السيد فانغ شين تشونغ
ولد فانغ شين تشونغ في شانغهاي عام ١٩٤٩، ثم انتقل مع أسرته إلى ريف محافظة شهشيان في مدينة هوانغشان بمقاطعة آنهوي. كان فانغ مولعا بالرسم منذ طفولته، وقد تعلم النقش على الخشب وعلى الخيزران بنفسه، ثم التحق بشركة بناء الحدائق الكلاسيكية لمنطقة هويتشو في محافظة شهشيان وهو في السادسة والثلاثين من عمره، وبدأ يعمل في حرفة نقش الطوب منذ ذلك الوقت. توارث فانغ شين تشونغ فنون النقش التقليدية لمدرسة هوي وطورها على مدى نحو ثلاثة عقود من خلال ممارسة هذه المهنة، فكانت له إبداعاته المتجددة. شارك تباعا في رسم تصميم ونقش طوب مسجد جينغجيويه ومتحف مسكن الفنانة المشهورة لي شيانغ جيون في أسرة مينغ، والقصر الرئاسي للحكومة الوطنية لجمهورية الصين في نانجينغ وغيرها من المعالم في مدينة نانجينغ، كما صمم أعمال نقش الطوب لأشغال البساتين والحدائق، بأسلوب هوي، لحديقة تشونهوا بمدينة فرانكفورت الألمانية. في عام ٢٠٠٧، اختير ضمن المجموعة الأولى لوارثي التراث الثقافي غير المادي على المستوى الوطني.
تقع مدينة هوانغشان في منطقة هويتشو الإدارية القديمة لمقاطعة آنهوي، والتي تنتشر فيها القرى القديمة التي تجسد معالم تاريخ هويتشو، وأبرزها أسلوب البناء بطراز هوي المعماري. في الشوارع والأزقة القديمة، يشعر المرء بأنه يتجول في منطقة هويتشو الإدارية القديمة وهو يرى صفوفا من أقواس البوابات لأسرة تشينغ، حيث تتميز البوابات بالجدران البيضاء والقراميد الخضراء، والأكثر جمالا وتميزا هو فن النقش لأسرة تشينغ على أقواس البوابات، إذ يبدو في غاية الروعة والأناقة، وتبرز أهم ميزة لمدرسة هوي في نقوش الطوب بمنطقة هويتشو.
أحد أعمال السيد فانغ شين تشونغ
يعتبر نقش الطوب لمنطقة هويتشو جزءا من ثقافة هويتشو. يتم النقش عن طريق الحفر الدقيق للخامات التي يكون مصدرها الطوب الأخضر الصلب والأملس المتوفر بكثرة في منطقة هويتشو، ويستخدم هذا الأسلوب في كل أجزاء وتفاصيل المدينة، فيمكن رؤيته في أقواس البوابات وحلوق الأبواب وعتبات البوابات العليا والطنوف والأسطح وقواعد الأعمدة وغيرها، مما يجعل المباني تبدو بشكل رائع وعريق وتعكس رقي هذا الأسلوب الفني.
عندما التقينا بفانغ شين تشونغ، وريث فن نقش الطوب بأسلوب هوي على المستوى الوطني، كان يسدي نصائحه وإرشاداته حول فن النقش لتلاميذه، وهو بملبس العمل والغبار يغطي وجهه وملابسه مغطاة. وبعد أن عرف برغبتنا في إجراء مقابلة صحفية معه، رحب بنا ونفض الغبار عن ملابسه وأخذنا إلى مكتبه، ثم بدأ الحديث عن عائلته وتجربته.