عنوان الموضوع : كيف نصنع من أطفالنا علماء؟ -لصحة الاطفال
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

كيف نصنع من أطفالنا علماء؟



كيف نصنع من أطفالنا علماء؟
أطفالنا والسبل التي من خلالها يمكن أن نصنع منهم علماء



كثير من الآباء والأمهات يتجاهلون فترة الطفولة، ويجعلونها تمر على أبنائهم مرور الكرام، دون الاستفادة منها بشيء، وكثير منهم أيضًا يجهلون الطريقة الصحيحة التي يجب أن يتم من خلالها استغلال تلك الفترة، فتلك الفترة تعد من أهم فترات عمر الأبناء؛ لأنها فترة يغلب عليها سَمْتُ التعليم في المقام الأول، فقد قيل قديمًا: "العلم في الصغر، كالنقش على الحجر"؛ أي: إن صناعة العلماء والنوابغ تبدأ من الطفولة، فما هي الطريقة الصحيحة التي يمكن أن نصنع بها العلماء؟



أطفالنا والقراءة:


يقول الدكتور حسن عبدالمقصود - أستاذ التربية بجامعة عين شمس -: للقراءة قيمة كبيرة في حياة أبنائنا، وخاصة في مرحلة البناء الفكري والثقافي لهم، فكثير منا يجهل قيمة الكتاب بالنسبة للأبناء، وتتعالى الأصوات التي تقول: إن الكتاب يأتي دوره في مرحلة متأخرة من بناء فكر الأبناء، وربطه بمرحلة الجامعة، وما إلى ذلك، ولكن هذا خطأ شنيع؛ فمنذ أن يبدأ أبناؤنا في تلقي العلم من مرحلة الحضانة، يبدأ معهم دور الكتاب في حياتهم، وقد قال الشاعر:


وخيرُ جليسٍ في الزمانِ كتابُ تسلو به إن خانَكَ الأصحابُ




كما أن أول آية نزلت على رسولنا الكريم كانت: ﴿ اقْرَأْ ﴾ [العلق: 1]، فأهمية الكتاب لا تأتي بوضعه في الأرفف والأدراج وتنسيقه، إنما تأتي بالدراية لما يتضمنه هذا الكتاب، كما أن الكتب تحوي كل المجالات، وكل الأبواب التي يرغب الفرد في التفقه فيها، فهناك كتب للمجالات الدينية، والثقافية، والاجتماعية، وحتى الترفيهية.




ويؤكد عبدالمقصود: كثير من الآباء يجهلون الدور الكبير الذي يلعبه الكتاب في تكوين الأبناء، وأن الكتاب يعد أداة تَحَوُّلٍ في حياة الأبناء؛ فبالكتاب تكون الحياة رغدة، ومليئة بالمعرفة والنجاحات، وبدونه يصبح الفرد أقرب إلى فقدان الوعي؛ لأنه - بالطبع - من لم يقرأ كتابًا في حياته دليل على أنه لم يلتحق بالمدرسة أصلاً، كما أن للآباء دورًا كبيرًا في توعية الأبناء بأهمية الكتاب، وتدريبهم وتعويدهم على حب المعرفة والقراءة؛ فالتربية الأسرية هي التي من خلالها يترسخ داخل الفرد حبه للأشياء، أو إهماله إياها، ولكن لكي يتخذ الأبناء الكتاب صديقًا لهم، لا بد أن يكون الآباء أيضًا على نفس المنوال؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وكثير من الآباء يهتمون بترفيه أبنائهم، وبإحضار الألعاب والملابس لهم على حساب القراءة والاطِّلاع والبناء الفكري.




ويشير أستاذ التربية إلى أن الطريقة الصحيحة لتحقيق الاستفادة القصوى من قراءة الأبناء للكتب، هي توزيع الكتب على الطلاب بحسَب المرحلة السِّنِّيَّة التي يمرون بها؛ حتى لا يصابوا بالملل عند قراءتهم لكتب أكبر من سنهم، فيجب إعطاء الأطفال الكتب التي تتفق مع ميولهم ورغباتهم، ففي الفترة من ثمانية شهور إلى سنتين، يجب إعطاء الأطفال الكتب التي تحتوي على الصور؛ لأن هذه مرحلة تكوين الأطفال لوعيهم، ومرحلة إدراكهم للوجود من حولهم، كما أن هناك شيئًا هامًّا جدًّا، وهو أن تمزيق الأطفال للكتب والأوراق، أو مضغها، لا يعتبر شيئًا ضارًّا لهم، ولكنهم يقومون بعمل نوع من الإدراك الحسي للأشياء الموجودة، وفي الفترة من سنتين إلى أربع سنوات يجب إعطاؤهم المجلات التي تحوي صورًا كبيرة، وبعض القصص الطريفة أو الأناشيد، وتكون الصور كلها أشياء من البيئة؛ كالأشجار، والحيوانات، وصور الأطفال الصغار، وما إلى ذلك، كما يجب اجتناب القصص المخيفة؛ حتى لا نبث الرعب في نفوس الأطفال منذ الصغر، وفي الفترة من أربع إلى ست سنوات، قد يبدأ الأطفال في متابعة المجلات الخاصة بهم، ويبدؤون بنشر التساؤلات في كل مكان عما يقرؤونه في تلك المجلات، كما يجب أن نعطيهم القصص التاريخية والثقافية، كما يُفضَّل إعطاؤهم بعض ألعاب الذكاء والقدرات، التي من شأنها أن تنمي فكرهم ودرجة ذكائهم.


