عنوان الموضوع : الروح الجميلة ... من أريجي قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الروح الجميلة ... من أريجي
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
دبت الحماسة في قلبي عندما رأيت وسام التميز ، ودفعتني إلى كتابة هذه القصة قبل أن أغيب عن المنتدى مع بداية شعبان ...
حسنا والآن مع القصة
(( الروح الجميلة ))
وقف الأمير إدوارد على شرفة قصره .. ناظرا إلى مدينته الصغيرة بعينيه السماويتين قائلا إلى والده الذي كان بجانبه :
- آهٍ يا والدي لكم أتمنى أن يسود الأمن والأمان هذه البلاد ... وقبل ذلك أتمنى أن يغلفها العدل بغلافه الدافئ .
فقال له والده :
- هي مدينتك يا بني ... تستطيع أن تجعلها كذلك ، فإذا ما تفقدت أحوال الرعية دائما سينصهر حبك في قلوبهم ... وإذا ما أحبك الشعب ، فستصبح المدينة كالعروس مزهوة بفستان الحب الأبدي الذي لن يبلى .
وما إن أكمل الوالد كلامه حتى سمع كلاهما صوت صراخ الأرض نتيجة ضرب حوافر الفرس عليها ضربا عنيفا ... ثم يسمعان صوت جون وهو يقول مناديا
- سيدي الأمير ... سيدي الأميييير
الأمير : ما الأمر جون ؟؟!
جون : هناك بعض الجلبة في حي ( إيڤ )
الأمير : ولماذا ؟!!
جون : يقولون أنها بسبب أسرة فقيرة لم تسدد إيجار المنزل .
الأمير : حسنا أنا قادم .
الوالد : لا داعي لأن تذهب يا إدوارد ... فقط أرسل النقوذ مع جون .
الأمير : كلا يا أبي .... أليستْ هذه فرصة ذهبية لأصل إلى قلب شعبي..!
وانطلق بعدها إدوارد وجون كل منهما على فرسه .
في تلك الأثناء كانت صاحبة الروح الجميلة ( ساندرا ) تسير هي وصديقتها ( مارشا ) في شوارع المدينة كعادتهما بعد أن يرجعا من السوق .
كانت ساندرا على عكس مارشا تماما ... جريئة ... قوية ... تقول الحق ولو كلفها ذلك حياتها فقد كانت دقات قلبها تنبض قائلة :
( الحق سينتصر عاجلا أم آجلا )
وفي أثناء سيرهما وحديثهما سمعا كلتاهما ... صوت امرأة طاعنة في السن تكاد تخنقها العبرات ... فهرولا بسرعة نحو الصوت ، فوجدا المرأة وبجانبها رجل ثري يكاد الغضب يمزق أوداجه ، يجر بيده صبيا لم يتجاوز الحادية عشرة وهو يقول بصوت عال ٍ :
- سآخذه عوضا عن مبلغ المال .
في حين ماتقول العجوز والغيث يهطل من سماء عينيها الذابلتين :
- ليس لي أحد سواه ، أرجوك يا سيدي اترك حفيدي وأنسي الوحيد .
الرجل الثري : لن أفعل .. ولتكوني عبرة لكل من يتأخر في تسديد المال الذي عليه .
تركض العجوز ببطئ ممسكة بكفيها يد الرجل الثري قائلة برجاء و ضعف:
- أرجوك لا تأخذه فلا حياة لي بعده .
ولكنه يدفعها بقوة إلى الوراء فتسقط باكية .
وفي حين ماتحركت حوافر فرس أبلق ... في حين ما تحركت شفاه ساندرا قائلة :
- ألم تحرك عبراتها .. الرحمة في قلبك !!
عندئذ نظر إليها الرجل بتعال ثم قال :
- ومن أنتِ ؟!
ساندرا : أنا فتاة تحركت الرحمة في .
فانفجر الرجل ضاحكا بسخرية :
- وهل تظنين أن تلك الرحمة .. تكفي لإطلاق سراحه ..( يقصد الصبي )
فأجابته ساندرا بكل ثقة :
- بالطبع لا ، ولكنها لربما تكفي لإطلاق سراح الرحمة المقيدة في قلبك .. بقيود القسوة والطمع الهالك .
فصرخ الرجل :
- اصمتي فلا شأن لك .
وأخذ بعدها بالتحرك نحو عربته ... فقالت ساندرا :
- وماذا عن ضميرك يا سيدي ... ألا تسمع لهمساته الطاهرة ؟! ... أم أنه يحتاج إلى إنعاش هو الآخر ؟!!
