عنوان الموضوع : إمـــرأأه عبــر الهــآتف -كلام عذب
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

إمـــرأأه عبــر الهــآتف



في حديقة المنزل الوارفة بالأشجار
كنت جالسا كعادتي لوحدي على أريكة متواضعة
كان على طاولتي
كوب من عصير البرتقال وكتاب أقرأه
كانت الرياح تغازل القمر


وكأنها تستعجل شروق شعاع الشمس
كانت الساعة الحادية عشر مساء


وكنت غارقا في بحور أشعار المتنبي
فقد كان شاعر العربية ضيفي في تلك الليلة المسائية
وبعد أن تجاذبنا أنا وأبوالطيب أطراف الحديث


إذا بصوت هاتفي الموبايل
إستأذنت أبا الطيب كي أجيب صاحب الإتصال
مع أنني لا أجيب على أي إتصال لا أعرفه
ضغطت على الزر الأخضر لهاتفي




فقلت : أهلا
فإذا بصوت إمرأة تجيبني مرحبا
فقلت : من أنتي ؟ !
فقالت : ومن أنت ؟

فصمت قليل من الوقت
فقلت : ماذا تريدين
لا أريد شيئا !!
فقلت مع السلامة
فأجابتني بالمثل

رجعت إلى أبي الطيب وأعتذرت منه
فكيف يكون في ضيافتي وأهجره للحظات !!

بعد ذلك سمعت صوت الهاتف مرة أخرى
فنظرت إلى الرقم فإذا بها نفس المرأة
ولكني في هذه المرة لم أجيبها
فقامت تلك المرأة بالإتصال مرة أخرى

فنظرت إلى أبي الطيب وكان المتنبي ينظر إلي
فقام وأستأذن مني
فربما شعر بأن هناك أمرا لا أريد أن أقوله أمامه
حاولت أن أقنعه
ولكن عناده وتعاليه مازال في دمه
حتى بعد مرور أكثر من ألف عام على ذكراه
ولكن التعالي وروعة العبقرية لازالت تجتاح كيانه
إنصرف عني أبي الطيب فأغلقت الكتاب
فجلست أفكر قليلا في حياتي وأنا أنظر إلى السماء



فإذا بالإتصال يأتيني مرة أخرى
وإذا بها المرأة صاحبة الإتصال الأول
فقلت هل أجيبها أم أتركها هكذا
هل أغلق الموبايل
وإذا أغلقته فستظن بأني هارب منها !!

وستعاود الإتصال غدا
وفي الأخير
قلت في نفسي سأجيبها

وأجبتها على إتصالها وقلت نعم
فقالت : من أنت
فأجبتها ومن أنتي ؟

فقالت : هل عندك أحد بجوارك قبل قليل
فقلت : الآن لا أحد حولي

فقالت : ومن كان حولك قبل قليل
فقلت : كان أبي الطيب المتنبي ضيفا عندي

فقالت : وأنا كانت عندي شجرة الدر قبل قليل
توقف عقلي عن التفكير !!
وصمت قليلا 00
فقالت : أين أنت ومابك ؟
فقلت: لا شيئ !

فقالت : وماذا يريد منك أبي الطيب المتنبي ?
هل هجر سيف الدولة وعضد الدولة وذهب إليك
فقلت : هو الذي أراد ذلك




فسألت مرة أخرى وقالت :
من أنت ؟
فقلت : أنا كاتم

فقالت : كاتم العاطفة !
فقلت : بل كاتم فقط

قالت : ولماذا لا تكون كاتم العاطفة
فقلت : لا أريد أن أكون نسخة عاطفية مكررة من أحد
أريد أن أصنع ذاتي وأبني امجادى .. واحرر كياني
لأكون قدوة لغيري لا نسخة مكررة من غيري

فقالت .. كاتم
فقلت : نعم
فقالت : وداعا
فقلت : وداعا
فقالت : لماذا تقول وداعا ؟
فقلت : أجيبك على هذه الكلمة
فقالت : كنت أودع شجرة الدر
أما أنت فلن أودعك الآن
فقلت : ومتى ستودعين كاتم
فقالت : حينما أرى أمجاد كاتم وأحلامه قد تحققت
فقلت : أمجادي بعيدة الأمل ولكنها قوية الطموح
فقالت : يكفيك أنها تبعد عنك كل ألم




فقلت : كيف ؟!
فقالت : الذي يحرص على بناء مجده لا بد أن يتناسى ألامه
فقلت : في بعض الأحيان يكون الألم مصدر العبقرية
وقالت : وبعض الأحيان يكون الألم عاصمة الإنهزامية

فقلت : من أنتي
فصمتت قليلا
وسألت وقالت :
كل إنسان يبحث عن أمل عن مجد
وكاتم عن أي من الأمجاد يبحث
فقلت : عن شمس أستظل بشعاع روعتها

فقالت : وماذا ستمنحك الشمس
فقلت : ستمنحنى الضياء في الفكر والجمال في القلب

فقالت : وهل هذا لا يوجد إلا في الشمس
قلت : أنا أحترم الشمس وهي قبلة حروفي وهي التي ستكون عاصمة أمجادي

فقالت : وأنا أحترم معك غروب الشمس لأنه أشد جمالا من لهيبها
فقلت : وأنا أحترم شروق وشعاع وغروب الشمس

