اجابات للاخت (شهيدة الاقصى) سؤال مجاب
عنوان الموضوع : اجابات للاخت (شهيدة الاقصى) سؤال مجاب
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
اجابات للاخت (شهيدة الاقصى)
بسم الله الرحمن الرحيم اختي العزيزة انتي اردتي اجابات ستكون اجاباتي غير مؤذية لطرف ولا قصدا وانما فقط توضيحا لاسئلتك وجزاكي الله خيرا لهذه الالتفاته التي كانت الكثير من الناس غافلة عن اجابتها وكذلك اخواتي السنيات والشيعيات نحن اخوات في الله وكلنا من ادم وحواء ليس بيننا فرقا ونبينا محمد ليس هناك تميز بيني وينك ولاختصر كلامي بهذه المقدمة باذن الله ساجيب باسم اخواتي
إسئلة تحتاج إلى إجابة من مناصري الشيعة؟؟
اليوم انا وانتم حتي القي اجابات لهذه الاسئله.....
السؤال الاول :
هل تؤمن أيها الشيعي بالقضاء والقدر؟
إن قلت نعم سأقول لك لماذ تضرب نفسك وتجلد ظهرك وتصرخ وتبكي على الحسين؟
وإن قلت أنك لاتؤمن بالقضاء والقدر انتهى الأمر بإعتراضك على قضاء الله وعدم رضاك بحكمته.اجابتي لسؤالك هذه اختي من منا لايؤمن بالقدر ومن يعترض على حكم الله في اي امر ومن قال لايؤمن فهو كافر انما بلنسبه اللطم على الإمام الحسين (عليه السّلام) مطلوب لله تعالى
أمّا ما ادعاه المنشور من أنه لا يجوز إذا جاءت ذكرى الإمام الحسين (عليه السّلام) اللطم وما شابه , فهو غير صحيح أيضاً ، بل هو مستحب ومطلوب ومحبوب لله تعالى ، خصوصاً إذا كان فيه إدانة للباطل وتأييد للحق ، وتربية للنفوس على مقت الظلم ورفضه ، والبراءة من الظالمين والمفسدين .
ونحن نكتفي في هذا السياق بالتذكير بما يلي : أيهما أعظم ؛ هل لطم الصدور والخدود أعظم , أم البكاء حتّى العمى الحقيقي أعظم ؟
فإن القرآن قد صرح بأنّ النبي يعقوب (عليه السّلام) قد بكى على ولده النبي يوسف (عليه السّلام) ـ الذي كان حياً ـ حتّى ابيضّت عيناه من الحزن ، بل هو قد كاد أن يهلك من ذلك ، قال تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُواْ تَالله تَفْتؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حتّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ)(127)
السؤال الثاني :
من أمرك أيها الشيعي أن تفعل هذه الأفعال في عاشوراء؟
إن قلت الله ورسوله أمراني بهذا سأقول لك أين الدليل؟
وإن قلت لي لم يأمرك أحد سأقول لك هذه بدعة
وإن قلت أهل البيت أمروني سأطالبك أن تثبت من فعل هذا منهم؟
وإن قلت أني أعبر عن حبي لأهل البيت فسأقول لك إذاً كل المعممين يكرهون أهل البيت لأننا لانراهم يلطمون وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على الآخراختي العزيزة لم يامرنا احد وانما كما ذكرت مستحب وليس بدعة ايضاوكذلك المعممين ليس هم بكارهي ولا نعرف انتي وانا نيتهم من باطنها اوظاهرهااما ماكان في ذلك الزمن استوضحه لكي اختي بهذا البحث البسيط عنهم(ولاً : إنه (صلّى الله عليه وآله) قال : ليس منّا مَن لطم الخدود ... إلخ , مع أن الذي يلطم صدره وخده في المصاب ، أو يشقّ جيبه لا يخرج من الدين ، فلا يصح أن يقال : ليس منا .
أمّا إذا فعل ذلك اعتراضاً على الله سبحانه ، كما ربما يصدر من بعض ضعفاء الإيمان ، فإنه لا يكون من أهل الإيمان حقيقة ؛ لأنّ المؤمن لا يعترض على ربه , وينطبق عليه مضمون هذا الحديث بصورة حقيقية .
ثانياً : إنّ ممّا يدل على ذلك أيضاً ذيل الحديث ، أعني قوله : ودعا بدعوى الجاهليّة ؛ فإن من يدعو بدعوى الجاهليّة ، ويعود إلى التزام رسومها ، ويترك ما يدعوه إليه الإسلام لا يكون من أهل الإيمان والإسلام .
وبذلك يظهر أنه لا مجال للتأويلات الباردة التي يحاولون المصير إليها ، والسعي إلى حمل قوله (صلّى الله عليه وآله) : ليس منا ... على المجاز ، فراجع(129) .
1 ـ وقد قال الكرماني : إلاّ أن يفسر دعوى الجاهليّة بما يوجب الكفر ، نحو تحليل الحرام ، أو عدم التسليم لقضاء الله ، فحينئذ يكون النفي حقيقة(130) .
