منـذ أكثرَ من ثلاثةِ أيامٍ لم تـذُق عيني النوم ليلااا ً رغم رغبتي الشديدة في استحضَاره
أظلُّ حبيسة تقلّبَاتي .. أغمض عينيّ لأفتحهَاا
أطفئ النور فأشعر بـِ وحشة تملأ عظامي قبل أن أشعله مرة أخرى.
أمسك كتاباا ً ثم أتذكر أن هذه هي المرة الخامسة التي ألتقط فيهَاا نفس الكتاب لـِ أعيد قراءته من البداية
... و لااا أصل أبداا ً لِـ النهاية !
- لِمَ لا تقرئين شيئاا ً آخـر ؟
- لستُ في مزاجٍ يسمحُ لِي بذلك.
- مُشوّشَة ؟!
- بل كئيـبة .. و مُصَابة بـِ حالة أرق ..
مللت وحْدتي .. اشتقتُ لِـ دفئِي
اشتقت للدعم الذي أتلقـّاه كل ليلة قبل أن أغمض عيني لأنام.
منذ أن نسيت وسَادتي الوردية هنَاك علىَ بعد أكثر من 400 كلم و أنَاا مصابة بـِ حالة أرق.
قد تكون مسَافة قريبة في حساب الزمن !
و لكنهَاا بعيدة كل البعد بـِ حسابات قلبي الذي اعتاد النوم كل ليلة في أحضانهَاا.
ما أصعب أن يتعَـوّد القلب شيئاا ً ثُمّ يفقده فجأة
أصبح قلبي كالطفل الذي تمـرّد لـِ يسيطر علىّ الآن فأبكي !
و ما أشد حرصي علىَ أن أتوارى عن الأنظار في حالة ضعفي تِلكْ
خوفاا ً مِن أن تأتيني كلمة / قذيفة قد تصيب مشاعر طفلي الباكي فـ تُستثَار.
- أتبكين علىَ وسَادة ؟!
- نـعـَم.
يكفي أنهَاا احتوتني في أوقات لم أجِد فيهَاا من يلملم شتات نفسي إلاّ هي
يكفي أنهَاا أمدتني ببعض الأحلام الوردية بعد أن اصطبغت أحلامي باللون البـنّي
يكفي أنها كانت تضمّني كل ليلة عندما يصرخ شيء في داخلي مستجدياا ًالحنان
يكفي أنهَاا الكائن الوحيـد الذي كان، وما زال يُشبع حاجتي إلىَ الدلال !
و بعيداً عن كُل هذا وذاك ..
يكفيني فقط أنهَاا هديَّة من نفسي لـِ نفسي
عندمَاا لم أجـِد مَن يهديني شيئاا ً في هذه الحياة
أليس هذاا سبباا ً كافياا ً لِـ الفقد، والسهر، والبكاء ؟؟