عنوان الموضوع : بين الحــب و الإعجــاب في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
بين الحــب و الإعجــاب
.هذه الكلمات هي ..
* إهداء لمن أبت إلا الفضيلة ..
* إهداء لمن إعتزت بدينها وعفافها وحجابها ..
* إهداء لمن خيبت آمال المرجفين ..
* إهداء للأخت التي وطأت بأقدامها على رؤوسٍ طمعت في إسقاط عفتها لتقول لهم ديني وعزتي وحجابي لا أرضى لها بديل ..
*** إهداء لكل اختٍ لي في الله قد أعرفها وقد لا أعرفها ..
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على نهجه واتبع هداه واستن بسنته إلى يوم الدين . . وبعد
أشعر أنني دُفعت دفعاً للكتابة عن هذا الموضوع من خلال ما وردني من رسائل وإتصالات تطلب الحديث عنه وإلحاح بعض الأخوات لما يرينه من مناظر مخزية بين كثير من البنات ، ولما علمته ويعلمه الجميع من الخلط الواضح البيّن الذي وقعت فيه الكثيرات بين الحب والإعجاب أيقنت عندها أن الحاجة ماسة لطرح هذا الموضوع ( بين الحب والإعجاب ) لعلّي أن أسهم في تبيين بعض الحقائق التي ربما تكون غائبة أو حتى مُغيبة وربما داخَلَها بعض الشبهات ، وأيضاً في وضع بعض الحلول العملية والطرق العلاجية مستعيناً بالله راجياً منه سبحانه العلي القدير أن ينشرح لها قلب الأخت الكريمة وتبدأ منه بإذن الله تعالى أول خطواتها المباركة نحو مستقبلٍ محفوفٌ بطاعة الله وليكون بداية تغيير وبداية طريقها إلى العفاف وهو ( الثالث من سلسلة حياتك دون عفافك ) وما كان فيه من صواب فالفضل لله وحده دون من سواه وما كان فيه من خطأ فمن نفسي والشيطان ولكن حسبي فيه قول ربي ( إن أُريد الا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ) .
الحب رؤى وأبعاد .
حرفين إثنين لا ثالث لهما إجتمعا لتتكون كلمة صغيرة إسمها الحب .. أسرت قلوب الكثيرين فانقادوا خلفها .. استحوذ هذا الحب على قلوبهم فأعمى أبصار الكثير منهم حتى أصبحوا يسيرون في الظلام لا يشعرون ..
عجيبٌ هذا الحب .
تتبعته فرأيته بحراً لم أجد له ساحلا .. ورأيته في الوقت نفسه بئراً لم أشاهد منتهاها أتيت على معنى الحب في مفهوم الناس اليوم فوجدته رُكاماً وأكواماً من العواطف بأنواعها .. تجولت بالفكر في مظاهر الحب اليوم فذهلت
واحتار فكري مما رأيت وسمعت ؟؟
عجيبٌ أنت أيها الحب ..!!
كيف استطعت أن تملك تلك القلوب ؟؟
أمن قوة فيك أيها الحب ؟؟
أم يا ترى هو ضعف من أمامك ؟؟
تبع الحب أقواما ً فلم ينتهي بهم كما بدأ بل سلك بهم مسالك خطيرة وانتهى بهم إلى نهايات لم يكونوا يتوقعونها .. إنتهى الحب بالكثيرين إلى أمراض مخيفة وفتاكة ، فتكت بهم وانقلبت سعادتهم به شقاء وفرحتهم به حزناً .. من هذه الأمراض التي هي في الأصل من أنواع الحب ومراحل متقدمة منه ( العشق والاعجاب والهيام والصبابة والوله والوجد والغمرة والشغف والتتيّم..وغيرها )
وكل من وصل أو وصلت إلى هذه النهايات يريد الخلاص الآن والفكاك ..
لأنهم لم يكونوا يتوقعوا أن يزيد الأمر على كونه حب بريء (( حسب قولهم )) !!!
كتبت إحداهن تقول .. ( بدأت معه بالمجاملة كلمات معسولة لكنها مزيفة .. شعور رومانسي لكنه أيضاً مستعار !!