وقال المناوي : وهو يدل على عدم الرضا ، وسببه ما تضمّنه من عدم الرضا بالقضاء(131) . فهذا الحديث ليس ناظر إلى ما هو من قبيل اللطم في عاشوراء الذي هو لأجل إعزاز الدين ، وإظهار الحب لأهل بيت النبوة (عليهم السّلام) ، وإحياء شعائر الله تعالى .
2 ـ وقد روى الخوارزمي أن دعبلاً أنشد الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) قصيدته التائية ، ومنها قوله :
أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدّلا وقد مـات عطشاناً بشطِّ فـراتِ
إذاً للطمت الخدَّ فاطمُ عنده وأجريت دمع العين في الوجناتِ
فلم يعترض عليه الإمام (عليه السّلام) ، ولو بأن يقول له : إنّ أمنا فاطمة (عليها السّلام) لا تفعل ذلك ؛ لأنه حرام , بل هو (عليه السّلام) قد بكى وأعطى الشاعر جائزة ، وأقرّه على ما قال(132) .
والإمام الرضا (عليه السّلام) لا يمكن أن يخفى عليه مثل هذا الحكم الشرعي في أمر هو محل ابتلاء الناس , ولا بدّ أن يكون الناس قد بدؤوا بممارسته منذ الأيام الأولى لوقوع الفاجعة . ويشير إلى ذلك ما ورد في النص التالي :
3 ـ لمّا مرّوا بالسبايا على الإمام الحسين (عليه السّلام) وأصحابه صاحت النساء ، ولطمن وجوههن ، وصاحت زينب (عليها السّلام) : يا محمّداه(133) ! ولم يعترض عليهنّ الإمام السجاد (عليه السّلام) ، ولم نسمع أن أحداً من الاُمّة قد خطَّأهن في ذلك .
4 ـ وحين ارتجز الإمام الحسين (عليه السّلام) في كربلاء :
يا دهرُ اُفٍّ لك من خليلِ كم لك في الإشراق والأصيلِ
سمعته السيدة زينب (عليها السّلام) ، فشقّت ثوبها ، ولطمت وجهها ، وخرجت حاسرة تنادي : وا ثكلاه ! وا حزناه ! إلخ(134) .
5 ـ وممّا يدل على عدم حرمة اللطم في موت الأنبياء والأوصياء وأبناء الأنبياء ، خصوصاً الذين ليس على الأرض أحد يساميهم أو يساويهم ، ما رواه أحمد وغيره ، وهو : عبد الله ، عن أبيه ، عن يعقوب ، عن أبيه ، عن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد ، قال : سمعت عائشة تقول : مات رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) بين سحري ونحري ، وفي دولتي ، لم أظلم فيه أحداً ؛ فمن سفهي وحداثة سني أنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلم) قُبض وهو في حجري ، ثمّ وضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء ، وأضرب وجهي(135) .
اما بلنسبة لماذا يقيم الشيعة عزاء للحسين دون ابيه لماذا المأتم للحسين دون علي (عليهما السّلام)
بقي أن نشير إلى السؤال الذي ورد في المنشور ، من أنه : لماذا لا يفعل الشيعة في مناسبة قتل الإمام علي (عليه السّلام) ، أو يحيى بن زكريا كفعلهم في عاشوراء ؟ ولماذا لا يفعل السنة مثل ذلك في مناسبة قتل عمر بن الخطاب أو عثمان ؟
ونقول :
أوّلاً : إنّ الشيعة يحيون مناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السّلام) ، ويلطمون صدورهم فيها أيضاً .
ثانياً : إنّ هناك فرقاً بين ما جرى للإمام علي (عليه السّلام) وبين ما جرى للإمام الحسين (عليه السّلام) في كربلاء ؛ فإنّ الإمام علياً (عليه السّلام) قتله شخص أنكرت عليه ذلك الاُمّة بأسرها ، وأعلنت بالبراءة منه ومن فعله , ولم تلتزم بتبرئته ، ولم ترتض نهجه ، ولا خطّأت الإمام علياً (عليه السّلام) ، ولا شككت فيه .
ولكن الذي قتل الإمام الحسين (عليه السّلام) هو من يضع نفسه في موقع الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، ويسعى أتباع السفياني والسفيانيّة باسم العلم والدين ليس فقط لتبرئته من دم الإمام الحسين (عليه السّلام) ، بل هم قد تعدوا ذلك إلى محاولات التلويح والتصريح بإدانة الإمام الحسين (عليه السّلام) نفسه ، واعتباره هو الباغي , والطالب للدنيا ، والذي لا يعرف المصالح من المفاسد , و.. و.. كما تقدم .
