عنوان الموضوع : دروس في شرح الآجرومية للمبتدئين سهلة و واضحة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
دروس في شرح الآجرومية للمبتدئين سهلة و واضحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
والله أسأل أن ينفعَ بها الكاتب والقارئ
(الدرس الأول )
مقدمة النحو: قواعد يعرف بها ضبط آخر الكلمة.
وفائدته: صون اللسان عن الخطأ في الكلام، وفهم القرآن والسنة.
بمعنى أن العرب الفصحاء كانوا يتحدثون بالعربية وفق قانون مستقيم، فلما فتحت البلاد واختلط العرب بالأعاجم تسرب اللحن والخلل إلى نطقهم فاشتدت الحاجة إلى وضع قواعد مستخرجة من كلام العرب الفصحاء يتمكن بها الناطق من صون لسانه عن الخطأ فمن أجل ذلك وضعوا علم النحو.
ثم إن أبحاث هذا العلم تتعلق بالحرف الأخير من الكلمة فتجده يعلمك متى تنطق بها مضمومة ومتى تنطق بها مفتوحة أو مكسورة أو ساكنة فقوله تعالى: ( الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ ) نلاحظ فيه أن حركة الحرف الأخير من الكلمات كالدال من الحمد والهاء من الله مختلفة تبعا لقواعد علم النحو.
ثم إن فائدته ترجع إلى غرضين:
الأول: لفظي.
والثاني: معنوي.
فأما الفائدة التي ترجع للّفظ فهي صون اللسان عن الخطأ في الكلام بحيث يكون نطقك بالكلام كنطق العرب الأوائل، ونحن اليوم وإن صرنا نتحدث بالعامية ولا نراعي في كلامنا علم النحو إلا أن طالب العلم يحتاج إليه في الخطب والدروس ، وكذا إذا أخذ في تأليف كتاب أو رسالة إذْ يقبح منه وهو يتكلم في الدين وينظر إليه على أنه صاحب علم ودعوة أن يحرك الكلمات بشكل خاطئ.
وأما الفائدة المعنوية فهي الاستعانة بالنحو على فهم القرآن والسنة النبوية اللذين هما مصدرا التشريع.
مثال: من مسائل وقواعد علم النحو هي ( الفاعل مرفوع- والمفعول به منصوب ) فإذا أردنا أن نُخبرَ عن زيد بأنه ضرب عمرا نقول: ضربَ زيدٌ عمراً، فبما أن زيدا هو الفاعل أي الذي قام بالضرب نرفعه هنا بالضمة، وبما أن عمرا هو المفعول به أي الذي وقع عليه الضرب ننصبه هنا بالفتحة.
فالمتكلم بهذه الجملة ( ضربَ زيدٌ عمراً ) متى رفع كلمة زيد ونصب كلمة عمرو يقال: إنه قد أصاب ومتى ما نطق بهما على غير تلك الصورة يقال إنه قد لَحَنَ في كلامه وأخطأ في النحو.
ثم إن السامع والقارئ لتلك الجملة يستطيع من خلال علم النحو أن يعرف من هو الضارب ومن هو المضروب لأنه حينما يجد كلمة زيد قد رفعت وكلمة عمرو قد نصبت يعلم من هو الفاعل ومن هو المفعول به، فمِنْ هنا كان علم النحو مظهرا للمعنى الذي يقصده المتكلم والكاتب.
وإذا قرأ العاميّ قول الله تعالى: ( حضرَ يعقوبَ الموتُ ) فلعله يستشكل كيف أن يعقوب عليه السلام حضر وجاء للموت فهل قتل نفسه- حاشاه- أو ماذا؟ بينما طالب العلم الذي درس النحو ينظر في لفظ الآية فيجد أن الباء من يعقوب مفتوحة، والتاء من الموت مضمومة فيعلم أن الآية فيها تقديم المفعول على الفاعل والأصل حضرَ الموتُ يعقوبَ فالموت هو الذي حضر يعقوب.
ومثلها قول الله تعالى ( إنما يخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ ) فقد يستشكل كيف أن الله يخشى ويخاف من العلماء بينما نجد أن لفظ الجلالة مفعول به منصوب مقدم، والعلماء فاعل مرفوع فالمعنى إنما يخشى العلماءُ اللهَ فلا إشكال.
