عنوان الموضوع : قالت معاتبة القوافي ، العشماوي ..
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قالت معاتبة القوافي ، العشماوي ..



السلام عليكم ورحمة الله بركاته

قالت معاتبة القوافي


قالت : أتُنْشِدُ والمدافعُ تضربُ *** والمجرمُ الباغي بقدسكَ يلعبُ ؟

أتصوغ شعراً والرصّاص قصيدةٌّ *** ناريّةٌ ، ألحانُها تتلهّبُ ؟

أتنمّق الشعر الجميلَ بصورةٍ *** شعريةٍ ، ودَمُ الضحيّة يَثْغبُ ؟

ماذا تفيد قصائد الشعر التي *** تبكي ، وناصيةُ الكرامةِ تُضْرَبُ؟

هَبْ لي من الشعر المُنمّقِ مِعطفاً *** يكسو الفقيرَ ،وكأس ماءٍ تُشْرَبُ ؟

هَبْ لي من الشعر المُنّمقِ كِسْرةً *** من خُبْزَةٍ لجياع قُدْسِكَ تُوْهَبُ

وعباءةً تلتْف فيها حُرّةٌ *** دَمْعُ العَفافِ على خُطاها يُسكَبُ

وحذاءَ طفلٍ لم يزلْ يمشي على*** حَسَكٍ ،به الَقَدَمُ الصّغيرةُ تَعْطَبُ

هَبْ لي من الشعر المنّمقِ منزلاً*** يأوي إليه الخائفُ المتغرّبُ

وانشُدْ به ظلّ الأمانِ لأسرةٍ *** طُردتْ ، فليس مِن التشّردِ مَهْرَبُ

ما قيمة الشعر الذي نهفو إلى *** ألحانه ، والقُدْسُ منّا تُسْلَبُ؟

والطفلُ في الساحاتِ ، تحمل كفُّه *** حجراً ، عن الّروح الأبيّة يُعْرِبُ ؟

والشيخُ يرسم ظهرُه قوس الأسى *** وفؤادُه مما رأى يتعذّبُ؟

هُدِمَتْ على الذكرى الحزينةِ دارُه *** فمضى وقد ضاق الفضاءُ الأَرْحَبُ؟

يا شاعرَ الفُصحى وعازف لحنِها *** ياليتَ شِعرَك ، كيف هان المَطْلَب ُ؟

أنسيتَ أنّ الجُرْحَ أعمقُ من يد*** تُعطي من قَلَمٍ فصيحٍ يَكتبُ ؟

أنسيتَ أنّ المعتدين تنمّروا *** وعلى ضعاف المسلمين استكلبوا؟

أنسيتَ أنّ يدَ اليهودِ، وبئسما *** هيَ مِن يدٍ ، بدم الضحية تُخْضَبُ؟

تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً *** فإلى متى تبكي الحروفَ وتندبُ؟

وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً *** والمعتدي متطاولٌ متوثّبُ ؟

لو جُمعّتْ كلُّ الدواوين التي *** كُتِبتْ ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟

ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي ** فيها المدافعُ والقنابل تَخطُبُ؟

ما قيمة الكلماتِ ، والدّار التي *** فيها الأحبةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!

ما قيمة الكلماتِ، واللّصُ الذي *** فُتحتْ له الأبوابُ لا يتهيّبُ؟!

يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها *** يا من تجيئُ بك الحروفُ وتذهبُ

أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى *** ونداءِ قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا

لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا *** هَجَر الموائد والولائمَ أشعبُ

يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها ***ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ

إن كان شعرك سوف يَهزم باغياً *** فاضربْ به المستوطنين ليهربوا

لقيتْ قصائدُك الحسانُ أمانها *** والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ

ماذا صنعنا باليهود ،ونحن مِن *** خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟

ماذا صنعنا ، والقصائدُ لم تزلْ *** تُلْقى ونحن بحفظها نتأدّبُ؟؟

اللّحْنُ لحنُ الطّفلِ يعزف بالحصى *** عَزْفاً ، يَروق لسامعيه ويعجبُ

إن كان رأيُك في القصيدة صائباً *** فالّرأْي في ذِهْنِ الحجارةِ أصْوَبُ



فما كان من شاعر الفصحى إلا أن أجاب:


شكراً مُعاِتبةَ القوافي ، إنّما *** يشقى بحسرته الذي لا يَعْتبُ

أشعلت أسئلةً ، كأنّ حروفها *** لهَبٌ إليَّ من الأسى يتسرّبُ؟

عاتبتني في الشعر وهو مشاعري *** فاضتْ وصوّرها الحديثُ الأعذَبُ

عاتبتني والشعر بوْحٌ صادقٌ *** والبَوْحُ عند المخلصين محبّبُ

أنسيتِ حسّانَ الرسول ، وشعرُه *** كالنّبْل نحو الكافرين يُصوَّب ؟

يُلقي قصائدَه الجيادَ ، وحوله *** جبريلُ يَدْعَمُ قوله ويُصوِّب ؟

أنسيتِ كَعْب َ الشعر وابنَ رواحةٍ *** ممّن بهم طَعْمُ القوافي يَعْذُبُ ؟

إني أكمّل رحلةَ الشعر التي *** بدأتْ هنالك حين شعّ الكوكب

حين استدار الّدهْرُ دَوْرَتَه التي *** في ظلّها الميمون سار الموكبُ

حين التقى التكبير في ساح الوغى *** بالشعر، وانتفض الحصانُ الأشهبُ

إني أكملّ يا معاتبتي بما *** أنشدتُ ، ما بدأ الرعّيل الأطيبُ

إني أكمل دور كلّ مجاهدٍ *** بالشعر، طاب لما يقول المشرَبُ

الفرقُ، يكمن في حقيقة أمتي *** لماّ غدتْ في عصرنا تتذبذبُ

بالأمس كان الشعر صوتَ جهادنا *** واليوم أصبح في الجهاد يرغّبُ

بالأمس كان الشعر يرسم فجرَنا *** واليوم أثقل كاهليه المغرب

شتّانَ بين قصيدةٍ، من خلفها *** جيشُ يؤيدّ ما تقول ، ويُرْهَبُ

وقصيدةٍ تستنهض الهمم التي *** ضعُفتْ ، وتدعو الغافلين وتطلب

شتّان بين الشعر ، يُحمى ظهرهُ *** ويروّع الأعداء لماّ يغضبُ

والشعر ليس وراءَ ظهر حروفه *** إلا شعور الخائفين المجدبُ

شتان بين الشعر ،يحمل فنّه *** روح الهدى ، وإلى الفضيلةِ يُنْسبُ

والشعر يُسترخى على أوهامه*** كهجين قوم رأيه متقلب

لومي الذين تلبّسوا بحداثةٍ *** غربيّةٍ ، وتخَنْفسوا و تَثعْلبوُا

لومي القصائدَ حين تُصبح خنجراً *** في ظهر أمتنا التي تتعذبُ

شكراً- معاتبة القوافي- واعلمي ***أني على درب القوافي أتْعَبُ

بين المشاعر والقصائد لُحمةٌ *** مهما نأتْ ، فالوصلُ منها الأقرب

لا تنكري أَثَرَ الكلامِ فإنه *** أَثَرٌ عميقٌ في النفوسِ مُجَرّبُ

للمسجد الأقصى مَسامعُ مُنْصتٍ *** ولنا منابعُ هِمّةٍ لا تنْضُب

إن كان يشكو اليومَ من جوْرِ الِعدا *** فغداً سيلقى الفاتحينَ يُرحبُ




منقووووووووووول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


صح لسانك عوافى على هيك طرح
عسى الجزاله نهجك وعسانا من ربعك


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________