عنوان الموضوع : شابه سعودية في لندن <<لا تفوتكم -روايات رائعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
شابه سعودية في لندن <<لا تفوتكم
الفصل الأول : في المطار ) **
(( تعلن الخطوط الجوية السعودية عن إقلاع رحلتها رقم 37 و المتجه بمشيئة الله إلى لندن ,, فعلى السادة المسافرين التوجه للبوابة 19 …. ))
ابتسام : اف ,, اخيراً ؟!!,, زهقت من وقفة المطار ,, يلا نروح!
الأم : يوووه ,, انتي دايماً مصرقعه؟! ,, اصبري شوي ,, بعدين حنا درجه اولى و كراسينا مهيب طايره!!
ثم اكملت ( مستدركه ) : وين اماني ,,؟؟!
ابتسام : قالت بتروح الكبينه تكلم مشاعل ,, لأنها نست تسلم عليها.
الأم ( بتعجب ): و جوالها وينه؟؟ ,, وشوله تروح الكبينه؟!!
ابتسام : مدري عنها ,, تقول مابه شحن!
من بعيــد ,, تلوح اماني ,, وهي تقترب عجله ,,
اماني : اسفه ,, تأخرت عليكم ,, بس مشاعل الهذاره ما خلتني اقفل الا بعد ما سمعتها نداء الرحله ,,,,
الأم ( مقاطعه ) : طيب ,, طيب ,,, يلا عالبوابه
مسكت كل وحده حقيبتها ,, متجهين نحو بوابة رقم 19
.................................................. .................................................. ..........................
** ( الفصل الثاني : بطاقة تعارف ) **
وظف المطار : كم عددكم ؟
الأم : ثلاثه
الموظف : رحله موفقة
كانت الطائرة ايرباص 373 ,, وكانت ملئه بالركاب ,, وكأنه لم يبق بها الا تلك الكراسي الثلاث المحجوزه في اخر صف!
اماني : أنا ابي اجلس صوب الدريشه ,, ودي أشوف الإقلاع بوضوح,,
ابتسام ( ساخره ) : تكفين يا الرومانسيه!!
الأم : خلاص ,, كل وحده تجلس بأي كرسي ,, ترى كلنا بنوصل بوقت واحد!!
جلست كل واحده منهن ,, اماني عند النافذة وابتسام بجوارها ( على الطرف ) ,, والأم على الكرسي المنفرد.
كنّ متوجهات إلى لندن ,, ككل عام ,, مع بداية أغسطس ,, حيث تجتاح الحرارة و الرطوبة أجواء المنطقة الشرقية ( الخبر )
أما الأب ,, فقد سبقهم ,, قبل يومين من سفر الأسره ,, لإنهاء بعض الأشغال ,,, حيث انه رجل أعمال نشاطاته واسعه,, ولا يرتاح من السفر المتواصل ,,
هو لم ينجب سوى ابنتين ,, وكان يتمنى لو أن الله مـنّ عليه بولد يعينه ويخفف العبء عنه ,, ولكن صحة ( أم اماني ) لم تساعد على ذلك!
وهو لعظيم حبه واخلاصه لها ,,, وتقديراً لابنتيه ,, لم يفكر بالزواج بأخرى ,, ورضى بقضاء ربه.
أما أم اماني ,, فكانت مثال للأم الواعية المثقفة ,, فهي سيده اربعينيه ,, حاصلة على بكالوريس في التاريخ من جامعه الملك سعود ,, و تتعامل مع ابنتيها و كأنهن صديقات لها .
و ابتسام ( دلوعه البيت ) ,, طالبه في ثالث ثانوي ,, فتاه في 18 من عمرها ,, نشيطه مرحة ,, ملامحها طفوليه ,, بيضاء البشره ,, عيناها ناعستين ,, شعرها طويل مموج و منسدل على كتفيها ,, كانت جميلة لا يعيبها شيء سوى قصرها نسبياً ,, لذا فصديقاتها بالمدرسة ينادينها ( القزمة )!
أما اماني ,,, التي تكبرها بـ ثلاث سنوات ,, فهي ذات قوام ممشوق ,, لونها خمري ,, وشعرها غجري متوسط الطول ,, عيناها عسليتين ,, شفتها دائرية , مع حبه سوداء صغيره في الركن الأيسر من شفتيها ,, لتزيد من حلاوة ذاك الوجه البيضاوي ذو السحر الشرقي الأخاذ ,, ولتشكل معه تقاسيم ( اماني عبد الرحمن الوافي )
.................................................. .................................................. ..........................