وليتمكنوا بذلك من إسقاط الإمامة بإسقاط الإمام رغم الاعتراف بأنه ليس على وجه الأرض أحد يساويه أو يساميه .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
ثالثاً : إنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) قد أقام للإمام الحسين (عليه السّلام) المآتم ، وعقد له مجالس البكاء ، ولم يفعل ذلك بالنسبة للإمام علي (عليه السّلام) ، ولا بالنسبة للنبي يحيى بن زكريا (عليهما السّلام) , فراجع كتاب «سيرتنا وسنّتنا» للعلامة الإميني ؛ للاطلاع على جانب من النصوص والمصادر
السؤال الثالث :
هل خروج الحسين لكربلاء وقتله هناك عز للإسلام والمسلمين أم ذل للإسلام والمسلمين ؟
إن قلت عز للإسلام سأقول لك ولماذ تبكي على يوم فيه عز للإسلام والمسلمين أيسوؤك أن ترى عز للإسلام؟
وإن قلت ذلاً للإسلام والمسلمين سأقول لك وهل نسمي الحسين مذل الإسلام والمسلمين؟
( لأن الحسين في معتقدك أيها الشيعي يعلم الغيب ومنها يكون الحسين قد علم أنه سيذل الإسلام والمسلمين .اجابتي لكي اختي هي(
والحقيقة أنه لا يخفي ما في هذا السؤال من مغالطات وخداع.. فإنه لا يمكن أن يكون الجواب خيار بين: إما أو
ولا يمكن أن نجمع (خروج الحسين إلى كربلاء) و (قتله هناك) تحت بند واحد
فإن سبب خروج الإمام - مطلقا - أعلنه الإمام في مطلب واحد وهو: (إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)
أما "قتله هناك" فلم يكن مطلبا له (صلوات الله عليه)، وإنما كان مطلبا للدعي بن الدعي، أعلنه مولاي الحسين بقوله: (إنهم لن يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي)، وقوله: (والقوم لا يريدون غيري ولو قتلوني لم يبتغوا غيري أحدا)، وقوله: (لقد خيرني الدعي بن الدعي بين الثلة والذلة وهيهات منا الذلة)
ولا يمكن اعتبار النظرة الثورية في خروج أبي عبد الله الحسين على الحاكم الظالم - في حد ذاتها - عزا للإسلام، وإنما هناك عوامل عدة أثرت في الأمر..
وأيضا لا يمكن ان يكون سببا كافيا لبكاء المؤمنين حزنا على ابي عبد الله طوال ما يزيد على ألف عام فابي عبدالله قائلا اذا كان استشهادي في اصلاح للامة فيا سيوف خذيني ولكي لا اطيل لان بحثة وبنوده طويلة فقد استوضحته باقل مايمكن
السؤال الرابع ؟
__________________________________________________ __________
هذا السؤال موجه لمهدي الرافضة الهارب ، لماذ أنت هارب حتى الآن هل أنت خائف من شيء؟ أم أنك خرافة ؟ وهل صحيح أن ستخرج بقرآن جديد غير هذا القرآن؟
إن قلت أن لست خائف فسأقول لك ماذا تنتظر لتخرج؟
إن قلت أنتظر أمر الله فسأطلب منك الدليل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئاً إلا بينه لنا، إلا كنت ستطعن في النبي فهذا أمر آخر .
واستغفر الله من كلمة هارب فهو ليس بمجرم اوحرامي ليهرب ولا هو متفرج وانما امر الله احتم غيبته فاذا اردتي نكران خروجه وانه متفرج فالنبي عيسى بروايات وانجيل المسيح انه اخر الزمن يظهر ليصلح امته اذن المسيح الان هم اغلبيتهم بقمه الفساد اليس اذن هو متفرج هذا حسب ماقلتيه لكن انا اقول لكي ليس بمتفرجين لا والله هم بعثت الله واحبته وانما احتتم غيبتهم إن غيبة الامام المنتظر (عليه السلام) كانت ضرورية ، لا غنى للامام عنها . نذكر لك بعض الاسباب التي حتمت غيابه (عليه السلام)ما العلة من غيبته وما فائدتها؟
قد يقول قائل: ما العلة وما فائدة الإمام المنتظر في استمرار وجوده غائباً؟ وعدم ظهوره ليصلح ما أفسده الناس وما جَّرفوه من حكم الإسلام.
الجواب: قد ورد في جواب الحجة (عج) لإسحاق بن يعقوب كما في توقيعه الشريف:( أما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عزَّ وجل يقول: (( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدوا لكم تسؤكم )) إنه لم يكن أحد من آبائي إ لاَّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين أخرج وَلا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ،وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض ،كما أن النجوم أمان أهل السماء فأغلقوا أبواب السؤال عمَّا لا يعنيكم ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم ،والسلام عليكم يا إسحاق بن يعقوب وَعلى مَن اتبع الهدى).فالعلة في غيبة الإمام وفائدتها أمور:
* الغيبة سرّ من أسرار الله فلا تتكلفوه كما ذكر الإمام (عج) واستشهد بالآية
* غيبته إنما وقعت لئلا يكون في عنقه بيعة لطاغية.
* إن مثل وجوده وَ نفعه للمجتمع كمثل وجود الشمس ،فإن غيبته لا تمنع من الاستفادة بوجوده الشريف.
* الإمام الحجة أمان لأهل الأرض بوجوده وَ دعائه وَ بركاته.
* طلبه الدعاء له بالفرج لأن تضرع المؤمنين إلى الله بتعجيل فرجه له تأثير عند الله بتقريب ظهوره.
* إن لله حكمٌ و أسرار فيها ما هو جلي وَمنها ما هو خفي قد أخفاها لمصالح تعود للعباد وَ أمر المهدي "عج" في غيبته كذلك.
