عنوان الموضوع : كيف تحبي ان يرفع عملك من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
كيف تحبي ان يرفع عملك
كيف تُحب أن يُرفَّع عملك؟؟
الكاتب/ فريق حامل المسك
24/07/2017
قد منّ الله علينا ببلوغنا هذا الشهر الفضيل، الذي هو بمثابة السُنّة القبلية لشهر رمضان .. وهذه نعمة عظيمة لا نستحقها، ولكنه سبحانه الوهــــاب الجوَّاد الكريم .. يُعطي لا لغرض ولا لعوض .. وهذا يستوجب منا وقفات ..
الوقفة الأولى: الشكر .. فينبغي أن نؤدي لله شكره على هذه النعمة .. فالهج بالحمد وكن لنعمة الله عليك في دينك أشكر منك لنعمة الله عليك في دنياك.
الوقفة الثانية:الخوف والوجَّل من عدم القبول .. قال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60] .. فهذا شهرٌ تُرفَّع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، ولكننا لا نعلم متى تُرفع .. والحكمة في إخفاء وقت رفع الأعمال، حتى تظل مُقيم
على طاعة الله ويكون قلبك وجِّل خائف أن تُرفع سيئاتك وألا تُقبَّل طاعاتك .. استحضر شريط الذكريات من شعبان الماضي إلى الآن، تذكر ذنوبك وكيف سيكون موقفك يوم القيامة ..
الحق الآن وجدد توبتك، من الممكن أن يُرفَّع العمل وأنت على هذا الحال فُيغفر ذنبك وتؤجر وتكون عند الله بالمنزلة .. ولتُكثر من سؤال الله أن يقبل عملك.
الرسول قال "وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" [رواه النسائي وحسنه الألباني] .. فليكن أغلب حالك هو الصيـــــــــام في هذا الشهر .. ولكن ماذا إن كان هناك ما يمنعك من الصيام؟ ..
كيــــف تُحــب أن يُرفَّــع عملك؟
أحب أن يُرفَّع عملي وأنا تــــــــــــائب .. فجدد توبتك كل يوم وفي كل نهار، حتى يُرفَّع عملك وقلبك تائب مُنكسر شاعر بمدى جُرمك.
قال الحسن "إن الرجل يُذنب الذنب فلا ينســــــــاه وما يزال مُتخوّفاً منه حتى يُدخله هذا الذنب الجنّة" .. خوفـك ووَجَــــــــــلك من هذا الذنب وتجديدك للتوبة منه، من الممكن أن يكون سببًا لدخولك الجنة.
و قال أحمد بن عاصم "هذه غنيمةٌ باردة؛ اصلِح ما بقى من عُمرِِك يُغفّر لك مـــا مضـــى من ذنبك"
أحب أن يُرفَّع عملي وأنا ذاكر .. فمن علامات القبول كما ذكر ابن القيم في طريق الهجرتين؛ أن يوفق العبد لذكر الله فور إستيقاظه من النوم، فهذا معناه أن قلبه قد بات يقظان غير غافل .. فلتحرص أن يكون آخر ما تفعله قبل أن تُرفع روحك حال النوم هو الذكر، حتى تُرد روحك بالذكر.
كما أن الذكر يرفع الأعمال وهو أسهل العبادات على الإطلاق .. قال أعرابيًا لرسول الله : إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأنبئني منها بشيء أتشبث به، قال "لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل" [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
أحب أن يُرفَّع عملي وأنا شاكر غير جاحد .. فكلما أسدى إليك الكريم نعمة، كان حقها منك: حيـــــاء وشُكر، وحيـــاء وحب .. فقد أنعم عليك رُغم تقصيرك وعصيانك وإنشغالك بغيره، فتستحي منه سبحانه .. وعندما يستفيض عليك بنعمة قد تمنيتها كثيرًا، فلا تنشغل بصورة النعمة عمن أنعم بها عليك .. وإنما ترى في النعمة ربك الأكرم، فتزداد حبًا له لا للنعمة.