** ( الفصل الثالث : البدايه ) **
اهي المضيفة تعلن عن إقلاع الطائرة ,, مذكرة الركاب بضرورة ربط الاحزمه و اقفال الجوالات ,,
ابتسام ( متذمرة ) : يووووووووه ,, الله يعينّا على الجلسة 8 ساعات بالكرسي!!
اماني : انتي دوم زهقانه؟!!
ابتسام : لا مهو كذا ,, بس الجلسه تملل ,, اجل 8 ساعات!! ,, والله كثير!
اماني : بسيطه ,, شوفي لك أي مجله او كتاب سلي نفسك فيه لين يروح نص الوقت وبالنص الثاني نامي.
ابتسام ( رافعة حاجبيها ) : لا ياشيخه؟!! ,, انتي عارفتني ,, ما احب القرايه ,, الحين يالله اطيق المقررات!!,, خلينا القرايه لك يا أم العرّيف!!
اماني ( بابتسامه صفراء ) : الشرهه علي يقترح عليك ,, يا الملسونه!
ثم التفت اماني ناحية النافذة ,, لمتابعة الطائرة وهي تستعد لترك اجمل مدن الساحل الشرقي ,,
هاهي الطائرة تسير ,, هاهي تسرع ,, اكثر واكثر ,, لتميل بزاوية منفرجة ,, وتعلو ,, مودعه المكان ,, في لحظة ظنت اماني فيها أن الزمن قد توقف!!
بعد لحظات ,, وعلى عجل ,, أخرجت اماني نظارة سوداء كانت في حقيبة يدها ,, و ارتدتها على الفور ,,, كي لا يلحظ أحد حولها تلك الدمعة الحارقة المتسللة من عينها!!
فشريط الذكريات ,, لا يبارحها لحظة ,,, وهاهو يعاد من جديد وبكل تفاصيله!!
مازالت تذكر كل أحداث الصيف الفائت ,,, مازالت تذكر لندن العام الماضي ,, مازالت تذكر الشهرين اللذان ظنت فيهما انهما اجمل أيام عمرها ,, مازالت تذكر عندما كانت وردة يانعة لم يعتري الألم جوانحها ولم تكن شاحبة!!
مازالت تذكر ,, عندما وصلت مع أختها و والديها مطار هيثرو ,,و استقبلهم حينها العم سمير (لبناني الأصل إنجليزي الجنسية ) .
سمير ( باللهجة اللبنانية المحببة ) : اهلين فيكون ,, منورين
أبو اماني ( بصوته الرخيم ) : هلا فيك والله ,, وش أخبارك؟ ,, عسى ما تعبناك ,, الظاهر حنا كرهناك بأغسطس ,, كل سنه امشورينك فيه ,, (( ويختتم كلامه بضحكه مكتومة ))
سمير (بابتسامه عريضة ) : لا ,, ولو!! ,, تعبك راحه ,, كيفكون؟ كيفك خيتي أم اماني ؟ ,, وكيفون الصبايا؟؟ ما شاء الله كل وحده فيهن احلى من التانيه.
أم اماني : بخير الله يسلمك .
اماني و ابتسام ( بنفس الوقت ) : الحمد لله بخير
ابو اماني : والله الحمد لله بألف صحه وسلامه ,,,
اماني تهمس لامها ,, وتذهب مع أختها.
ابو اماني : اقول ,, يلا نروح نجيب الشنط قبل الزحمه ,,
ابو اماني ( باستدراك ) : بس لحظه!!! ,, وين البنات؟؟
ام اماني : راحو التواليت ,, و قالوا بيلحقونا للبوابه .
مع انتهاء الاجراءت ,, ( وهي سريعة بطبيعة الحال ,, وليست كالتي في بلادنا! ) ذهب سمير لاحضار السياره من الباركينق ,,, و أول ما خرجوا من بوابة المطار ,, قفزت ابتسام ,, بحبور شديد
ابتسام : ياااااي ,, الجو رووووعه ,, من زمان والله عن لندن
اماني ( ساخره ) : إيه من زمان ,, من 10 شهور بس!!
ابتسام : لا يا ذكيه مهو كذا ,, أنا اقصد من زمان عن جو لندن الحلو ,, لانه الصيف الي راح كان حار و مالغ ,, بس هالحين رهيب.
الأب ( مبتسما ) : طيب يا بسومه ,, دامك فرحانه كذا بالجو ,, فيا ويلك ان قلتي زهقت و لاعت كبدي زي الاجازه الي راحت ,, ترى اذبحك!!
ضحكت الاسره ,,, و لحظتها قدم سمير بالفان الكحلي ,, وعلى عجل فتح الابواب ليركبوا جميعا .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
** ( الفصل الخامس : شقة الحرية ) **
أم اماني ( فرحه ) : الحمد لله عالسلامه
أبو اماني : ايه والله الحمد لله عالسلامه ,, والله يعينك على تنظيف الشقه ,, لو انك سامعه كلامي وجايبه الخدامه معنا كان احسن!
