عنوان الموضوع : سهرة الجمعة الصيفية : من البطل
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
سهرة الجمعة الصيفية : من البطل
سهرة الجمعة الصيفية : من البطل
كانت الساعة متاخرة جدا حين سمعت طلقات نارية في اقصى الشارع..قفزت من فراشها نحو النافذة ترقب ما يحدث فهالها ما راته..
شبح انسان يتعثر على الطريق يبدو انه مصاب.. اسرعت الى زوجها توقضه و تروي له كل ما شاهدته ثم اردفت قائلة ( محمد ارجوك لا تبقى هكذا ؛ تحرك عله احد المجاهدين و هو مجروح )
استغرب الزوج طلبها و اجابها بصوت قاسي ( اجننتي ؟ ابدا لن افارق سريري و لن ادخل في دوامة من المشاكل.. فليذهب بعيدا عن بيتي .. )
لم تتحمل نورة كلام زوجها المستفز .. ايعقل ان يكون بين حنايا صدره قلب نابض و اخوة لهم يموتون كل يوم..
استلت نفسها بهدوء ثم فتحت الباب بحذر و هناك راته مرميا على جنبات الطريق .. شاب يافع يتلوى من الالم.لم تفكر ابدا بل اسرعت اليه و ساعدته بكل قوتها حتى ادخلته بيتها البسيط
كان يتاوه من الالم ...و لكن نظراته الثاقبة لنورة حملت معها رسالة شكر و عرفان لها على صنيعها..
اخبرها ان جنودا يلاحقونه يريدون قتله بعد ما فجر سيارة تابعة لقوات العدو و انه هرب منهم باعجوبة و لكنهم سياتون حتما باحثين عنه...
فكرت نورة بسرعة شديدة و اهتدت لمكان تخبئ فيه هذا الباسل المغوار ....
و بسرعة البرق سحبته لتخفيه في القبو الذي اخفت اثره و بابه بسجادة كبيرة بالية ثم بعثرت فوقها قليلا من الاغراض حتى لا يبدو لاي مخلوق ان هناك قبوا بتلك الغرفة..
و ما هي الا لحظات حتى سمعت طرقا عنيفا على الباب..
حينها فقط استيقظ الزوج من نومه مذهولا لا يعي شيئا و قبل ان يصل الى الباب كان الجنود قد حطموه و دخلوا عنوة..
طرحوا نورة ارضا و الصقوا زوجها بالحائط و تعالت اصواتهم و تحذيراتهم تهز سكون الليل..ثم هددوا محمد باغتصاب زوجته ان لم يبح لهم بمكان الهارب و لكنه اقسم اغلظ الايمان انه لا يعرف له اسما و لا رسما و انه لم يره ابدا ...
جروا نورة من شعرها و بدؤوا تجريدها من ثوبها و رغم كل ما الم بها الا انها ظلت صامتة رافضة ان تبوح بالمناضل الذي احترمته من اول وهلة...
صرخ محمد صرخة استجداء و توسل و لكن الضابط ضربه بالبندقية فشج راسه..
و امره بالصمت و الا افرغ فيه المشط كاملا...
لم تقوى نورة على مقاومة الطغاة ...و رغم كل محاولاتها في فك نفسها من ايديهم الا انها فشلت ... و حين هم احد الجنود بالانقضاض عليه ؛ سمع الحاضرون طرقا خفيفا من اسفل الارضية..
تتبعوا الصوت واذا بهم يجدوا من كانوا يبحثون عنه..اخرجوه بوحشية كبيرة و القوه بجانب نورة...
صرخت فيه باعلى صوتها ( ماذا فعلت بنفسك و بنا اخي )
فابتسم و قال ( ايعقل ان اجاهد عدوا ظلم اهلي و بلدي ثم اقف مكتوف الايدي و الظلم يمتد لمن انقدتني من موت مؤكد ... لن استطيع العيش و ذنبك يكبلني سيدتي )
هز الضابط بعنف محمد مؤنبا اياه و مستفزا له ... و لكن هذا الاخير بدى كالتائه الغائب عن الوعي... متى اخفت نورة هذا الشخص و كيف لها ان تفعل ذلك..
ضحك الجنود و هتفوا فرحا للقبض على الهارب...ثم قاموا بالتنكيل به و تعذيبه بابشع الطرق و هو يردد و يقول ( مهما فعلتم بي لن يكون لكم مكان في وطني .. مثلي كثيرون و هل بامكانكم ان تسكتوا كل الاصوات.. يحيا بلدي الحبيب ... يحيا وطني الغالي)
و ظل يردد ذلك الى ان فاضت روحه الى بارئها على مشهد من نورة و زوجها..