أحب أن يُرفَّع عملي وأنا مُتحبب مُتودد إلى الله تعالى .. اعترف له بتقصيرك، وسلّه أن يقبلك على ما بك من عيوب .. فتتودد له في سجودك، في خلوتك، في كل حين .. {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96]
أحب أن يُرفَّع عملي وأنا عبد ذليــــل خاضع مُنكسر فقير .. ومعنى الفقر كما قال ابن القيم هو "ألا تجد لنفسك شيئًا" .. فتكون كل أعمالك لله وحده، دون أن يكون لنفسك حظًا فيها.
نسأل الله أن يُبارك لنا في شعبان، وأن تُرفع أعمالنا فيه مقبولة غير مردودة، وأن تُرفع أعمالنا ونحن على ما يُحب منا ويرضــــاه،،
المصادر:
درس "كيف سُيرفع عملك؟" لفضيلة الشيخ هاني حلمي.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
تيَّقظ في شهر الغفلة
الكاتب/ فريق حامل المسك
24/07/2009
تخيَّل معي مشهد الطالب بعد أن أتمّ الإمتحان وهو متخوّف أثناء تقديمه لأوراقه .. تُرى هل ستُقبَّل إجابته وينجح في هذا الإمتحان ؟؟ أم ماذا ستكون نتيجته ؟؟
وهكذا المنازل العالية لا تُنال إلا بتجاوز الإمتحان .. وبنجاح إمتحان شعبان، يتسنى للعبد التهيؤ لرمضان ويُقبِّل على ربه بقلب تقي نقي ..
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "[رواه النسائي وحسنه الألباني] .. فهذا شهر غفلة كما ذكر النبي ..
فكيف ستُرفَّع الأعمال إلى رب الأرض والسماوات والقلوب غافلة لاهية؟؟
كفانا غفلة ونوم طيلة العام .. فقد جاء شهر رمضان، شهر العتق من النار .. شهر يُغفر لك فيه ما تقدم من ذنبك وما تأخر .. شهر تُحصِّل فيه ثمرة التقوى .. قد تُكتب هذا العام من أهل الجنة وتُعتق رقبتك من النار ..
والسلف كانوا يستعدون قبل رمضان بستة أشهر يدعون الله أن يُبلغهم رمضان، وستة أشهر يسألون الله أن يتقبل منهم رمضان ..
وكانوا يستعدون بهذه الأعمال:
أولاً: كثرة ذكر الرحمن .. ذكر الله عز وجل فى هذا الشهر لا ينبغى أن يكون كما هو فى سائر السنة، لأنه وقت غفلة .. وإذا ذكرت الله عز وجل فى وقت الغفلة، ضاعف الله عز وجل لك الأجر.
يقول تعالى {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف:205] ... فإذا كنت تخشى أن تكون من الغافلين وأن يُرفع عملك فإذا صحيفتك مُلطخة بالذنوب والمعاصي، اذكر ربك وأنت ذليل وانكسر بين يديه سبحانه وتعالى وسرًا حتى يكون أحرى للإخلاص.
ثانيًا: قيـــــــام الليل .. النبي قال "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين" [رواه أبو داوود وصححه الألباني] .. ونحن لا نريد أن نُكتب فى هذا الشهر من الغافلين، حتى لا تُرفع الأعمال فنكون من الخاسرين .. فعليك أن تصلي وتداوم على صلاة الليل على أقل تقدير بعشر آيات.
ثالثًا: تجــديـــد التوبــــة .. تُبّ إلى الله عز وجل من كل ما أسرفت على نفسك فى هذا الزمان، والتوبة ليست فقط توبة من الذنوب المُعتادة وإنما هناك أمور أعظم وأخطر ينبغي تجديد التوبة منها ..
1) جددّ التوبـــة من الخيانة .. يقول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27] .. فإقترافك للذنوب وتجرأك على الله في الخلوات خيانة .. وإفتقادك لسُنة الرسول في حياتك خيانة، والسُنة ليست مظهرًا فحسب وإنما ظاهرًا وباطنًا .. وتضييعك لأمانة الإيمان خيانة، فالمعاصي تُضيِّع إيمانك الذي امتن الله عليك به.