أم اماني ( بصوت شبه مرتفع ) : من كثرنا؟! ,, بعدين الشقه صغيره و مايبي لها شغل ,,و الأكل بيكون من برا ,, والبنات بيساعدوني ,, مالها داعي اجيب الخدامه وتضيّق علينا!!
ابتسام ( متوجه ناحية غرفة النوم المشتركة بينها وبين اماني ) : واااااو ,, الجو مسكّت ,, بس الغرفة كنها صاغرة عن اول!!
اماني ( واقفه عند الباب ) : الغرفه هي هي ,, ماتغيرت ,, انتي الي عجزتي
ثم تبتسم ,, وتكمل حديثها متجهه ناحيه النافذه : وحشني هالمنظر الي يرد الروح!
ابتسام : وانا وحشني السوق ,, متى بنطلع نتمشى ؟,, ولا جاين عشان نجلس بالشقه!!
اماني ( بتعجب ) : الله و اكبر عليك!!! ,, اركدي ,, خلينا نرتاح شوي!
ابتسام ( مبتسمه ) : وانا وش علي منكم؟! ,, ماني مفوته ولا لحظه الى طالعه و متمشيه ,, ويا ويل الي يقول لي ثلث الثلاثه كم!
اماني : الحمد لله و الشكر!!
ابتسام ( وكأنها تذكرت شيء مهم ) : اقول ,, منتي متصله على دلال تبلغينها بوصولنا ,,؟
اماني ( ببرود ) : الحين دلال صديقتك ولا صديقتي؟ ,, بعدين انا ماني ناسيتها ,, لان لندن ما تحلى الى معها
و تعود اماني لمراقبه الشارع الساكن من خلال نافذة الغرفة.
ودلال هذه فتاة كويتيه تعيش في لندن للدراسة ,, تعرفت عليها اماني قبل سنتين ,, و في أخر رحلة للندن لم تكن تخرج إلا معها ,, فقد كانت فتاة مرحة طيبه تضفي على كل مشوار طابع جميل ,,
فمع اختلاف ميول أفراد الاسرة ,, كان كل فرد يذهب للمكان الي يفضله ,, ولم يكن هناك مشاوير إلزامية ,, عدا تلك التي تستقطع يوما كاملا ,, كـ (( بلاك بول )) و (( برايتون )) .
** ( الفصل السادس : البداية ) **
هاهي الشمس تشرق ,, وهاهو منبه جوال اماني يرن ,, الساعه الآن الثامنة صباحا ,,, استيقظت اماني ( وكانت باقي الاسرة تغط في سبات عميق ) ,, غيرت ملابسها ,, مرتديه بنطال كحلي طويل مع قميص زيتي ,, و امسكت حقيبة يدها الصغيرة ,, متوجهه للباب الخارجي للشقه ,,
كان الجو غاية بالبهاء و الروعة ,, السماء صافيه ,, و الشارع الذي كان يضج بالناس غدا شبه ساكن!!
انطلقت اماني بنشاط ,, مارة من محلات (( الادجوردرود )) ,, التي لم تتغير كثيرا عما كانت عليه ,, هاهي تتجاوز ( سيفوي ماركت ),, كوافير ( فولفو ),, مطعم ( لبنان ) ,, محل ( بوتس ) ,, مطعم ( روستوران ايران ) ,, اخيرا انتصفت الشارع ,,, لتصل الى مكتبة ( الأهرام ) ,,
اماني ( فاتحه باب المكتبه ) : السلام عليكم
العم زاهر ( البائع ) : مش معئول ؟!! ,, اماني؟؟ كيفك يا بنتي؟؟ عاش من شافك!
اماني ( بابتسامه عريضه ) : اهلين عم زاهر ,, عاشت ايام ,,انا بخير الحمد لله ,, تونا امس واصلين ,, و قلت مايصير يمر يوم ثاني بدون ما اسلم عليك و اشوف وش الجديد ,, كيفك؟ و كيف المكتبه؟
العم زاهر هذا بائع المكتبه الذي كانت اماني تحرص على شراء الكتب منه ,,, خصوصا تلك الممنوعة في بلادها لا لشيء سواء لتتعرف على الاخر كيف يفكر؟ وماهي ابعاد ذاك التفكير..؟!