(( قلت يا ليت كل أخواتي يعلمون من البداية عن هذه الحقيقة ))
بدأت العلاقة تزيد أكثر وأكثر وكلي إيماناً ويقيناً بأن الشيطان هو من يقودها أحسست بتغيرات في نفسي وفي حياتي شعرت حينها أنني قد وصلت إلى مرحلةٍ خطيرة !! شعورٌ لا أستطيع أن أصفه ولكني حاولت مرات ومرات أن أتخلص منه وأنقذ نفسي فما استطعت ..!!
فقدت مع هذه الحال خشوعي في صلاتي .. أصبحت تنتابني حالات سرحانٍ كثيرة ساءت أخلاقي حتى مع والدتي وبقية عائلتي .. الكل ينظر إلي بنظرة الإستغراب مرة .. ومرة أخرى بنظرة الشفقة .. حالٌ أعلم أنه لا يرضي الله ولكن هذا ما جنته علّي نفسي وأملي في أن يخلصني الله من هذه القيود الوهمية التي فرضتها أنا على نفسي .. وإن سألتموني هل كان هو يبادلني هذا الحب وهذا الشعور ؟؟ بكل حزنٍ وأسفٍ أقول لكم ( لا ) فقد ذهب هو في حال سبيله ليبني مستقبله علمت أنه قد تزوج ونسي أو قد يكون تناسى كل ما مضى وبقيت أنا في حسرتي ولوعتي وفي حال لا تسُر وأنا الآن أُحذر كل أخواتي من أن يقعن فيما وقعت أنا فيه وأحذرهن أكثر وأكثر من شيءٍ اسمه ( الحب ) ..
فبداياته بيدك ونهاياته ليست بيدك !!
وأطلب من الجميع الدعاء لي بأن يتوب الله عليّ وأن يطهر قلبي من هذا المرض الدنيء الذي أتجرع مرارته وأعيش تبعاته .. انتهى )
اسأل الله العلي القدير أن يتوب عليها وأن يصلح شأنها ويطهر قلبها وقلوبنا جميعاً من كل سوء .. أرأيتِ أختاه كيف أن هذه الأخت الكريمة هداها الله انجرفت دون أن تشعر مع ما يسمى بالحب إلى درجة هي ليست راضية عنها ؟؟
بل تعيش ( على حد قولها ) تبعاته وتتذوق مرارته وأؤكد لك أن غيرها الكثيرات والكثيرات جدا والله المستعان .. بقي أن تعرفي أختاه أن هذه الدرجة من الحب تسمى العشق والإعجاب .. العشق والإعجاب وإن فرق البعض بينهما لكنهما في حقيقة الأمر وبكل مصداقية أنهما وجهان لعملة واحده كما يقال وهما بوابة في الحب الدخول معها ليس بأمرٍ إختياري كما حصل مع الأخت وذكرته في كلامها .. وما أجمل قولها حين قالت ( فبدايته بيدك ونهاياته ليست بيدك ..!! )
العشق أختاه هذا الداء الخطير الذي تورطت فيه الكثيرات وهن لا يشعرن .. استولى على قلوبهن وأعمى بصائرهن ..
هو أيضاً ليس محطة نهاية ينتهي عنده الحب بل له عواقب أشد خطورة وأفتك بقلب صاحبه .. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله ( العشق هو الإفـراط في المحبة ، بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ، حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ، بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القُوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ، فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ، ويختلُّ جميع ذلك فتعجـز البشر عن صلاحه ).
وقد قيل :
الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـةً *** تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى *** جـاءت أمـور لا تُطاق كبار!!!
أختاه إنه العشق والإعجاب ..
والذي قد تفشى وانتشر بين البنات اليوم في مجتمع لم يكن يألفه بل لم يكن يكاد أن يسمع به ليصبح ظاهرة لا تجلب الخير لمن يقع فيها ..
طالبة تعشق معلمتها !! وأخرى معجبة بزميلتها فأصبحت شغوفة بها لا تسكن نفسها ولا يرتاح بالها ولا يهدأ مزاجها إلاّ حين تراها أو حتى تسمع صوتها .. الحق عندها ما تقوله عشيقتها .. لم تعد تفكر إلا بها !!
تقدم الغالي والرخيص لترضيها ولتحظى منها على نظرة أو إبتسامه !! .