فالخلاصة هي أن علم النحو هو قواعد يعرف بها كيفية ضبط الحرف الأخير من الكلمة على الكيفية التي نطقت بها العرب، وأن معرفة قواعد النحو تعين على كشف المعنى الذي قصده المتكلم فلذا نحتاج النحو لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
( مسائل )
1- في ضوء ما تقدم ما هو علم النحو ؟
2- ما هي فائدة دراسة علم النحو؟
3- وضّح كيف أن النحو يكشف المعنى المراد؟
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
( الدرس الثاني )
الكلمة
قد علمتَ أن الصرف هو قواعد يعرف بها تغيير بنية الكلمة لغرض معنوي أو لفظي، وفائدته صون اللسان عن الخطأ في الكلمة، وفهم القرآن والسنة.
والكلمة هي: اللفظة الواحدة الدالة على معنى. مثل: زيد.
وهذا اللفظ الذي تنبني منه الكلمة نجده لا يخلو من أمرين:
1-حروف.
2- علامات.
فالحروف تسعة وعشرون حرفا هي: ( أ- ب - ت - ث - ج - ح- خ - د - ذ - ر - ز- س - ش- ص - ض -ط - ظ - ع - غ - ف - ق - ك - ل - م - ن - هـ - و - ا – ي ) وتسمى حروف الهجاء وحروف المبنى.
وتنقسم هذه الحروف إلى قسمين: حروف علة وهي: ( و- ا – ي )، وحروف صحيحة وهي بقية الأحرف.
وأما العلامات فهي: الحركات: ( ُ- َ - ِ )، والسكون ( ْ )، والتنوين ( ٌ- ً -ٍ ).
وصوت التنوين كصوت النون الساكنة فزيدٌ يلفظ هكذا زَيْدُنْ.
وعند كتابة الكلمة ورسمها بالقلم نحتاج إلى ضوابط تعبر عن كيفية نطق الكلمة وهي:
أ- الشدة وترسم هكذا ( ّ ) وهي تعني وجود حرفين متماثلين أولهما ساكن والثاني متحرك يتم دمجهما في النطق بأن ينطقا دفعة واحدة مثل رَدٌّ فالشدة فوق الدال تعني أن الأصل رَدْدٌ ثم تم دمج الدالين معا ووضع لهذا رمز الشدة.
ب- المدة وترسم فوق الألف هكذا ( آ ) وهي تعني همزة تتبعها ألفٌ مثل: آمَنَ= أَاْمَنَ، ومثل آدَم= أَاْدَم فمجموع عدد الأحرف يكون 4.
ج- الوصل ويدل على إسقاط الهمزة تلفظا في أثناء الكلام، وترسم هكذا (ﭐ- ا) أي على صورة الألف من غير وضع ( ء ) مثل: اذهبْ فهذه الهمزة التي في أول الكلمة تسمى همزة وصل؛ فإذا ابتدأ النطق بها ولم تصلها بحرف قبلها نطقت بها همزة مكسورة ( اِذهبْ ) ولكنك إذا وصلتها بحرف قبلها سقطت من النطق مثل وَاذهَبْ تنطقُ هكذا وَذْهَب فلا يكون لها أي وجود في اللفظ وإن وجدت في الكتابة.
د- القطع ويدل على أن الهمزة يتلفظ بها دائما سواء ابتدأ بها أو وصلت بحرف قبلها وترسم هكذا ( ء ) مثل أَكْرِمْ فينطق بها همزة مفتوحة، وإذا قيل وَأَكْرِمْ لم تسقط الهمزة في النطق.
ثم إن الكلمة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف: مثل زيد، وضربَ، وفي.
والاسم ينقسم إلى قسمين: معرب، ومبني مثل زيد، وهؤلاءِ.
والفعل ينقسم إلى قسمين: متصرف، وجامد مثل ضرب، وليسَ.
فالمتصرف هو: الذي لا يلزم صورة واحدة أي ينتقل من الماضي إلى المضارع والأمر مثل ضرَبَ، يضربُ اضربْ، كتبَ يكتبُ اكتبْ، ذهبَ يذهبُ اذهبْ، وأكثر الأفعال متصرفة في اللغة العربية.
والجامد هو: الذي يلزم صورة واحدة مثل ليسَ فهو فعل ماض ولا يأتي منه المضارع والأمر، ومثله عسى.