و زاهر ,, رجل خمسيني ,, مصري الجنسيه ,, عاش في لندن قرابة الـ 12 سنه
زاهر : انا بخير يا بنتي ,, بس الزمن ما يرحم ,, خلاص ما بقى بالعمر كثر ما راح
اماني ( مقاطعه ) : لا تقول كذا ,, الله يعطيك طولة العمر ,, اصلا انا ما اتخيل لندن ولا المكتبه بدونك
وما أن أنهت جملتها حتى فتح الباب ,, ليعلن عن قدوم ذاك الشاب ببدلته السوداء المحملة بقطرات المطر المهنمر بالخارج بقوة ,,
هو : السلام عليكم
اماني : وعليكم السلام
زاهر : وعليكم السلام ,,, اهلين منصور ,, الجو بينوه خادعنا زي كل مره !!
منصور ( مبتسما و ملتفتا صوب اماني) : أي والله المطر لعب فينا ,, وحاس كشختي
اماني ( تقول بينها وبين نفسها ) : امحق كشخه!! ,, لابس اسود كنه بعزاء ويتكلم بالكشخه!!
زاهر : تفضل اوعد ,, شوي كده و يروح المطر
منصور ( لم يرفع عينه من اماني ) :الله يسلمك ,,, وهاذي قعده ( يجلس واضعا رجل على رجل )
اماني ( بتلعثم ) : اوكي ,, أنا رايحه الحين ,, اجيك وقت ثاني ان شاء الله
زاهر : لالالا ,, ودي تيجي !! ,, مايصحش طبعا ,, استني للمطر يخف شوي ,,
منصور ( بحماس ) : ايه والله الجو قلب برا ,, بتمرضين ان طلعتي ,, واصلا الشارع صاير فاضي
اماني ( تنظر إلى منصور نظره ازدراء ) و كأنها تقول (( وش عليك يا الملقوف!!!))
لم ينتظر زاهر اجابه اماني ,, فقام على عجل و همّ بإحضار كرسي أخر ,, و مسحه لها ,, لتجلس ( على مضض )
مرت الدقائق على اماني وكأنها سنين ,, أما منصور الذي كان يرمقها بعينيه ,, فلم يبالي للوقت الذي مضى أو الآتي!!
منصور : حيا الله اهل السعودية
اماني ( بقت صامته )
زاهر ( ملتفتا ناحية اماني ) : منصور ده اكتر واحد يزور المكتبه من الجاليه العربيه ,, وهو اصلا معروف بالشارع كلوه ,, و يمكن بلندن كلها كمان (( و يقهقه ))
منصور ( مبتسما ) : يعني قصدك اني قطة وجهه؟؟ ,, عموما مقبوله منك ,,
ثم يقول باستدراك : إلا الأخت من وين إذا مافيه ازعاج؟ ،،، الظاهر سعوديه ,, صح ولا غلطان؟!
اماني ( تقف بسرعه من الكرسي ) : مبين المطر خف ,, اوكي عن اذنكم ,, وانشاءالله عم زاهر اجيك وقت ثاني واخذ الكتب الي ابيها ,,
و فجاءة ,, اختفت اماني ,, وكأنها ضاعت بين الجموع!!
__________________________________________________ __________
** ( الفصل السابع : دلال ) **
عادت اماني إلى الشقه ,, و لم تجد أحد فيها ,, بل وجدت ورقة صغيره أمام باب المطبخ كتب عليها:
(( اماني ,, انا و ابوك طالعين نتغداء ,, اذا بغيتيو تتغدون انتي و اختك روحو المطعم بس لا تطولون ,, او اطلبوا الاكل للشقه ,, ونوته الأراقم عند التليفون ,,,,,,, ماما ))
دخلت اماني الغرفه ,, و وجدت ابتسام كما ودعتها ,, نائمة على السرير ,, و كأنها طايحه من فوق عمارة!! ,, ابتسمت اماني و ذهبت الى النافذة !!
أغلقت النافذة ,, و ارتمت فوق السرير ,, وبلا شعور وجدت نفسها تفكر بالشاب الوسيم الذي التقته قبل لحظات ,,,
فجأة ,, قفزت من فوق السرير ,,
اماني : اووووه ,, نسيت اتصل على دلال !!
و أسرعت تجاه هاتفها النقال المحشور في حقيبتها ,, كان مغلق ,, وما ان فتحته حتى انهالت عليها الرسائل ,, متلاحقة ,, و وسط ضجيج الغرفه ,, استيقظت ابتسام ,,,
فأخذت اماني الجوال ,, و ذهب للشرفه ,, و جلست تبحث عن رقم دلال بالمفكره ,,
اماني ( فرحه ) : إيه هذا هو ,,
كان رقم السكن الخاص الذي تعيش فيه دلال ,, كبست اماني على زر الكول ,, طوط طوط طوط
# هالوو
اماني : الو ,, مرحبا
# اهلين ,, مين معي؟
اماني : عفوا ,, دلال موجوده,,؟!
