عنوان الموضوع : **لنأخذ الكتاب بقوة كلما ضعفت الهمم** -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
**لنأخذ الكتاب بقوة كلما ضعفت الهمم**
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وبعد ..
لنتذكر أحبتي قول البارئ معا:
(يـــا يحيــى خـــذ الكتـــاب بقـــوة )
كلما ضعفت همتنا....
فلنستمتع بتفسيرها معاً :
قال تعالى :< يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا > (12)
*********
قال ابن كثير يرحمه الله :
وأن الله علمه الكتاب وهو التوارة التي كانوا يتدارسونها بينهم, ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار, وقد كان سنه إذ ذاك صغيراً فلهذا نوه بذكره وبما أنعم به عليه وعلى والديه فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة} أي تعلم الكتاب بقوة أي بجد وحرص واجتهاد {وآتيناه الحكم صبياً} أي الفهم والعلم والجد والعزم والإقبال على الخير والإكباب عليه والاجتهاد فيه وهو صغير حدث, قال عبد الله بن المبارك: قال معمر: قال الصبيان ليحيى بن زكريا: اذهب بنا نلعب, فقال: ما للعب خلقت, فلهذا أنزل الله {وآتيناه الحكم صبياً}.
^^^^
قال القرطبي يرحمه الله :
قوله تعالى: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة" في الكلام حذف؛ المعنى فولد له ولد وقال الله تعالى للمولود: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة" وهذا اختصار يدل الكلام عليه و"الكتاب" التوراة بلا خلاف. "بقوة" أي بجد واجتهاد؛ قاله مجاهد. وقيل العلم به، والحفظ له والعمل به، وهو الالتزام لأوامره، والكف عن نواهيه؛ قاله زيد بن أسلم؛ وقد تقدم في "البقرة". "وآتيناه الحكم صبيا" قيل: الأحكام والمعرفة بها. وروى معمر أن الصبيان قالوا ليحيى: اذهب بنا نلعب؛ فقال: ما للعب خلقت. فأنزل الله تعالى "وآتيناه الحكم صبيا" وقال قتادة: كان ابن سنتين أو ثلاث سنين. وقال مقاتل: كان ابن ثلاث سنين. و"صبيا" نصب على الحال. وقال ابن عباس: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيا. وروي في تفسير هذه الآية من طريق عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني آدم يأتي يوم القيامة وله ذنب إلا ما كان من يحيى بن زكريا). وقال قتادة: إن يحيى عليه السلام لم يعص الله قط بصغيرة ولا كبيرة ولاهم بامرأة. وقال مجاهد: وكان طعام يحيى عليه السلام العشب، كان للدمع في خديه مجار ثابتة.^^^^
قال الطبري يرحمه الله :
القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {يَيَحْيَىَ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً * وَحَنَاناً مّن لّدُنّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }.
يقول تعالـى ذكره: فولد لزكريا يحيى, فلـما ولد, قال الله له: يا يحيى, خذ هذا الكتاب بقوّة, يعنـي كتاب الله الذي أنزله علـى موسى, وهو التوراة. بقوّة, يقول: بجدّ. كما:
17740ـ حدثنا الـحسن, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا معمر, عن قتادة, فـي قوله: خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ قال: بجدّ.
17741ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثنـي الـحارث, قال: حدثنا الـحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ قال: بجدّ.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.
وقال ابن زيد فـي ذلك ما:
17742ـ حدثنـي به يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: يا يَحْيَى خُذِ الكِتابَ بِقُوّةٍ قال: القوّة: أن يعمل ما أمره الله به, ويجانب فـيه ما نهاه الله.
قال أبو جعفر: وقد بـيّنت معنى ذلك بشواهده فـيـما مضى من كتابنا هذا, فـي سورة آل عمران, فأغنى ذلك عن إعادته فـي هذا الـموضع.
وقوله: وآتَـيْناهُ الـحُكْمَ صَبِـيّا يقول تعالـى ذكره: وأعطيناه الفهم لكتاب الله فـي حال صبـاه قبل بلوغه أسنان الرجال. وقد:
17743ـ حدثنا أحمد بن منـيع, قال: حدثنا عبد الله بن الـمبـارك, قال: أخبرنـي معمر, ولـم يذكره عن أحد فـي هذه الاَية وآتَـيْناهُ الـحُكْمَ صَبِـيّا قال: بلغنـي أن الصبـيان قالوا لـيحيى: اذهب بنا نلعب, فقال: ما للعب خُـلِقتُ, فأنزل الله: وآتَـيْناهُ الـحُكْمَ صَبِـيّا.
^^^^
قال الشوكاني يرحمه الله :
وله: 12- "يا يحيى" ها هنا حذف، وتقديره: وقال الله للمولود يا يحيى، أو فولد له مولولد فبلغ المبلغ الذي يجوز أن يخاطب فيه، فقلنا له يا يحيى. وقال الزجاج: المعنى فوهبنا له وقلنا له يا يحيى. والمراد بالكتاب التوراة لأن المعهود حينئذ، ويحتمل أن يكون كتاباً مختصاً به وإن كنا لا نعرفه الآن، والمراد بالأخذ إما الأخذ الحسي أو الأخذ من حيث المعنى، وهو القيام بما فيه كما ينبغي، وذلك بتحصيل ملكة تقتضي سهولة الإقدام على المأمور به، والإحجام عن المنهي عنه، ثم أكده بقوله: "بقوة" أي بجد وعزيمة واجتهاد "وآتيناه الحكم صبياً" المراد بالحكم الحكمة، وهي الفهم للكتاب الذي أمر يأخذه وفهم الأحكام الدينية، وقيل هي العلم وحفظه والعمل به، وقيل النبوة، وقيل العقل، ولا مانع من أن يكون الحكم صالحاً لحمله على جميع ما ذكر. قيل كان يحيى عند هذا الخطاب له ابن سنتين، وقيل ابن ثلاث.
^^^^
قال السعدي يرحمه الله :
دل الكلام السابق ، على ولادة يحيى ، وشبابه ، وتربيته ، فلما وصل إلى حالة يفهم فيها الخطاب ، أمره الله أن يأخذ الكتاب بقوة ، أي : بجد واجتهاد ، وذلك بالاجتهاد في حفظ ألفاظه ، وفهم معانيه ، والعمل بأوامره ونواهيه ، هذا تمام أخذ الكتاب بقوة ، فامتثل أمر ربه ، وأقبل على الكتاب ، فحفظه وفهمه ، وجعل الله فيه من الذكاء والفطنة ، ما لا يوجد في غيره ولهذا قال :
" وآتيناه الحكم صبيا " ( و ) آتيناه أيضا.
******
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________