والجامد من الأفعال قليلٌ.
والكلمة التي يبحث في علم الصرف عنها هي:
( الاسم المعرب، والفعل المتصرف ) فقط، فلا نبحث في علم الصرف عن:
1- الحروف مثل في وعن ولم.
2- الأسماء المبنية كأنا وأنت وهؤلاء.
3- الأفعال الجامدة التي تلزم صورة واحدة ولا تتقلب نحو عسى وليسَ.
فتلخص أن الكلمة هي: لفظة واحدة دالة على معنى، وتتألف من حروف الهجاء، والعلامات التي هي: الحركات والسكون والتنوين، ولها ضوابط في الكتابة هي: الشدة، والمدة، والوصل، والقطع.
وهي ثلاثة أنواع: اسم وفعل وحرف، والاسم منه معرب ومبني، والفعل منه جامد ومتصرف، وعلم الصرف يبحث في الأسماء المعربة والأفعال المتصرفة دون غيرها.
( الأسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هي الكلمة و ما هي أنواعها ؟
2- من أي شيء تتألف الكلمة ؟
3- ما هو موضوع علم الصرف ؟
__________________________________________________ __________
( الدرس الثالث )
المجرد والمزيد فيه
قد علمتَ أن علم الصرف يبحث في الأسماء المعربة، والأفعال المتصرفة، دون الأسماء المبنية، والأفعال الجامدة والحروف.
ثم إن الكلمة قد يكون جميع حروفها أصلية، وقد يكون بعضها ليس أصلياً بل زائدا.
لاحظ معي هذه الكلمات: ( مَسَحَ- كَتَبَ- سَجَدَ ) تجدها متكونة من ثلاثة أحرف، لا يستقيم معنى الفعل بحذف أي حرف فلو قلت في مَسَحَ سحَ مثلا ضاع معنى الفعل، فلذا نقول إن جميع أحرف تلك الأمثلة أصلية بدليل أنه لو سقط حرف منها ضاع المعنى.
ولاحظ معي هذه الأمثلة: ( يَمْسَحُ- كَاتِبٌ- سُجُوْدٌ ) تجد أنها قد اشتملت على حرف زائد فالفعل ( يمسحُ ) اشتمل على حرف زائد هو الياء بدليل أنه عند حذفها يتأدى أصل المعنى بدونها ويصير مسحَ، فيبقى أصل المعنى محفوظا فنستدل على أن هذا الحرف زائد، وكذا لو قلتَ في ( كاتِب ) كتبَ بقي أصل المعنى محفوظا، فدلنا هذا على أن الألف حرف زائد، وكذا لو قلت في ( سجود ) سجد بقي أصل المعنى محفوظا فنعرف أن الدال زائدة.
فالمجرد هو: ما كانت جميعُ حروفِه أصليةً.
والمزيد فيه هو: ما كانت بعضُ حروفِه زائدةً.
والفعل الماضي المجرد ينقسم إلى قسمين:
1- مجرد ثلاثي.
2- مجرد رباعي.
فمجرد الثلاثي مثل: ( نَصَرَ- ضَرَبَ- فَتَحَ- عَلِمَ- كَرُمَ- حَسِبَ ).
ومجرد الرباعي مثل: ( دَحْرَجَ- زَلْزَلَ) فهذه الأحرف الأربعة فيهما كلها أصلية بدليل أنه لا سبيل لحذف أي حرف منها مع بقاء أصل المعنى فلو قيل في دحرجَ حرجَ أو دحرَ، أو دحجَ لضاع معنى الفعل وكذا قل في زلزل.
ولا يوجد عندنا فعل مجرد خماسي، فإذا وجدتَ فعلا على خمسة أحرف فلا بد أن يكون حرف واحد منه على الأقل زائداً مثل: تَدحرجَ زيدت عليه التاء.
والفعل الماضي المزيد فيه ينقسم إلى قسمين أيضا:
1- مزيد فيه على الثلاثي.
2- مزيد فيه على الرباعي. فمزيد الثلاثي مثل: ( أَكَرَمَ- قَاتَلَ- كَسَّرَ ) فالفعل ( أَكْرَمَ ) زيدت عليه الهمزة والأصل كرم، والفعل قاتلَ زيدت عليه الألف والأصل قتل، والفعل كَسَّرَ زيدت عليه سين، والأصل كَسَرَ.
