عنوان الموضوع : صفات { المومنييين} من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
صفات { المومنييين}
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفات المؤمنين
الحَمْدُ لِلَّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﴿يا أيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها، وَبَثَّ مِنْهُما رِجَالاً كَثِيراً وَنِساءً، واتَّقُوا اللَّهَ الذي تَساءَلُونَ بِهِ والأرْحامَ إنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[ النساء : 1]. ﴿يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وأَنْتُمْ مُسْلِمُون﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يا أيُّهَا الَّذين آمَنوا اتَّقُوا اللَّه وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أعْمالَكُمْ، ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:71].
﴿ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[التوبة:111-112].
هذه هي صفات ومواصفات المؤمنين الصادقين الذين أبرموا صفقة رابحة مع ربهم إذ باعوا النفوس والأموال لخالقهم جل وعلا في مقابل الحصول على سلعة الله الغالية ألا وهي الجنة. وبعد أن ذكر أعلى صفة فيهم وهي بذل النفوس والأموال في الجهاد في سبيل الله ، ذكر بعد ذلك صفات رفيعة تؤهلهم لمجاورة الرب الرحيم في جنات عدن، فقال: التائبون العابدون ، فهم يقلعون عن محارم الله ومساخطه ولا يقربونها وذلك بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله والاستغفار هذا من ناحية وهم من ناحية أخرى يفعلون ما أمرهم الله بفعله، ويأتمرون بأمره ويطيعون الله ورسوله فقال تعالى عنهم (الْعَابِدُونَ)
فالعبادة والعبودية صفة أساسية من صفات المؤمنين، إنهم يحققون الغاية من وجودهم في القيام بعبادة الله جل وعلا ، فالله لم يخلق الجن والإنس إلا ليعبدوه وحده لا شريك له منقادين مختارين كما قال تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾[الذاريات:56] إنهم يحولون الحياة كلها إلى محراب كبير يعبدون الله في كل أحوالهم وفي جميع أوقاتهم، فالعابدون لله حقاً هم المؤمنون الذين يعبدون الله بقلوبهم، ويعبدون الله بألسنتهم ويعبدون الله بجوارحهم ، يعبدون الله وهم في فقر ومسغبة، ويعبدون الله وهم في نعم وخيرات وغنى يعبدون الله في بيوتهم ، فبيوتهم عامرة بالإيمان والقرآن والبر والطاعات... يعبدون الله في أسواقهم بيعاً وشراءً، فلا ربا ولا احتكار ولا كذب ولا نصب ولا احتيال، وإنما يصدقون ويتصدقون ويبرون وينصحون لا يغشون ولا يخادعون فهم كما أخبر الله عنهم : ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ ...﴾[النور:37].
المؤمنون العابدون ، يعبدون الله في معاملاتهم مع الآخرين يتحرون العدل وإقامة الحق مع القريب والبعيد، مع العدو والصديق، ممتثلين أمر الله عز وجل في قوله الكريم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ... ﴾[المائدة:8].
المؤمنون العابدون: يعبدون الله حين يكونون حكاماً ومسئولين وذلك بتنفيذ أحكام الله وإقامة شعائر دينه ، والحكم بين الناس بالعدل والقسط، لا يجورون ولا يظلمون وإنما يهدون بالحق وبه يعدلون.
ومن العبادات القلبية التي يعبدون الله بها الحب والبغض.. فهم يحبون الله ورسوله والمؤمنين، ويحبون كل ما يحبه الله، ويكرهون ويبغضون كل ما يكرهه الله ويبغضه.. إن المؤمنين يحبون الله ربهم وخالقهم أكثر مما يحب الكفار والمشركون معبوداتهم، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ...﴾[ البقرة: 165].
فالمؤمنون هم أحباب الله وأصفياؤه ﴿ ... يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ...﴾[ المائدة: 54].