* إن وجود المهدي حجة لله قائمة في الأرض يحفظ الله به البلاد و العباد.
* قد يكون المانع من ظهوره هم الناس أنفسهم، لعدم وجود أنصار له.
* إن تأخير ظهوره قد يكون لإعطاء فرصة ومهلة للرجوع إلى الله.
* إن الحجة المنتظر بوجوده يحفظ الله التوازن في المجتمع البشري كما تحفظ الجاذبية التوازن في المجموعة الكونية.
جعلنا الله وإياكم محل رضاه وَ جمعنا به العلي القدير عاجلاً غير آجل إنه سميع مجيب.
على كل واحد-أينما كان- أن يجعل ارتباطه بالله تعالى شفافاً، واضحاً، قوياً و متكاملاً.الحفاظ على شخص الإمام المهدي (عليه السلام) وبقائه
كما كان أيام الفراعنة وفي زمان النبي موسى (عليه السلام) حيث أنهم كانوا موعودين بخروج مخلص لبني إسرائيل ينهي ظلم الفراعنة ويدمر الطاغية فرعون ويقضي على جبروته، فما كان منه إلا أن قام بقتل الذكور من أبناء بني إسرائيل واستبقاء الإناث (( يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم )).
كذلك كان من المعروف من الأخبار والروايات المتواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن عدد الأئمة اثني عشر إماماً، وأن الإمام الثاني عشر هو الذي يزيل دول الظلم ويقضي على أئمة الجور والطغيان، فكان حكام الدولة العباسية يترقبوا هذا الأمر ويحسبون له ألف حساب، فوضعوا الإمام الحادي عشر أي الحسن العسكري (عليه السلام) تحت الإقامة الجبرية في بيته بسامراء، كما وضعوا نساؤه تحت الرقابة المباشرة، وذلك للقضاء على الإمام الثاني عشر وتصفيته أول ولادته.
لذلك شاء الله سبحانه وتعالى إخفاء أمر حمله وولادته إلا عن خواص الشيعة والموثوق بهم من المؤمنين، وبعد ولادته (عليه السلام) تناهى لمسامع الحكومة العباسية بعض الأخبار عن ذلك فتمت مداهمة بيت الإمام العسكري (عليه السلام) مرات عديدة وبشكل مفاجئ للقبض على الإمام المهدي (عليه السلام) وتصفيته، وباءت جميع محاولاتهم بالفشل، مما جعل أم الإمام المهدي السيدة نرجس (رض) تدعي بأنها حامل فسجنت عند القاضي بسامراء لمدة سنتين وذلك بعد وفاة الإمام العسكري حتى شغلوا عنها بثورة صاحب الزنج وسلمها الله منهم بفضله.
فكانت هذه الظروف العصيبة هي التي دعت الإمام المهدي (عليه السلام) للغيبة حفاظاً على نفسه لكي لا يقتل كما قتل آباؤه (عليهم السلام) خصوصاً وهو آخر الأئمة وبقية حجج الله على الخلق وخاتم الأوصياء (عليهم السلام)، وهو المكلف بإقامة الدولة الإسلامية العالمية، فكان لابد من الحفاظ على وجوده بالغيبة حتى ينجز المهمة الموكل بها، وهذا ما نفهمه من الروايات التالية.
فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (لابد للغلام من غيبة، فقيل له: ولم يا رسول الله، قال: يخاف القتل).
وفي البحار عن الباقر (عليه السلام) قال: (إذا ظهر قائمنا أهل البيت قال ) ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً، أي خفتكم على نفسي وجئتكم لما أذن لي ربي وأصلح لي أمري .
وعن يونس بن عبد الرحمن قال: (دخلت على موسى بن جعفر (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال (عليه السلام): أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون).
وخرج في التوقيع من الإمام المهدي (عليه السلام) لمحمد بن عثمان العمري في علة عدم ذكره باسمه: (فإنهم إن وقفوا على الاسم أذاعوه، وإن وقفوا على المكان دلوا عليه).
ولكن هل الخوف على نفسه (عليه السلام) يستدعي غيابه كل هذه القرون الطوال…؟
بالطبع هذا الأمر غير منطقي فبعد انتهاء دولة بني العباس جاءت الكثير من الدول والممالك، ولم يعد يذكره أو يطلبه الظالمون بالشكل الذي كان في بدء غيبته، ولم يعد هناك حرج من ذكر اسمه أمام الناس، فلا بد أن هناك أسباب أخرى لاستمرار الغيبة الطويلة هذه، وهذا ما سنذكره إن شاء الله تعالى في الفصل القادم في أسباب الغيبة الكبرى.
ثانياً: تهيئة الأمة للغيبة الكبرى والانقطاع التام عن الإمام (عليه السلام)
السؤال الخامس :
لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال لكربلاء؟
إن قلت أنه لم يكن يعلم ماسيحصل لهم سأقول لك لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول أن الحسين يعلم الغيب.