وقد يزاد على الثلاثي بأكثر من حرف واحد مثل: ( انكسرَ- تقاتلَ- استخرجَ ) فالفعل انكسر زيدت عليه الهمزة في أوله والنون والأصل كسر، وتقاتل زيدت عليه التاء الأولى والألف والأصل قتل، واستخرجَ زيدت عليه أول ثلاثة أحرف الهمزة والسين والتاء والأصل خرجَ.
وهذا أقصى حد للفعل وهو أن يبلغ ستة أحرف فلا يوجد في العربية فعل ماض على سبعة أحرف قط.
ومزيد الرباعي مثل: ( تدحرجَ- تزلزلَ ) والأصل دحرجَ وزلزل فزيدت التاء على الرباعي المجرد.
وقد يزاد حرفان مثل: ( اِقْشَعَرَّ ) والأصل قَشْعَرَ فزيدت عليه الهمزة في أوله وراء في آخره لأن أصله اِقْشَعْرَرَ ثم أدغمت الراءان وصارت راءً مشددة، فكلما رأيت شدة فاعلم أنها حرفان.
فتلخص أن الفعل: مجرد ومزيد فيه، والفعل المجرد نوعان: ثلاثي ورباعي، والمزيد فيه نوعان: مزيد على الثلاثي، ومزيد على الرباعي.
( الأسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هو المجرد والمزيد فيه ؟
2- كيف تعرف أن الحرف في الكلمة أصلي أو زائد ؟
3- مثل بمثال من عندك لفعل مجرد ثلاثي، وفعل مجرد رباعي، وفعل مزيد فيه على الثلاثي، وفعل مزيد فيه على الرباعي ؟
( التمارين )
عيّن الفعل المجرد والمزيد فيه ونوعه فيما يأتي:
( جَذَبَ- جَلَسَ- قَسَّمَ- دَخَلَ- أَعْلَمَ- اِنْفَطَرَ- مَرِضَ- وَسْوَسَ- اِسْتَشْهَدَ- اِعْتَرَفَ- تَزَخَرَفَ- شَاْرَكَ ).
__________________________________________________ __________
( الدرس الرابع )
الميزان الصرفي
قد علمتَ أن الفعل مجرد ومزيد فيه، والمجرد نوعان: ثلاثيٌّ ورباعيٌّ، والمزيد فيه نوعان: مزيد فيه على الثلاثي، ومزيد فيه على الرباعي.
وقد وضع علماء الصرف ميزاناً يُظْهر للناظر الأحرف الأصلية من الزائدة في الكلمة، وذلك باستعمال الكلمة فعل وزناً للثلاثي المجرد.
مثل: (ضَرَبَ ) وزنها ( فَعَلَ ) فالفاء في مقابلة الضاد، والعين في مقابلة الراء، واللام في مقابلة الباء، ولهذا نقول: إن الضاد هي فاء الفعل، والراء هي عينه، والباء هي لامه، وتسمى ( فعل ) وزناً وميزانا و( ضرب ) موزوناً.
ومثل ( كَتَبَ- سَجَد- ذَهَبَ- نَصَرَ ) فكلها على وزن واحد هو ( فَعَلَ ).
وتكون حركات وسكنات الوزن مطابقة للموزون مثل: ( كُتِبَ ) على وزن ( فُعِلَ ) و(حَسُنَ ) على وزن ( فَعُلَ ).
وهنا سؤالان مهمان:
الأول هو: قد عرفنا أن وزن الثلاثي المجرد يكون ( فعل ) فما هو وزن الرباعي المجرد ؟
والجواب هو: ( فَعْلَلَ ) بزيادة لام ثانية، مثل: دَحْرَجَ وزنها فَعْلَلَ، فالدال فاء الفعل، والحاء عين الفعل، والراء لام الفعل الأولى، والجيم لام الفعل الثانية.
ومثل: وَسْوَسَ وزنها فَعْلَلَ، وزُلْزِلَ وزنها فُعْلِلَ.
والثاني هو: كيف نزن الكلمات التي اشتملت على حرف زائد ؟
والجواب هو: أن الزيادة نوعان:
1- ما يكون بتكرير حرف أصلي، فهذا حكمه هو تكرير ما يقابل هذا الحرف في الوزن.