فقالت : وأين تبحث عن تلك الشمس وكيف تجدها
فقلت : أبحث عنها بين السطور
وخلف الكلمات وعند الحروف
أتعمق في كل كلمة
وأحل ألغاز كل الحروف
فأنا أرحل دائما عبر الصفحات
ربما أجد ألمها
وأقتل حزنها
وأرسم شموخها
ليكون عنوانها




فقالت : ما أروع كلامك كاتم
فقلت : أشكرك يا ..
فسألتها : من أنتي ؟؟
فقتلت : سؤالي لتتسألني ! وماذا دفعت لمهرها
فقلت : مهرها هو بذل النفوس
لأنها لقلبي أجمل عروس

فقالت : بذل النفوس هو مهرها
فقلت : نعم

ثمنا لجمال خيوط شمسها وشموخ شعاعها
فقالت هل رأيتها يوما يا كاتم
فقلت ربما رأيتها وربما وربما تخيلتها
ولكن هل هي فعلا وجدتني

فقالت : بكل إطمئنان
نعم هي قد وجدتك يا عاشق الشمس
ولكنها خائفة منك وحائرة بسببك
فقلت : لماذا تخاف من قلب يعشقها

فقالت : هي تحبك يا كاتم
وتعلم أنك تعشقها




وهي الآن تقرأ حروف مادار بيني وبينك الآن
فقلت : وأين هي الآن
فقالت : تقرأ هذه الكلمات
وتحتار أكثر فيك
فقلت : كيف ؟
نعم كيف تخاف مني
وكيف تحتار بسببي

فقالت :
تخاف من قلبها عليك وتخاف على قلبها منك
وتحتار بسبب ترددها إلى دخول عالمك
فقلت : ولماذا تحتار ولماذا تخاف

فقالت : لأنها تعشق عاشق الشمس
فقلت : ومن أعلمكِ بهذا العشق الذي في قلبها

فقتلت سؤالي مرة أخرى وسألت ماذا أهديتها كاتم
فقلت : جعلت حروفي عبيدا إلى شمسها

فساعة أهدي شموخها ( شموخ إمرأة )
وساعة أهدي إليها تحدي القلوب ( أحبكِ جداً )
وساعة أهدي لها عنوان حمايتي لها من كل حزن ( أحميكِ أينما كنتِ )
أهديت إليها كل شيء
ومنحتها كل شيء

فقالت : وماذا منحتك
فقلت: منحتني روعة الحضور
وكأنها ترى قصور عالمها بين حروفي
وقلاع شموخها متوجة في كلماتي

فقالت :هي لا تستطيع أن ترسم حرفا واحد إليك في حضورها
فقلت : لماذا ؟!

فقالت : لأنها الشمس
فلا تستطيع أن تفضح أمرها إليك
تخاف عليك أن تهجر القلم وتبتعد عن ترجمتها بقلمك العذب
فقلت : ومن قال بأني سأهجر قلمي
بل سأجعله يسيح في ترجمة شعاعها
ويسجل توقيعه على محيط خصرها
بجملة واحدة أقول فيها

.. أتعبتي كل شمس تأتي بعدك أيتها الشمس ..



فقالت وربما أنت جعلت كل أنثى تتمنى أن تكون تلك الشمس
فقلت .. ربما .. لا أعرف

فقالت :
وداعا كاتم
فقلت أين تذهبين ؟

فقالت سأرحل بعيدا عن عاشق الشمس
فقلت ومن أنتي ؟
فقالت أنا .. سفيرة الشمس !!

وداعا كاتم

فكرت قليلا وسرحت كثيرا
وفي الأخير أغلقت الموبايل


وحينما صحوت في صباح الغد



فتحت الموبايل
فوصلتني رسالة من تلك المرأة
تقول فيها

أتمنى لك التوفيق يا عاشق الشمس ولن أنساك
ضحكت قليلا فقلت وأنا أيضا لن أنساكِ يا سفيرة الشمس


ورحلت تلك السفيرة عن عالم كاتم العاطفة

نعم هكذا شائت ان تسميني
لتصبح تلك المرأة اليوم شخصية وهمية من خيال كاتم
ويكون كاتم أيضا شخصية وهمية مرت في حياة تلك السفيرة
ولكنها كانت يوما موجودة في حديقة كاتم
مع أني فكرت أن أقوم بالإتصال عليها مرة أخرى
ولكني إحترمت سفارة الشمس ودبلوماسية السفيرة


وخفت من غيرة شعاع الشمس
لألغي رقم هاتفها من موبايلي
وأطلق صرخة أمام مسامع الزمن لأقول























00000منقـــــــــوٍوٍوٍل 00000


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


يسلمووووووووووووو علي ختيارك


__________________________________________________ __________

اشواااق لك تشتاااق

حضـــورك رآئــــــع
بروعــة كلــمآتك
دمتي بخـــيرر


__________________________________________________ __________



عصفوُرة
أستمتعتُ هنَا بـِ مَاا نقلتهْ
دمتِ، ودام عطائكِ


__________________________________________________ __________

دائماً وابداً

اقول

اينما حلقت عصفورتنا

لاتاتِ الا بما يثلج صدورنا

دام عطائك وذوقك وتميزك

يعطيكِ الف عافيه عصفوره


__________________________________________________ __________

سلمت يداكي عصفورة

ويسلمووا علي النقل والذي يدل علي أنك متذوقة رائعة

وليس بغريب عليكي الأحاسيس الجياشة

ربي يعطيكي ألف عافية