في رسالة بعثت بها إحدى الأخوات أذكر لكِ طرفاً منها تقول ( مررت بهذه التجربة التي لا تزال ذكراها عالقة ببالي وهي من أبشع وأسوأ ذكرياتي .. أخجل من نفسي عندما أتذكرها واحتقر نفسي حين تعود بي الذكريات لها .. ولكني أحمد الله في الوقت نفسه أن خلصني .. كانت مجرد صداقة بيني وبينها نذهب سوياً للمدرسة ونرجع سوياً ..ألتقي بها في المدرسة مراتٍ ومرات حتى بين الحصص إلى جانب الفسحة التي لا نهنأ بها إلاّ حين نلتقي .. كنت كثيرة التفكير بها وهي كذلك .. تدنى مستواي الدراسي وهي أيضاً كذلك في يوم من الأيام لا أنساه وكان في وقت إجازة إتصلت كعادتي على منزلها .. ولكن لا أحد يرد .. عاودت الاتصال أيضاً لا أحد يرد !! تقلبت يومي ذاك وكأني على جمر ملتهب ، وفي اليوم الثاني اتصلت ولكن .. أيضاً لا أحد يرد !!
ولا تسأل عن حالي .. اليوم الثالث كدت أن افقد عقلي .. تعللت أمام أهلي برغبتي في أن يوصلني أخي إلى المستوصف أريد فقط أن أمر من أمام منزلها ولكني لم أرى أحد !! جُن جنوني .. كدت أن افقد عقلي صلاتي أصبحت صلاةً شكلية فقط لا أعلم ما أقول فيها كان سجود السهو يلازمني في كل صلاة من كثرة التفكير .. كل من رآني يسألني عن حالتي الصحية وما الذي أشعر به !! فعلاً كدت أن أُجن .. قتلني التفكير .. أدخل مع نفسي في غيبوبة فكرية ..
أتسائل ماذا بها هل تركتني ؟؟ هل هي فعلاً لا تريدني ؟؟
أم أنها ماتت وكيف ستكون حياتي بعدها ؟؟
آآه ما أحقرني ..!!!
وفي اليوم الخامس بعد صلاة الظهر نادتني والدتي وقالت ( فلانه ) تريدك على الهاتف صدقت وكذبت !! ضحكت وبكيت !!
توجهت مسرعة وحين سمعت صوتها عجزت عن الكلام من شدة البكاء .. مرت أمي بجانبي فُجعت مني لا تعلم مابي وما الذي جرى علي ..
أخبرتني صديقتي أن جدتها لوالدها توفيت فاضطروا للسفر المفاجئ
ولم يكن هناك فرصةً لتخبرني .. أو تتصل بي ..
عادت بعدها الأيام بنا كما كانت .. من حينٍ لآخر كان ينتابني شعور داخلي وكأن شيئاً يؤنبني أُحس حينها بأنني مذنبة فأشعر بالندم ..
حاولت مراراً أن أتخلص من ما أنا فيه بمفردي فما استطعت ..
قررت يوماً من الأيام قراراً جريئاً بالنسبة لي !!
وهو أن أستعين بعد الله بإحدى المعلمات وهي مسؤولة المصلى بالكلية
( الاستاذة ..؟؟) والتي كانت محبوبة عند أكثر الطالبات إن لم يكونوا كلهن .. يعجز لساني عن شكرها وتقف كلماتي حيرى في أن أوفيها جزاءها .. فقد كان لها الفضل الأكبر بعد الله في تخليصي ممّا كان سيهلكني ..
والآن صلح حالي والحمد لله وعدت إلى رشدي لأحتقر نفسي كل ما تذكرت تلك الأيام .. إلى أن قالت وفقها الله ..
واسأل الله أن يتقبلها وأن يثبتها على الحق والهدى وينير بصيرتها
وإني الآن وأحلف لك بالله أني كلّما تذكرت تلك الذكريات أبكي بحُرقة ويزداد بكائي لسؤال واحد فقط ..
كيف لو أني مت على تلك الحال كيف سأقابل ربي ؟؟
وها أنا اليوم أقولها من كل قلبي مآ أرحم الله بنا ..
وأنتِ أختاه يا من وقعت في شيء من ما وقعت فيه ..
ماذا لو مُتي على تلك الحال ؟؟ كيف ستقابلين ربك ؟؟
أيسرك أن تُبعثي على ما مُتي عليه بين يدي الله والناس كل الناس ينظرون ؟؟
أتعلمين أختي الغالية من سيشهد عليك في ذلك الموقف الرهيب ؟؟
إنها يا أختاه الأرض ..
