عنوان الموضوع : مـأسـاة مـريـم (قـصـة جــد مؤثـرة) الجــزء الأخيـر -قصة جميلة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

مـأسـاة مـريـم (قـصـة جــد مؤثـرة) الجــزء الأخيـر









- وصلنا للجزء الأخير والحمد لله وهذه تكملة للقصة المشوقة التي ضمت 13 جزء تقريبــا ..لاكن أخذ العبرة دائما هو الهدف الأســمــى ....لتذكرة فقط هذه كــل أجزاء القصة لمن يريد الأطـــــــــــــلاع:



مــأســاة مـريــم (قـــصـــة جـــد مؤثـــــرة).

https://forum.sedty.com/t652415.html

https://forum.sedty.com/t652417.html

https://forum.sedty.com/t652431.html

https://forum.sedty.com/t653654.html

https://forum.sedty.com/t653665.html

https://forum.sedty.com/t654128.html

https://forum.sedty.com/t654156.html


- وهذه تكملـــة القصــة فـي الجـــزء الأخير:


ــ اتركني انا بنفسي سأنزعه

تركني و قال

ـــ إنزعيه بالحسنى

نزعت الأساور و رميته نحوه

ـــ خذه و اغرب عن وجهي بسرعه اللعنه عليك

ـــ اللعنه على والدكي

هذه المره انا التي اصبت بالجنون ركضت ناحيته و قلت

ـــ اخرس و لا تلفظ اسم والدي قبل لفظه يجب عليك ان تغسل فمك فأنت لا تليق حتى بمسح حذاء والدي ولا تلفظ اسمه في هذا المنزل الحقير يا عديم الشرف

ـــ عديم الشرف هو والدكي ، والدكي ابن الكلب لوكان يملك ذره من الشرف لم يترك ابنته التي هي في الخامسه عشر من عمرها تتجول بجوار دكاني ذلك إبن الكلب الذي...

صرخت عليه و قلت

ـــ انت إبن الكلب الذي تركض خلف الكلبات القذرات التي تصادفهن و الذي بسبب ذهاب كوثر تنبح في وجه والدتك

فالصفعه التي تلقيتها كانت شديده الى حداً إني لم اعرف ما الذي حدث ،أصابني الدوار اتكأت على الجدار فهذه الصفعه لم تكن حتى في الحسبان سقطت على الارض وكان مكان الصفعه يوءلمني

فهذه الصفعه قد فتحت عيناي الى الواقع فألمها كان بالنسبه لي أقل من الألم الذي اشعر به في صميمي لدقائق كنت احدق ولا اصدق ما حدث قلت له

ـــ لك الحق في هذا انا المذنبه انا استحق هذه الصفعه لأني اخطئت خطاً فادحاً بالزواج منك و لكن لن ابقى ولا حتى للحظه واحده في هذا المنزل

ظهرت والدته أمام الغرفه و القلق ظاهراً على وجهها و كانت تحمل ولدي الذي كان خائفاً من ما يجري قال احمد

ـــ إذهبي سوف أرى إلى أين ستذهبين

قالت والدته و بصوت هادئ

ـــ مريم عزيزتي تعوذي من الشيطان و ارجعي

ـــ اتركيها دعيني أرى كيف ستذهب ؟

ذهبت و انا مسرعه الى غرفه النوم ملابسي في الحقيبه ووضعت العقد الذي اهداني اياه والدي يوم زواجي في عنقي و ايضاً الخاتم الذي اهدتني اياه والدتي وضعته في اصبعي و القلاده الذي اهداني اياها احمد في يوم ولاده ابني، صرخ احمد قائلاً

ـــ أعطني هذه

قالت والدته

ـــ احمد اتركها

ـــ أنا أعطيتها اياها و اريد استرجاعها

رميت القلاده في وجهه،فألطقطها ووضعها مع الأساورداخل جيبه،اتجهت ناحيه ولدي و اخذته من بين ذراعي جدته ووضعت عبائتي على رأسي و حملت الحقيبه و ذهبت لكي انتعل حذائي رأيت حذاء احمد أمامي فركلته بقدمي وظل يتدحرج في الحديقه الى أن وصل امام المطبخ، أنا أيضا قد اصبحت مثل احمد متوحشه يجب أن أخرج من هذا المنزل بسرعه قبل أن أصبح نسخه ثانيه عنه و عن والدته يجب أن أذهب قبل أن اغرق اكثر ، أنا لم أستطع أن اغير احمد انسان و لكن انا التي كنت اتغير و اصبح مثله ، كنت على وشك الخروج الى ان خرج احمد من الغرفه حافي القدمين ركض و اعترض طريقي قلت