مثل: كَسَّرَ أصله كَسَرَ على وزن فَعَلَ ثم زيدت سين أي زيد حرف من نفس أحرف الفعل الأصلية فصار كَسْسَرَ ثم أدغمت السينان فصارَ كَسَّرَ فحينئذ وزنه هو فَعَّلَ؛ لأن السين الزائدة مثل السين الأصلية التي تقابل بالعين فحينئذ نكرر العين في الميزان.
ومثل: عَلَّمَ وقَدَّمَ وكرَّمَ كلها على وزن فَعَلَّ.
2- ما يكون بتكرير حرف ليس مماثلا للأحرف الأصول، فهذا حكمه هو أن يزاد نفس الحرف في الوزن.
مثل: يَضْرِبُ أصله ضَرَبَ على وزن فَعَلَ فزيدت الياء في أوله فنزيد مثلها في الوزن فنقول يَفْعِلُ.
ومثل: أَكْرَمَ زيدت الهمزة في أوله فنزيد في أول الوزن همزة فنقول أَفْعَلَ، ومثله أَخْرَجَ، وأَبْصَرَ، وأَمْسَكَ.
ومثل: قَاتَلَ زيدت الألف بين القاف والتاء فنزيد ألفا مثلها بين الفاء والعين فنقول فَاعَلَ، ومثله نَاصَرَ، وعَامَلَ.
ومثل: اِنْكَسَرَ أصله كسرَ فزيدت الهمزة والنون في أوله فنزيدها في أول الوزن فنقول اِنْكَسَرَ، ومثله اِنْفَطَرَ وانْقَشَعَ.
ومثل: اِنْتَظَرَ أصله نَظَرَ فزيدت الهمزة في أوله والتاء بين النون والظاء فنزيدها في الوزن فنقول اِفْتَعَلَ.
ومثل: اِسْتَخْرَجَ أصله خَرَجَ فزيدت الهمزة والسين والتاء في أوله فنزيدها في أول الوزن فنقول اِسْتَفْعَلَ.
ومثل: تَكَسَّرَ أصله كَسَرَ فزيدت التاء وهي حرف ليس من نفس الأحرف الأصول، فنزيدها بلفظها، وزيدت السين وهي تكرار لعين الفعل فنزيد عينا في الوزن فيصير تَفَعَّلَ.
وتكون الأحرف الزائدة بغير تكرار من الأحرف التالية ولا يزاد غيرها وهي مجموعة بكلمة ( سَأَلتُمونيها ) أي: ( السين- الهمزة- اللام- التاء- الميم- الواو- النون- الياء- الهاء- الألف ).
فتلخص أن وزن الكلمة في علم الصرف هو فعل للثلاثي المجرد وفعْلل للرباعي المجرد، فإن حصل زيادة على الأحرف الأصول فننظر فإن كانت الزيادة ناشئة من تكرير حرف من الأحرف الأصول فنكرر ما يقابله في الوزن، وإن لم تكن كذلك زدنا نفس الحرف الزائد في الوزن.
( الأسئلة )
1- في ضوء ما تقدم كيف نزن المجرد والزائد ؟
2- ما هي فائدة الميزان الصرفي ؟
3- مثل بمثال من عندك لفعل ثلاثي مجرد، وفعل رباعي مجرد، وفعل مزيد فيه على الثلاثي، وفعل مزيد فيه على الرباعي مع ذكر أوزانها ؟
( التمارين )
ما هو وزن الكلمات التالية:
( رَأْسٌ- كَتِفٌ- رَحِمَ- اِقْتَدَرَ- تَرَبَّحَ- يَتَرَبَّحُ- سَامَحَ- اِقْشَعَرَّ- تَكَلَّمَ- اِسْتَفْهَمَ- أَرْهَبَ- يَتَدَحْرَجُ- اِصْفَرَّ ).
__________________________________________________ __________
( الدرس الخامس )
أوزان الفعل المجرد
قد علمتَ أنّ الفعل ينقسم إلى أربعة أقسام: ( مجرد ثلاثي- مجرد رباعي- مزيد فيه على الثلاثي- مزيد فيه على الرباعي ) ولكل قسم أنواع، فلنبدأ ببيان المجرد من الأفعال. للمجرد الثلاثي ستة أوزان بحسب حركة عين الماضي والمضارع وهي:
1- ( فَعَلَ يَفْعُلُ ) أي تكون عين الفعل مفتوحة في الماضي، ومضمومة في المضارع.