2) جددّ التوبــة من ذنوب الخلوات .. قال رسول الله "لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها" [رواه ابن ماجة وصححه الألباني] .. فإذا لم نتب لله عز وجل من ذنوب أسرفنا على أنفسنا فى الخلوات فإنها الطامة والمصيبة الكبرى.
3) جددّ التوبــة من الخداع .. قال تعالى {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10] .. فأعمال العباد تُرفع بالذكر والعمل الصالح، ولكن الخطر حال رفع الأعمال من مكر السيئات .. فمن يصِّر على المعاصي ويظُن أن الله سبحانه وتعالى سيغفر له وإنه سينال الجنة هكذا دون عمل، فهذا ماكرٌ خادعٌ لنفسه لا لربه.
4) جددّ التوبــة من الريــــاء .. والمرائي هو الذي يعمل بنشاط وسط الناس لأنه يريد ثنائهم وحين يخلو بالله ولايراه أحد يتكاسل .. فاحذر أن يكون قد تسلل إلى عملك شيء من الرياء فأحبطه، فتظن إنك أتيت الله بأعمال صالحة وتجدها هباءًا منثورًا لأنها لم تُقبل وردّت على صاحبها والعياذ بالله.
5) جددّ التوبة من عدم الخوف من الله عز وجل .. فالله سبحانه وتعالى أمرنا أن نخافه، فإذا بنا نتجرأ على المعاصي ولا نُعطي لأمر الله بالاً.
6) جددّ التوبــة من قلة الحيـاء من الله .. فإنك إن أذنبت ذنبًا تستحي أن يعلمه أحدًا من أهلك أو أصدقائك .. ألا تستحي من رب العالمين حين يُقررك عليها ذنبًا ذنبًا؟!
فينبغي أن نتوب من هذه الأمور، حتى يغفر الله سبحانه وتعالى لنا حين تُرفع الأعمال ويستر علينا ما اقترفنا من ذنوب ومعاصي.
رابعًا: عليكم بالإكثار من الصيام فى شعبان .. وقد كان الرسول يُكثِّر من الصيام في شعبان، لعدة أسباب منها:
1) الصيـــام هو الطاعة الوحيدة التى تؤجر عليها طيلة النهار .. سواء كنت نائمًا أو مستيقظًا.
2) الصيـــام لا مثل له .. كما قال النبي "عليك بالصيام فإنه لا مثل له" [رواه النسائي وصححه الألباني]3
) الصيــام شفاء لما في الصدور .. قال رسول الله "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر
الصدر"[رواه البزار وصححه الألباني]، ووحر الصدر هي الوساوس التى يقذفها الشيطان فى قلبك.4
4) الصيام حفظ ووقاية من الشهوات .. كما قال "فعليه بالصوم فإنه له وجاء" [رواه أبو داوود وصححه الألباني]
وقد كان النبي يصوم شعبان كله إلا قليلاً إستعدادًا لرمضان، فليكن صومك في هذا الشهر مثل صوم نبي الله داوود؛ أن تصوم يومًا وتُفطر يومًا أو تصوم يومين وتُفطر يوم.
خامسًا: شهر القرآن .. فقد كان السلف يغلقون دكاكينهم في هذا الشهر وينكبوا على قراءة القرآن فيه .. فليكنّ لك فيه ختمة أو اثنتين في هذا الشهر.
سادسًا: عليك بعلو الهمة .. قمّ وتيقظ .. عليك أن تدخل رمضان بهمة قوية وبإرادة صلبة لكي تُحقق هذه الأهداف.
ولا تمنن تستكثر .. فإنك مهما فعلت من طاعات، فهي لا تساوي شيئًا في جنب الله الكريم.
لابد أن تنقطع لطاعة ربَّك في هذا الشهر العظيم، حتى يُرفَّع عملك وأنت على طاعة الرحمن،،
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________