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


ــ تنحى جانباً من طريقي اريد الذهاب

ـــ تريدين الذهاب ؟ و بهذه السهوله؟ اخذتي كل ما في البيت و تريدين الذهاب ؟

نظرت الى الحقيبه في يدي ثم رميتها و بقوه الى الارض و قلت

ـــ الان تنحى جانباً اريد الذهاب

ـــ هذا النصف و لكن النصف الأهم مازال معكي

نظرت اليه و انا متعجبه و قلت

ـــ الأهم؟

إقترب مني و انتزع طفلي من بين ذراعي ووضعه جانباً و من ثم تنحى جانباً من طريقي و قال

ـــ ألان تفضلي بالخروج ، هرررري

انتزع قلبي من مكانه كان طفلي يبكي توقفت مكاني دون حراك و سقطت العبائه من على رأسي

بعدها ذهبت ناحيه جدار الحديقه و اتكأت عليه وظليت احدق الى نقطه معينه و افكر و لكن عيناي لا تريان شيئاً، بهدوء و بينما اجروا قدماي و بصعوبه على الارض ذهبت الى الغرفه يا الهي لقد اصبحت اسيرته فولدي قيدني ، سمعت صوته وهو يقول لوالدته

ـــ امي اسمعيني جيداً ليس لديها الحق بأن تخرج الولد خارج المنزل يجب عليكي انت التي تأخذينه برفقتكي الى الحمام هل فهمتي؟ فأنا أمنتكي إياه

و من ثم ذهب . كنت اتمنى أن أستيقظ من النوم و اكون في القصر و في ذلك الزمان الذي تقدم لخطبتي ابن عطاء الدوله و في الوقت الذي ارادني منصور أو أي شخص اخر يكون من مستواي ، أنا في هذا المنزل غريبه ووحيده فأنا لا أفهم لأصولهم ولا افهم لعاداتهم يا لها من غلطه و ارتكبتها.




مضت 3 شهور و احمد لم يرجع الي المنزل و ترك لي والدته التي كانت كالحارسه تتعقبني أين ما ذهبت و لكنني لم اعرها اهتماماً فأنا حياتي و موتي كانا شيئاً واحداً بالنسبه لي، لو مت لكنت ارتحت و لكن ماذا عن ابني و ماذا سيحصل له من بعدي؟ كيف سيكون اكيد سيكون احمداً آخراً النسخه الثانيه عن والده كنت محتاره ولا اجد من يخلصني من هذا العذاب ، في الليل انام متأخره و أجلس و احيك لكي اشغل نفسي لأنني لا اشعر بالنعاس و عندما يأتي الصباح أتأمل السماء الزرقاء التي كم كانت في عيني رماديه اللون، لم اكن استطيع النهوض من السرير اشعر بالإرهاق و بالحزن بأن يأتي يوماً اخراً و عندما انهض من على و أرى والده زوجي التي كانت بالنسبه لي كالشيطان،آآآآه كم اتمنى لو كانت اختي ليلى معي و ترشدني ماذا افعل و بما اجيب على والده زوجي لكن لا والدي لن يأذن لها بهذا و زوجها ايضاً وهل سأراها مره اخري قلت لنفسي ماذا افعل وحيده في هذا البيت؟ مرهقه و بعيده عن والداي حتى زوجي ليس موجوداً و هل تركت بيت والدي لكي اعيش مع عجوزاً و هي تستمتع وتتلذذ لرويتي و انا أتعذب؟ كنت سأجن من الندم .