# إيه موجوده ,, مين اقول لها؟
اماني : قولي لها وحده تبغاها لو سمحتي,,
# اوكي لحظه!
بعد ثواني ,,,
دلال : هلووو
اماني : هلالالا دلّول
دلال : اهلييييييييييين ,, عاش من سمع هالصوت ,, امــونا؟؟ معقوله؟!!
اماني ( مبتسمه ):ايه اماني ,, اجل خالتها؟!
دلال ( منفعله ):وينج يا القاطعه ؟ ,, شهرين ما ندري عنج ,, ولا تسالين ولا شيء
اماني : عارفه ,, وربي مدري وش اقول ,, لهيت بالاختبارات و جت الاجازه و حوستها ,,
دلال : بشريني عن الاختبارات و النتايج كيف كانت ؟
اماني ( بثقه ): لا الحمد لله تمام ,, و هذاني رحت سنه ثالثه ,, بقدره قادر!
دلال : عفيه عالشاطره ,, مو مثلي يا حظي ,, شايله نص السمستر ,,
اماني ( بصوت خافت ) : لاااااا ,, لا تقولين ؟؟ ضيقتي صدري ,, حسافه والله
دلال ( وهي تضحك ) : لا حسافه ولا شيء ,, تعودنا ,, بعدين لندن حلوه ,, و الود ودي اجلس هني على طول
ثم تكمل : ما قلتي لي ,, وينج فيه ,, بالخبر ولا الرياض ولا ,,,
اماني ( مقاطعه ) : لالا ,, أنا حولك هنا ,, بلندن
دلال ( بصوت عالي ) : والله؟ ,,, يا حليلج ,, جذي على طول ,, بالعاده تعلميني متي بتيين قبل بأسبوع
اماني : ما عليه دلوّل ,,, هالسفره جت عرض!
بعد ذلك اتفقت اماني و دلال على التلاقي مساءً بمجمع (( الوايت ليز )) الكائن بـ ( البيكاديلي ) و القريب من سكنهما!
__________________________________________________ __________
** ( الفصل الثامن : الوايت ليز ) **
هاهي الساعه تقترب من الثامنة ,,**
اماني : يمه ,, تراني رايحه بعد شوي الوايت ليز ,, بتعشاء مع دلّول**
الأم : اوكي ,, بس لا تطولين ,, احنا متفقين ,, حدك إلى الساعه عشر**
اماني : انشالله ,, يلا بباي ..**
خرجت اماني ,, مرتديه معطف رمادي و بنطال جينز ,, فقد كان الجو عندها بارد نوعا ما ,,, استقلت أول سياره اجره بالطريق ,,, متجهة لـ (( الوايت ليز )) ,,**
بعد 7 دقائق ,, وصلت اماني ,, و كانت البوابة ملئه بالناس من كل حدب و صوب ( عرب و إنجليز و هنود و أفارقه )**
لم ترغب اماني بالدخول مع الحشود ,, بل فضلت الوقوف ,, منتظره دلال ,,, ظلت واقفه قرابه الربع ساعه ,, صامتة ,, تتأمل المارة ,, و لم يقطع خلوتها ,, سوى ذاك السكير الذي قدم نحوها بصوره جعلتها تهرع و ترتبك ,, كان يطلق كلام غير مفهوم ,, تشنجت لحظه ,, ثم رجعت للخلف ,, لتصدم به ,, نعم انه هو ,, ( منصور!)**
منصور ( ببرود ): ما عليك منه ,, لانه مهو حاس بحد حوله ,, بس مهوب عيب بنت محترمه مثلك توقف بالشارع و بهالوقت ,,, و الناس رايحه و جايه؟!**
اماني ( بذهول ) : انت وش جابك هنا؟**
و قبل ان يرد منصور ,,, قدمت دلال بفستانها الليكي القصير و معطفها الجلدي ,,**
دلال ( بابتسامه عريضه ) : هاااااااي امـــــونا**
اماني ( لا زالت مذهوله ) : اهليـــن دلال!**
دلال : ما شاء الله محلوه ,, تغيرتي كثير عن العام الماضي ,,**
لم تجب اماني ,,, فهي لا تعلم للان ماذا يفعل ذاك المدعو منصور هنا!**
تتابع دلال حديثها ملتفته ناحيه منصور : منصور وين جاسم ؟**
منصور : بيوقف سيارته بالباركينق ,, و يحصلنا**
دلال ( و هي تسير ) : اوكي اوكي ,, ادخلو ,, الجو بارد ,,**
