عنوان الموضوع : الفاروق عمر بن الخطاب
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الفاروق عمر بن الخطاب
باسم الله الرحمن الرحيم
نزولا عند رغبة احد العضوات والتي طلبت مني سيرة الفاروق رضي الله عنه سأتطرق باذن الله كل يوم لجزء من سيرته نسال الله التوفيق والسداد.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه1
*عمر بن الخطاب: بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أمير المؤمنين، أبو حفص، القرشي، العدوي، الفاروق.
أسلم في السنة السادسة من النبوة، وله سبع وعشرون سنة، قاله الذهبي.
وقال النووي: ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم أو بينهم وبين غيرهم بعثوه سفيرًا، أي: رسولًا، وإذا نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر، بعثوه منافرًا أو مفاخرًا.
وأسلم قديمًا بعد أربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة، وقيل: بعد تسعة وثلاثين رجلًا وثلاث وعشرين امرأة وقيل: بعد خمسة وأربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة فما هو إلا أن أسلم فظهر الإسلام بمكة وفرح به المسلمون.
قال: وهو أحد السابقين الأولين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد أصهار النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم.
روي له عن النبي خمسمائة حديث وتسعة وثلاثون حديثًا.
روى عنه عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عباس، وابن مسعود، وأبي ذر، وعمرو بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تولى الخلافة سنة 13هـ، وحتى 23هـ.
عبسة، وابنه عبد الله، وابن الزبير، وأنس، وأبو هريرة، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، والبراء بن عازب، وأبو سعيد الخدري، وخلائق آخرون من الصحابة وغيرهم رضي الله عنهم.
أقول: وأنا ألخص هنا فصولًا فيها جملة من الفوائد تتعلق بترجمته.
فصل: في الأخبار الواردة في إسلامه
أخرج الترمذي عن ابن عمر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل ابن هشام"1. أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود وأنس رضي الله عنهما.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة"2. وأخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي بكر الصديق وفي الكبير من حديث ثوبان.
وأخرج أحمد عن عمر قال: خرجت أتعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوجدته قد سبقني إلى المسجد، فقمت خلفه، فاستفتح سورة الحاقة، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن، فقلت: والله هذا شاعر كما قالت قريش، فقرأ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ}[الحاقة: 40، 41] الآيات، فوقع في قلبي الإسلام كل موقع3.
وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر قال: كان أول إسلام عمر أن عمر قال: ضرب أختي المخاض ليلاً، فخرجت من البيت، فدخلت في أستار الكعبة، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- فدخل الحجر وعليه بتان، وصلى لله ما شاء الله، ثم انصرف، فسمعت شيئًا لم أسمع مثله، فخرج، فاتبعته، فقال: "من هذا؟" فقلت: عمر، فقال: "يا عمر! ما تدعني لا ليلاً ولا نهارًا؟" فخشيت أن يدعو علي، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال: "يا عمر! أسره"، قلت: لا والذي بعثك بالحق لأعلننه كما أعلنت الشرك.
وأخرج ابن سعد وأبو يعلى والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أنس -رضي الله عنه- قال: خرج عمر متقلدًا سيفه، فلقيه رجل من بني زهرة، فقال: أين تعمد يا عمر؟ فقال: أريد أن أقتل محمدًا، قال: وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدًا؟ فقال: ما أراك إلى قد صبأت، قال: أفلا أدلك على العجب؟! إن ختنك4 وأختك قد صبئا وتركا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخرجه الترمذي "3681/5"، والطبراني في الكبير "10314/10"، وقال أبو عيسى: حسن صحيح غريب.
2 أخرجه الحاكم في المستدرك "83/3"، والطبراني في الأوسط "ح1771"، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
3 أخرجه أحمد في المسند "17/1".
4 الختن: يطلق على أبي الزوجة، والأختان من قبل المرأة، والأحماء من قبل الرجل. النهاية "10/2".
دينك، فمشى عمر فأتاهما وعندهما خباب، فلما سمع بحس عمر توارى بالبيت، فدخل، فقال: ما هذه الهينمة1؟ وكانوا يقرءون طه، قالا: ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا، قال: فلعلكما قد صبأتما، فقال له ختنه: يا عمر إن كان الحق في غير دينك، فوثب عليه عمر، فوطأه وطأ شديدًا، فجاءت أخته، لتدفعه عن زوجها، فنفحها نفحة بيد، فدمي وجهها، فقالت، وهي غضبى: وإن كان الحق في غير دينك، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فقال عمر: أعطوني الكتاب الذي هو عندكم، فأقرأه، وكان عمر يقرأ الكتاب، فقالت أخته: إنك رجس، وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب، فقرأ طه حتى انتهى إلى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي}[طه: 14] فقال عمر: دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر خرج، فقال: أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك ليلة الخمس: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بعمرو بن هشام". وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أصل الدار التي في أصل الصفا، فانطلق عمر حتى أتى الدار، وعلى بابها حمزة وطلحة وناس، فقال حمزة: هذا عمر إن يرد الله به خيرًا يسلم، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا، قال: والنبي -صلى الله عليه وسلم- داخل يوحى إليه، فخرج حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال: "ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة"، فقال عمر: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبد الله ورسوله2.