وإن قلت أنه يعلم فسأقول لك هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه ؟
وإن قلت أن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد علمائك فسأقول لك وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الحسن ؟ وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد علي؟
ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟
فأما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى علي بهم أو تشهد بخيانة علي والحسن للإسلام.
ا
__________________________________________________ __________
ثانياً: تهيئة الأمة للغيبة الكبرى والانقطاع التام عن الإمام (عليه السلام)
كان المؤمنون في زمان الرسول (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) يتلقون الأحكام الشرعية والتعاليم الإسلامية مباشرة من النبي والأئمة دون أي حاجز أو مانع، وإذا أشكل عليهم أمر ما أو قضية معينة يلجئون فيها إلى المعصوم فيحلها في الحال, واستمر هذا الأمر حتى عام 260 هـ، عند وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، حيث اختلف الحال ولم يعد بإمكان المؤمنين الالتقاء بالإمام المهدي (عليه السلام) وتلقي الأحكام الشرعية على يديه مباشرة.
ولكي لا تحدث ردة فعل عنيفة في الأمة لانقطاع الإمام عنها وغيابه بشكل مفاجئ، كان لابد من تهيئة الأمة للغيبة الكبرى، وتعويد الناس تدريجياً على احتجاب الإمام عنهم وبالتالي يستسيغون فكرة اختفائه (عليه السلام).
لذلك كان من شأن الإمام المهدي (عليه السلام) تعيين السفراء الأربعة رضوان الله تعالى عليهم خلال الغيبة الصغرى كواسطة بينه وبين الناس،كما كان (عليه السلام) متدرجاً في الاحتجاب عن الناس خلال تلك الفترة، حيث تمكن العديد منهم مشاهدته في أول الغيبة الصغرى وكان أقل احتجاباً عن الناس، وكلما مشى الزمان زاد احتجابه، حتى لا يكاد يُنقل عنه المشاهدة في زمن السفير الرابع لغير السفير نفسه.
ولقد شبهت الروايات الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار الإمام المهدي (عليه السلام) بالشمس المضيئة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: (أي والذي بعثني بالنبوة، إنهم لينتفعون به ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب)، فكما أن الشمس قبل غروبها تماماً تبقى أشعتها لمدة معينة من الزمن حتى تغيب تماماً ويحل الظلام الدامس، فكذلك الإمام كان في حال الغيبة الصغرى متدرجاً في الغيبة قبل انقطاعه التام عن الناس.
ويذكر السيد مجتبى السادة بهذا الشأن أن للإمام المهدي (عليه السلام) أيضاً ظهور أصغر يسبق الظهور الأكبر إن شاء الله تعالى، وذلك يتمثل في عدة أحداث وقضايا سوف تحدث تمهد الأرض والبشرية لظهوره المبارك (عليه السلام)، حيث يقول: (وكذلك طلوع الشمس فإنه لا يكون مباشرة بل يبدأ الخيط الأبيض ثم الفجر ثم نور باهت يزداد تدريجياً حتى طلوع الشمس ساطعة في السماء، وهكذا فإن ظهور الحجة بن الحسن (عليه السلام)، وهو كالشمس المنيرة في سماء الولاية، لابد أن يسبقه ظهور أصغر يهيئ الأرضية للظهور الكامل لوجوده المقدس).
ثالثاً: إثبات حقيقة وجود الإمام المهدي (عليه السلام) وإبطال شبهات المشككين
بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) عام 260 هـ، وبسبب خفاء أمر ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) عن أكثر الناس، بدأ الشك يدب في نفوس الكثير منهم بوجوده (عليه السلام) خصوصاً مع اقتسام إرث أبيه الإمام العسكري بين عمه جعفر وجدته ـ أي أم الإمام العسكري حيث أوصى لها الإمام العسكري بأوقافه وصدقاته ـ هذا بالإضافة لادعاء عمه جعفر الكذاب الإمامة، فكان لابد من إثبات وجود الإمام المهدي عبر بعض المشاهدات للعديد من الناس، وهي التي حصلت بالفعل في فترة الغيبة الصغرى كصلاته (عليه السلام) على جنازة أبيه ولقائه بوفد القميين الذين جاءوا لتسليم الأموال للإمام العسكري ووصفه الدقيق لتلك الأموال.
فعن أبو الأديان في ضمن حديث طويل تحدث فيه عن وفاة الإمام العسكري (عليه السلام) قال: (فلما صرنا في الدار، إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفنا، فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجذب برداء جعفر بن علي وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي، فتأخر جعفر وقد اربد وجهه واصفر، فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه (عليهما السلام)).
والأمر الآخر الذي قام به الإمام المهدي (عليه السلام) في الغيبة الصغرى لإثبات وجوده هو اتخاذ نظام الوكلاء أو النواب بينه وبين عامة الشيعة.
ومن الأمور الهامة أيضاً التي ساهمت في إثبات وجود الإمام المهدي (عليه السلام) وتهيئة الذهنية العامة لدى المؤمنين للغيبة الكبرى وجعلتهم يتقبلون الفكرة بصدر رحب هو تأكيد العديد من الروايات الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) على الغيبة وحصولها للإمام المهدي (عليه السلام) وتحدثهم عنها بإسهاب.
فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن لصاحب هذا الأمر ـ يعني المهدي ـ غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات، وبعضهم يقول قتل، وبعضهم يقول ذهب، حتى لا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير، لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره).
وعن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: ما تأويل قول الله تعالى (( قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماءٍ معين )) ، فقال (عليه السلام): (إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون).
وعن محمد بن زياد الأزدي قال: سألت سيدي موسى بن جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ))، فقال (عليه السلام): (النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب، قال: فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب؟ قال:
نعم، يغيب عن أبصار الناس شخصه ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منا، يسهل الله له كل عسير، ويذلل له كل صعب، ويظهر له كنوز الأرض ويقرب له كل بعيد ويبير به كل جبار عنيد ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).
ولقد قام الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بطريقة هادئة في إعلام كبار الشيعة والمخلصين من المؤمنين بولادة الإمام المهدي المنتظر وذلك عبر إرسال بعض الرسائل للثقاة منهم من أمثال أحمد بن إسحاق حيث كتب (عليه السلام) له: (ولد لنا مولود فليكن عندك مستوراً، وعن جميع الناس مكتوماً فإنا لم نظهر عليه إلا الأقرب لقرابته والولي لولايته، أحببنا إعلامك ليسرك الله به مثل ما سرنا به والسلام).
كما قام (عليه السلام) بذبح كذا شاة عقيقة عن ابنه المهدي وقام بتوزيع كمية كبيرة من الخبز واللحم على شخصيات من بني هاشم ووجهاء الشيعة، ولقد جاء في بعض الأخبار كما نُقل عن الحسن بن المنذر عن حمزة بن أبي الفتح أنه (عليه السلام) عق عنه بثلاثمائة شاة.
كما قام الإمام العسكري (عليه السلام) بإخبار بعض أصحابه الموثوق بهم شفوياً بولادة الإمام المهدي من أمثال أبا هاشم الجعفري وأبا طاهر البلالي كما قام (عليه السلام) بعرض ابنه المهدي على جماعة من أصحابه وهم أكثر من 40 رجلاً وقد اجتمعوا في مجلسه فقال لهم: (هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ـ أي العمري ـ ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله، فهو خليفة إمامكم والأمر إليه).
- ولكن لماذا لم تستمر السفارة بين الإمام المهدي (عليه السلام) والناس كما في الغيبة الصغرى حتى يومنا هذا؟ أو بمعنى آخر لماذا حدثت الغيبة الكبرى؟اما خوض هذا البحث كبير جدا
__________________________________________________ __________
[COLOR=#800080] [CENTER]السؤال الخامس :
لماذا أخذ الحسين معه النساء والأطفال لكربلاء؟
إن قلت أنه لم يكن يعلم ماسيحصل لهم سأقول لك لقد نسفت العصمة المزعومة التي تقول أن الحسين يعلم الغيب.
وإن قلت أنه يعلم فسأقول لك هل خرج الحسين ليقتل أبناؤه ؟
وإن قلت أن الحسين خرج لينقذ الإسلام كما يردد علمائك فسأقول لك وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد الحسن ؟ وهل كان الإسلام منحرفاً في عهد علي؟
ولماذا لم يخرجا لإعادة الإسلام؟
فأما أن تشهد بعدالة الخلفاء وصدقهم ورضى علي بهم أو تشهد بخيانة علي والحسن للإسلام.
اما هنا كان أَمام الإمام الحسين عليه السلام خياران بالنسبة لأسرته، فهو إما ان يحمل عياله ونساءه معه وإما ان يُبقي الجميع ويخرج بمفرده مع أولاده واخوته وباقي الأنصار من رجال بني هاشم.
فإذا كان الأمر بأن يتركهم في مكانهم ويهاجر بنفسه فلا شك في أن السلطات الأموية ستحاول الاستفادة منهم كورقة ضاغطة على الإمام نفسه كي يسلم نفسه. كما فعل الأمويون مع عمرو بن حمق الخزاعي حيث أسروا زوجته لمّا فرّ من أيدي السلطات الأموية الحاقدة.
وأيضاً حصلت هذه الحالة مع زوجة المختار التي اعتقلت هي الأخرى لإرغام زوجها على الإذعان للسلطة الأموية الحاكمة.
فالإمام لم يكن ليأمن على عياله ونسائه لو أبقاهم في المدينة وخرج ثائرا.. وحتى لو أمن الإمام على نسائه وعياله وأبقاهم في مكانهم وخرج في طلب الإصلاح في ثورة يعلم مسبقا ان القوم يطلبونه ولو أمسكوا به فسيقتلونه لا محالة وسُيقتل مع اخوته وأبناء عمومته في أي مكان من الأرض وسيبادون جميعهم ومن ثم لا يفهم أحد لماذا أصلاً خرج الإمام الحسين عليه السلام للثورة؟ ولماذا لم يبايع؟ وحتماً ستحاول السلطات الأموية التكتم على الأمر واستعمال آليات القتل الصامتة بأي شكل من الأشكال وبهذا يضيع دم الحسين عليه السلام وتضيع ثورته ورسالته وهذا المنطق لا يتناسب أيضا مع ما حمله الإمام من مطالب صرح بها أكثر من مرة .