ويستمر الرجل بالتقدم نحو عربته و.. تستمر هي بالتحدث :
- إن حكمت على الرحمة التي في قلبك بالسجن المؤبد ... وإن تركت ضميرك هكذا من دون صعق كهربائي ... فاعلم أنك مت كإنسان ... فإما أن تكون مجرد شبح ظالم ... وإما أن تكون أدنى من البهائم .
فثار الرجل وخطى بخطى هائجة نحوها ثم رفع يده ليصفعها ... ولكن تشل يده
حين يتخلل إلى مسامعه صوت الأمير :
- لاتفعل سيد دان .
ينظر السيد دان إلى الأمير قائلا بارتباك ملحوظ ودهشة عارمة :
- سيدي إدوارد ...!!!
وتنظر ساندرا هي الأخرى نحوه لترى شابا في مقتبل العمر تعلوه وضاءة الشباب ... يمتطي فرسا أبلقا ... حديث السن هو الآخر .
في حين مايقول إدوارد :
- أنا سأعطيك مبلغ المال التي لم تسدده السيدة .
السيد دان : حسنا شكرا لك سيدي .
ومضى بعدها مغادرا في حين ما اقترب الفرس الأبلق من ساندرا وتحركت شفاه إدوارد سائلة :
- هل تقرب السيدة لك ؟
ساندرا : أبدا عدا أخوة الإسلام .
الأمير : أما كنت تخافين منه ؟
ساندرا : ربما خفت قليلا ولكني لم أستطع السكوت .
وبعد أن أطرق إدوارد رأسه قليلا ... رفعه مجددا وسألها :
- من أنت ؟!!
فقالت ساندرا :
- ساندرا شادريك .
فيمد إدوارد يده لها مصافحا و هو يقول :
- يسرني التعرف عليك. آنستي فلديك روح قلما توجد .
فابتسمت ساندرا مردفة :
- هي أرواحنا يا سيدي نستطيع أن نجعلها كما نشاء... فإن أطربنا مسامعنا بكلام الخير ... واستنشقنا من نفس نسمات الغير. ... وجعلنا قلوبنا كأفئدة الطير ... فأنعم بها من ارواح .. وأنعم به من سير .
فافتر ثغر الأمير باسما ثم صعد على فرسه وقال ل ساندرا :
- هل لي بأن أعرف أمنيتك ؟
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
أكمل البقية ليلا إن شاء الله .
__________________________________________________ __________
مآشآء الله جدآ جميلة دمتي بخير عزيزتي
__________________________________________________ __________
يللا منتظرين البقية
قصتك رائعة
ابدع قلمك كعادتك
فى تميز دائما ان شاء الله
تم التقييم لعيون قلمك
__________________________________________________ __________
وانا انتظر تكملة القصة لكي اعطي راي كاملا بها
دمت رائعة بنت اليمن الغالي على قلبي
تقبلي مروري المتواضع
وامضائي الرقيق
احترامي عبير بابل
__________________________________________________ __________
فأجابته ساندرا وعيناها تلمعان كاشفتان عن ألم عميق في داخلها :
- أتمنى أن لا يطالب أحد الفقراء بدفع الإيجار ... أتمنى أن لا أرى دمعة تهراق على خد أحد من الفقراء ، لتلتهمها بعد ذلك شفاههم المرتعشة من شدة البكاء .
وتتسع عينا الأمير إلى آخرهما كأنهما بحر ممتد حين تكمل ساندرا :
- أتمنى أن يهتم الأمير بشعبه .
ثم ترفع رأسها ناظرة إليه و هو غارق في بحر صمته ... ثوان ... وتقول :
- ما الأمر سيدي ؟!!
فكأنما ينتشله سؤالها من دوامة الصمت التي كان فيها ليعيده إلى الواقع فيقول بعد أن ظهرت عليه بعض قطرات العرق الباردة على جبينه المضيئ :
- لم لا تذهبي لتطرحي شكواكِ للأمير ؟
ساندرا : أوَ تظن أني سأجد عنده آذانا صاغية ؟!!
الأمير : لا تسيئي الظن به فأنتِ لم تريه حتى مرة واحدة !
فنظرت ساندرا نحوه باستغراب :
- كيف تعرف أني لم أرَ الأمير أبدا ؟!!!
فارتبك الأمير داخليا فيما حافظ على ثباته الخارجي وهو يقول في نفسه ( يالَ سذاجتي )... ثم قال لها :
- فقط مجرد إحساس ليس إلا .
ثم قال على عجل :
- لقد تأخرت ... إلى اللقاء آنستي .
فلوحت ساندرا بيدها له مودعة .
وما إن غاب الفرس عن عينيها حتى هرولت مارشا نحوها مسرعة تقول وهي تلهث :
- أهنئك على سذاجتك التي ليس لها مثيل ...! ( ثم أمسكت على قلبها متابعة ) آه كم أنت حمقاء عزيزتي ..!!
