عنوان الموضوع : الدنيا ظل زائل من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

الدنيا ظل زائل













أختي الحبيبة:

أساس كل خير أن تعلمي: أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فتتيقني حينئذ أن الحسنات من نعمه، فتشكره عليها، وتتضرعي إليه أن لا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته، فتبتهلي إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك.
عندما سئل إبراهيم بن أدهم: كيف أنت؟ قال:


نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع


فطوبى لعبد آثر الله ربه وجاد بدنياه لما يتوقع









إن من علامات حب الدنيا: حب أهل الدنيا، والتملق لهم، ومحاباتهم، وعدم إنكار منكرهم.. وقد أكد ذلك سفيان الثوري بقوله: إني لأعرف حب الرجل للدنيا، بتسليمه على أهل الدنيا.

وانظري إلى الفقير الصالح المتعفف.. لا يتحدث معه.. بل ويسلم عليه سلام من يخاف أن يعديه بفقره.. السلام: بأطراف الأصابع.. والسؤال عن الحال: فيه عبوس وجه، وسوء أدب.


والتفتي -أختي- يمنة لترين كيف وقف القوم .. يهللون ويرحبون .. من القادم؟ إنه من أهل الدنيا .. من حاز الدينار والدرهم.. وربما أنه لا يصلي..
وربما يصم الآذان، ويزكم الأنوف.. سوء عمله.. ولكن انظر الفرق.. بين من لو أقسم على الله لأبره، وكيف هو لا يسأل عنه، إن غاب أو حضر، وبين من لا يزن عند الله جناح بعوضة كيف استقباله والحفاوة به..

إنها الدنيا..





واعلمي بأن المرء غير مخلد والناس بعد لغيرهم أخبار





قال عبد الله بن عون: إن من كان قبلنا كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم.

أختي المسلم:
إن عمر الدنيا والله قصير، وأغنى غني فيها فقير، وكأني بك في عرصة الموت، وقد استنشقت ريح الغربة قبل الرحيل، ورأيت أثر اليتم في الولد قبل الفراق، فتيقظ إذن من رقدة الغفلة، وانتبه من السكرة، وأقلع حب الدنيا من قلبك، فإن العبد إذا أغمض عينه وتولى، تمنى الإقالة فقيل كلا.


في يوم من أيام الحياة ستدبر الدنيا وتقبل الآخرة.. وما كان بعيدًا أضحى قريبًا.. وما كنت تراه في الذاهبين.. سيراه الأحياء فيك.. موت فجأة.. أو مرض بغتة.. أو أنت على فراشك تحمل إلى قبرك .. إنها عبر ترى ومصارع تترى.. ونحن في غفلتنا نائمون.. وفي غينا تائهون.







تبًا لطالب دنيا لا بقاء لها كأنما هي في تصريفها حلم

صفاؤها كدر، وسراؤها ضرر أمانها غرر، أنوارها ظلم

شبابها هرم، راحاتها سقم لذاتها ندم، وجدانها عدم
لا يستفيق من الأنكاد صاحبها لو كان يملك ما قد ضمنت إرم
فخل عنها، ولا تركن لزهرتها فإنها نعم في طيتها نقم

واعمل لدار نعيم لا نفاد لها ولا يخاف بها موت ولا هرم

قال أبو حازم: من عرف الدنيا لم يفرح فيها برخاء .. ولم يحزن على بلوى.
وقال علي بن أبي طالب: من جمع فيه ست خصال لم يدع للجنة مطلبًا ولا عن النار مهربًا، أولها: من عرف الله وأطاعه، وعرف الشيطان فعصاه، وعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاتقاه، وعرف الدنيا فرفضها، وعرف الآخرة فطلبها.




وحسن ظنك بالأيام معجزة فظن شرًا وكن منها على وجل






والوجل -أختي الكريمة- هو الخوف مما ذكره الفضيل بن عياض بقوله: الدخول في الدنيا هين، ولكن الخروج منها شديد.
الخروج أنفاس تتوقف.. ولحظات عصيبة.. تنتزع فيها الروح انتزاعًا.. وحتى إن كان الخروج سهلاً، فإن الجري وراء الدنيا واللهث وراء المادة.. يجلب تشتت الذهن وكثرة الهموم.. واضطراب النفس.


أرى الدنيا لمن هي في يديه هموما كلما كثرت لديه

تهين المكرمين لها بصفر وتكرم كل من هانت عليه


إذا استغنيت عن شيء فدعيه وخذي ما أنت محتاجة إليه


أختي الحبيب:
كوني من أبناء الآخرة، ولا توكني من أبناء الدنيا، فإن الولد يتبع الأم، والدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها، فكيف تعدين خلفها؟


انفضي يديك من الدنيا وساكنها فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا


قالت امرأة حبيب بن محمد: كان يقول: إن مت اليوم فأرسلي إلى فلان يغسلني، وافعلي كذا واصنعي كذا، فقيل لامرأته: أرأى رؤيا؟ قالت: هذا قوله كل يوم.




أختي.. إذا استغنى الناس بالدنيا، فاستغني أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرحي أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعلي أنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم؛ لينالوا بهم العزة والرفعة، فتعرفي أنت إلى الله، وتوددي إليه اتنلي بذلك غاية العز والرفعة.






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________

جزاااااااك الله الجنه


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

فعلا هي الدنيا
زائلة بلا محالة غاليتي تسلمي على طرحك للموضوع
جزاك الله خيرا


__________________________________________________ __________

اشكرك لمروك الطيب ودمت بحفظ الرحمن