أتت الدادا وأحضرت لي النقود و قالت

ـــ مريم عزيزتي ماذا حصل ؟ هل انتي بخير؟

ـــ سأقول لكي و لكن استحلفكي لا تخبري احداً بأنني تشاجرت مع احمد

كنت اريد أن افضفض لأحداً ما بقلبي لكي يواسيني و يمسح دموعي من على وجنتاي و يتنهد من الحسره علي و الدادا لهذا السبب كانت موجوده تقول

ـــ اتركيه و ارجعي الى منزل والدكي ...

ـــ وماذا بشأن ولدي؟ الطفل يحتاج الى والد

ـــ سأصبرإلى أن أرى ماذا سيحدث،في النهايه يجب أن اتحمل فكل المتزوجون يحدث بينهم خلاف

ـــ لا ترضي بالظلم يا مريم و لا تحترمي الذي لا يحترمكي فهذه المرأه تكرهكي و هي متسلطه و انا نصحتكي

لم أقل للدادا بأن أحمد مضى عليه 3 شهور وهو غائب عن المنزل و لم اقل لها بأنه ضربني و انه أسرني فقط قلت لها إننا تشاجرنا لكي لا تخبر والدي شيئاً.لم يمضي الربيع بسرعه فهذا الربيع اللعين لم ينتهي فكل ليله و يوم فيه كانت ذكريات الامي و عذابي و كل لحظهً فيه تمضي بهم و غم متى سينتهي هذا الربيع المشئوم.


كان اوائل الصيف و في الليل كنت جالسه في الغرفه و احيك و كان الماس ابني نائماً جنبي أتت والدته و سألتني

ـــ الا تريدين أن تنامي؟

ـــ لا، انتي ستأخذين الماس معكي او ستدعينه الليله ينام معي؟

ـــ إن كان نائما فليبقى هنا

و ذهبت ، غطيت ابني و ظليت افكر في كل ما جرى ، فجأه سمعت صوت المفتاح يدور في قفل الباب و بعدها صوت الباب و هو ينفتح ثم يغلق بعدها سمعت صوت اقدام تقترب بدأ قلبي يخفق ليس من الحب بل من الكراهيه من التنفر و الاشمئزاز.


__________________________________________________ __________

كان احمد سعيداً و مرحاً و كأنّ لم يحدث بيننا شئ قال

ـــ السلام عليكم

ـــ و عليكم السلام

و انحنى لكي ينزع حذائه قلت

ـــ احمد

رفع رأسه و إبتسم لي ادرت رأسي الى الناحيه الاخرى و سألته

ـــ أين كنت طوال هذه الفتره ؟ أينما كنت إرجع من حيث ما أتيت؟

ـــ حاضر

انتعل حذائه و انصرف هذه المره غاب عن المنزل 6 شهور

هذه المره غاب 6 شهور وعندما رجع كان عمر طفلي تقريبا 3 سنوات. هذه المره أيضاً أتى في الليل و عندما وصل كانت والدته مستيقظه و طفلي أيضاً كان مستيقظاً و ينظر الى وجه والده.

احمد بوقاحه و من دون خجل قال لوالدته

ـــ الا تريدين الذهاب الى النوم؟

نهضت والدته من مكانها لكي تذهب قال لها

ـــ خذي هذا معكي أيضاً

كان بهذا يقصد إبننا، أصبحنا لوحدنا و كان قلبي مليئ من الكراهيه، كنت اشعر بالإشمئزاز منه

إقترب مني و قال

ـــ مرمر حبيبتي انتي ما زلتي جميله و كل يوم تزدادين جمالاً

كنت صامته قال

ـــ لقد طلقت كوثر ، وهل ارتحتي الآن؟

تعجبت من حماقته و سذاجته لا يعرف إنه المرأه قد تسامح زوجها على كل شئ الا الخيانه، الخيانه التى رأيتها بعيني ، إقترب مني اكثر و همس في اذني< دل مى رود زدستم صاحبدلان خدا را> البيت الشعر الذي اهداني إياه قبل زواجنا و قرب الدكان، كنت ارتجف ليس من الحب بل من الإشمئزاز و لمجرد التفكير بأنه كان يوماً بأحضان تلك المرأه القذره و من إنه كان يحسبني ساذجه لكي يخدعني و ينسيني ما مضى ااااه كم أشمئز منه،بدأت أشمئز لسماعي هذا الشعر و من الدنيا كلها ، مدّ يده و بداء يداعب وجنتاي دفعت يده و قلت