مثل: نَصَرَ يَنْصُـرُ، تقولَ: نَصَرَ زيدٌ عمراً، ويَنْصُرُ زيدٌ عمراً، فتفتح الصاد في الماضي وتضمها في المضارع فإذا نطقت بها كذلك فقد أصبت، وإذا نطقت بها على غير هذه الصورة فقد لَحَنْتَ.
ومثل: شَكَرَ يَشْكُرُ، سَجَدَ يَسْجُدُ، أَخَذَ يَأْخُذُ.
ويأتي من هذا الوزن المتعدي واللازم، والمتعدي ما يأخذ مفعولا به، واللازم: ما يكتفي بالفاعل. مثال المتعدي: نَصَرَ زيدٌ عمراً، ومثال اللازم: خَرَجَ زيدٌ.
2- ( فَعَلَ يَفْعِلُ ) أي تكون عين الفعل مفتوحة في الماضي ومكسورة في المضارع.
مثل: ضَـرَبَ يَضْـرِبُ، عَكَفَ يَعْكِفُ، رَجَعَ يَرْجِعُ، ويأتي منه المتعدي واللازم.
مثال المتعدي: ضَرَبَ زيدٌ عمراً. ومثال اللازم: جَلَسَ زيدٌ.
3- ( فَعَلَ يَفْعَلُ ) أي تكون عين الفعل مفتوحة في الماضي وفي المضارع معا.
مثل: فَتَحَ يَفْتَحُ. وهذا الوزن لا تكون عين فعله أو لامه إلا واحدا من أحرف ستة هي: ( أ-هـ- ع- ح- غ- خ ). بمعنى أن الباب الثالث وهو ما كانت عين فعله مفتوحة في الماضي والمضارع يشترط فيه أن تكون عين فعله أو لامه واحدة من الأحرف السابقة.
مثل: رَحَلَ يَرْحَلُ وهنا عين الفعل حاء، ومثل فَتَحَ يَفْتَحُ وهنا لام الفعل حاء.
ومثل: سَأَلَ يَسْأَلُ- قَرَأَ يَقْرَأُ- ذَهَبَ يَذْهَبُ- رَفَهَ يَرْفَهُ- بَعَثَ يَبْعَثُ- وَضَعَ يَضَعُ- لـحـَسَ يَلْحَسُ- ذَبَحَ يَذْبَحُ- نَغَرَ يَنْغَرُ ( غضب )- دَمَغَ يَدْمَغُ- فَخَرَ يَفْخَرُ – مَسَخَ يَمْسَخُ. ويأتي منه المتعدي واللازم، مثال المتعدي: فَتَحَ زيدٌ البابَ، ومثال اللازم، ذَهَبَ زيدٌ.
4- ( فَعِلَ يَفْعَلُ ) أي تكون عين الفعل مكسورة في الماضي ومفتوحة في المضارع.
مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ، ومَرِضَ يَمْرَضُ، وفَرِحَ يَفْرَحُ، ويأتي منه المتعدي واللازم. مثال المتعدي: عَلِمَ زيدٌ المسألةَ، ومثال اللازم: فَرِحَ زيدٌ.
5- ( فَعُلَ يَفْعُلُ ) أي تكون عين الفعل مضمومة في الماضي وفي المضارع معا.
مثل: كَرُمَ يَكْرُمُ، وحَسُنَ يَحْسُنُ، وصَغُرَ يَصْغُرُ، ولا يأتي منه إلا اللازم مثل: حَسُنَ زيدٌ.
6- ( فَعِلَ يَفْعِلُ ) أي تكون عين الفعل مكسورة في الماضي وفي المضارع معا.
مثل: حَسِبَ يَحْسِبُ، ووَثِقَ يَثِقُ، وَوَرِمَ يَرِمُ.
ويأتي منه المتعدي واللازم.
مثال المتعدي: وَرِثَ زيدٌ المالَ، ومثال اللازم: وَثِقَ زيدٌ بِكَ.
