عنوان الموضوع : الندم على لحظة غضب !!
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

الندم على لحظة غضب !!






أبو فهد زميل عمل يبلغ من العمر نحو 50 عاما..

في ليلة وبمناسبة سكنه في منزل جديد أقام مأدبة عشاء للزملاء..
لبيتُ العزيمة وليتني لم ألبها..
يعلم الله اني ندمت على ذهابي..
خلوكم متابعين وبقولكم لما الندم..
تجمع الزملاء وذهبنا له في منزله..
بيننا المسن والشاب.. لفيف من الزملاء اكتظ بهم مجلسه..
ثلاثة من أطفاله.. أخذوا مكانا في طرف المجلس..
محمد وانس ومعاذ..
كان أبو فهد يصب القهوه بشوشا ضاحكا فرحا..
//
جاءت اللحظة الحاسمة والتي قلبت فيها أنا كيانه..
قلبت فرحه لحزن.. وأبكيته دون أن أعلم ما يخفي هذا الخمسيني..
لم يرق لي صب أبي فهد للقهوة.. وقمت وألححت عليه كي أصبها..
كبير في السن ويصب القهوة لم أتعودها في محيطي..
لكنه حلف وأجبرني على الجلوس..
قلت له ممتعضا: وين فهد ليه ما يجي يقابل الرجال ويساعد أبوه..؟
لم أكن أعرف عن فهد إلا أنه ابنه البكر ولهذا كني أبا فهد..
كنت منتقلا حديثا للإدارة ولم أعرف أسرار الزملاء ولا أي أمر خاص لهم..
كانوا بالنسبة لي صناديق مغلقه.. لا أعرف عن حياتهم الخاصة أي شيء..
عندما سألت عن فهد..
صمت المجلس عن بكرة أبيه.. وتغيرت ملامح أبي فهد..
اختفت الابتسامة..
ولجمت الألسن..
علمت أني جبت العيد.. وصمت...
لاح بوجهه بعد أن وضع الدلة على الطاولة وخرج من المجلس وتبعه أطفاله الثلاثة..
//
التفتُ على زميلي اللي يجلس إلى جواري..
وقلت وش فيه..؟؟
قال: فهد ميت.. وأنت جبت العيد..
قلت متى؟؟..
قال من 10 سنوات..
ياااااااه عشر سنوات وما زال يذكره..
يا لرقتك يا أبا فهد.. ولم أكن أعلم أن سبب الحزن لم يكن الوفاة بل أمر آخر أشد مرارة..
عاد أبو فهد بعد أن أفرغ ما به، وآثار البكاء بادية على وجهه..
تعشينا.. وأصريت أن أبقى حتى رحيل آخر الضيوف وأقدم له العذر..
بالفعل عندما رحل آخر الزملاء اقتربت منه وقلت: أنا آسف لم أعلم أن فهدا ميت..
هذا قدره.. وهو طريق سيمشيه الجميع..
التفت علي وقال.. حصل خير.. لا تعتذر فذكراه لا تغيب..
قلت: ولكن يا أبا فهد عشر سنوات.. وأنت تبكيه..
أين الإيمان بالقدر..
قال.. أنا مؤمن بالقدر..
حزني لم يكن للوفاه فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع وأنا عائد للرياض قادما من أبها في إحدى الإجازات الصيفية ولم أبكها كما بكيته..
مات وهو يبكي..
مات بعد أن أغضبته..
مات بعد أن ضربته..
لم يمهلني القدر لضمه..
لم يمهلني القدر لتطييب خاطره..
لم يمهلني القدر لمسح دموعه..
//
كان أبو فهد قادما من أبها بصحبة عائلته..
كان فهد عمره عشر سنوات..
وكان في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا ازعاجا لوالده..
لم يحتمل أبو فهد الأمر.. ونزل بالعقال وضربه ضربا مبرحا..
بكى فهد.. وتألم والده ..
تألم ومع ذلك قال في نفسه.. سأراضيه في الرياض..
وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء..
مات فهد وطفلة رضيعة..
وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي..
//
يقول أبو فهد..
ليته يعود لو لساعة..
مات والحسرة في صدري...
فقط أرغب في ضمه ومسح دموعه..
أنا مؤمن بالقضاء والقدر.. ولكن ما زالت الحسرة في قلبي..
مات وهو غاضب..
مات وهو باك..
مات دون أن اضمه على صدري وأطيب خاطره..
//
ليت الليالي تعود..
كثير منا يتمنى لو أمهله القدر.. ليقول آسف..
نقسو على من نحب.. ونردد الأيام كفيله بإرضائهم..
ولا نعلم أن الموت ربما يكون أسرع منا..
قريب لي ماتت والدته وهي غاضبه عليه..
ماتت وهو يسوف ويقول غدا أطيب خاطرها..
ماتت قبل أن يأتي الغد.. وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها..
ولن تتركه الحسرة إلا برحيله..


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________