ـــ اتركني احمد، لا تلمسني

رفع صوته و قال

ـــ تريدين الشجار مره اخرى، انتي تريدنني و ها انا قد رجعت


__________________________________________________ __________

لقد كان اكثر سذاجتاً و غبائاً من أن يدرك عمق جرحي، كم اتمنى أن أقول له لم أعد احبك، احمد الذي احببته قد مات أنا كنت احب ذلك الشاب الطيب و الصادق ،هو كان حب حياتي والذي مظلوماً و حنوناً أما هذا الذي أراه أمامي الان ليس احمد الذي أحببته بل حيوان متوحش لا يعرف الرحمه هذا الذي جالس أمام عيني و يبتسم لي و بكل وقاحه لا اريده لم أعد احبه و لكنني لم أتجراء للبوح له عن الكره الذي اكنه له في داخلي ،أنا لست بحاله تسمح لي بالشجار و الضرب ، كنت مثل الخروف الذي يأخذونه الى المذبح رغماً عنه ، دون أن أقول شيئاً اطعته و ذهبت معه إلى غرفه النوم و كل ما حصل بيننا كان برضاه و بكرهاً مني.


بعد مرور ايام أتت الدادا

ـــ دادا عزيزتي طمنينني ما الاخبار؟

ـــ خبر خير؟ و اخيراً ليلى انجبت توأم من البنات انهن جميلتان جداً، و شهرزاد قد اصبحت عازفه ماهره ومحمد رضا اصبح كبيراً ماشاءالله عليه ووالدكي يدللــه كثيراً

كم أشعر بالشوق اااااه كم انا مشتاقه اليهم اتحرق شوقاً لليلى واطفالها و لسماع عزف شهرزاد ومحمد رضا الذي لما الان اتذكر وجه البرئ و ضحكته الطفوليه عندما كنا في مزرعه عمي

ـــ وماذا أيضاً يا دادا

ـــ و أيضاً خالتك أمير قد اصبح مدمناً و كل ما يحصل عليه من المال يهدره على إدمانه

و إقتربت مني اكثر و قالت

ـــ صحيح ألم اخبركي

ـــ ماذا؟

ـــ السيد منصور قد تزوج

ـــ انتي قد اخبرتني انه تزوج وايضاً رزق بولد

ـــ لالا، لا اتكلم عن زواجه السابق بل هو تزوج مجدداً و اسم عروسته اشرف السادات و هي من عائله محافظه و محترمه

فتحت فمي من الدهشه

ـــ هل انتي جادّه؟

ـــ اوووووه مضى على زواجه 3 شهور و انا قد كنت نسيت ان اخبركي

ـــ من منصور بعيد هذا الشئ، ماذا ستفعل زوجته السابقه

ـــ مسكينً منصور هو لم يرد الزواج بل شهناز زوجته السابق من أجبره على هذا الزواج هي قد قالت له الا و بالله تتزوج، قد قالت ايضاً انا اريد ان امضي كل وقتي في الصلاه و العباده و لا استطيع ان اكون لك الزوجه المثاليه و هي بنفسها قد اختارت له الزوجه و لكن من سوء حظها الفتاه حملت و يقولون انها لا تتفق من السيده شهناز، المهم قد جعلت من حياه منصور جحيماً و جعلت ايامه كلها سوداء و منصور يلوم السيده شهناز لأنها هي التي أجبرته على الزواج بها و هي التي جلبت له هذه المعاناه

إذن منصور ايضاً يعاني مثلي و معاناته لا تقل عني بشئ ، يا إبن عمي المسكين ! ارتاح قلبي و لا اعرف لماذا و لكنني شعرت بالإرتياح من هذا الخبر.