دخلوا ثلاثتهم ,,, و اماني لم تتكلم ,, والاسئله كثرت في جعبتها!**
كان المجمع ( كعادته ) مزحوما بالفتيات و الشباب الموزعين على مطاعمه المتفرقة القابعة في الدور الثالث ,, أما المحلات فجميعها كانت مغلقه ,, فلندن تقفل محلاتها بعد مغيب الشمس!**
دلال : شرأيكم نجلس اهني
؟ ,, الايس كريم وايد حلو ,, و الخدمه سريعه**
منصور ( مبتسما ) : از يو لايك ,,**
اماني : ,,,,,,**
بعد دقيقتين ,, قدم شاب ,,, عرفت اماني في مابعد انه يدعى جاسم ,, و انه إماراتي,,**
رحبوا ببعضهم البعض ,, و اتضح لأماني انهم أصدقاء ,, وأنها محشورة بينهم بلا داعي!! ,,**
جاسم : شفيها صديقتج يا دلال ,, ما تحجى؟؟**
عندها ,, وقفت اماني ,,قائله باستياء : عن إذنكم ,, تأخرت ,,**
و سحبت حقيبتها متجهة نحو اللفت ,, لحقت بها دلال على عجل ,,**
دلال : اشفيج ؟؟**
اماني ( منفعلة ) : فيني اني غلطانه لما جيت معك ,,, ولما عرفتك أصلا ,, انا ماني تافهة عشان تجيبيني و تعرفيني على شلة شباب بهالصوره الرخيصه ,,**
دلال ( بانكسار ) : الله يسامحج ,, انا اسفه لو غلطت عليج أو حسستج بشيء من الي قلتيه ,, و ربي ما كنت عارفه انهم بيون هني ويانا ,, كانت صدفه ,, صدقيني امونا ,,, بالطريق و مع الزحمه ,, شفت جاسم و يا منصور رايحين المجمع ,,, جاسم معي بالجامعه ,, ومنصور هذا صديقه ,, استحيت اقول لهم لا تيون معنا ,, و خصوصا و إن ,,,,,**
اماني ( تقاطعها ) : خلاص خلاص ,, ما هموني اثنينهم ,,, مالي علاقه فيهم اصلا**
دلال : خلاص ولا يهمج ,, نغير المكان لعيونج ,, كم امونا عندنا ,, هي وحده و دلوعه (( تبتسم ))**
أحست اماني أنها بالغت بردة فعلها ,, و لم تعلم ما هو السبب الذي جعلها تغير رأيها لتقول لدلال ,,**
اماني : عموما أنا ما يرضيني أفشلك قدام أحد ,, أنا بمشيها هالمره عشانك ,, و بنعدي هالساعه على خير ,,**
و عادت اماني إلي الطاولة ,, و خلفها دلال المتعجبة من تغير رأي اماني ,, بينما كان الشابين يحتسيان كوبين من القهوة ,,**
جاسم ( مبتسم ) : ولكم**
دلال : ما شاء الله طلبتو و شربتو القهوه و احنا للحين ما شفنا المنيو !!**
جاسم (( و هو يقهقه )) : بالله عليج ما حفظتي المنيو ؟؟ ,, انا ما ايي هني الا اشوفج مرتزه بأول طاوله!**
كان منصور صامتا ,, ينظر إلى اماني و يتابع كل ردات فعلها ,,, أما اماني فكانت مندهشة من نفسها ,, ولا تعلم ما اللذي اجبرها للرجوع ,, بنفس اللحظه التي تحس فيها بنظرات منصور الحارقة ,,**
دلال : جاسموه ,, ما قلتي لي من وين شاري الاقلام المعطره ؟؟**
جاسم ( مبتسما ) : و ما راح اقولج ,, بطلي تقليد**
دلال : لاااااا ,, يالله قول ,, من ويييييين ,, أي محل؟؟**
جاسم : بالدور الي تحت ,, كشك صغير يبيع تشكيله حلوه ,, بس ما ادري عن الشايب قفل ولا للحين فاتح!**
دلال : رح شف اذا فاتح أو مقفل ,, الشيبان الانجليز ما يقفلون بدري ,, يخافون يفوتهم زبون!!**
جاسم : شنو اقوم اشوف لج؟؟ اشتغل عندج ولا شاريتني؟؟**
دلال :مالت عليك ,, ما تحب المزح ,,, اقصد تعال نشوف**
جاسم ( يضحك ) : أي قولي جذي ,, رقعيها ,, يالله امشي**
ثم يكمل : وهالاثنين الي جالسين ,,, ديكور ولا شنو؟**
