عنوان الموضوع : كذبة أول إبريل (نيسان) حقيقيتها وحكمتها
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
كذبة أول إبريل (نيسان) حقيقيتها وحكمتها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عاصم بن عبدالله القريوتي (*)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين وبعد :
فلقد حث شرعنا الحنيف على الصدق وأثنى على الصادقين ومن ذلك : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) [التوبة:119] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن العبد ليتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن العبد ليتحرى الكذب حتى يكتب كذاباً".
كما حذر ديننا من الكذب إذ يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون} [النحل:105]. و إن الكذب داء عظيم إذ هو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جعل من آيات النفاق وعلاماته إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" ، ويعد صاحبه مجانبا للأيمان ، ولقد كان أبغض الخلق إلى لرسول صلى الله عليه وسلم الكذب .
وأعظم الكذب خطرا القول على الله بغير علم والتقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون} [النحل:116]. و قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تكذبوا عليّ؛ فإنه من كذب علي فليلج النار". وقال أيضا : "من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النار".
وقد حرم الشرع الكذب حتى على الأولاد فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما أردت أن تعطيه؟" قالت: أعطيه تمراً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة".
وإن عاقبة الكذب وخيمة ، وهو مفسدة ووبال وريبة على صاحبه و خطر أيضا على الأسرة والمجتمع. ومع الأسف صار يروج للكذب منذ سنين على أنه مباح في يوم الأول من إبريل (نيسان )، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الإخوة وبين البيت الواحد وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك ، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك في قصص متعددة ، بسبب التقليد الأعمى والبعد عن تعاليم الشرعية.
وبيان أصل هذه الكذبة يتضح بما يلي :
إن شهر إبريل (نيسان ) هو الشهر الرابع من السنة الإفرنجية وإبريل اسم مشتق من الأصل اللاتيني "ابريليس " APRILIS في التقويم الروماني القديم . وقد يكون مشتقا من الفعل الللاتيني " فتح " ARERIRE ...دلالة على ابتداء موسم الربيع ، وظهور البراعم وتفتح الأزهار .
وكان شهر ابريل هو مبتدأ للسنة بدلا من شهر يناير (كانون الثاني ) في فرنسا .
وفي عام 1654م أمر شار التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة يناير بدل ابريل .
وهناك تعليلات أخرى يعود بعضها إلى الإغريق لأن شهر ابريل يمثل مطلع الربيع فكان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر إبريل لاحتفالات "فينوس " وهي رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم . وقد كانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينوس ويكشفن لها عن عاهاتهم الجسمية والنفسية ، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار أزواجهن .
وأما الأقوام الساكسونية فكانت تحتفل في هذا الشهر بعيد آلهتهم "ايستر " وهي إحدى آلهتهم القديمة وهو الإسم الذي يطلق عليه الآن عيد الفصح عند النصارى في اللغة الانجليزية .
وبعد ما تقدم يظهر لنا ما لشهر ابريل من أهمية خاصة عند الاقوام الأوروبية في العصور القديمة .
وأما الأصل التاريخي لكذبة إبريل فلم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك آراء بذلك , فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع ، عند تعادل الليل والنهار في 21آذار (مارس ) .
ويرى بعضهم أن هذه البدعة بدأت في فرنسا عام 1564م بعد فرض التقويم الجديد كما سبق ، إذ كان الشخص الذي يرفض بهذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر ابريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة ، ويسخرون منه فيصبح محل سخرية للآخرين .
ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية . لارتباطها بتاريخ معين في بداية فصل الربيع ، إذ هي بقايا طقوس وثنية .
ويقال أن الصيد في بعض البلاد يكون قليلاً في أول أيام الصيد في الغالب ، فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر ابريل .
يطلق الإنجليز على اليوم الأول من شهر ابريل اسم "يوم جميع المغفلين والحمقى : ALL FOOLS DAY لما يفعلونه من أكاذيب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه .
وأول كذبة ابريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف بـ" مجلة دريك " DRAKES NEWSLETTERS ففي اليوم الثاني من ابريل عام 1698م ذكرت هذه المجلة أن عددا من الناس استلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر ابريل .
ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول ابريل أن جريدة " ايفننج ستار " الانجليزية أعلنت في 31مارس (آذار ) سنة 1846أن غدا- أول ابريل – سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الانجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادا عظيمًـا , وظلوا ينتظرون ، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئـًا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير . انتهى
فمما سبف نعلم أصل نشأة هذه الكذبة التي بحتفي بها بعض المسلمين تقليدا لغيرهم مع ما فيها من مخاطرة عدة منها مشابهة الكفرة مع كوننا أمرنا بمخالفتهم في أمور عديدة ( ينظر لذلك كتاب : اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ) ولأن التشبه بالكفار ولو ظاهرا له علاقة بالباطن ، كما ترشد إلى ذلك الأدلة القرآنية والنبوية ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، إلا وهي القلب " ومن أعظم الخطر في المشابهة مع الكافرين أن يكون الأمر عندهم متعلقـًا بأمر اعتقادي .
ونشير أيضًا إلى ما يزعمه بعض الناس في هذه الكذبة عندما يحبكونها ، حيث يقولون هذه "كذبة ابريل " وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله من ذلك . ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة والمزاح إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له " . وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه كان لا يقول في مزاحه إلا حقا (انظر لنماذج من ذلك كتاب الشمائل للإمام الترمذي ). فعن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: "إني لا أقول إلا حقا".
وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فوائد عديدة من تطيب لنفس الصحابة ، وتوثيق للمحبة ، وزيادة في الألفة ، وتجديد للنشاط والمثابرة ، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ، ثلاث مرات .
وتجدر الإشارة إلى أن المزاح الذي يصاحبه ترويع وخوف فهو مما نهي عنه شرعا فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال: "ما يضحككم؟" فقالوا: لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً"
كما ينبغي أن يعلم أن كثرة المزاح مخلة بالمروءة والوقار كما أن التـنزه عنه بالمرة وتركه مخل بالتأسي بالسنة والسيرة النبوية وخير الأمور أوسطها .
وإن من مفاسد كثرته أنه يشغل عن ذكر الله ، ويؤدي إلى قسوة القلب . ويؤدي إلى الحقد وسقوط المهابة ، ويورث كثرة الضحك المؤدي إلى قسوة القلب . وبالجملة فالمزاح ينبغي أن لا يتخذ طبعا ودندنا وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خير هذا التوضيح
__________________________________________________ __________
جزاكى الله خيرا على المعلومه
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك
الموضوع استفدنا منه
جزاك الله خير
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير على المعلومه الجديده
تحيتي