عنوان الموضوع : أختي المسلمة: من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

أختي المسلمة:



أخواتي المسلمات : السلام عليكن ورحمة الله وبركاته .
قال تعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)

أختي المسلمة:
إن الهوية الإسلامية مبنية على الإيمان بالله الخالق المدبر فهو سبحانه وحده الذي خلق، ووحده الذي يعلم ما خلق، ووحده الذي يعلم ما يصلح لهذا الخلق من نظام وتدبير، ومعرفة وتنظيم...
لذا فإن على المرأة المسلمة أن لا تقيم نفسها ذلك التقييم السطحي، الذي تعتمده المرأة الغربية، بل عليها أن تفهم أ، الاشتغال بمثل هذه الصورة، غرضه إبعادها عن الاشتغال بالتفكير بتساؤلات الحياة المصيرية مثل الغرض الحقيقي للحياة، وكيف ينظم المسلم علاقاته في الإطار الصحيح.
والمرأة المسلمة تفهم أ، الأساس الذي تحكم به على نفسها ليس وجهها بل تفكيرها وأخلاقها، ولا شكلها، بل كونها عبدة مطيعة لخالقها ، هذا هو النجاح في حياتها، ومفتاح السعادة الأبدية في الجنة. قال تعالى : (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) صدق الله العظيم.
فهي بذلك تقيم نفسها على أساس تقواها وعملها الصالح. من هنا كان ميدان الصراع الذي تدخل فيه المرأة المسلمة في حياتها، ليس البحث عن الجمال، أو محاولة تقليد المرأة الغربية، بل بناء شخصيتها على الإسلام ، والعيش بحسب طريقة الحياة الإسلامية في حياتها العائلية، وفي مجتمعها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
ويقول صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها وحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.
فالمرأة المسلمة هي التي تفهم بوضوح ، أن غايتها في الحياة هي نوال رضوان الله تعالى.
أختي المسلمة: قيمي نفسك، هل أنت المرأة المسلمة التي تنخدع بمقاييس الغرب للجمال؟ وتضيع وقتها وجهدها ومالها في محاولتها مجاراة التوقعات غير الواقعية، لما تعرفه المجتمعات الغربية لـ (المرأة الجميلة)؟ هل أنت تجعلين ممثلات الأفلام وعارضات الأزياء والمغنيات والفنانات... قدوات لك؟ هل أنت تنشغلين بمظهرك وشكلك عن مضمونك وجوهرك وتقومين بعمليات جراحية تجميلية لإزالة الدهن وجراحة الجفون وتكبير النهد وتغير شكل الأنف وشد الوجه ؟ أم أنك أيقنت وعلمت أنه ما يكون للحياة إلا أن تملأ بالتبعات الجسام والأمور العظام والهموم والكبار ، لا أن تصرف إلى إشباع جوعات الجسد ويحول بينك وبين أداء رسالتك في الحياة وهي حمل الدعوة الإسلامية.
هل أنت ممن يضعن أوقاتهن في مشاهدة التلفاز ، وفي الحديث التافه، وفي الغيبة والنميمة، وقذف المحصنات الغافلات والعياذ بالله...
هل أنت أختي المسلمة ممن يخرجن كاسيات عاريات، مائلات مميلات، متزينات متبرجات، من اللواتي قال عنهن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: صنفان من الناس لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.
هل أنت أختي المسلمة كمسلمات كثيرات، لا يفكرن إلا في الكنس والشطف والمسح والطبخ، وماذا نأكل اليوم، وماذا ناكل غدا، وماذا نلبس في الصباح، وماذا سنلبس في المساء؟ وتنشغلين عن عبادة ربك، وعن التفكير بأمور أمتك؟.
أختي المسلمة: ما لهذا خلقنا، وما لهذا وجدنا.
إسمعي قول الله تعالى(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). صدق الله العظيم.
لقد أدركت المسلمات الأوائل هذه الآية ، وأدركن أن عليهن دورا عظيما عليهن أن يقمن به، وتبعات جسام عليهن أن يتجسمنا، ورسالة خالدة عليهن أن يبلغنها فكانت منهن المسلمة الفقيهة والعالمة ، والسياسية، وحاملة الدعوة، وكانت منهن المجاهدة، وأم الأبطال، وكثيرات عظيمات خالدهن التاريخ، فاسألي نفسك أختي مثل أي واحدة منهن أنت؟ وإن لم تكوني فحاولي أن تتشبهي بواحدة منهن على الأقل..

