتزعاً السلك من بين يدي والده دافعا إياه للخلف ليبدأ بفعلته تلك عراك مدمي , اتجهوا جميعاً لتخليص أبا إبراهيم من بين يدي فهد , ما كانت هذه المبادرة الطيبة لأتذوقها منذ لحظات فلا يستدر عطفهم في هذا المنزل ألا من هو من لحمهم ودمهم , فهد منقذي وبطلي دائما ما يحضر في الأوقات الحرجة بت على يقين بأن بيننا صلة روحية أنه حارسي , لولهة تمنيت أنه لم يأتي فربما لاقيت حتفي وقابلت بارئ وطبت مسكننا في قبري , رفض بثينة للعنف مصرح أمام الجميع و أما أم إبراهيم وخلود يتلذذون بتعذيبي ويشبعون غرائزهم السادية , فهد دائما ما يصل بلحظة هلاكي ماانفك يخبرني بتنميل أطرافه في حالة وجودي في خطر, تحسست الندوب من جديد فهي سر ضعفي وهواني , توجهت للمطبخ لغسل الأطباق فأنا مدبرة المنزل وخادمته دخل فهد للمطبخ , رأيته يعد كوبان من القهوة دفع الكوب الأول لي كمبادرة صلح و اخذ يحتسي الكوب الآخر, اعتصر قلبي وتحطم فؤادي مشاعري نحوه مازالت تتوالد حتى بعد عقد قرآني .