عنوان الموضوع : العرس الجزائري التقليدي
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

العرس الجزائري التقليدي






سأحملكم معي اليوم للتوغل في تفاصيل العرس الجزائري الذي لا يكتمل في العاصمة الجزائرية الا بدق الزرنة وهي موسيقى شعبية منشؤها القصبة العريقة التي لاتزال الى غاية اليوم تحتفظ بهندستها التركية الاصيلة وزخرفتها الاسلامية الراقية والوانها الباهية التي تأسر عيون الناظرين.


*** الخطبة ثم 'التبــــــــــق' ***

في العادة وفورما يعجب الشاب بالفتاة التي يريدها زوجة له، تقصد والدته بيتها مباشرة لخطبتها وبقبول اهلها تعلن أمام الملأ مخطوبة لفلان، ولترسيم الخطبة يهدي الخطيب لخطيبته خاتما، كانت تأخذه الأم إلى الفتاة لتلبسها اياه ويطلق على الهدية هدية 'تملاك' اي ان الفتاة من الان فصاعدا مستباحة لفلان.
العادة هذه لاتزال هي الطابع الغالب في المدن الجزائرية، غير أنها زالت في المدن الكبرى التي اصبحت فيها الخطبة تتم في حضور الخطيب الذي يلبس خطيبته الخاتم مباشرة في حضور عدد معتبر من المعازيم الذين يشاهدون الخطيبين وهما يقطعان بعضا من قالب الحلوى دليلا على اتفاقهما على تقاسم حلو الحياة ومرها.
واثناء حفل الخطوبة هذا، يقدم الخطيب لخطيبته العديد من الهدايا في طبق وردي اللون ومزين بمختلف أنواع الورود ويحمل بين ثناياه العديد من انواع العطور والصابون والحناء والشمع وقوالب السكر بالاضافة الى علب ماكياج وملابس داخلية وملابس للخروج وطقم من الذهب الخالص، فيما تستقبل العروس الكثير من الهدايا من أقاربها وزميلاتها وجاراتها.


*** سنوات 'الحايك' ***

وكان الطبق هذا او ما يطلق عليه بالعامية الجزائرية 'التبق' يضم ايضا 'الحايك المرمى والعجار'، والحايك المرمى هذا هو قطعة قماش بيضاء مطرزة على الحواشي كانت النساء الجزائريات خصوصا العاصميات ترتدينها حتى نهاية الثمانينات التي شهدت اختفاء هذا اللباس، بعد أن حلت محله الالبسة العصرية التي صممت للمرأة الجزائرية مختلف اشكال وانواع الحجاب.
وتلف المراة الجزائرية 'الحايك' هذا على جسدها كله بطريقة لا يظهر منه شيء، كما تضع على أنفها 'العجار' وهو شبيه بالبرقع لكنه من قماش ابيض مطرز على شكل مثلث.

*** سباق للجلوس وراء العروس ***


وترقص النسوة يوم الخطوبة الذي تنتشي فيه الخطيبة خصوصا امام قريناتها، فتراها فرحة بالهدايا التي تلقتها من خطيبها وتنتهي الحفلة بعد ان تقسم الحلويات ويقطع باقي قالب الحلوى الذي يوزع هو الاخر على جميع المدعوين، فيما تسرع الفتيات العازبات الى الجلوس في مكان العروس املا في ان يكون الدور المقبل لاول واحدة تجلس مكانها او تلبس خاتم خطوبتها.
ويتفق الرجال في الجهة المقابلة على العديد من النقاط التي تضبط العرس فتتم قراءة الفاتحة في حضور امام معروف ثم يتم تحديد مهر العروس على حسب طلب اهلها، بحيث يتغير من عائلة إلى عائلة وفق المستوى الاجتماعي واخيرا ينتهي الجمعان الى تحديد موعد العرس الذي تزف فيها العروس لعريسها.