الأرض التي مشيتي عليها وجلستي فوقها واقرئي قول ربك { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } ستشهد عليك يا رعاك الله يداك ورجلاك في مشهدٍ عظيم يصفه لنا ربنا { الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }يس65 ويقول سبحانه { حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } فصلت20
أختاه من الآن وفقكِ الله .. من الآن توقفي وأقلعي .. وعودي وانتبهي
فساعة الموت مفاجئة .. لا يعلم بوقتها إلاّ الله .. حتماً ستأتيك على غفلة
من الآن قفي مع نفسك وقفة صادقة ..
أسدلي الستار على حياة ماضية لتستقبلي حياة الطهر والنقاء والعفاف ..
لا أطلب منك يا أختاه المستحيل وليس ذلك بأمرٍ صعبٍ ..
بل هي أسئلة أربع فقط أريد منك أسعدك الله أن تسأليها نفسك وتجيبي عليها بصدق بينك وبين ربك الذي يقول عن نفسه { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } غافر19 .
السؤال الأول :_
هل يا أختاه أنتِ في قرارة نفسك وخلجات فكرك وفي خلوتك مع نفسك راضية عمّا تقومين به ويسرك أن تلقي به ربك ؟؟
كوني صريحةً لا تجاملي نفسك ولا تكابري فربك سبحانه لا يخفى عليه شيئاٌ من أمرك يقول سبحانه {.. وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ .. }البقرة235
السؤال الثاني :-
بصدقٍ وصراحة هل ذكرك وحبك لعشيقتك أو من تسمينها صديقتك أكثر أم ذكرك وحبك لربك ؟؟ وتأملي في قول ربك { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165.
السؤال الثالث :-
هل ترضين أن يطلع والديك وأقاربك أو حتى من يعرفك على ما أنتِ عليه ؟؟ واستشعري قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( ... والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه أحد ) مسندي الإمام أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن .
السؤال الرابع :-
صلاتك أختاه أريد أن تسألي نفسك كيف أنتِ مع صلاتك ؟؟
التي هي نجاتك وبها فلاحك .. لن يكون سؤالي هل تصلين أم لا ..
فحتماً بإذن الله أنكِ من أهل الصلاة لأن تارك الصلاة كافر وليس بعد الكفر ذنب حاشاك ذلك وأجلك الله عن هذه المنزلة ..
ولكن الذي أريد أن تسألي نفسك عنه خشوعك في صلاتك واهتمامك بماهيّتها وعن مدى حرصك وإقبالك بقلبك عليها ..
أجيبي بصدقٍ أختاه إذا دخلتي في صلاتك من تجعلين أمام ناظريك ؟؟
هل تستشعرين أنكِ بين يدي الله ..
أم بغير قصدٍ منك يشرد فكرك إليها ( أعني العشيقة ) ؟؟
فتتذكري ضحكاتها وكلماتها تارة ..
وتتساءلي تارة عن تلك النظرة التي نظرتها إليك صباح هذا اليوم ..
لماذا عبست بوجهها حين ناديتيها ؟؟
هل كانت تقصدك بها ؟؟ هل ( فلانه) أصبحت أقرب إلى قلبها منك ؟؟!!
وتذكري قول ربك { ... إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } العنكبوت45 وصلاةً اختي المباركة لا تنهى عن فحشاءٍ ولا منكر هل نسميها صلاة ؟؟
أختاه أنتِ ابنة الإسلام .. عزيزة بدينك .. قوية بربك .. شريفة بعفافك .. فارفعي رأسك شامخاً ولا تنجرفي خلف هذه الترهات التي هي أقل وأحقر وأصغر من أن تستولي على قلبكِ الطاهر إن شاء الله ..
واربأي بنفسك أختاه أن تنزلي إلى هذا المستوى والمكانة التي شرفك رب العزة والجلال عنها ولم يرتضيها لك .
من مظاهر الإعجاب !!!
ولقد بلغني من مظاهر الإعجاب عند البنات اليوم ما أذهلني .. وأدهش عقلي وأنكره قلمي !!! وقفت أمامها حائراً لستُ وحدي بل كل غيور ..!!
فتاة نقشت على يدها بآلة حادة أو بالكوي أحرفٌ من اسم عشيقتها !!