وأخرج البزار والطبراني وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أسلم قال: قال لنا عمر: كنت أشد الناس على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبينا أنا في يوم حار بالهاجرة3 في بعض طريق مكة إذ لقيني رجل فقال: عجبًا لك يابن الخطاب! إنك تزعم إنك وإنك، وقد دخل عليك الأمر في بيتك، قلت: وما ذاك؟ قال: أختك قد أسلمت، فرجعت مغضبًا حتى قرعت الباب، قيل: من هذا؟ قلت: عمر، فتبادروا فاختفوا مني، وقد كانوا يقرءون صحيفة بين أيديهم، تركوها ونسوها، فقامت أختي تفتح الباب، فقلت: يا عدوة نفسها أصبأت؟ وضربتها بشيء كان في يدي على رأسها، فسال الدم وبكت، فقالت: يابن الخطاب! ما كنت فاعلًا فافعل، فقد صبأت، قال: ودخلت حتى جلست على السرير، فنظرت إلى الصحيفة، فقلت: ما هذا؟ ناولينيها، قالت: لست من أهلها إنك لا تطهر من الجنابة، وهذا كتاب لا يمسه إلا المطهرون، فما زلت بها حتى ناولتنيها، ففتحتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما مررت باسم من أسماء الله تعالى ذعرت منه، فألقيت الصحيفة، ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها فإذا فيها: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الارض}الصف1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الهينمة: الكلام الخفي الذي لا يفهم والياء زائدة. النهاية "290/5".
2 أخرجه ابن سعد في الطبقات "233/2"، وأبو يعلى "3275/4"، والحاكم في المستدرك "83/3"، والبيهقي في الدلائل "219/2".
3 هي اشتداد الحر نصف النهار. النهاية "246/5".
*****************يتبع باذن الله********************
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
** جـــــزآآك الله خيــــرآآآآآ **
__________________________________________________ __________
جزاني الله واياك بارك الله فيك على المرور الكريم
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
وفيكم يبارك الله
__________________________________________________ __________
*فذعرت، فقرأت إلى: {بِاللَّهِ وَرَسُولِه}[الصف: 11] فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، فخرجوا إلي مبادرين وكبروا وقالوا: أبشر فقد دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين فقال: "اللهم أعز دينك بأحب الرجلين إليك: إما أبو جهل ابن هشام وإما عمر". ودلوني على النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيت في أسفل الصفا فخرجت حتى قرعت الباب فقالوا: من؟ قلت: ابن الخطاب، وقد علموا شدتي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما اجترأ أحد على فتح الباب حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افتحوا له". ففتحوا لي فأخذ رجلان بعضدي حتى أتيا النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "خلوا عنه"، ثم أخذ بمجامع قميصي وجذبني إليه ثم قال: "أسلم يابن الخطاب، اللهم اهده". فشهدت، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج مكة، وكانوا مستخفين فلم أشأ أن أرى رجلاً يَضرب ويُضرب إلا رأيته ولا يصيبني من ذلك شيء. فجئت إلى خالي أبي جهل وكان شريفًا فقرعت عليه الباب فقال: من هذا؟ فقلت: ابن الخطاب وقد صبأت، فقال: لا تفعل، ثم دخل وأجاف الباب دوني؛ فقلت: ما هذا بشيء.
فذهبت إلى رجل من عظماء قريش فناديته، فخرج إلي، فقلت له مثل مقالتي لخالي، فقال لي مثل ما قال لي خالي فدخل وأجاف الباب دوني، فقلت: ما هذا بشيء إن المسلمون يضربون ولا أضرب، فقال لي رجل:
أتحب أن يعلم بإسلامك؟ قلت: نعم، قال: فإذا جلس الناس في الحجر فأت فلانًا -لرجل لم يكن يكتم السر- فقل بينك وبينه إني قد صبأت فإنه قل ما يكتم السر فجئت وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت فيما بيني وبينه قال: أو قد فعلت،
فقال: بأعلى صوته إن ابن لخطاب قد صبأ فبادروا إليّ فمازلت أضربهم ويضربونني واجتمع علي الناس فقال خالي: ما هذه الجماعة؟ قيل: عمر قد صبأ، فقام على الحجر فأشار بكمه ألا إني قد أجرت ابن أختي فتكشفوا عني، فكنت لا أشاء أن أرى أحدًا من المسلمين يضرب ويضرب إلا رأيته، فقلت ما هذا بشيء قد يصيبني فقلت: جوارك رد عليك، فمازلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الإسلام1.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل وابن عساكر عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سألت عمر -رضي الله عنه- لأي شيء سميت الفاروق؟ فقال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، فخرجت إلى المسجد فأسرع أبو جهل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسبه، فأخبر حمزة، فأخذ قوسه وخرج إلى المسجد إلى حلقة قريش التي فيها أبو جهل، فاتكأ على قوسه مقابل أبي جهل، فنظر إليه فعرف أبو جهل الشر في وجهه، فقال: مالك يا أبا عمارة؟ فرفع القوس فضرب بها أخدعه فقطعه، فسالت الدماء، فأصلحت ذلك قريش مخافة الشر، قال: ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- مختفٍ في دار الأرقم المخزومي فانطلق حمزة فأسلم فخرجت بعده بثلاثة أيام، فإذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخرجه البزار "1748/5"، والطبراني في الأوسط "ح4749"
2 الأخدع: عرق في جانب العنق ويقابله عرق آخر في الجانب الآخر. النهاية "14/2".