لم تتحمل نورة ذلك فصرخت باعلى صوتها ( لك الله اخي لك الله... ما مت ابدا بل رحلت الى جنة الخلد و النعيم ...و انتم قبح الله وجوهكم ... تضحكون اليوم منه و سيضحك غدا عليكم الكثرون حين يرمون بكم من بلدي ... لن تكون لكم الغلبة و في وطني مثل هذا الشهيد)
و هال الجنود عزم نورة و حدتها و نبرة صوتها .. حاولوا اسكاتها و لكنها استمرت تطلق في الفضاء زغاريدا تدوي عاليا تكسر صمت الدجى و توقظ كل النائمين..
و حين عجزوا افرغ احدهم فيها رشاشه و ارداها قتيلة دون ذنب...
ثم غادروا وسط نشوة عارمة و لذة غريبة ليتركوا وراءهم محمدا مشلولا لا يقوى على الحراك..
فزوجته المحبة قد فارقته غدرا و عدوانا.. زوجته التي ليس له غيرها في الحياة غابت عنه دون سابق انذار و اغتالتها يد حقيرة و حطمت اسرته الصغيرة..
اسرع بعض من سكان البيوت المجاورة اليه و حاولوا تهدئته و مواساته و تقطعت قلوبهم لهول المنظر هناك..و لكن محمد لم يذرف دمعة واحدة و لم ينطق حرفا واحدا..
قام من مكانه و قبل جبين زوجته و ذهب الى غرفته في صمت... و ما هي الا لحظات و اذا به يخرج مرتديا ملابسه و حاملا علم بلده بين يديه ... علم كانت زوجته تقبله كل يوم..
ثم انحنى على جثة ذاك المجاهد المغتال و قال ( ما بداته انت لن يضيع ابدا و لن يذهب دم نورة هدرا ... من اليوم فصاعدا انا فداء وطني و لن يهنا لي بال الا حين ارى العلم مرفرفا في سماه..)
دهش الناس و حاولوا ردعه عن الذهاب و لكنه غاب في الافق و انطلق الى المجهول هدفه تحرير بلد باكمله و وجهته مخابئ الثوار..
و اقبل الصبح على القرية و محمد ذاك الرجل الذي يخاف من كل شيء و اي شيء قد اصبح بدوره جنديا ثائرا على الظلم و القهر...
و من عز الازمة ولد للوطن الجريح ابن يحمل كفنه بين يديه و لا يهمه الا تحرير بلاده..
تراه من البطل..؟
ذاك الثائر المغوار الذي استسلم من اجل انقاد بنت بلده ..
و الذي اسلم روحه فداءا للوطن..
ام نورة .. تلك المراة التي نبض قلبها حبا لوطنها ..
و ما عرف الخوف طريقا لقلبها..
ام تراه يكون محمد الذي صنع منه القهر رجلا مغوارا لا يخشى احد..
و الذي انتفض مدافعا عن بلده متجاهلا كل خوف كبله من قبل..
في امتنا العربية ابطال كثيرون ...منهم من نعلم قصته و منهم من يستميت من اجل بلده و لكنه يبقى طي التجاهل و النسيان..
حمى الله ابطال بلدي و كل البلدان العربية..
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
"حمى الله أبطال بلدي وكل أبطال البلدآن العربية"
وخالقي أحسست بفخر وأعجاب وأنا أقرأ قصتك الجميلة
هكذآ هم الـأبطال والـأوفياء لآ يهمهم غيــر الحرية ويعلمون أنها غاليهـ
لكن كل شئ يرخص في سبيل إسترجاع الوطن
إعجابي بما خطت يدآك لآ ينوصف غاليتي .. سقيتي الكلمات بأحاسيسك الجياشة لوطنــك
فخيل لي كأني أرى ما نسجتي وأقعاً ملموســاً
رائعة أنت يــآآقلوب وبشهادة الكل رائعة ومبدعة.. لعيونك 5 نجوم + تثبيت + تقييم
ولك ودي ومحبتي
__________________________________________________ __________
الغصة في حلقي والدموع في عيوني
لان هذا يحدث كل يوم في بلادنا العربية
ونحن نتفرج على مايحدث
ولكن الى متى
لك الله بلادي العربية
__________________________________________________ __________
رائعة جدا حبيبتي
قصة مؤثرة
كلاهم البطل فنورة ومحمد والثائر
كلهم ابطال
لك احلى تقييم يا ورد
__________________________________________________ __________
رائعة قصتك حبيبتي قلوب
اظن انهم الثلاثة ابطال
بلادي بلاد الابطال
الله يحفظ ناس الجزائر
تقييمي
__________________________________________________ __________
رسمت صورة رائعة لبطل البلاد
فهي صورة نراها تنتقل من بلد الى اخر
دام التميز عنوانك قلوب
قلمك جميل ورائع