وأخرى تبذل الكثير لتغير في ملامح وجهها أو جسمها لتصبح أشبه إلى حدٍ ما بمعشوقتها !! وثالثة همها الأكبر أن لا تختلف مع صديقتها في أي شئ .. تلبس ما تلبس وتأكل ما تأكل وتشتري ما تشتري !!
تقلدها في مشيتها وفي طريقة الكلام وحتى في تسريحة شعرها !!
بل أعجب من ذلك من تصطنع تقليد صوت عشيقتها
حتى في ( الكُحة أو العطاس ) !! كما ذكرته إحدى الأخوات.
وأخرى تقسم بالله أنها اذا وضعت يدها بيد صديقتها ( المعشوقة ) تشعر بدفءٍ وسكون وهمي !! وتعجبت والله حين أخبرتني إحدى الأخوات عن من تقول ..
لا يهدأ بالي ولا أرتاح إلا حين أمر من أمام منزل صديقتي وأنظر إليه _ طبعاً هذا في أيام الإجازة _ وإني إن لم أفعل ذلك فإني لا أستطيع النوم تلك الليلة .. وازددت عجباً حين علمت عن تلك التي تقول أريدها فقط لي لا أسمح أن أراها تمشي مع غيري ويزيد غضبي حين أشاهدها تبتسم لغيري .
أريد أن أسمعها تتكلم وأنا أملأ عيني منها !!
بل إنه أثناء كتابتي لهذه الكلمات جائتني رسالة من إحدى الأخوات علمتُ أنها من الفاضلات الغيورات على دينهن وأخواتهن المحبات للخير تذكر قصة لطالبةٍ من طالبات الكلية في إحدى المناطق ..
أنها في لحظة من لحظات سَكرة العشق لقيت فيها عشيقتها في ساحة الكلية فسجدت لها دون أن تشعر أمام الطالبات ولا حول ولا قوة إلا بالله !!!
وعن تلك المشاجرة التي وصلت إلى إسالة الدماء بين بعض الطالبات من أجل التنافس الغير شريف على حب طالبة !!!
وعن تلك الطالبة التي وقعت في حب أخرى وحين أنها لم تجد تجاوبٌ منها وإقبالاً كادت لها حتى تمكنت منها وقامت بتشويه وجهها إنتقاماً !!
الله المستعان ..!!!
قلوبٌ لا أزيد على أن أقول أنها خاوية مجوفة ولو أن هذا المرض الخبيث وجدها قلوباً ممتلئةً يقيناً بالله وتعظيماً وإجلالاً له جل في علاه لما تجرأ على أن يقترب منها فضلاً على أن يستحوذ عليها .!! تذكرت حينها قول الإمام ابن القيم رحمه الله حين قال ( القلب إذا أخلص لله لم يتمكن منه العشق فإنه يتمكن من القلب الفارغ ) .
وقفة ..
أختاه يا من ابتليت بهذا الداء أو أحسستِ أنه بدأ يتسلل إلى قلبك أسأل الله العلي القدير أن يطهر قلبك ويشرح صدرك ..
إنني على يقين بل على يقين أجزم عليه بأن في قلبك من هذا الأمر شيئاً وأنكِ مستنكرةً فعله في داخل سويداء قلبك .. وهذا دليلٌ على بقيةٍ باقية من الإيمان في قلبك .. ودليل على فطرة سليمة بإذن الله تحتاج منك إلى عزيمة قوية وهمة جادة ووقفة صادقة مستعينة قبلها برب العزة والجلال الذي أُقسم لكِ به أنه لن يتخلى عنك ..
إحدى الأخوات أرسلت لي تحكي عن تجربتها مع العشق والإعجاب حين تعلق قلبها بإحدى زميلاتها في الجامعة بدأت بصداقة ليست أكثر من عادية حتى وصلت إلى الإعجاب تقول ..
( حين كنت أدرس في أول مرحلة بالجامعة تقربت إلي فتاة في عمري وطلبت مصادقتي وبدأت تعرفني على أروقة الجامعة ..وكنت أظن الأمر عادي جدا ومع الوقت كانت تظهر الاهتمام بي بشكل كبير ثم بدأت تحدثني عن الصداقة والحب والعاطفة (( قلتُ وهذه من طرقهن لا كثرهن الله)) تقول حتى إنها بدأت في وصف شخصيتي وأنها وجدت ضالتها ..
طلبت يوماً مقابلتي في مكان منزوي في الجامعة ..
