عنوان الموضوع : انتبهي..لاترضي الناس بسخط الله... في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
انتبهي..لاترضي الناس بسخط الله...
لاترضي الناس بسخط الله عليك !!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب فقة الأخلاق والمعاملات بين المسلمين
لفضيلة الشيخ: مصطفى العدوي حفظهٌ الله
إرضاء الناس كلهم غاية لا تدرك
فإنك لا تكاد ترضي هذا حتى يسخط عليك هذا
فاجعل رضا الله عنك مطلبًا لك ومبتغى تبتغيه، وغاية تنشدها،
حتى لا تندم على أفعال الخير وصنائع المعروف
التي تقدمها للناس وخاصة الجاحدين الذين يجحدون المعروف وينكرون الإحسان
ويجعلون إحسانك إليهم جزءًا
من الواجب لهم عليك والحق المقرر لهم عندك.
وقال سبحانه:[ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة لا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ] [المجادلة: 7].
[ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ][التوبة: 105].
[ اعملوا صالحًا إني بما تعملون بصير ][سبأ: 11].
[ ومن تطوع خيرًا فإن الله شاكر عليم ][البقرة: 158] .
فلا ترض الناس بسخط الله عليك، بل أطع الله فيهم واتق الله فيهم
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: (( من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله الناس، ومن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس )) (1) .
وإذا تركت شيئًا فاتركه لله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله -عز وجل- إلا أعطاك الله خيرًا منه )) (2) .
وحتى لا تندم
وكما أسلفنا فعليك أن تحرص غاية الحرص على أن يكون عطاؤك لله ومنعك لله وأخذك لله وحبك لله وبغضك في الله وشئونك كلها لله،
وذلك حتى لا تندم على خير صنعته، فسجايا الناس تختلف، وطبائعهم تتنوع،
فقد تحسن إلى شخص غاية الإحسان ويقابل ذلك بمنتهى الجحود والكفران فحتى لا تُصدم بمعاملة الناس السيئة وبجحودهم وكفرانهم عليك أن تخلص الأعمال كلها لله.
واذكر أختي الكريمة بقصة ذلك الرجل الذي تصدق
فوقعت صدقته في يد سارق ثم تصدق فوقعت صدقته في يد زانية، ثم تصدق فوقعت صدقته في يد غني، وهو لا يعلم، ومع ذلك كله فإن صدقته تقبلها الله -عز وجل- لما علمه الله من نيته وحرصه على مرضاة ربه، وها هي قصته وهذا هو حديثه:
أخرجه البخاري (3) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( قال رجل: لأتصدقن بصدقة، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية، لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني. فقال: اللهم لك الحمد، على سارق، وعلى زانية، وعلى غني. فأتى فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله )).
ونحوه ما أخرجه البخاري (4) من حديث معن بن يزيد رضي الله عنهما قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي، وخطب علي فأنكحني وخاصمت إليه، وكان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق بها، فوضعها عند رجل في المسجد، فجئت فأخذتها فأتيته بها فقال: والله ما إياك أردت فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( لك ما نويت يا يزيد، ولك ما أخذت يا معن )).
وكما أسلفنا فطبائع الناس وسجاياهم تختلف،
وإن كانوا من أهل الإسلام،
فكثير منهم لم يتأدب بآداب الإسلام ولم يتخلق بأخلاق المسلمين.
فمنهم المحسن، ومنهم المسيء.
منهم المصلح، ومنهم المفسد.
منهم الصالحون، ومنهم دون ذلك كانوا طرائق قِددًا.
منهم من يبحث عن أهل الفقر والمسكنة والقلة والحاجة كي يتصدق عليهم،
ومنهممن يبحث عن هؤلاء ليظلمهم ويتسلط عليهم.
منهم من يبحث عن الأيتام ليكفلهم ويحنو عليهم ويطعمهم ويسقيهم ويكسوهم، ومنهم من يأكل أموال اليتامى ظلمًا.
منهم من يعمر مساجد الله، ومنهم من يسعى في خرابها.
منهم مفاتيح للخير ومغاليق للشر، ومنهم مغاليق للخير مفاتيح للشر.
منهم من يشتري مصحفًا للمسجد، ومنهم من يسرق المصاحف من المساجد، بل ويسرق حصير المسجد كذلك.
منهم من يدعو إلى الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يحارب ذلك وهو يشعر أو لا يشعر.
منهم من يصلح بين الناس، ومنهم من يمشي بينهم بالنميمة والفساد.
منهم من تحسن إليه، ويسيء إليك.
تريد له الستر، ويريد لك الفضيحة.
تريد له الغنى ويريد لك الفقر.
تحبه ويبغضك.
تريد حياته، ويريد قتلك.
وكما قال القائل:
تدخله بيتك لإكرامه ويدخل بيتك لتتبع العورات.
هذه طوائف وفرق.
وهناك طوائف صالحة نقية، تقابل الإحسان بالإحسان، وتقابل المعروف بالشكر والعرفان.
فهي أخلاقيات قدرها الله بين العباد وقسمها كما تقسم الأرزاق.
وإن كان هؤلاء أهل إسلام ويشملهم مسمى المسلمين.
فائدة قيمة :
قال ابن تيمية رحمه الله في مجمـوع الفتاوى :
والسعادة فى معاملة الخلق : أن تعاملـهــــم لله،
فترجو الله فيهم ولا ترجوهم فى الله ،
وتخــــافه فيهم ولا تخافهم فى الله،
وتحسن إليهم رجـــــاء ثـواب الله لا لمكافأتهم،
وتكف عن ظلمــهــــــــم خــوفًا من الله لا منهم،
كما جـــــاء فى الأثــــر :
"ارج الله فـــى الناس ولا ترج النـــــاس فى الله،
وخــف الله فى الناس ولا تخف النـاس فى الله "
أي لا تفعــل شيئًا من أنواع العـبادات والقــرب لأجلـهـم
لا رجاء مدحهم ولا خوفًا مـن ذمهــــم،
بــل ارج الله ولا تخفهم فى الله فيما تأتى ومــــاتــــذر،
بل افعل ما أمرت به وإن كرهوه .
:::والله أسأل أن ينفعنى وإياكم به:::
:::ويجعلنا هداة مهتدون إلى الحق :::
دعواتكم للكاتبه والناقله
احبكم في الله
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاكى الله خيرا على موضوك الجميل
اللهم اجعل اعمالنا كلها ابتغاء مرضاة الله لا ابتغاء مرضاة البشر
__________________________________________________ __________
لا حول ولا قوة الا بالله
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________