دلال ( وهي تضحك ) : بعد شوي بيرسلونهم متحف الشمع ,,,**
ذهب جاسم و دلال ,,, و بقي السكون مسيطرا ,,, لولا ضجة المارة
__________________________________________________ __________
عندها احست اماني أنها لوحدها ,, وان صديقتها قد ذهبت ,,, ارتبكت ,, لكنها بقيت ساكنة**
منصور ( يقطع الصمت ) : سألتك امس من وين و ما رديتي ,, ما ادري اذا اليوم بتجاوبين ,, ولا يبقى هالجواب امل صعب تحقيقه,,؟**
اماني ( بصوت هامس ) : انت قلت سعوديه**
منصور ( بابتهاج ) : والنعم والله ,,, وانا بعد سعودي ,, من الرياض ,, انتي من وين بالسعوديه؟**
اماني : الخبر ,,**
منصور : بس ما اظنك من الخبر ,, لان لهجتك نجديه**
اماني : انا ساكنه بالخبر ,, مواليد الرياض ,, و اصلي من شقراء**
منصور : يا سلام ,, يعني كوكتيل**
و يضحك الاثنان ,, لأول مره**
منصور ( مكملا ) : انا بعد من سكان الرياض بس ,, اما اصلي فمن الشمال ( حائل )**
اماني ( لا شعوريا ) : و النعم بأهل حائل**
منصور ( فرحا ) : والنعم بحالك**
عاد الصمت من جديد سيد الموقف ,,, الا ان,,,,**
منصور : شكلك طالبه,,؟!**
اماني : ايه ,, انا بجامعه الملك فيصل ,, قسم التصميم الداخلي**
منصور : ما شاء الله عليك ,, يعني مهندسه ,, و الهندسه ما يبي لها الا ناس ذوقهم راقي وحسهم الفني عالي**
اماني ( بخجل ) : شكرا للمجامله ,, بس انا توني بسنه ثالثة ,, وبقى لي سنتين,, يعني بدري على كلمه مهندسه**
منصور : انا لو دكتور عندكم ,, ما اخليك تتخرجين ولا بعد عشرين سنه ,, لاني بكون عارف ان الجامعه ما تسوى بلاك ,,**
لاحظ منصور نوبة الخجل التي اعترت اماني ,, فندم على اخر ما قال ,,, ثم حاول ان يغير مجرى الحديث**
منصور : انتم جايين سياحه؟**
اماني : ايه**
منصور : ما ادري وش يعجب العرب بلندن ,, مع انها ممله و صاخبه ,, مدينه مزعجه بكل معنى الكلمه ,,**
لم تعلق اماني**
منصور : من زمان تعرفين دلال؟**
اماني : يعني ,, من سنتين تقريبا**
منصور : اممم**
اماني : عن اذنك ,, مضطره امشي ,, تأخرت ,,**
وقفت اماني استعداد للذهاب ,,,**
منصور ( واقفا ) : بدري ,, مالنا نص ساعه داخلين,, و دلال وجاسم ما بعد جو!!**
اماني : لا معليش ,, انا وعدت امي ما اطول ,, و دلال ادق عليها ولا اشوفها وقت ثاني,,**
منصور ( وكأنه تذكر شيء هام ) : انتي جوالك معمم؟**
اماني : ايه طبعا**
منصور ( والعرق يتصبب منه رغم بروده الجو!! ) : انا سعيد بمعرفتك يا اماني ,, و ماودي اخسرك كصديقه ,, فإذا تسمحين ,, بعطيك رقمي ,, وانتي متى ما بغيتي تسمعين صوتي ,,,,,**
اماني ( تقاطعه بتعجب) : منت صاحي؟؟ ,, ترى ماني منهم!!!**
منصور ( بانكسار ) : تكفين اماني ,, خوذيه بس ,, خليني متأمل اسمع صوتك ,,, حتى لو ما سمعته ابد ,, تكفين!!**
دون ان ينتظر جواباً منها ,, اخذ منصور محرما ورقيا من فوق الطاولة ,, و اخرج قلما ازرق من جيبه ,, و كتب رقمه ,, و مده لأماني التي سحبته بلا شعور و سحبت حقيبتها مسرعة ناحية اللفت اللذي هبط بها للدور الأرضي ,, خارجه للشارع ,, مستوقفه أول سيارة اجر ,, عائده للمنزل ,, لترمي نفسها على السرير حالما دخلت ,, و تمسك المحرم الورقي بيدها ,, وتغط بسبات عميق!!
