عنوان الموضوع : قصة:الرفيق الأعلى يُنادي... -قصة جميلة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قصة:الرفيق الأعلى يُنادي...









××××××××××××××
.
.



××××××××××××××

إستيقضت مبكراً مع اصوات العصافير كما تفعل كل يوم
دعت ربها أن يوفقهُ كما تفعل بعد كل صلاة

ايقضت إبنها.....
الذي وصل الى بداية الاربعينات من عمره
وبعدما اعدت له الفطور
قالت له بنبره حنونه
صباح الخير يابُني
أجابها آدم وقد ملئ وجهه بالسعادة
كيف لا يرقص قلبة من السعادة
ويرى وجه أمة البشوش كل صباح
00
قالت له وهي مبتسمه
كُلّْ جيداً يا بُني

فقال لها ..
والابتسامه تشرقُ في وجهه

لماذا أتعبتي يداكِ يا أُمي؟

أنا أكُل مع رفقائي في العمل
ولا اريد ان اجعلكي تُرهقين
..
قالت له وعلامات التعجب على وجهها

الذي تملئُه التجاعيد
ولم تظهر هذه التشققات والخطوط في
وجهها ألا بعد الزيادة في العمر
فكان وجهُها يشع بالنور والجمال
والسعاده عندما كانت في ريعان شبابها

لماذا تقول هكذا يا بضعتي؟

ومنذ أَن كنُت صغيراً وأنا أحضر لك
الفطور وتجتاحني السعادة
في تلك اللحضات

هذا الأمر يسعدني ولا يُتعِبُني
فعندما اراك تتناول الفطور أمام عيني
أبتسم من اعماق قلبي
فلا تحرمني من هذه السعادة

أمسك آدم برأس أمه وقبلها
من على جبينها
ودعا ربه ان يحفظ له امه
...
جلس على الطاولة وطلب من أمه أن تجلس معه
فوافقت وجلست معه وحدث هذا لأول مره منذ زمنٍ بعيد

استغرب آدم أن امه وافقت ولم تقدم اي اعذار

حيث اعتاد آدم ان يأخذ
وقت طويل في سبيل ان يقنع
أمه بالجلوس معه ومن المرات القليلة توافق وتجلس
"لاكن في هذا اليوم جلست من غير إن تمانع".
,,,
بدأ آدم تناول الفطور الذي اعدته أمه له
وكذلك فعلت أمه فاطمة

كانت تدور بينهم أحاديث حول أبو آدم
عندما كان يجلس معهم على نفس الطاولة
ولاكن لم يعد ألان معهم .
مات اثر تفجير مؤسف....

طالت الاحاديث وخيم على الأجواء الجميلة
الممتلئة بالسعادة والفرح والأمل
نوع من الحزن.

حتى وصلا الى الصمت.

انتهى آدم من تناول الفطور وبتسم في وجه أمه
الذي يبعث الأمل والراحة

وقال لها : حان الوقت لاذهب الى الوظيفة ياأمي
قالت له وبنبرة حزينة
في أمان الله يا بُني ...

ولاكن قلبها كان يقول خلاف ذلك
"لاتذهب أريدك ان تبقى معي" .

000

تقدم خطوات قليلة حتى اتاه صوت
حزين يقول له
حبيبي تعال لأقبلك
رجع آدم الى أمه وقبّلها وعانقته بحرارة وكأنها
ستراه لأخر مرة
00
خرج آدم الى كَراج البيت
حيث يركن سيارته
وركبها وعينان أمه لم تغفل عنه
فتحت له الباب واخرج السيارة
وقلبها يتقطع لفراق إبنها
لم تعلم لماذا يحصل هذا معها
فهي كانت تعمل لهُ الفطور وتودعه كل يوم
لاكن لم تشعر بهذا الشعور
المؤلم الذي يجعل القلب يتوقف عن النبض
ويجعل الاقدام لا تستطيع الوقوف بكامل قوتها
والبدن يرتعش .
00
وقفت تنظر الى آدم وهو يسير بسيارته ذاهباً الى مكان وضيفته
حتى غاب عن انظارها

انشغل آدم بالتفكير بأمه حيث لم يعتد رؤيتها
بهذا الحزن عندما تودعه
حاول آدم ان يتلاشى التفكير في أمور لم تخطر
على باله منذ أن ولدته أمه
ولاكن هذه الافكار لم تدعهُ وشأنه .
بعد صراعٍ طويل مع هذه الافكار
استطاع آدم أن يتخلص من هذه الافكار
وشغل الفكر بأمور أطفاله احمد و زينه
وزوجته نور الذي قدمت له الكثير من التضحيات
والتنازلات من اجل ان تجعل زوجها
ناجحاً في حياته العمليه
00
بعد ذهاب آدم دخلت الأم فاطمة الى البيت
متثاقلة الخطوات وذهنها شارد عن محيطها