*** وسباق ماراثوني آخر لشراء الجهاز ***

بمجرد إعلان موعد العرس تنطلق العروس في سباق ماراثوني لتجهيز نفسها فتراها تتجول من سوق لآخر بغية الظهور في احلى حلة، وتنتقل من خياطة لاخرى طلبا للجودة والشياكة التي تنشدها، خصوصا حتى لا تظهر اقل مستوى من جاراتها أو زميلاتها، فتلجأ إلى شراء 'جبة الفرقاني' وهي دراعة من قماش القطيفة غالبا ما تكون حمراء أو سوداء أو زرقاء داكنة ومرصعة بالخيوط الذهبية في أشكال مختلفة، أحايين مصورة ورودا وأحايين أخرى طاووسا على حسب النموذج الذي تختاره العروس.

جبة الفرقاني غالية الثمن جدا مقارنة بدخل الجزائريين فسعرها لا يقل عن ال600 دولار ومع ذلك تقتنيها العروس التي لا تتوانى أبدا في الدفع ما دامت سمعتها على المحك، بالإضافة إلى ذلك فهي تشتري الكاراكو وهو عبارة عن سترة من القطيفة السوداء المرصعة بالخيوط الذهبية وتلبس مع تنورة بيضاء مصفوفة 'بليسي'.
العروس أيضا تقتني ليوم عرسها المنصورية وهي دراعة من الغرب الجزائري وبالتحديد من تلمسان وتشبه في كثير من الأحيان اللباس التقليدي المغربي فهي طويلة ومن قطعتين وتزيد من تلبسها جمالا ورونقا بالإضافة إلى فستانين للسهرة والفستان الرسمي القبائلي المطرز بمختلف الألوان.

كما تلبس العروس الجزائرية أيضا الدراعة الوهرانية وهي عبارة عن فستان طويل مطرز بالخرز.ولان العولمة فعلت فعلتها، فالجزائرية لم تعد تكتفي بالأزياء المحلية ولكنها تخطت الحدود وصار عرسها لا يكتمل إلا بارتدائها الصاري الهندي والزي البنجابي وبكل الإكسسوارات المرافقة لها، من الحناء على مستوى اليدين إلى الحلق الذي يوضع على مستوى الأنف حتى انك تخالها هندية أو بنجابية من شدة إتقانها لطريقة لبس هذا الزي الغريب والجديد على منطقة المغرب العربي كلها و لقد فصلنا بالموضوع في تحضيرات العروس بالجزء الثاني .


ولا تنسى العروس على الإطلاق اقتناء عدد كبير من الوسادات وبأشكال وألوان مختلفة، زيادة على الصالون المغربي والستائر والزرابي والأفرشة الصوفية وعدد آخر من مستلزمات ديكور البيت الزوجي الذي يؤثثه الرجل بأكمله، إن كان يعيش بمفرده، أو يوفر على الأقل اكسسوارات غرفة النوم من شراشف ولواحق إن كان يعاني من أزمة سكن ويقيم مع والديه مثلما هي حال غالبية الجزائريين و قد فصلنا بالموضوع سابقا بشكل منفصل حينما تكلمنا عن تحضيرات العروس بالجزء الأول.
https://www.hayah.cc/forum/imgcache/29381.png
https://esyria.sy/sites/images/qunayt...9_08_16_40.jpg

***تحضير الحلويات ***

بمجرد أن تكتمل العروس الجزائرية من تحضير الأزياء التي ترتديها يوم العرس، تتوجه برفقة أمها وأخواتها إن وجدن وعلى مقربة من موعد الزفاف، إلى تحضير الحلويات، وفي الغالب يحضر الجزائريون حلويات البقلاوة والسكندرانيات و المشوك ومقروط اللوز والمقروط المعسل والعرايش وكلها حلويات تصنع من اللوز والفستق والبندق، و تتفنن العائلات في تقديم الأحسن والأرقى منها خلال حفلة العرس، بحيث توظب في علب أو في أطباق زجاجية منفردة، تحمل كل واحدة منها أربع قطع حلوى وتزين بالأشرطة الملونة وتسلم للمعازيم أثناء الحفلة.

https://r28.imgfast.net/users/2812/42...m/assort10.jpg
*** حفلة العروس ***

لقد انتهت الترتيبات وجاء يوم العرس.تستيقظ العروس برفقة أهلها باكرا وفيما تذهب هي إلى الحلاقة (الكوافيرة) لتصفيف شعرها
عرس جزائري تقليدي

، تسارع الأم إلى إعداد وجبة الإفطار التي يدعى إليها المقربون و تحتوي على شربة الفريك وطاجين الزيتون واللحم الحلو والكبد المشرملة والدولمة وكلها أطباق تقليدية جزائرية.
في حدود الساعة الثانية والنصف بعد الزوال تكون العروس قد وصلت الى بيتها وتناولت الغداء وتستعد 'للتصديرة' والتصديرة هي كلمة بالعامية الجزائرية وتعني عرض الأزياء الذي ستقدمه أمام الحضور وبوصلات غنائية تناسب الفستان والجهة الجغرافية التي ينتمي إليها.