__________________________________________________ __________
**** ( الفصل التاسع : أهو الحـــب ؟! ) **
لم تعلم اماني كم من الوقت مر عليها وهي نائمة ,, إنها تمام الرابعة فجراً ,, و الشمس تنشر خيوطها ,, مع ولادة يوم جديد ,,,
فتحت اماني عينها بتكاسل ,, و الجميع لم يستيقظ بعد ,, ذهبت إلى الشرفة ,, و وجدت العصفور قد غادر عشه ,, ربما ذهب ليبحث عن قوته اليومي ,,!!
نظرت إلى الجوال ,,, لتجد 17 مكالمة لم يتم الرد عليها ( دلال + مشاعل + ساره + جواهر ) ,, و 9 رسائل بعضها صوتي والأخر مكتوب ,,
تعجبت اماني ,, فهي لم تعتد على النوم طويلا ,, و جوالها كان بقربها ,, و مع هذا لم تحس به ,, و كيف تركتها أمها تنام يوم كاملا؟؟ ,, و ربما حاولت إيقاظها فعجزت ,, لان اماني لم تحس بكل شيء كان حولها!!
كل ما هو باقي في ذاكرتها من ليلة أمس ,, ( منصور )!
بابتسامته الواثقة ,, و نظرته الحادة ,, و وسامته الملحوظة ,,
أحست اماني بحرقة ذاتية ,,, فهي لا تعلم ما المبرر من بقاه في ذاكرتها بصورة جعلتها تتوق لرؤيته من جديد!!
(( لماذا منصور ؟ )) ,, سؤال أخذ يدور في بالها ,, فهي لم تعجب من قبل بأي شاب لا من قريب ولا بعيد ,, رغم كمية الحرية الكبيرة و الانفتاح الفكري اللذان عاشت بهما!!
بقيت ساكنه فتره من الوقت ,,, و فجاءة ,, قفزت إلى السرير ,, لتجد ذاك المحرم الورقي المنزوي تحت المخدة ,, فتحته بتباطؤ ,, و نظرت للرقم ,, و تحته قرأت ( منصور عبدالله الغايب )
اماني ( هامسة ) : اسمه بعد حلو!!
مسكت اماني هاتفها النقال ,,, و سجلت الرقم فيه ,,, ثم أخذت المحرم الورقي ,, و وضعته بالرف العلوي من خزنة الملابس ,,
بقيت لحظه ,, مع صراع نفسي عالي ,, فهي تريد ان تسمع صوته ,, ولكنها لم ترد أيضا أن تنزل مكانتها أمامه ,, أو أن يفهم سلوك بشكل سيئ,,
عادت من جديد لسكونها ,,, و فجاءه قالت لنفسها (( ابتصل و الي يصير يصير!! ))
بالفعل ,, ضغطت على زر الاتصال ,,, وهي مرتبكة للغاية ,,, طوط طوط طوط طوط
و بعد رابع رنه ,,
منصور : الو
اماني ( بتلبك ): مرحبا
منصور ( متعجباً ) : اماني ,,؟!!!!!!
اماني : إيه ,, وش فيك؟ ما توقعتني اتصل صح؟!
منصور ( بارتياح ) : لا بصراحة توقعت تتصلين ,, بس مهو بهالسرعه ,,,
ثم يكمل : ليتك تدرين وش كبر فرحتي باتصالك ,, شكلك توّك صاحيه ,, مبين من صوتك؟
اماني : إيه ,, صحيت ,, وجاء ببالي اصبّح عليك
منصور : ويا زينه من صبح
ثم صمت الاثنان برهة ,, إلا أن قال
منصور : اماني ,, حاس ودي اسولف معك اكثر ,,, وبصراحه ماني قادر بالتلفون ,, إذا ما يضايقك ,, ودي أشوفك
اماني : تشوفني,,؟!
منصور : يا ليت والله ,, شوفي لنا أي مكان عام اقدر أقابلك فيه ,,,
ثم يكمل ( بحماس اكثر ) : وش رأيك بـ ( الريجنت بارك )
اماني : اوكي
منصور : حلووو ,, متى تقدرين تجين هناك؟!
اماني : افضل العصر
منصور : اتفقنا ,,, وانا بكون عند البوابة ,, منتظرك!
مرت الساعات الباقية ,, ثقيلة على اماني ,, التي لا تعلم للان حقيقة مشاعرها تجاه منصور!!
أهو حب من أول نظره ( كما في الأفلام)؟! ,, أم مجرد إعجاب؟!
هاهي الساعة تقترب من الثالثة و النصف
أم اماني : وين رايحه بهالشمس ؟
اماني ( وهي تنظر للمرآة ) : مشوار صغير و راجعه!!
أم اماني : بس انتي ما أكلتي شيء من الصبح!!! ,, تغدي أول بعدين اطلعي
اماني ( على عجل ) : بعدين بعدين ,, ما راح اطول ,, بباي ,,
و انصرفت!