نادتها نور لاكن لم تسمعها او بالاحرى
لم يكن ذهنها وتفكيرها معها
فكانت شاردة الفكر
عاودت نور مناداة عمتها
الذي كانت تناديها
ماما
هكذا اعتادت نور ان تنادي عمتها أم زوجها
منذ وقت الخطوبة قبل15 سنة من الأن

انتبهت الأم فاطمة لكنتها نور وبكلمات متقاطعه
قالت لها
نعم حبيبتي
استغربت نور من فعل عمتها حيث لم تعتد هي الاخرى هذا التصرف من
الام فاطمة

قالت لها أراكِ حزينة وشاردة في افكار مابكِ
قالت الأم فاطمة لا شيء افكار خبيثة تهاجم الأنسان
تأخذنا الى عالم اخر لاكن ليس سوى سويعات قليلة وتذهب .
لاتشغلي بالك
بدت علامات التعجب على وجه نور وذهبت لتعد الطعام الى اولادها
..
ذهبت الأم الى غرفتها وبدأت تُخرج صورها وذكرياتها
مع زوجها في سفرياتهم في بدايات زواجها
عندما كانت في العشرين من عمرها
شعرها الاشقر وبشرتها البيضاء الناعمة
كان والد آدم لا يمل النظر الى وجهها
,,

اجتاح قلبها شوقٌ كبير لزوجها وبدأت تردد
ياليتك معي الان .!!
ياليتني أتيتُكَ الان .!!

بدأت في تقليب الصور وتنتقل من مكان لمكان أخر مع كل صورة
فتاره تذهب الى باريس حيث يوجد برج ايفل وتاره اخرى
الى اسطنبول وجمال المنظر هناك
وتارةً اخرى تسافر الى تاج محل والذكريات الجميلة.
واستمر حال الام فاطمة وتصرفاتها الغريبة في هذا اليوم

حتى لملمت الصور ومسحت الدموع المتناثرة على ذلك الخد
الجميل صاحب التجاعيد .
ذهبت الى المطبخ لتقوم بأعداد الطعام
حيث إن اهل البيت يحبون طبخ الأم فاطمة
فكانت هي من تعد الطعام.
00
رن الهاتف وهتز معه قلب الأم فاطمة
لم تعلم لماذا ارتعش قلبها
لم تعتد ان تشعر بكل هذا الخوف مع رنة الهاتف
كأن قلبها يحدثها بأن مكروه ما قد حدث
ذهبت نور لتجيب
رفعت السماعة :
ألوو.....
.
.
سقطت السماعة من يد نور
وأجهشت بالبكاء
وبكلمات لا تعرف كيف تقولها
لا تخرج من فمها
ما...ما....ما...
مااااااااات
آدم مات
سقطت الأم فاطمة فور سماعها
أسم ابنها
أُغمى عليها
لم تعلم ماذا جرى بعدها
ولم تعلم ماهو حال نور واطفالها....

استشهد آدم اثر تفجيرسيارة مفخخة على نقطة التفتيش
الذي وضعت لتحمي الناس
لاكنها اصبحت لقمة سهله للأرهاب
حيث تصنع هذه النقطة اختناق مروري كبير
ويصبح من السهل قتل اكبر عدد ممكن
من الابرياء
.
.
.
فتحت عينيها ولم ترى حولها إلا جدران بيضاء
وصوت الأجهزة الطبيه
والصوت المعروف
صوت جهاز نبضات القلب
~~.~~.~~.~~.~....~~.~-__~.~.~.~.~.

دخلت ممرضة شقراء ذات عينين زرقاويتين
وجسم متناسق وجاءت
لتنظر هل استيقضت الأم فاطمة
فوجدتها مستيقضة وتراقب ماحولها
قالت الممرضة للأم فاطمة
كيف حالك؟
هل تشعرين بألم؟

لم تهتم الأم فاطمة بأسئلة الممرضة
وكانت غايتها الوحيده
ان تستفسر هل ماسمعته صحيح..

سألت الأم فاطمة الممرضة
هل مات إبني آدم؟
تعثرت كلمات الممرضة
وهي تريد ان تتهرب من اجابة السؤال

فبتسمت الأم فاطمة في وجه الممرضة
وعرفت ان الاجابة
نعم.
وقالت لها بلسانٍ ثقيل..
الرفيق الأعلى يناديني
ورددت ببطئ
لا أله ألا الله محمد رسول الله
وألفضت اخر انفاسٍ لها
وارتفعت روحها الى السماء
ولحقت بأبنها وزوجها..
تحققت أمنيتها التي كانت تدعو بها كل يوم
ألهم لا تجعلني اتعذب بفراق أبني
يكفيني إني تحملت فراق زوجي
....
...
..
.
00

بقلم
‫#‏محمد_الاسمراني‬


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


ياالله قصة حزينة
بارك الله فيكِ


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

()



جميلہ جميلہ جميلہ بجدآرَه ،
خَطْ هَذه إلكلمَآت بآحساس متقنْ وجميل ،
احسآس بآهِر و يُلآمس المشآعر الداخليّہ '
دمتُمْ بِـ ود🌹


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________