فهل أنت أختي المسلمة ـ وهذا ما آمله فيك ـ حاملة دعوة ؟ سمعت كلام الله سبحانه وتعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واؤلئك هم المفلحون) فعلمت أن الله فرض عليك القيام بحمل الدعوة ، لتنقذي أمتك مما تعانيه من الذل والهوان ، وتخرجيها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن حكم القوانين الوضعية إلى عدل القوانين الإلهية ، ومن ذل الدنيا إلى عز الدنيا والآخرة ، فانطلقت أختي وأنت تدركين أن عملك الأول في الحياة مستمرا كل يوم، وكل ساعة ، وكل لحظة ، أينما كنت ، فأنت الأم والزوجة والأخت والجارة والقريبة والعاملة والموظفة ، وأنت صانعة الأجيال ، وشمعة الدرب المظلم ن أنت على ثغرة من ثغر الإسلام ، فلا يؤتين من قبلك .
ولك في أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي ساندت زوجها في الدعوة إلى الإسلام وإلى تأسيس أول دولة إسلامية ، وتحملت معه كل الصعوبات والمحن وواجهتها بشجاعة وصبر، وقد أقامت في الشعب المقفر مع الرسول صلى الله عليه وسلم تشاطره الأذى وشظف العيش، وقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لموتها حزنا شديدا، وكان يكثر الثناء عليها ، وعندما قالت عائشة رضي الله عنها (بد أبدلك الله عز وجل خيرا منها ، زجرها وقال (ما أبدلني الله عز وجل خيرا منها، فقد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس)، وقال صلى الله عليه وسلمحسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسيه امرأة فرعون)، ويجمع هؤلاء النسوة ، أنهن آمن بالله ، وحملن الدعوة وتحملن الأذى في سبيل الله.

ولك أختي المسلمة الأسوة في أسماء بنت أبي بكر ، التي تحملت المشقات في مساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيها أبي بكر رضي الله عنه ، وهما في الغار في طريقهما إلى المدينة حيث كانت تحمل لهما الطعام والشراب وهي حامل في الشهر السابع ، وتحملت الأذى من أبي جهل الذي لطمها على وجهها لتدله على مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فثبتت وصبرت .

وتلك أختي المسلمة فاطمة بنت الخطاب التي ناقشت أخاها عمر بن الخطاب ، فضربها بسبب إسلامها، فأعجبه صلابتها وثباتها على دينها ، فأسرع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم معلنا إسلامه .
وتلك سمية أم عمار وزوجة ياسر التي عذبت في سبيل دينها وعقيدتها فثبتت وصبرت ، حتى أفضى تعذيبها إلى استشهادها على يد أبي جهل وقد وعدها الرسول بالجنة حيث قال (صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة )، فكانت أول شهيدة في الإسلام.

أم أنك أختي المسلمة سياسية ، تعلمين أن عقيدتك ليست فقط عقيدة روحية بل عقيدة روحية سياسية ، وليس فيها فصل للدين عن الحياة ، فتهتمين بأمور أمتك ، وتتابعين الأخبار ، وتهتمين بكل ما يجري حولك، لأنك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) ، وسمعته يقول كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي ، وسنكون خلفاء فتكثر قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله ، قال قو ببيعة الأول فالأول). فأدركت أن ديننا ، ليس دين كهنوتي ، وأنه الدين الخاتم ، والدين المقبول عند الله، وما عداه كفر، وأنه لا يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، أي بوجود سلطان لها ، فعملت لإيجاد الدولة الإسلامية، التي بها يتم استئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة إلى العالم أجمع .

ولك في أم منيع (أسماء بنت عمرو) وأم عمارة (نسيبة المازنية) العبرة والمثل فقد قدموا مع 73 رجلا لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وواعدهم الرسول العقبة، فذهبوا جوف الليل وتسلقوا الشعب جميعا وتسلقت المرأتان معهم، وقد قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (أبايعكم على أن تمنعوني ما تمنعون به نساءكم وأبناءكم)، وقد قالوابايعنا على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا ، وأن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم ).

فكانت المرأة المسلمة تعي أن من حقها أن تبايع بيعة سياسية، وأن تنتخب وأن تنتخب ، وأن من واجبها محاسبة الحاكم إذا هو قصر في نشر الدعوة ، أو أساء في تطبيق الإسلام، أو حاول تطبيق غير شرع الله على الأمة ، فتلك امرأة وقفت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، عندما كان يريد أن يحدد المهور ، فقالت له: (وإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ، أتأخذونه بهتانا وظلما عظيما) فقال عمر(أصابت امرأة وأخطأ عمر).

وتلك خولة بنت ثعلبة ، التي نزل فيها قرآن من فوق سبع سماوات ، تقول لعمر أمير المؤمنينهيهات يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي عليه الفوت).


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


جزاك الله كل خير


__________________________________________________ __________

جــــــــــزاك الله خـــــــيـــــــر وبارك الله فــــــــــــــيــــــك


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________