على هذا يكون الخيار الثاني هو الأقرب لما يصبو إليه الإمام من تغيير في الواقع الاجتماعي والقيمي والإنساني.
الإمام الحسين يخطط لمستقبل الثورة وطرق نجاحها
ولنا ان نتصور الإمام كقائد ثورة يريد ان يقوم بحركة واسعة تهز المجتمع كله وتهز الصرح الأموي من جذوره فقد يكون من الشاق عليه ان يسير مع كوكبة من النساء والصغار والرضع في سفر طويل. ولو كان سفر استجمام لما خلا من مشقة من جانب المسؤوليات والإعداد والتحضير لمستلزمات السفر نفسه. فكيف بسفر الثورة التي يخطط لها الإمام والتي يقدّر لها ان تكون في ارض بعيدة عن مستقره الحالي؟.
لكن الإمام عليه السلام حمل نساء آل البيت عليهم السلام وحرائرهم.. وهو يعلم بما سيعانيه الجميع من مشكلات الطريق الطويل والأوضاع الطارئة والتشنجات التي سيتعرض لها الجميع لا محالة؛ لان هناك تخطيطاً مستقبلياً للثورة، إذ لا يمكن للإمام عليه السلام ان يكون قد خطط لأوان الثورة والتي قد تقدر بسويعات محدودة في عمر الزمن ويترك ما بعدها فالمهم نتائج الثورة وما ستفرزه من أحداث ووقائع على ارض الواقع فهو عليه السلام حتماً كان قد خطط لما بعد الثورة في امتداداتها المتعددة وفي كيفية التعريف بها وكيفية تحقيق أهدافها، فإذا كانت نهاية هذه الجولة التضحوية هو الانكسار العسكري فلابد ان يسعى لأن يحقق لها نجاحاً اجتماعياً وثقافياً وحضارياً على المدى الطويل من الزمان والمكان..
ومن هنا كان الخيار الثاني بأن يأخذ العيال والنساء معه هو الخيار الأكثر تناسباً مع الثورة والأكثر انسجاماً مع ما كان يخطط له الإمام عليه السلام. فالإمام عليه السلام ما كان همه الثورة في وقتها فحسب ولكن كان يهدف إلى تحقيق التواصل الزمني البعيد المدى لدى الأمة مع الثورة (في نوع من الامتداد الواعي الشعوري الذي يخترق ايدولوجيات الزمن لكي تبقى نابضة قادرة على ضخ الدم النقي المحرك للحياة) وهذا ما حصل فهو إذاً حمل عياله ونساءه لأدوار اُعدوا لها مسبقاً ولمهام مرت صورتها في عقلهم الواعي والباطن قبل أو ان الثورة.
الدور التبليغي لنسوة الطف
لقد حمل الإمام معه جملة من المبلغات اللائي كانت الواقعة بحاجة إلى خطابهن تماماً كما كانت الثورة بحاجة إلى دمه وتضحيته والى هذا يشير الشيخ مرتضى مطهري في كتابه الملحمة الحسينية «التكتيك التبليغي هو حمله لأهله وعياله وأولاده في القافلة الحسينية وبهذه الطريقة يكون قد استخدم العدو استخداما غير مباشر من خلال فرض هؤلاء الناس كحربة تبليغية ورسل دعاية للإسلام الحسيني ضد يزيد»..
ويضيف: أن الإمام استخدم عدداً من المبلغين الذين أخذهم العدو بيده وبإرادته لينفذوا إلى قلب حكومة العدو في الشام وهو بحد ذاته تكتيك يفوق التصور الاعتيادي». (مرتضى مطهري، الملحمة الحسينية، ح1، ص 209).
فالإمام لم يأخذ معه نساء عاديات إنما أخذ معه نساء واعيات مؤمنات بثورته وهن أيضا مبلغات يمتلكن أدوات التبليغ السليم ليُعَرِّفْنَ الناس بالقضية والثورة وأهدافها وأسبابها ويكشفن النقاب عن الوجه الأموي الأسود وليكنَّ سبباً لهزّ الوضع العام وتحريكه وضخ القيم الجديدة وتخليد النهضة الحسينية في الوجدان الشعبي كل هذه القرون.
ولقد استوقفه كثيرون وحاولوا ثني الإمام عن اخذ النساء معه لكنه أصرَّ على أن تكون النساء ضمن قافلته وقال له عبد الله بن عباس: فإن عصيتني وأبيت إلا الخروج إلى الكوفة فلا تخرجن نساءك وولدك معك. (المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ، ج3، ص 65).
وقال لأخيه محمد بن الحنفية: شاء الله أن يراني قتيلاً ويرى النساء سبايا فلمّا كان في السّحر ارتحل الحسين عليه السلام فبلغ ذلك ابن الحنفيّة فاتاه فاخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له: يا اخي ألم تعدني النّظر فيما سألتك؟ قال: بلى، قال: فما حداك على الخروج عاجلاً؟ فقال: أتاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما فارقتك فقال: يا حسين عليه السلام أخرج فانّ الله قد شاء ان يراك قتيلاً فقال له ابن الحنفية إنّا لله وانّا إليه راجعون فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال؟ قال: فقال له: قد قال لي: إنّ الله قد شاء ان يراهنّ سبايا... (ابن طاووس، اللهوف، ص 64).
