عنوان الموضوع : الحمى الروماتيزمية .. نيران صديقة تستهدف القلب
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الحمى الروماتيزمية .. نيران صديقة تستهدف القلب
الحمى الروماتيزمية أحد الأمراض التى استطاع العالم المتحضر القضاء عليها وإن بقيت السبب الأول والوحيد فى إصابة صمامات القلب بالتشوه فى البلاد النامية ومنها مصر. ضيق الصمام إلى المدى الذى لا يسمح بمرور الدم فيه أو التسبب فيما يسمى بارتجاع الدم خلال الصمام حالتان مرضيتان يعرفهما جيدا أطباء القلب فى مصر وغالبا ما يستدعى الأمر استبدال الصمام التالف بآخر صناعى معدنى لا يعدم من مشكلات أولها ضرورة استخدام مسيلات الدم مدى الحياة وضرورة متابعة الكشوف الدورية. وإن كان هذا يلقى أيضا العديد من الصعاب خاصة فى حالة ما أصرت السيدة على الحمل والولادة. إنها بالفعل قصة طويلة تلازم الإنسان إذ تستقر فى قلبه إذا لم ينتبه لبدايتها فنهايتها السعيدة يجب أن تأتى مع بداية الإصابة بالبكتيريا المسببة لها والتى تعرف بالبكتيريا المكورة العقدية إذ تأخذ اسمها من وصفها «streptococcus» حيث تبدو كرات صغيرة متناهية الدقة تتجمع فى شكل عنقود.
أسباب الحمى الروماتيزمية
لا أحد حتى الآن يعرف السبب الحقيقى وراء الإصابة بالحمى الروماتيزمية إذ إن العلم يصنفها فى خانة أمراض خلل جهاز المناعة. والمعروف حتى الآن هو ملاحظات حقيقية ترتبط بحدوث الحمى الروماتيزمية وتشير إلى احتمالات تطورها، تبدأ القصة بهجوم متكرر من البكتيريا العنقودية على أنسجة الجهاز التنفسى العلوى فيحتقن الزور وقد يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة وقد ينتهى الأمر عند هذا الحد لكن فى أحيان كثيرة بدلا من أن يشحذ الجهاز المناعى قواه لمواجهة غزو البكتيريا فإنه يستدير لمهاجمة أنسجة الجسم فيما يشبه بالفعل إصابة الإنسان بالنيران التى يطلقها الأصدقاء. يهاجم الالتهاب المفاصل التى تتورم وتصبح مؤلمة بمجرد لمسها، وقد يهاجم كل أنسجة القلب، الأمر الذى قد يسفر عن إصابة عضلة القلب بالهبوط أو إصابة الصمامات بتشوهات تسفر عن ضيق أو اتساع مرضى فيها يخل بوظائفها.
أعراض الحمى الروماتيزمية
تختلف أعراض الحمى الروماتيزمية وفقا لردة فعل الجسم فى مواجهة خلل الجهاز المناعى الذى يربكه فتتفاوت بين:
? ارتفاع درجة الحرارة.
? طفح جلدى يرتفع قليلا عن سطح الجلد ويتوزع على الصدر والظهر والبطن.
? ألم وتورم أحد المفاصل «غالبا الركبة أو الكوع» الكبيرة أو الصغيرة فى أحوال نادرة.
التهاب المفصل يتسبب فى ارتفاع درجة حرارته واحمراره وقد تظهر عليه عقد صغيرة.
? قد يتطور الأمر لبعض مشكلات القلب والدورة الدموية مثل صعوبة التنفس، الإعياء.
? قد تظهر بعض الأعراض التى تطال الجهاز العصبى مثل حركات مفاجئة لا يمكن التحكم فيها للذراع أو الساق وربما عضلات الوجه وهو ما يعرف بالكوريا «Chorea» الأمر الذى قد يتسبب فى عدم التركيز أو مشاعر النزق والزهق دون سبب واضح.
قد تلاحظ كل تلك الأعراض مجتمعة وقد تأتى فرادى بعد فترة تتراوح بين أسبوع إلى ستة أسابيع بعد الإصابة باحتقان الزور وإن كان مما يزيد الأمر ارباكا أن غياب احتقان الزور وارد أيضا، الأمر الذى يزيد من صعوبة التشخيص وقد يتسبب فى تشخيص خاطئ يبعد كثيرا عن الحمى الروماتيزمية التى يجب علاجها تحديدا فى تلك الفترة باستخدام المضادات الحيوية التى قد تقى الإنسان مجمل خطرها.
مجرد الشك فى احتمال الإصابة بالحمى الروماتيزمية يتطلب إجراء التحليلات المعملية اللازمة فى الحال.
تشخيص الحمى الروماتيزمية
? يبدأ تشخيص الحمى الروماتيزمية بتسجيل كل الملاحظات الإكلينيكية بدقة ومنها مدة احتقان الزور، ألم المفاصل، الطفح الجلدى وتوزيعه على الجسم، الزوائد أو العقد التى تبدو بارزة على الجلد مقابلة للعظام والمفصل المصاب تبدو أهم العلامات التى تؤكد حدوث الحمى الروماتيزمية بالفعل.
? التحاليل المعملية للدم فيما يسمى بملف النشاط الروماتيزمى «Rheumatic Profile» والذى يضم سرعة ترسيب الدم ويرصد معدلات انزيمات ترتفع مع النشاط الروماتيزمى مثل ASOT C Reactive Protein.
عينة من الزور «مسحة» تستخدم لإجراء مزرعة بكتيرية يمكن قراءة نتيجتها خلال أربع وعشرين ساعة للتأكد من وجود البكتيريا العنقودية أمر له أهمية فى تحديد نوع المضاد الحيوى القادر على إبادة البكتيريا مما قد يحمى الإنسان من كل الأخطار اللاحقة.
علاج الحمى الروماتيزمية
?يتوقف علاج الحمى الروماتيزمية على أوان اكتشافها أو تشخيص ما يمكن أن تسفر عنه من مشكلات.
?المضادات الحيوية الملائمة إذا ما أتت نتيجة مزرعة الزور إيجابية.
?علاج النشاط الروماتيزمى: علاج للأعراض مثل ارتفاع الحرارة والتهاب المفاصل وعادة ما يستخدم الاسبرين فى جرعات كبيرة محسوبة وفقا لعمر الطفل المصاب ووزنه وقد يضاف إليه الكورتيزون خاصة إذا طال الالتهاب أغشية القلب.
?المهدئات الملائمة إذا ما تعرض الجهاز العصبى لتأثير النشاط الروماتيزمى وغالبا ما يحتاج مصاب الحمى الروماتيزمية متى تأكد التشخيص إلى البنسلين والبنسلين طويل المفعول لمدة طويلة للغاية مع مداومة إجراء اختبار حساسية البنسلين مع كل حقنة قد يستمر الأمر إلى أن يصل العمر إلى ما بعد الثلاثين.
?تجرى جراحات لاستبدال الصمامات التالفة بأخرى معدنية أو من أنسجة لحيوانات من البقر والخنزير، أيضا صمامات من أنسجة حية لمتبرع وفقا لنوع الإصابة وقد يتم توسيع الصمامات الضيقة باستخدام القسطرة البالونية فلكل حالة خصوصية وملابسات تتم مناقشتها بين طبيب القلب وجراحه.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________