مره اخرى أتى الصيف و حراره الشمس جعلت رائحه الخشب الجافه تفوح في الهواء، رائحه الخشب مع طلاء النوافذ و الابواب انتشرت في الهواء، مره اخرى رائحه الخشب تفوح من احمد و اتقياء من رائحه الطعام ، مره اخرى اشعر بالتعب و الكسل و مره اخرى اشعر بالغثيان لرويتي الطعام ، نفسي في الرمان اشتهي الرمان و مره اخرى والده زوجي تقول مبروك و احمد يضحك

شعرت و كأن السماء قد سقطت على رأسي اااااااه يا الهي لااااااا ، هل رأيتم مره اخرى انا حامل لن اقول للدادا بأنني حامل لا اريد ان ازيد من هموم والداي يكفيني ألمي و معاناتي، كان احمد سعيداً يعرف تماماً انه قد قيدني و جعلني اسيرته اااااه إذن ماذا حدث لدعاء والدي بالخير لي ، انا مقيده بقيود هذا الشيطان و كل يوم يصبح اكثر شراً من قبل ، في الصباح لا يذهب الى العمل و الظهر لا يأتي للغداء و في الليالي يأتي متأخراً و رائحه الخمره تفوح منه ، اخشى في النهايه أن يصبح مدمناً


__________________________________________________ __________

ـــ احمد إذن أين كنت الظهر؟

ـــ خلف تعاستي في العمل

ـــ انت سابقاً في وقت الظهر لا تعمل في الدكان !

ـــ هل نسيتي ؟ إذن في السابق متى كنتي تأتين لرويتي الم تكن الساعه الواحده ظهراً ؟ منذ ان تزوجتكي لم اعد اذهب الى الدكان في وقت الظهر

ـــ إذن لماذا في الصباح تستيقظ متأخراً؟إستيقظ مبكراً لكي تنهي عملك مبكراً لكي لا تتضطر بالعمل ظهراً

ـــ ارجع لماذا؟ لكي اتفرج عليكي و انتي تتقيأين او لكي اتفرج عليكي و انتي جالسه في زاويه من الغرفه و كأنكي في مأتم

ـــ انا حامل و لست بخير و انت تعرف هذا الشئ

ـــ و عندما لم تكوني حاملاً ماذا؟ نفس الشئ، المرء حتى لا يستطيع اكلكي و لا حتى بالعسل

ـــ و لكن انت شبعت

ـــ اصمتي و الا صفعتكي على فمكي ، لا تستفزينني

عندما اكون لوحدي ابكي بحرقه و ندم و اقول لنفسي مريم هل رأيتي ما الذي جلبتهي لنفسكي وما حجم الغلطه التي ارتكبتها ، فهذا لا يوجد في قلبه ذره من الرحمه أو الشفقه وهو لا يتحلى حتى بالرجوله ولا بل إنصاف .


أنهيت شهري الأول ومن الصباح الباكر جهزت ملا بسي لكي أذهب الى الحمام ،سآلتني حماتي

ـــ إلى أين ؟

ـــ سأذهب إلى الحمام ،تعال يا ولدي ،اريد أن أخذه معي

ـــ لا ،غير ممكن

أمسكت يده وجرته وأفلتته من يدي وقالت

ـــ لا، ألماس سيذهب معي أنا الى الحمام لقد امرني والده بأن لا يخرج معكي

كنت متعبه و مرهقه بسبب التقيوء الذي حصل لي في الصباح وصعوبه الحمل و مشاكلي الزوجيه، خرجت من المنزل و ذهبت الى الحمام، شيئاً فشيئاً بدأت لا اشعر بالعار عند ذهابي الى الحمام والسوق للتبضع و التجول في الزقاق لقد تعودت على ذلك و على كل شئ ، شيئاً فشيئاً بدأت أغرق في تلك القذاره الذي هي حياتي الزوجيه. كنت اريد لأحمد الأفضل ولكن كان يعذبني.

الحمام كان مزدحماً و جلست في زاويه و لم اكن بخير اشرت بيدي لعامله من عاملات الحمام و قلت لها احضري لي إناءً او شيئاً اريد أن اتقياء فيه ضحكت و قالت

ـــ مبروك و هل انتي حامل؟

حركت رأسي لها بنعم ضحكت و قالت

ـــ إذن هذه المناسبه السعيده تحتاج الى حلوان...