ومن العبادات القلبية التي يتعبد بها المؤمنون لربهم الخوف، فهم لا يخافون إلا من خالقهم جل وعلا الذي بيده حياتهم ومماتهم وأرزاقهم، هم العارفون دون غيرهم بعظمة الله وكبريائه ولذا فإنهم يخافون ربهم ويخشونه يرجون رحمته ويخشون عذابه، قلوبهم قد خلصت له فلا شيء غير الله بداخلها يزاحم مراد الرب جل وعلا.
إن قلوب المؤمنين العابدين قلوب طاهرة من الشرك والرياء، ومن النفاق والغل والحسد والحقد، قد سلمت من كل الأدواء والأمراض فأصحابها العابدون لربهم هم السالمون غداً في عرصات يوم القيامة: ﴿ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾[ الشعراء:88-89].
يتابع
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
ومن عبادات القلوب التي يتعبدون لله بها التوكل على الحي الذي لا يموت، وقد جاءت الآيات الكثيرة آمرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالتوكل على الله والاعتماد عليه، وتفويض الأمور كلها إليه كما قال تعالى: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾[الشعراء:217]. ، ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴾[النمل:79] . وقوله: ﴿ ... وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾[المائدة:23]. وقوله: ﴿وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران:122].وقوله: ﴿ ... وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...﴾[ الطلاق:3] وقوله: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾[آل عمران:173].
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له : ﴿ ... إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾(1)[آل عمران:173].
وحقيقة التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله جل وعلا في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة، وتوكيل الأمور كلها إليه سبحانه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع إلى الله عز وجل، ومما ينبغي إن يفقه جيداً أن التوكل لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب مادام العبد معتقداً أن الأمر كله لله.
فقد أمر الله عباده بالأخذ بالأسباب في مواجهة الأعداء بالخطط المحكمة، وإعداد القوة، وأخذ الحيطة والحذر، كما أمر عباده بالسعي في طلب الرزق، فإذا أخذ المسلم بالأسباب المشروعة واستعان بالله تعالى على نجاح مقاصده فإنه يكون قد حقق التوكل ونال رضا الله تعالى وحصل على عظيم المثوبة في الآخرة كما جاء في صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون"(2) وقال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عل الشيطان"(3)، ولقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناساً من أهل اليمن ، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون ، قال: بل أنتم المتواكلون، إنما المتوكل الذي يلقي حبه في الأرض ويتوكل على الله.
وما أحوج الأمة اليوم وهي تواجه تحديات خطيرة لا قِبل لها بها إلا بتحقيق عبودية التوكل على الله كما يريد الله وذلك بالأخذ بالأسباب الممكنة والمتاحة مع صدق التوكل والاعتماد على الله قال تعالى: ﴿ ... وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...﴾ [ الطلاق:3] أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذى لابد منه كالحر والبرد والجوع والعطش، فأما أن العدو يضره بما يبلغ مراده منه فلا يكون أبداً. قال بعض السلف : "جعل الله لكل عمل جزاء من نفسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته، فقال: ﴿ ... وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ...﴾ [ الطلاق:3]. فلم يقل: فله كذا وكذا من الأجر كما قال في الأعمال؛ بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه، فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهن ، لجعل الله له مخرجاً وكفاه ورزقه ونصره وهداه. علينا جميعاً أن نوثق صلتنا بربنا وخالقنا وأن نصدق في عبادته ظاهراً وباطناً ونخلص له ونتوكل عليه فهو ولينا ومولانا نعم المولى ونعم النصير.
م.ن.ق.و.ل
دمتن في حفظ الله اخواتي الغأليات
__________________________________________________ __________
جزاااك الله خيرااااااااا
وجعله فى ميزان حسناتك
__________________________________________________ __________
تسلميييييييييييييييييييييييييي اختي الغأليه المشتاقة لرؤؤؤية ربها عطرتي موووووضوووعي بمروووركي
الجميييل
اسعدنييييي مروووركييي^__^
دمتي في حفظ الله
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
تسلمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي اختي الغأليه نسمات عطرتي مووووضوووووعي بمرووركي
الجميييييل
اسعدنييييييي مروووركييي^.^
دمتي في حفظ الله