تدخل العروس مرتدية تاييرا ابيض مطرزا يعلوه برنوس ابيض ومطرز هو الآخر، لتمر بين النسوة ثم تجلس بينهن على أريكة زينت وحضرت لها لتستمتع بوصلة غنائية ترافقها رقصات الفتيات اللواتي يتسابقن للفت انتباه النسوة، علهن يفزن بعريس هن الأخريات، فتراهن يتمايلن لإبراز مفاتنهن بغية خطف الأنظار.
تخرج العروس لتعود مرة أخرى مرتدية ثوبا آخر من الأثواب التي اقتنتها سلفا، لتنتهي الكوكبة بلبس الفستان الأبيض وهنا تدعوها الفتيات إلى الرقص وسط القاعة، وغالبا ما يكون أخوها هو من يراقصها.وفي بعض المناطق الجزائرية وعلى الخصوص الشرقية منها ترمي العروس على الحضور قطعا من الحلوى والجوز والفستق دليلا على فرحها وأملها في أن يفرح الجميع معها.

https://2b.img.v4.skyrock.net/2b3/alg...6606_small.jpg
وأثناء ذهاب العروس لتغيير زيها وعودتها، تقدم للحضور في البداية عدد من الأكلات المملحة رفقة العصير، بعدها يتم تقديم المثلجات فتليها القهوة رفقة الحلوى وأخيرا يقدم الشاي رفقة حلوى خاصة، تدعى 'سيجار' وهي عبارة عن عجينة ملفوفة في شكل سيجار ومحشوة بالمكسرات.
ولا تنسى سيدة العرس أن تخصص علبا من الحلوى للأطفال الذين يتسابقون هم الآخرون لأخذ صور تذكارية مع العروس أثناء الحفلة.


*** طريقة الاحتفال ***

يقام الحفل حاليا في وقتنا الراهن بقاعة الحفلات المخصصة لذلك و المجهزة بكل ما يتطلبه الحفل من مكان خاص بالعروسة مزين و متميز و سط القاعة إلى الطاولات و الكراسي الخاص بالمعازيم إلى الأواني المختلفة التي يقدم فيها الأكل و كافة المشروبات و هناك من يفضل إقامة العرس ببيته لو رأى ان بيته يتسع للضيوف و مناسب لإقامة الحفل و لكل ظروفه و إمكانياته المادية و ذوقه الخاص

يكون الاحتفال عبر مختلف مراحل الزفاف ** يوم الخطبة - ليلة الحنة - يوم الزفاف - يوم الصباحية ** وسط أنغام الدي جي d.j الذي يسمع صوته عبر كامل الحي الذي تنطلق منه اجمل الكوكتيلات للموسيقى الجزائرية بين أنغام الحوزي العاصمي إلى الأغنية الشاوية و السطايفية الشرقية و الإيقاع القبائلي السريع إلى الراي و الطابع المغربي بالغرب إلى الغناء النائلي المشهور بمنطقة الجلفة - المسيلة - بوسعادة و كل هذا التنوع يضيف على حفل الزفاف اجواء من الفرحة و الغبطة و السرور حيث تتراقص النسوة خصوصا الصغيرات سنا على تلك الأتغام الإيقاعية الجميلة