بحزن قلت

ـــ هذه ليست سعادتي بل تعاستي

ـــ لماذا؟ لا قدّر الله، الستي انتي و زوجك على اتفاق

فجأه سالت الدموع من عيوني لقد وجدت شخصاً لأفرغ ما بقلبي له و لم يكن من داعياً بأن اخذ حذري منها لانها ليست والده زوجي و ليس من داعي بأن اتظاهر بالإبتسامه امامها لأنها ليست الدادا لكي تذهب و تخبر والدتي ، لكي تحمل همي،هذه المرأه لا تعرفني أنا لا استطيع أن افرغ ما بقلبي لها، الدموع لم تسمح لي بالتكلم

ـــ هل يضربكي؟

ـــ نعم

و بينما كنت امسح دموعي التي تتساقط كالمطر على وجنتي قالت لي

ـــ إذن لماذا حملتي؟

ـــ ماذا افعل ؟ كان رغماً عني لو تعلمين كم احمل من اشياء ثقيله و كنت اقفز من اماكن مرتفعه و عملت المستحيل لكي اجهض الجنين و لكن من دون فائده

نظرت يمينها و شمالها و اخفضت صوتها و قالت

ـــ انّ كل هذا لا يفيد، هكذا لن تجهضي يجب لشخصاً ما أن يقوم بهذه المهمه

رفعت رأسي و توقفت دموعي لحصولي على أمل سالتها

ـــ من يقوم بهذا العمل؟

ـــ و هل حقاً تريدين تجهضي؟

ـــ نعم ، اريد. وهل انتي تعرفين شخصاً ليقوم بإجهاضي؟

ـــ نعم اعرف شخصاً

من الفرحه امسكت بذراعها و قلت

ـــ من يكون؟

ـــ انتي ما شأنكي من يكون؟ هي إمرأه و هذا هو عملها

ـــ تعالي لنذهب الان اليها

ـــ الان! لا استطيع يا إمرأه يجب اولاً أن اتكلم معها و لكنها طماعه كثيراً

ـــ فليكن، أنا موافقه على الذي ستطلبه و حقكي انتي ايضا سيكون محفوظ عندي

ـــ وااه ، ما هذا الكلام انا اريد سلامتكي انتي فقط و كل المال لا يساوي شعره من شعركي

ضحكت و قلت مع نفسي فهي لم تتعرف علي الا من ساعه و تفضلني انا على النقود سألتها

ـــ متى ستكلمينها؟

ـــ في يوم من هذه الأيام سأذهب اليها و اكلمها و إن وافقت في المره القادمه عندما ستاتين الى الحمام سنذهب معاً اليها

ـــ لا ارجوكي لقد مضى على حملي شهر و سيكون الوقت متأخراً اذهبي غداً اليها

ـــ و لكن انا مشغوله و لدي زبائن غداً

وضعت 3 تومان في يدها و اندهشت لرويتها للنقود قلت

ـــ سأدفع لكي أجركي ليوماً كاملاً و اذهبي اليها و خذي موعداً و بعد غد سنذهب اليها و ننهي الموضوع

ـــ و لكن لا يجوز بهذه العجله. انا غداً عند العصر سأذهب اليها و اتحدث اليها و هل تستطيعين المجيئ صباح يوم الأربعاء؟

ـــ أجل سأأتي مهما يكن

ـــ حسناً إذن موعدنا يوم الأربعاء سأنتظركي

كان يجب أن أبحث عن عذراً للخروج يوم الاربعاء. في الليل انا و احمد ووالدته و طفلي تناولنا العشاء . كنت مرتاحه البال من الخطط التي خططتها و كنت أكل بشهيه و احاول الأكل جيداً لكي أكون في اليوم الثاني قويه و نشيطه. والده زوجي كانت تنظر الي بإستغراب و مع كل هذا الحماس لا انكرشعوري بالخوف . غداً سأضع حياتي بين ايدي إمرأه لا أعرفها ، كنت اشفق علي ولدي عندما انظر اليه و قلبي يتفطرمن أجله بمجرد التفكير بأنه سيصبح يتيماً و من دون والده اااااه كان قلبي يحترق عليه و كم ارغب بالبكاء، قبلته و ضممته مرات الى صدري و من ثم التفت الى احمد و قلت