بدأت أرتاب ودخلني الخوف والشك ..!!
ولكن لضعفي قابلتها مجاملةً وليتني لم أفعل رأيت تصرفات لم أستسيغها
ولم تقبلها فطرتي ولم أتربى عليها استمر بنا الأمر أياماً وأيام !!
وفي قلبي وجل أشعر بضيقٍ في نفسي .. ولكن ..
ضعف إيماني جعل مني اضحوكة للشيطان !!
تحول بنا الأمر إلى نظرات إعجاب وإتصالات كانت والله تأخذ من وقتي أكثر من وقتي مع أهلي !!
ورسائل جوال وربي مخزيه !!
كنا حينها نرى أن هذه هي الصداقة الحقيقية كانت تصل إتصالاتنا مع بعضنا في اليوم الواحد أكثر من خمس مرات وكل أحاديثنا فيها تافهةٌ تافهة !!
مرةً عتاب ومرةً مدح وثناء بعبارات غزلية وكلماتٍ متكسرة ومرة سكوت ..
الكل منا تنتظر الأخرى تتكلم ..( لا يعلم حقيقة ما أعنيه إلا من ابتليت بما ابتليتُ به ) .. أخبرتني صديقتي هذه أنها تغار عليّ من كل صديقاتي بل من كل البنات !!
وأنا كنت في حالٍ من القلق والشعور بالندم لا يعلمه إلا الله ..
كنت أشعر بضيقٍ شديد لدرجة أني أبكي بحرقة على وضعي وعلى جرأتي على معصية ربي وطاعتي للشيطان حاولت التخلص من هذه الحال فكرت والله بالخروج من الجامعة ، إحترمت نفسي الأكل والشرب .
(( بصراحة كنت أرى في نفسي أني حقيرة !! )) ..
وأخيراً تعرفت على فتاة صالحة (( قلتُ من هنا تعلقت بطوق النجاة ))
تقول بعد مدة أخبرتها بحالتي وما وصلت إليه ..
أخبرتني مباشرة أنه مرض الإعجاب ونصحتني بسماع شريط للشيخ محمد العريفي بعنوان ( إعترافات عاشق ) سمعت الشريط ..
ورأيت أن كل ما ذكر الشيخ من حال هؤلاء ينطبق علي تماماً !!
بكيت كثيراً وبكيت رفعت السماعة على تلك الصديقة وأخبرتها بما سمعت من كلام الشيخ وبضرورة الإنفصال وترك هذا الذنب العظيم ..فهداها الله وعادت هي أيضا إلى ربها وأحست بالندم وتخلصت أنا من معاناتي واطمأنت نفسي ولكني كنت أخاف أن لا يقبل ربي مني التوبة حتى سمعت قول ربي الكريم الرحيم سبحانه { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } الزمر53
أيقنت حينها سعة رحمة ربي الكريم سبحانه وعظيم حلمه وفضله بنا إنقطعت العلاقة بيننا والإتصالات إلا في المناسبات والأعياد .
أرأيتِ أختاه أن ترك هذا الذنب والترفع والإقلاع عنه لا يكلفك الصعاب وليس بأمرٍ شاق .. إذاً لا تترددي وعجلي قبل الندم وقبل فوات الأوآن ..
طريقك للخلاص ::
أختاه أضع بين يديك خطوات لابد لك من السير عليها والعمل بها لكي تنقذي نفسك من هذا الداء الذي أخشى والله عليك منه ولكي ترتفعي بنفسك إلى تلك المكانة التي يريدها الله لك ..
أولاً :- التعلق التام بالله .. أن تملأي قلبك حباً وتعظيماً وإجلالاً له سبحانه .. والله والله يا أختاه لو امتلأ قلبك بهذا لما رأيتِه في مثل هذه المواضع ولقادك إلى كل خير .. ولو تطلعت نفسك واشتاقت للقياه حباً وشوقاً وتعظيما لما إلتفتي إلى غير ذلك .. ولكن لأن القلب به ما به كان لزاماً عليك وفقك الله أن تعيدي حساباتك وتنظري إلى علاقتك بربك وتقفي وتتحسسي كل الأسباب التي أبعدتك هذا البعد وتستعيني بالله عليها .. أختاه ربك الكريم سبحانه خلقك فسواك وأطعمك وسقاك .. سبحانه مطلع على سرك وعلانيتك ولكنه جل جلاله أرحم بك من نفسك.. يعلم دون شك ما كان من أمرك وما لم يكن وما سيكون
لا يعجزه شيء .. قادرٌ على أن ينتقم سبحانه وهو المنتقم ولكن سبقت رحمته غضبه .. في حبه والقرب منه وطاعته يا أختاه أُنسٌ وراحةٌ وسكون يقول سبحانه { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 ..