*** وصول موكب العرس ***
ينتهي العرس في بيت والدي العروس في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، حيث ينصرف المعازيم وتحضر العروس نفسها للانتقال إلى بيت زوجها في الغد.
وببزوغ الشمس تتوجه العروس إلى الحلاقة مرة أخرى، وتعود إلى بيتها في انتظار موكب العرس الذي سيقلها إلى بيتها الجديد..
على طول الطريق تتسابق السيارات المزينة بكل
الألوان في إطلاق صفاراتها.وتجلس إلى جانب العروس في الغالب خالة العريس أو أخته وتقدم لها وهي تهم بدخول البيت الجديد مستبقة رجلها اليمنى، كأسا من الحليب وحبات من التمر أو 'الدقلة' مثلما تسمى محليا دليلا على بداية العشرة بينها وبين عائلة زوجها.
ترتاح العروس ثم تتأهب 'للتصديرة' من جديد ولكن هذه المرة في بيت زوجها وتكون أحيانا مرفوقة بسلفاتها إن كن عروسات جديدات، فتجدهن يتماشين بين النسوة وهن يختلن بما غلا من المجوهرات الذهبية والألبسة الفاخرة.
ولا ترتدي العروس الجزائرية الحلي الفضية إلا مع اللباس القبائلي، الذي يشترط هذا النوع من المجوهرات التي تشتهر صناعتها في منطقة بني يني في تيزي وزو وتقيم لها احتفالية سنوية يستعرض فيها الصانعون احدث الموديلات، التي تتسابق النسوة على اقتنائها.
فور ما تنتهي الحفلة، يأخذ العريس عروسه في جولة يرافقهما الكثير من السيارات وتكتمل بولوج باب الفندق الذي يختاره الشريكان لقضاء أول ليلة لهما مع بعض.

*** 'الحزام' في الصباحية ***

لا يكتمل العرس الجزائري إلا ب'الحزام'. والحزام يقام مساء يوم الجمعة أي بعد يوم واحد من الدخلة وفيه ترتدي العروس 'جبة الفرقاني' وتحزم بوشاح ذهبي على مستوى خصرها، لترقص وسط جموع النسوة ثم توزع عليهن الحلويات الملبسة، بعد أن تكون والدتها قد أحضرت لبيت العريس قصعة كبيرة من الكسكسي مزينة باللحم والبيض والحمص والكوسى فيما تحرص أم العروس على تحضير أكل من نوع خاص يجمع العديد من الأطباق الجزائرية الشهيرة، يقدم للمعازيم برفقة الكسكسي.


*** 'حنة' العريس ***

وإذا ما كان هذا شأن العروس فالعريس أيضا يقيم احتفالية ليلة الأربعاء، يطلق عليها تسمية 'الحنة' وفيها يضع له أصدقاؤه الحنة على مستوى اصابعه. ويتناول الحاضرون الكسكسي باللحم، تراهم يطلقون العنان لأجسادهم كي تعانق الموسيقى في جو بهيج الى غاية منتصف الليل.
ويفضل الكثير من الجزائريين وعلى الخصوص الامازيغ ذبح بقرة لتحضير وجبات المعازيم، فيما يفضل آخرون وعلى الخصوص في المناطق الوسطى من الجزائر لحم الضأن، فيذبحون من ثلاثة إلى خمسة كباش.
*** زواج ليلة .. تدبيره عام ***

على الرغم من المصاريف الكبيرة التي يتكبدها العريس والعروس على السواء في تحضير العرس، فلا احد منهما يتراجع عن الدفع في سبيل تحقيق سعادته، لأنها لحظات لا تنسى والكثير والكثيرات ممن عزفوا ندموا كثيرا، لأنهم فضلوا تجاوز العرس التقليدي واختصار العرس في الفستان الأبيض وسط حضور ضيق.

لم اسرد التفاصيل الدقيقة للعرس الجزائري ولكنها لمحة عابرة على واحدة من أروع التقاليد التي يفتخر بها الجزائريون لأنها تعبر عن وحدتهم فهي سواء في الغرب كما في الشرق وفي الجنوب كما في الشمال، وفي كل الأحوال ظروفها توافق ما تقوله الجدات في كل جهات الجزائر 'زواج ليلة، تدبيره عام' أي أن حفلة الزواج الذي تستغرق ليلة واحدة تتطلب سنة كاملة من التحضيرات والترتيبات.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


يعيطك العافية حبيبتى لتعبك بالموضوع لكن الموضوع مكرر غاليتى
اكثر من مرة طرح
العذر والسمووحه منكى حبوبة




__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________