فلان المخزومي، فقلت له: أرغبت عن دين آبائك واتبعت دين محمد؟ فقال: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقًّا مني، قلت: ومن هو؟ قال: أختك وختنك، فانطلقت، فوجدت الباب مغلقًا، وسمعت همهمة ففتح لي الباب، فدخلت، فقلت: ما هذا الذي أسمع عندكم؟ قالوا: ما سمعت شيئًا، فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأس ختني، فضربته ضربة فأدميته، فقامت إلي أختي فأخذت برأسي، وقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك، فاستحييت حين رأيت الدماء، فجلست وقلت: أروني هذا الكتاب، فقالت أختي: إنه لا يمسه إلا المطهرون، فإن كنت صادقًا فقم واغتسل، فقمت واغتسلت وجئت فجلست فأخرجوا إلي صحيفة فيها: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فقلت: أسماء طيبة طاهرة: {طه، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}[طه: 1، 2] إلى قوله: {لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} قال: فتعظمت في صدري، وقلت: من هذا فرت قريش، فأسلمت وقلت: أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فإنه في دار الأرقم، فأتيت الدار، فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر، قال: وإن كان عمر، افتحوا له الباب، فإن أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه، فسمع ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج فتشهد عمر، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل مكة، قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألسنا على حق؟ قال: "بلى" قلت: ففيم الإخفاء؟ فخرجنا صفين أنا في أحدهما وحمزة في الآخر حتى دخلنا المسجد، فنظرت قريش إليّ وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة شديدة، لم يصبهم من قبل مثلها، فسماني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفاروق يومئذ؛ لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل1.
وأخرج ابن سعد عن ذكوان قال: قلت لعائشة: من سَمّى عمر الفاروق؟ قالت: النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن ماجه والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما أسلم عمر نزل جبريل، فقال: يا محمد! لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر2.
وأخرج البزار والحاكم وصححه ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما أسلم عمر قال المشركون: قد انتصف القوم اليوم منا، وأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِين}[الأنفال: 64].
وأخرج البخاري عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر3.
وأخرج ابن سعد والطبراني عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان إسلام عمر فتحًا، وكانت هجرته نصرًا، وكانت إمامته رحمة، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي إلى البيت حتى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "40/1".
2 أخرجه ابن ماجه "103/1" وقال الذهبي: عبد الله ضعفه الدارقطني.
3 أخرجه البخاري "3684/7".
فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا1.
وأخرج ابن سعد والحاكم عن حذيفة: قال: لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قربًا، فلما قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدًا2.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب.
وأخرج ابن سعد عن صهيب قال: لما أسلم عمر -رضي الله عنه- أظهر الإسلام ودعا إليه علانية، وجلسنا حول البيت حلقًا، وطفنا بالبيت، وانتصفنا ممن غلظ علينا، ورددنا عليه بعض ما يأتي به.
وأخرج ابن سعد عن أسلم مولى عمر قال: أسلم عمر في ذي الحجة من السنة السادسة من النبوة، وهو ابن ست وعشرين سنة.
فصل: في هجرته رضي الله عنه
أخرج ابن عساكر عن علي قال: ما علمت أحدًا هاجرمختفيًا إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهمًا، وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها، فطاف سبعًا، ثم صلى ركعتين عند المقام، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة، فقال: شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده، وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي، فما تبعه منهم أحد.
وأخرج عن البراء -رضي الله عنه- قال: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير، ثم ابن أم مكتوم، ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكبًا، فقلنا: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو على أثري، ثم قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر -رضي الله عنه- معه.
قال النووي: شهد عمر مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشاهد كلها، وكان ممن ثبت معه يوم أحد.
فصل: في الأحاديث الواردة في فضله، غير ما تقدم في ترجمة الصديق رضي الله عنه
أخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر، فذكرت غيرتك، فوليت مدبرًا". فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟3.
*يتبع باذن الله*