__________________________________________________ __________
ماذا لو لم يأخذ الإمام الحسين نساءه وعياله معه؟
من ناحية أخرى لو سلمنا بأن الإمام عليه السلام لم يشأ أن يأخذ معه النساء والعيال.. فما هي ردة فعل النساء أنفسهن؟ ماذا سيصنعن لو جاءهنّ رسول يخبرهن بمقتل الحسين عليه السلام في هذه الفلاة الواسعة؟ هل سيكون لهؤلاء النساء دور سوى النواح والبكاء؟. ومن المؤكد ان هذا البكاء سيكون في المدينة وحدها ولأيام معدودة من الزمن كما حدث مع باقي الأئمة عليهم السلام وينتهي كل شيء!! حينئذ لن يكون للنساء دور في القضية أبداً. ولا تبقى للنساء أية مهام أو مسؤوليات أمام هذه الثورة التي ستستباح فيها كل المقدسات بما في ذلك المعصوم نفسه.. وستبقى صورة المرأة السلبية المنـزوية عن هموم الأمة والتي لا تعيش حتى لذاتها؛ إذ كيف يمكن بناء الذات بمعزل عن الحياة الاجتماعية وعن الاهتمام بشؤون المسلمين؟. فهذه الصورة الهامشية لا تتناسب أبدا مع شخصية نساء أهل البيت عليهم السلام واللائي عاش بعضهن كثيراً من أوجاع الأمة المسلمة وبخاصّة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأول الأوجاع ظلامة الزهراء عليها السلام.
الوعد الإلهي بحفظ النساء والعيال
وهنا لابد من إشارة وهي ان الإمام كان قد اطمأنّ إلى الوعد الإلهي بصيانة هؤلاء المخدرات وبأنهنّ سيكنّ بعيدات عن الأذى، ونجد ذلك واضحا من خلال وصيته للنساء لما ودعهن وقال: استعدوا للبلاء واعلموا ان الله تعالى حاميكم وحافظكم. (المقرم،مقتل الحسين, ص 276).
الذهاب مع الإمام الحسين عليه السلام كان مطلب النساء أنفسهن
المرأة اذاً طالبت بالذهاب مع الإمام لنصرته واستعدت للخروج إلى كربلاء قائلة: «يا ابن عباس، تشير على سيدنا بأن يخلفنا ها هنا، ويمضي وحده لا والله بل نحيا معه، أو نموت.. وهل أبقى الزمان لنا غيره.. لا نفارقه أبداً حتى يقضي الله ما هو كائن». وهي تعرف ما ينتظرها من ظروف قاسية ومهام ثقيلة وبهذا تكاملت الإرادة من جانبين؛ فمن جانب أراد الإمام للثورة ان تستمر في اشتعالها وازدياد شرارتها ووضوح معانيها ولا أحد يسهم في توضيح مفردات الثورة غير هؤلاء النساء، كما سيأتي ضمن الدور الإعلامي.
ومن جانب آخر علمت النساء وبخاصة السيدة زينب عليها السلام ان الإمام انطلق إلى نهضة إصلاحية كبرى في أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم وفي هذه النهضة الإسلامية الإصلاحية لابد ان يكون للمرأة محط قدم في التأثير والبلاغ. وإلى هذا يشير الشيخ عبد الوهاب الكاشي بالقول: إن الحسين عليه السلام كان يعرف انه إذا قتل فلا يوجد رجل في العالم الإسلامي يمكنه ان يتكلم بشيء ضد سياسة الأمويين مهما كان عظيماً حيث إنهم قطعوا الألسن وكمّوا الأفواه فكان قتله سدى وقد لا يعرف أحد من المسلمين ما جرى عليه.. فأراد الحسين عليه السلام ان يحمل معه ألسنة ناطقة بعد قتله لتنشر أنباء تلك التضحية في العالم الإسلامي ومذياعاً سياراً يذيع تفاصيل تلك المأساة الإنسانية والجرائم الوحشية، فلم يجد سوى تلك المخدرات والعقائل اللواتي سبين وسيرّن بعد الحسين عليه السلام في ركب فظيع مؤلم يجوب الأقطار يلقين الخطب في الجماهير وينشرن الوعي بين المسلمين وينبهن الغافلين ويلفتن أنظار المخدوعين ويفضحن الدعايات المضللة حتى ساد الوعي وتنبه الناس الى فظاعة الجريمة وانهالت الاعتراضات والانتقادات على يزيد والأمويين من كل الفئات والجهات. (الشيخ عبد الوهاب الكاشي، مأساة الحسين بين السائل والمجيب، ص 80).
وهذا بالضبط ما أراده الإمام من خلال حمله للنساء والعيال، وهذا ما حصل أيضاً إذ لولا وجود هذه الثلة المباركة لما تم كشف القناع عن يزيد ورفع الستار عن جرائم الأمويّين.
أهمية وجود المرأة في ساحات النزاع والمواجهة