دور الموهبة في سرعة تحصيل الأبناء:


يقول الدكتور سيد عبدالفضيل - خبير التنمية البشرية -: تعد الموهبة من أهم عطايا الله تعالى لخلقه، وقد وضعها الله في الإنسان، وهي قابلة للتحول، فهي إما أن تكبَر مع الإنسان أو تموت، وكل ذلك على حسَب التعامل معها في البيئة الثقافية أو التنشئة الاجتماعية لهذا الطفل، فقد أثبتت عديد من الدراسات أن الأغلبية العظمى بنسبة 90% من الأبناء قد وُلِدُوا مبدعين وموهوبين، وظلوا موهوبين إلى سن 5 سنوات، وتنخفض تلك النسب كلما زادوا في السن ليصلوا إلى سن السابعة، وتقل نسبة هؤلاء المبدعين إلى حوالي 11%، وتظل تلك النسبة في الانخفاض حتى تصل إلى 2% فقط من المبدعين، وهم في سن الثامنة، وهذا إن دل، فإنه يدل على مدى تأثير التنشئة الاجتماعية والعلمية للأطفال على موهبتهم، وعلى كبتها وإجهاضها، ويدل أيضًا على انخفاض مستوى ودرجة التعليم، فالذكاء والموهبة، بهما جزء من العوامل الوراثية، ولكن لكل إنسان سمة ومَلَكَة تُمَيِّزه عن باقي البشر، وهذه الملكات هي مزيج بين تفاعل البيئة مع الصفات الوراثية للفرد.


ويضيف: بالطبع كل أسرة تحب أن يتفوق أبناؤها، وأن يكونوا مبدعين ومتميزين، ولكنْ هناك فرق كبير بين أن نحب شيئًا، وأن نسعى لتحقيقه، فيجب على الأسرة أن يكون لديها الإرادة لاكتشاف مواهب الأبناء مبكرًا، والسعي وراء تحقيقها قبل فوات الأوان؛ حتى لا تندثر تلك الموهبة، وتختفي بداخلهم، كما يجب أن تُسَخَّر كل الإمكانيات لصالح الطفل، حتى وإن كانت تلك الإمكانيات بسيطة، ولكنها تسهم بشكل كبير في تنمية إبداعات الأطفال، ولا يجب بأي حال التفريط أو التهاون في تنشئة الأبناء؛ بحجة قلة الإمكانيات، فلنا أن نرى كثيرًا من العظماء والعباقرة - بل وأغلب القادة - لم يولَدوا لأبوين من الطبقات الأرستقراطية، ولكن معظمهم لأبوين من الطبقة الفقيرة، وإمكانياتهم ومواردهم قليلة.


ويؤكد أبو الفضل أن هناك بعض الأساليب التي يجب أن يتبعها الآباء؛ حتى يستطيعوا تنمية مواهب أبنائهم:


وأولها: هو تسمية الأبناء بألقاب إيجابية مثل "أبو الأذكياء"، و"العبقري" وما إلى ذلك.



وثانيًا: عدم التلفظ بألفاظ غير مقبولة في وقت الغضب أمام الطفل؛ حتى لا يتعلم الطفل من الأبوين ويقلدهما؛ حيث إنهما القدوة التي يقتدي بها الطفل.



وثالثًا: كلنا نغلط، لا يوجد بشر يمشي في الطريق الصواب على طول الخط؛ فلا داعي من التهويل من أخطاء الأبناء، ولكن نكتفي بالنصيحة، وليس بالسب والإهانة.



ورابعًا: اقتناء الكتب، وزيارة المعارض الثقافية والمؤتمرات، وما إلى ذلك، ومتابعة الطفل، والتنسيق مع مُدَرِّسِيه، وتنبيههم إلى أهم مواهبه، وإلى المناطق التي يمكن أن يبدع فيها هذا الطفل.



وأخيرًا: التشجيع ودعم مَلَكَات الأطفال، من خلال: زيادة المعرفة، ومساعدة الأطفال في الأشياء التي يصعب تنفيذها


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكوره حبيبتي ماقصرتي جزاك الله خيرا


__________________________________________________ __________

ربي يعطيك العافية
جدا استفدت


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________