عنوان الموضوع : قطعة حلوى بطعم السم -قصة جميلة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قطعة حلوى بطعم السم






// قـــطــعـــة حـــلــوى .. بــــ طــعـــم الـــســـم //
منذ أعوام طوال .. و أنا أسكن في ذلك العالم..

عــالــمــي أنـــا

كنت طـــفــلــةً ..

اهتماماتي : دمية وردية

همومي : قطع حلوى

يــآآآه .. /قطع الحلوى تلك/ .. كم كنت أعشقها..

اعتدت على وجودها معي .. ولم يخلُ عالمي منها أبداً

:
:
:

إلا في ذلك اليوم !!!

أذكره تماماً .. بكل تفاصيله

كــعادتي .. استيقظت من بين أحلامي

أخذت دميتي بيدي ..

وتوجهت إلى حيث أجد (عشقي الطفولي)

لكن مهلاً ... لا يوجد حلوى اليوم !!

ناديت بصوتٍ يكسوه النعاس :

(أمي أريد حلوى)

لم يسمعني أحد !!

كررت : (أمـــي ألا تسمعين .. أريــــــد حــــلـــوى)

صرخت أمي وهي منشغلة في تلك الأعمال التي لا تنتهِ :

(لم تعودِ صغيرة .. انتظري إلى الغد)

إلى الغد ؟؟!!

من أين يأتي الصبر .. أكره الانتظار

أما قالت لم أعد صغيرة ؟؟

إذاً أنا كــبــيــرة

والكبار يخرجون من منازلهم دون إذن أو مرافقة

مسكت بنقودٍ قليلة في قبضتي..

و بخفية تسللت من ذلك الباب..

أووووه .. أخيرا تمكنت من الخروج

سأبحث عن ذلك المتجر الذي يبيع الحلوى..

مررت بجانب أحد المتاجر .. ظننته يبيع طلبي

سألت من بداخله :

(يا عم هل تبيعون الحلوى؟؟)

فقال : (لا نبيع هنا سوى أفكار غربية وسياسات عبرية )

طبعاً .. لم أفهم .. المهم أنها ليست حلوى

مضيت في طريقي..

فوجدت تلك التي يدعونها (مكتبة)..

من هنا كانت تشتري أمي تلك القصص التي أقرأها قبل النوم

توقفت قليلاً لعلي أجد ما يعجبني..

توقف نظري عند تلك الكتب وتحدقت عيني..


كتب تحمل صوراً فضيعة..

الأخلاق تتعرى .. والمحارم تُكشف .. والمحضورات تُباح!!!

لم يرق لي ذلك أبداً ..

لايهم .. أين الحلوى ؟؟

هــنـاكــ ..

يقف شخصاً .. حملتني خطواتي إليه

أظنه هذا الذي يعكس وجه الأشخاص على الصور

ندعوه (مصور)..

ولكن .. ماهذه الصور !!

غريبةٌ هي لا تشبه البشر

مرعبة .. مريبة .. حمراء .. بل سوداء

مشوشة .. غامضة

اهــــآآآ .. يالغبائي .. إنه يصور (نفوس البشر)

لاتشبهم من الخارج... لا أدري ما الأمر

ماعلينا .. الحلوى .. الحلوى .. أين أجدها؟؟

مررت بجانب رجلٍ عجوز .. يلبس ثياباً رثة .. أكل عليها الدهر وشرب

يجلس أمام متجرٍ يكسوه الغبار .. ويعمه الخراب

مقفلٌ بقفل كاد الصدأ أن يأكله..



سألته : (ياعم .. ماهذا المتجر ؟؟ ماذا كان يُباع هنا؟؟)

أجابني بعد تنهيدةٍ عميقة :

(يا ابنتي .. هذا متجر كانت تُوزع فيه الحرية والكرامة !! ولكنه أقفل منذ زمن)

بكل سذاجة سألت : (لماذا)

قال : (ارتفع ثمنهما.. فلم يعد يقوى أحد على شرائهما)

تلفت حولي في هذا الشارع الغريب /أذكر أن اسمه _الشارع العربي_/

فوجدت في منتصفه تمثالاً شاهق

سألت العجوز : (ماهذا)

قال اسألي الظلم عنه فهو حليفه .. واسألي الفساد فهو ابنه .. واسألي النذالة فهي رفيقة دربه)

رددت في نفسي ... [إذا كان رمز الشارع طــاغــيــة فلا عجب مما رأيت في هذا الشارع]!!!

بلا شعور ..

انحنى ظهري..

وفتحت قبضة يدي..

سرت بخطوات مكسورة

وصوت النقود ينصدم بالأرض خلفي...

عدت إلى عالمي ..

أحمل في قلبي ..

منقول للفائدة واخذ العبرة


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




يعطيك ألفين عآفيه ع تألقك وتميزك بالطرح

دمتي بود

الملكه


__________________________________________________ __________

يعطيك العاآاآافيه غلاتي


__________________________________________________ __________

مؤلمة وتحكي واقعنــا المرير
وبالرغم من ألمهــآ الـأنها جميلة وصيغت بأسلوب أدبي يجعلك تقرأها مراراً
وتكراراً ولـا تمل من كلماتها المتناغمة والمنسابة من قلم جميل وفكر مبدع
كل الشكر لك غاليتي على نقلك أجدت الـأختيار
تستاهلي التثبيت + النجوم + التقييمـ
وأنــا بأنتظــآر جديــدك المميز..


__________________________________________________ __________

حلوووووووووو


__________________________________________________ __________

رائعة هذه القصة غاليتي..
مليئة بالمرارة و لكنها جميلة و انا اقرؤها شعرت بكل حرف فيها...
بارك الله في من كتبها بهذا الاسلوب القوي..
و سلمت و سلمت يمينك على نقلك الموفق غاليتي..
و قصتك معانا في الحملة...