هذا وعدٌ منه سبحانه وهو الغني عنا جميعاً ..
وفي معصيته والبعد عنه ومخالفة طريقه بؤسٌ وهموم وحرمان وبذلك يقول جل شأنه { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124 ..
أختاه قلبٌ لم يمتلئ بحب الله يقيناً سيمتلئ بما سواه ..
حُب الله أختي إذا وقر واستقر في القلب فثقي تماماً أنه لن يقبل أن يشاركه في ذلك أي حبٍ آخر.
ثانياً :- البعد والحذر من كل الأسباب التي تقودك إلى العشق والإعجاب وأنتِ أعرف الناس بها وأذكر لكِ منها سبباً واحداً فقط هو من أهمها ..
( إطالة النظر والتفكير في الصديقة التي أصبحت عشيقة !! ) ..
النظر يا أختاه سهمٌ مسموم من سهام إبليس وهو رسول الفتنة
وقد قيل (العين مفتاح القلب )
قال أحد الحكماء ( الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده )
كل الحوادث مبدؤها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بلا قوس ولا وتر
إطلاق النظر أُختاه لا يجلب لك الخير بل تبعاته على القلب فيها من الهم والحزن والكرب ما الله به عليم وما أنتِ في غنى عنه .. وهذا ربنا الكريم يوصي بما هو خيرٌ لنا بقوله { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } النور30 .
ثالثاً :- أن تشغلي وقتك وفكرك بما هو مفيد فلا تجعلي في وقتك وقتُ فراغ وأؤكد لك أُختاه بأن هذا الفراغ إن لم تشغليه فإنه سيشغلك !!
قال أحد السلف ( العشق حركة قلبٍ فارغ )
فلابد لك أختي من الانشغال بالأمور النافعة التي تعود عليك بالخير في دينك ودنياك ، فإن النفس إن لم تشغليها بالحق اشتغلت بالباطل، فينبغي لكِ أن تحرصي على الأعمال النافعة المتنوعة في دينك كسماع المحاضرات والأشرطة الدينية وتفريغها على مذكرات لنشرها ونفع الغير بها ، والقيام ببعض الأنشطة الدعوية بالتعاون مع الصالحات في ذلك وهن كثيرات ثبتهن الله ، ونحو ذلك من الأعمال النافعة التي تشغلك عن التفكير في ذاك أو في تلك وتعود عليك بالخير والبركات في دنياك وأخراك.. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( احرص على ما ينفعك ) وبهذا تقطعي على نفسك طريق الباطل الذي يزينه الشيطان ، وتسدي عنكِ بابه وكيده {... إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76
ولا تنسي قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) .
رابعاً :- أن تُخلصي لله أسعدك الله في مقاومة هذه النفس الضعيفة والأمارة بالسوء من الوقوع فى هذا المرض مرض الإعجاب ..
وذلك أختاه لأن الإخلاص لله سبب فى التخلص من الفواحش عآمة ..
يقول ربك الحق تبارك وتعالى { .. كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24
خامساً وهو من أهم الخطوات :- الإبتعاد عن هذه الفتاة التي أصبح قلبك متعلقاً بها وفكركِ مشغولٌ وخيالك هائماً بها ، وكذلك كل شخص تخشي أن يتسلل إلى قلبك منه هذا الميل المحرم أعني الإعجاب ..
عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
محب الخير لك راجي عفو ربه
أبو أسامه الحمياني
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خير الجزاء ..
موضوع مهم طرحتيه أختي
واصبح همهم الشاغل هو هذ الشئ:: والسبب قلة الوازع الديني، انشغال الأهل ،
والاهم من ذلك:: دور الأسره في تربية الأبناء منذ الصغر على حب الله والتمسك بأوامره
وطرد الشيطان والابتعاد عن طريقه والتعوذ منه دائما ..
شكرا لكي وبأنتظار كل ماهو مفيد من مواضيعك ..
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________