ويجمع هذه الأبواب الستة هذا البيتُ:
فتحُ ضَمٍّ، فَتْحُ كَسْرٍ، فَتْحَتَان... كَسْرُ فَتْحٍ، ضَمُّ ضَمٍّ، كَسْرَتَان.
وهنا سؤال وهو: كيف نعرف حركة العين فلم نقول نَصَرَ ينْصُرُ ولا نقول نَصَرَ يَنْصِرُ فما هو ضابط حركة العين ؟
والجواب: لا ضابط لذلك إلا بالنظر إلى المسموع عن العرب فنرجع للقواميس والمعاجم اللغوية لمعرفة كيف نطقت العرب بذلك الفعل، فلا يوجد ضابط نقيس عليه.
فهذا بيان الأفعال المجردة الثلاثية.
وأما المجرد الرباعي فله وزن واحد فقط هو:
( فَعْلَلَ يُفَعْلِلُ ) مثل دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ، زَلْزَلَ يُزَلْزِلُ، بَعْثَرَ يُبَعْثِرُ.
فكل مجرد رباعي لا بد أن يكون على هذا الوزن لا غير.
ويأتي منه المتعدي واللازم، مثال المتعدي: دَحْرَجَ زيدٌ الحجرَ، ومثال اللازم: وَسْوَسَ الشيطانُ.
( الأسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هي أوزان المجرد الثلاثي ؟
2- ما هو وزن المجرد الرباعي ؟
3- مثل بمثال من عندك لجميع الأوزان السابقة ؟
( التمارين )
عين نوع الأفعال التالية وبين وزنها:
(حَسَدَ يَحْسِدُ، وقَفَ يَقِفُ، ظَهَرَ يَظْهَرُ، نَعِمَ يَنْعِمُ، قَبُحَ يَقْبُحُ، شَرِبَ يَشْرَبُ، أَمَرَ يَأْمُرُ- بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ- فَهِمَ يَفْهَمُ ).
__________________________________________________ __________
( الدرس السادس )
البناء
قد علمتَ أن الإعرابَ هو: تغيرٌ يحدث في آخر الكلمة لاختلاف موقعها في الكلام، وأن أقسام الإعراب أربعة هي: رفع ونصب وجر وجزم، فلا يخلو أي إعراب من قسم من هذه الأقسام.
ثم إن الإعراب لن يحصلَ إلا بتوفر أمرين هما:1- العامل، 2- المعمول.
بمعنى أن كل مرفوع لا بد له من رافع، وكل منصوب لا بد له من ناصب، وكل مجرور لا بد له من جار، وكل مجزوم لا بد له من جازم.
مثل: ذهبَ زيدٌ إلى البيتِ، فالبيت اسم مجرور، والذي عمل وجلب له الجر والكسرة هو حرف الجر ( إلى ) فـ ( إلى ) يسمى بالعامل، والكلمة التي وقع فيها الجر وهي هنا ( البيت ) تسمى بالمعمول، والجر الذي هو التغير الحاصل بالكسرة هو العمل والإعراب.
فالعامل هو: الذي يجلب الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم.
والمعمول هو: الكلمة التي يظهر في آخرها الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم.
وأما العمل فهو نفس الإعراب أي الرفع أو النصب أو الجر أو الجزم ( ُ، َ ، ِ ، ْ ).
وحروف الجر هي التي تعمل الجر في الاسم، وأما الفاعل والمفعول به فالذي يعمل فيهما هو الفعل أي أن الذي جعل الفاعل مرفوعا، وجعل المفعول به منصوبا هو الفعل، مثل: ضربَ زيدٌ عمراً، فالذي رفع زيدا وجعل آخره ضمة هو ( ضربَ )، والذي نصب عمراً وجعل آخره فتحة هو ( ضربَ ) أيضا.
فضربَ هو العامل، وزيد وعمرو هما المعمولان، والرفع الذي في آخر زيد، والنصب الذي في آخر عمرو هو العمل والإعراب.
فظهر أنه يوجد رافع ومرفوع ورفع، فالرافع هو العامل، والمرفوع هو المعمول، والرفع هو الإعراب والعمل وكذا قل في البقية من نصب وجر وجزم.
فلو أردنا أن نعدّل على تعريف الإعراب ونجعله أكثر دقة نقول: الإعراب هو: تغيرٌ يحدث في آخر الكلمة بسبب دخول العامل. أي أن الذي يجلب التغير الإعرابي في آخر الكلمة هو العامل.