__________________________________________________ __________

ـــ احمد حبيبي أنا أشعر بالنعاس ألن تأتي للنوم؟

كان مشغولاً في الكتابه قال

ـــ إذهبي انتي و نامي

ـــ من دونك انت؟

رفع رأسه و حدق في عيناي متعجباً قال

ـــ ولكن انتي التي كنتي بالتقيوء مني

و إبتسم لي و بوقاحه، و انا أيضا و بصعوبه بادلته الإبتسامه و قلت

ـــ هكذا هو الانسان في يوم يكره شيئاً و في اليوم الاخر يرغب به

والده زوجي حركت رأسها يميناً وشمالاً و بإشمئزاز، ثم حملت الطفل و بينما كانت توشك علي الخروج من الغرفه قالت

ـــ يالوقاحتكي والله هذه المرأه لا تشعر بالحياء.




وضعت ملابسي في كيس و اضفت لملابسي عبائه اضافيه و بعض الأقمشه و أخذت كل ما يوجد من نقود في المنزل و من ثم ارتديت عبائتي و ذهبت ، كالمعتاد ظهرت والده زوجي في طريقي

ـــ الى اين؟
فهي بأمر من احمد ومن بعد تلك المشاجره كان يتوجب علي أن اشرح لها سبب خروجي من المنزل

ـــ سأذهب الى الحمام

تعجبت و قالت

ـــ كيف ؟!فأنتي منذ يومين قدذهبتي الى الحمام

اجبتها و بكل وقاحه

ـــ كيف ، فهذه اسئلي احمد عنها، هذا ليس ذنبي

تفاجأت من ردي لها و انزاحت من طريقي و قالت

ـــ مريم لقد أصبحتي قليله الحياء

مثل العصفور الذي قد تحرر من قفصه خرجت من المنزل




ـــ هل تكلمتي معها ؟ هيا بنا لنذهب

ـــ انتظري قليلاً فلدي زبونه

كنت بعجلهٍ من أمري قلت

ـــ اتركيها انا سأدفع لكي ضعف ما ستدفعه هي

ـــ لا فهذه من المهمين ومن الزبونات الدائمات عندنا إن لم أذهب اليها ستذهب الى مكان اخر و سأفقدها انتظريني سأذهب و أرجع بسرعه

جلست و انتظرتها كنت فرحه لأنني سأتخلص من الجنين الذي في أحشائي و في النهايه أتت

ـــ هيا بنا لنذهب تأخرنا

ـــ لنذهب بالعربه

وصلنا الى حي فقير و حقيرو بدا لي الناس هناك لا يوحون بالثقه و كان هذا الحي يقع في جنوب طهران و لم اكن مرتاحه ، شعرت بجسمي بارداً كالثلج ،ترجلنا في اخر الزقاق كنت ارتجف ولا استطيع التنفس أخذت نفساً عميقاً فسالتني رقيه

ـــ هل انتي خائفه؟اذا كنتي نادمه دعينا نرجع

بدا لي هي ايضاً خائفه قلت

ـــ لالا ، لنكمل طريقنا

دخلنا الي منزل صغير جداً ووضيع وكانت هناك إمرأه يقارب عمرها الثلاثين و كانت تدعى سوسن خانم ، رحبت بنا و ادخلتنا في صغيره و كانت توجد في الغرفه إمرأه عجوز. ذهبت سوسن خانم الى العجوز و بدأت تخاطبها بصوت منخفض ثم رجعت و قالت لرقيه

ـــ انا لن اتحمل النتائج و لا وجع الرأس هل فهمتي؟

ـــ زوجها قد تركها و ذهب و تزوج اخرى و تأكدي بأنّ لن يعرف احداً

ـــ كم معكي من نقود؟

ـــ كم تريدين؟

ـــ يجب أن لا يقل عن الثلاثين او اربعين تومان

لقد كنت اشعر بالخوف وبالعذاب في داخلي قالت لي سوسن خانم

ـــ هيا استلقي يا حلوه ولا تخافي ، لن تشعري بألم سأخدركي حتى لا تشعري بشئ، احضرت لي شيئاً لكي اشربه قلت لها

ـــ ما هذا؟

ـــ مخدر هيا اشربيه لكي لا تشعري بالألم

شربته و هي جلست بجواري تتحدث مع رقيه و تنتظر و في كل لحظه تسألني

ـــ الا تشعرين بالنعاس؟