عنوان الموضوع : قصــة "نجـــوى" (قمــــة المأســـاة) قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قصــة "نجـــوى" (قمــــة المأســـاة)






نجوى فتاة لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها ... تسلّحت بإيمانها قبل كل شيء ... كانت تقيةً نقية ... فـ منذ نعومة أظفارها محافظة على فروضها ... متمسكة بتعاليم الشريعة الإسلامية ... تنتقم لـ دينها لا لغيره ... شيء قليل من حياة نجوى العامرة بالتضحية و الإيثار و حب الخير للآخرين ... قصة نجوى ليست ككل القصص .. قد تكون قصتها هي الاستثناء!!!!!!!!!!!! قد تتعجبون من وصفي لها بـ الاستثناء .... و لكن سأكشف لكم عن تفاصيلها ...

أسرة نجوى ميسورة الحال ... تعتمد في تسيير أمور حياتها على عمل والدتها ألا و هو حياكة الملابس بواسطة ماكينة خياطة توارثتها من أمها و جداتها ... تتوافد عليها نساء و فتيات المدينة من كل حدب و صوب ... عزام أخيها الأصغر يدرس في الصف الثالث الابتدائي من أفضل طلاب المدرسة ... فـ بالإضافة إلى تميزه الدراسي كان الأميز في أخلاقه حيث تربّى على حفظ القرآن و الأحاديث النبوية ... نجوى و أحمد يتيمان منذ أن كانا صغيران توفي والدهم في ظروف غامضة و تم الحكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت حيث ظلّت قضية الشيخ يونس حبيسةً لأدراجها إلى يومنا هذا!!!!!!!
نذرت نجوى نفسها لله ثم لأمها بأن تكون عوناً لها بعد الله و بالفعل كانت نجوى مضرب مثل في برها لوالدتها و كذلك أخيها عزام ... و قد عُرفت نجوى بـ حبها للخير و مساعدتها للفقراء و المساكين ... فقد كانت تتصدق بما تجود بها نفسها من نقود أو أطعمة أو حتى كسوة .. بالرغم من الأوضاع الصعبة التي تجتاح البلاد ... فـ العدوان الغاشم من العدو دّمر المحاصيل ... و أحرق المزارع الواحدة تلو الأخرى ... و استولى على الأراضي ظلماً وعدواناً ... و مع ذلك كانت أسرة الشيخ يونس تقوم بخدمة الجميع بالقدر الذي تستطيعه ..
قرّرت نجوى أن تترك إكمال تعليمها فقد توقفت عند الصف الرابع ... كي تخدم جيرانها و أقربائها فـ كانت تتفقّد حاجياتهم اليومية ... و ليست نجوى أفضل حال من أمها فقد كانت أم نجوى تتصدق بنصف ما تخيط من الملابس و النصف الآخر تقوم ببيعه حيث أن هذه المهنة تعتبر الدخل الوحيد لأسرتها الصغيرة ،،،
ذات يوم طرق الباب طارق من خلفه صوت آهات و أنين ... تزايدت خفقات قلب نجوى فـ هي لا تتحمّل أن ترى مثل هذه المواقف سيدة في الأربعينات من عمرها اكتست بالسواد ما عدا وجهها الذي يحكي ألف قصة و قصة فتحت لها الباب و استقبلتها و رحبّت بها أفضل ترحاب ... و قدّمتها إلى مجلس الضيوف ... ثم أخبرت والدتها حيث أنها كانت مشغولة في حياكة الملابس فـ لم يبقى من العيد سوى أسبوع واحد فقط ... ذهبت أم نجوى إلى هذه السيدة سلّمت عليها فـ بادلتها التحية ثم انهمرت في البكاء ... هدأت أم نجوى من روعها و أعطتها كأس من الماء البارد حتى تلتقط أنفاسها قليلاً .... سألتها أم نجوى عن قصتها و ما الذي أبكاها و لمَ حالها هكذا!!!!!!!!! .... فبدأت السيدة بالحديث قائلة: أتيت إليكم هاربة من المدينة المجاورة فقد قُتل زوجي منذ ثلاث ليال على يد عصابة مسلّحة و أنا لا أعرف في هذه الدنيا إلا هو و لم يرزقني الله بأطفال و أسرتي في بلاد بعيدة حيث أني مهاجرة منذ زمن بعيد بعد أن عقدت قراني على زوجي و هاجرت معه بحثاّ عن الرزق و لكن قتلوه ليتهم قتلوني و لم يقتلوه ثم عادت تنتحب مرة أخرى ... كل هذا و أم نجوى منصتة لكلامها الذي خالج صدرها و أعادتها للذكرى سنين و سنين قُتل زوجها في ظروف مشابهه تنهدت أم نجوى و عيناها قد اغترقت بالدموع ثم قالت و لكن ما بوسعي أن أفعله من أجلك أيتها السيدة؟؟؟؟ قالت السيدة فقط أريدك أن تُؤويني ثلاثة أيام فقط و بعدها لكل حادث حديث .... وافقت أم نجوى على طلبها حيث أنها محتسبة الأجر في ذلك ... قامت نجوى بإكرام ضيفتهم خير إكرام و كانت تلك السيدة تراقب تحركاتهم و نشاطهم اليومي ... انقضت الثلاثة أيام و قاموا بتوديع تلك السيدة بعد أن طمأنتهم بأن وضعها الآن مستقر... دون أن يُعرف عنها تفاصيل أكثر!!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الضحكات تتعالى هنا و هناك ... الأطفال يمرحون في أرجاء المدينة ... الرجال و النساء يغصون بالمحلات فـ هنا بائع الحلوى و هنا بائع العود و هناك بائعات الدمى و الألعاب و بالقرب منهن بضاعة أم نجوى هذه قطعة من القماش التركي و تلك من القماش الهندي و أخرى من القماش الفارسي ... و بعد أن حلّ الظلام أفلت جموع البائعين و المتسوقين ... إنها ليلة الفرح ليلة الأنس بالأهل و الأصدقاء ليلة ليست ككل الليالي ... إنها (((ليلة العيــــــــــــــــــد)))... خفتت الأصوات شيئاً فـ شيئاً خفتت بدورها اضاءات المصابيح في المنازل و أزقة الشوارع ... و بعد منتصف الليل و في لحظات سكينة و خشوع يملأ منزل أم نجوى العامر بالإيمان و الطاعة إذا بأصوات أقرب ما تشبه أصوات الوحوش فزعت أم نجوى من هذه الأصوات و كذلك نجوى و أخيها عزام حيث بدأت الأصوات تعلو ... و المكان يرتجف من شدة الفزع الذي داهم المنازل ... الكل ينطق بإسم أم نجوى!!!!! الشيوخ والنساء و الشباب والفتيات و الصغار ... لحظات حتى انكسر باب منزل أم نجوى ذلك الباب الصغير الذي بالكاد يتسع لشخص ... كانت صرخات نجوى ووالدتها وعزام تقطع نياط القلب و هم يقتحمون منزلهم و يسرقون ممتلكاتهم .. و يدمرون كل ما يقع تحت أيديهم حتى ماكينة الخياطة لم تسلم ... لم تكن ليلة عيد بل أصبحت ليلة تبديد.. ليلة تعتبر نقطة سواد عظمى في حياة نجوى... تم اعتقال عزام و أمه و لم تثنيهم توسلات نجوى و استغاثاتها وُجّهت لها تهمة دعم و تمويل الجماعات المشبوهة لكنها تهمة باطلة بُنيت على الكذب و الخداع!!!! و في محاكمة سريعة أقرّت محكمة التدليس بتلك الإفتراءات و حكمت عليها بـ السجن 25 عاماً ما أن نُطق بـ الحكم حتى خرّت أم نجوى صريعة فـ لم تتحمل وقع الصدمة القاسية...........
هل تذكرون السيدة التي قُتل زوجها و باتت بـ منزل أم نجوى ثلاثة ليالي؟؟؟؟؟ حتماً ستذكرونها جيداً ... لقد كانت مرسول خاص لأسرة الشيخ يونس من قبل جماعة لا تخاف الله و لا تتقيه ... تلك الجماعة هم مفاتيح للشر مغاليق للخير ... لا يريدون الخير أن ينتشر يُسعدهم أن يُنشر الشر بين الناس ... شهدت تلك السيدة شهادة زور و نسيت بأن الله يُمهل و لا يُهمل ... رضيت بحفنة من الدراهم حتى تُلقي هذه الأسرة الكريمة في الهاوية...
منزل أم دُمّر بالكامل عن بكرة أبية!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فلم بعد هناك أية بقايا فقط صخور متناثرة هنا و هناك...
أما أم نجوى فقد توفيت دماغياً و هي الآن تحت رحمة الله ثم الأجهزة الطبية و ذلك بمراقبة الأجهزة الأمنية....
عزام اختفى لبضعة أسابيع إلى أن عُثرت جثته في مياه النهر طافية .... عذّب من قبل الجهات الأمنية حتى يجبروا والدته على الإعتراف ... و لكن لمّا تبيّن زيف ادعاءاتهم قاموا برميه في النهر حتى تغيب شمس الحقيقة ...
و نهاية نجوى كانت مؤلمة جداً فمن يعرفها قبل لا يعرفها الآن فقد اكتسى لون شعرها بالبياض!!!!!!!!!!! تجوب الشوارع يمنةً و يسرة .. و هي تردد أين أمي أين أنت يا عزام ما بالكم تركتموني؟؟! .... و تظل قصة نجوى واحدة من صفحات مُخيّلتي التي أقلبها حتى أستوفيكم بالجديد..... دمتم بخير،،، بـ قلم:سمو القاف


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


يسلموا اخيتي على القصه


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________