فقطبت ساندرا حاجبيها قائلة :
- ما بالك مارشا ، أكل هذا فقط لأنني صرخت في وجه أحد من النبلاء !!!
فقهقهت مارشا ضاحكة :
- كلا يا عزيزتي ... كل هذا لأنك إلى الآن لم تعرفي أنك كنت قبل دقائق تتحدثين مع الأمير وجها لوجه .
وصعقت المفاجأة ساندرا لتصرخ عاليا :
- ماذاااا ..... !!!!!!!!!
في حين ما كان الأمير على فرسه الغمر يستقبل نسمات الهواء الباردة بابتسامته المشرقة وهو يهمس محدثا كيانه :
- مدينة تحتضن روحا كروح ساندرا .. يشرفني أن أكون أميرها .
**************
وفي صباح اليوم التالي ..... قرعات مخيفة على باب يكاد يهوي تارة من شدة تهالكه وقدمه وتارة من شدة تلك الطرقات العنيفة ، يركض إيان أخ ساندرا الصغير وقلبه يخفق خوفا و وجلا ويفتح الباب وهو يحك عيناه اللتان للتو أفاقتا من النوم ليتفاجأ برجل عملاق يقف بجانب الباب يرتدي زي الحرس وبجانبه رجل آخر ، فيفغر فاه ناظرا لهما دونما حراك ... فيقول له الحارس بغضب :
- أين ساندرا شادريك ؟
فيركض إيان مسرعا إلى الداخل و هو يصرخ :
- اسيقظووووا .... ساندرا ... أمي .... أبي
فقالت ساندرا بعد أن أفاقوا جميعا :
- ما الأمر إيان ؟! ... ألا زلت كما أنت أحمقا !!
إيان : حسنا ماذا عنك يا ساندرا ... حرس الأمير في انتظارك عند باب المنزل ..!!!
فانتفضت ساندرا فزعة ثم ذهبت تنظر لهما خلسة ثم قالت بصوت عالٍ :
- إنتظرا قليلا ... سأمشط شعري ... وأنظف وجهي و فمي .
فابتسم الحارسان لبعضهما ثم أعادا قناع الغضب على وجههما مرة أخرى ، في حين ما قال إيان ل ساندرا :
- ساندرا ....!
ساندرا : نعم
إيان : هل علمتِ اليوم من أين تعلمتُ الحماقة ؟!!
وتمتلأ الغرفة بعدها بضحكات الجميع ساعدتهم الحيطان بترديد الضحكات عبر الصدى .
وقفت ساندرا أمام الحارسين وقالت :
- ما الأمر ماذا هناك ؟!
فقال الحارس غاضبا :
- جئنا للقبض عليك ِ .
ساندرا : بتهمة ...؟!
الحارس : بتهمة روح جميلة تسكنك ِ ... ( وتتعدل ملامح وجه الحارس حينها )
فتنظر ساندرا له متعجبة ثم تنظر إلى والديها ثم تقول :
- أوَ هذه تهمة ...!!؟
فيبتسم الحارسان ثم يقول أحدهما :
- كلا ... في الحقيقة لقد أرسلنا الأمير لأنه يود مكافئتك على جمال روحك ، ولكنه طلب منا أن نفزعك قليلا في بادئ الأمر .
فابتسم الجميع باطمئنان ثم قالت ساندرا :
- سامح الله الأمير فقد أيقظني من حلم جميل ..
ليقول الحارس بعدها :
- ألا ترغبين بمعرفة المكافئة ؟
ساندرا بشغف : بلى
الحارس : حسنا إنها تحقيق أمنيتك .
فأشرقت عينا ساندرا فيما تهلل ثغرها مبتسما :
- أحقا ... ماتقوله !!!
فبسط الحارس ورقة نحوها مكتوب فيها بخط الأمير :
- يسرنا تعاونك معنا آنسة ساندرا ، وذلك بكتابة أسماء الأسر الفقيرة هنا حتى نبدأ بمشروع ...( تحقيق أمنية أجمل روح في البلدة ).
لتنظر بعدها ساندرا إلى إمضاء الأمير أسفل الورقة ... فتأخذ الورقة وتضمها إلى قلبها قائلة :
حمدا لك يا ربي .
في حين مايشد إيان طرف كوم ساندرا سائلا إياها باستغراب :
- أهذه أمنيتك يا ساندرا ...!!!... ورقة فقط ...!!!
ثم أرخى جفنيه حزينا :
- أتمنى أن لا تصل حماقتي إلى هذه الدرجة في يوم من الأيام ..!
ودوت ضحكة ساندرا بعدها عاليا .
شكرا لكن غالياتي ، ودمتن بصحة وعافية .