وأما البناء فهو عكس الإعراب إذْ هو: لزوم آخر الكلمة حركة واحدة مهما تغيّرت العوامل.
فإذا كان الإعراب تغير بسبب عامل، فالبناء لزوم حالة واحدة بلا تأثر بأي عامل ومهما تغير موقع الكلمة.
والآن لاحظ معي هذه الآيات قال الله : ( وما ينظرُ هؤُلاءِ إلا صيحةً واحدةً ) وقال : ( إنَّ هؤلاءِ لشِرذِمَةٌ قليلونَ ) وقال: ( وجئنا بكَ شهيداً على هؤلاءِ ) تجد أن كلمة هؤلاءِ قد لازمت حالة واحدة وهي الكسر رغم اختلاف العوامل الداخلة عليها ورغم تغير موقعها فهي لا تتأثر وتبقى ملازمة لحركة واحدة.
وأنظر في الأمثلة التالية: ( جاءَ هؤلاءِ- أكرمَ زيدٌ هؤلاءِ- سلّمَ زيدٌ على هؤلاءِ ) تجد أن هؤلاء في المثال الأول وقعت فاعلا فالمفروض أنها تضم ولكنها لم تتأثر بالفعل جاء، وفي المثال الثاني وقعت هؤلاء مفعولا به فالمفروض أنها تفتح ولكنها لم تتأثر بالفعل أكرم وفي المثال الأخير سبقت بحرف الجر على ولكن الكسرة في آخرها ليست بسبب حرف الجر لأنها ملازمة للكسر دائما سواء دخل عليها الجار أو الرافع أو الناصب.
فيقال إن كلمة هؤلاء مبنية أي ثابتة كبناء البيت الذي لا يتحرك فهي تظل محافظة على حالة واحدة.
وهنا نصل لسؤال مهم وهو قد عرفنا أن الكلمة ثلاثة أقسام هي: ( اسم- وفعل- وحرف ) وعرفنا أن الكلمة إما أن تكون معربة أو مبنية فأي أقسام الكلمة معرب وأيها مبني؟
والجواب هو: أن الحروفَ كلها مبنية فلا يوجد حرف معرب أبدا، والأفعال ثلاثة أقسام: ماض ومضارع وأمر، فالماضي والأمر مبنيان دائما، والفعل المضارع تارة يعرب، وتارة يبنى، والأسماء أيضا تعرب وأحيانا قد تبنى، فزيد من الأسماء معرب، وهؤلاءِ من الأسماء مبني.
فالذي يعرب ويكون محلا للتغيرات هو ( الاسم- والفعل المضارع ) فقط، والباقي يبنى.
ثم إن الكلمة المبنية تارة يكون حركة بنائها هي: السكون مثل مِنْ، ولنْ ولمْ وهذه حروف.
وتارة يكون حركة بنائها هو الفتح مثل الفعل الماضي نحو: ضربَ- كتبَ- سجدَ- ركعَ- ذهبَ- قامَ.وتارة يكون حركة بنائها هو الكسر مثل اسم هؤلاءِ ومثل الباء حرف الجر( بـِ ) تقول: كتبتُ بِالقَلَمِ.
وتارة يكون حركة بنائها هو الضم مثل اسم نحنُ وحيثُ.
مثال: قال : ( وورثَ سليمانُ داودَ ) فنقول في وصف هذه الكلمات من حيث القواعد النحوية:
وَرِثَ: فعل ماض مبني على الفتحِ. ( كلمة مبنية ).
سليمانُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ( كلمة معربة ).
داودَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبة الفتحة. ( كلمة معربة ).
( الأسئلة )
1- في ضوء ما تقدم ما هو الإعراب وما هي أركانه؟
2- ما هو البناء وما هي حركاته؟
3- مثل بمثال من عندك لكلمة معربة ولكلمة مبنية في جملة مفيدة؟
( التمارين )
عيّن الكلمات المعربة والمبنية وبيّن حركة الإعراب والبناء فيما يأتي:
( أكرمَ الرجلُ الشيخَ- ينصرُ اللهُ الحقَ- لنْ يفلحَ الساحرُ- اذهبْ إلىْ المسجدِ- لمْ يستقبلْ زيدٌ هؤلاءِ ).