عنوان الموضوع : عمل الــــــــمرأة ماله وما عليـــــــــــه، ((بنظرة تأصيلية شرعية)) من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

عمل الــــــــمرأة ماله وما عليـــــــــــه، ((بنظرة تأصيلية شرعية))





كثر الحديث عن عمل المرأة في الآونة الأخيرة كثرة ملفتة للنظر، وتكاد لا تخلو صحيفة من طرح لهذه القضية على اختلاف وجوه الطرح وتفاوت الأفكار، ولتزاحم المسئوليات الكثيرة على المرأة عند عملها خارج المنزل. لذا سنطرح موضوع (عمل المرأة) بنظرة تأصيلية شرعية، وذلك لضرورة ظهور الرأي الصحيح حول عمل المرأة الذي ينطلق من خلال نصوص الشريعة (دون إفراط أو تفريط). وذلك من خلال العناصر التالية:

1- تعريف العمل في اللغة والاصطلاح والاقتصاد. (محذوف)
2- الأدلة الدالة على ترغيب الإسلام في العمل. (محذوف)

3- الأدلة الدالة على عمل المرأة.
4- أقسام عمل المرأة:
أ‌- بيتها، والأدلة الدالة عليه.
ب‌- خارج المنزل.
5- ضوابط خروج المرأة للعمل.


ثالثاً، الأدلة الدالة على عمل المرأة:
====================
من الكتاب:
1- قال سبحانه وتعالى: {لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ } ، فالآية تقرر حق الاكتساب للمرأة.
2- قال تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } ، فدلت الآية على جواز خروج المرأة للعمل إذا احتاجت لذلك عند عدم أو عجز الرجل المعيل. كما دلت على إنها إذا خرجت للعمل محتاجة فعليها ألا تختلط بالرجال.

من السنة:
1- ما أخرجه الشيخان من حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا" قال: فكن يتطاولن أيهن أطول يدا. قال: فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق" رواه مسلم .
2- وأخرج البخاري من حديث سهل بن سعد أن امرأة جاءت ببردة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "يا رسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها وإنها لإزاره".
3- وأخرج مسلم أيضاً من حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : "من غرس هذا النخل؟ أمسلم أم كافر؟ فقالت: بل مسلم. فقال: لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة".


رابعاً، أقسام عمل المرأة:
==============
يمكن تقسيم عمل المرأة إلى قسمين:
1- القسم الأول: داخل بيتها (عمل المرأة الأساس):
لقد أكرم الإسلام المرأة وحملها مسئولية من العمل لا يمكن للرجل أن يقول به، كما أن للرجل دورا لا تستطيع المرأة القيام به، لأن الحياة قائمة على التخصص، وإهمال كل منهم لدوره واشتغاله بعمل الآخر تضييع للجهود وإهدار للطاقات، بل وقبل ذلك جلب للأضرار والمفاسد. والقيام بشؤن المنزل ورعايته من الأعمال الموكولة إلى المرأة. أخرج مسلم من حديث أسماء بنت أبي بكر قالت: "تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه، قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مئونته وأسوسه وأدق النوى لناضحه وأعلفه وأستقي الماء وأخرز غربه وأعجن". وهذه فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم تشتكي من تأثير الرحى في يدها وتطلب خادماً يساعدها على هذه الأعمال فيرشدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم تسبحين الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين وتكبرين أربعاً وثلاثين حين تأخذين مضجعك". وهذا يصل بناء على أن الأصل قرار المرأة في بيتها.يدل على ذلك: قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } . وقوله صلى الله عليه وسلم : "المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها".وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأم حميد الساعدية لما جاءته تستأذنه في الصلاة معه، فقالت له: "إني أحب الصلاة معك" فقال: "قد علمت، وصلاتك في بيتك خير لك، من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجد الجماعة".ولما قيل له صلى الله عليه وسلم : هل على النساء من جهاد؟ قال: "جهاد لا قتلا فيه الحج والعمر". قال ابن حجر: "وإنما لم يكن الجهاد واجبا عليهن لما فيه من مغايرة المطلوب منهن، من الستر ومجانبة الرجال، فلذلك كان الحج أفضل لهن من الجهاد". قال الشيخ ابن باز – رحمه الله - : (وقد سمي الله مكث المرأة في بيتها قرارا. وهذا المعنى من أسمى المعاني الرفيعة، ففيه استقرارا لنفسها وراحة لقلبها وانشراح لصدرها، فخروجها عن هذا القرار يفضي إلى اضطراب نفسها وقلق قلبها وضيق صدرها وتعريضها لما لا تحمد عقباه). فهذا يدل على أن قرار المرأة في بيتها هو الأصل، مع ممارسة لمسئوليتها المناطة بها سواء كان لأبنائها أو لزوجها، ويسمى عملا، ولا يصح تهميشه، بل هو أفضل الأعمال التي تؤجر عليها المرأة وهي الوظيفة الأساس لها.

2-القسم الثاني: عملها خارج المنزل:
وعلى ما ذكرنا من التأصيل السابق، وأن الأصل في قرار المرأة في بيتها وأن الدور الأساس للمرأة تربية أبنائها ورعايتهم، فإن الإسلام لم يمنع المرأة من الخروج، وإنما سمح لها بالخروج لأغراض كثيرة منها ما هو تعبدي محض كالصلاة والحج، ومنها ما هو من شؤونها الخاصة كالشراء ولوازمها وقضاء حاجاتها إذا لم يوجد من يقوم بذلك، ومنها ما هو لنفع نفسها ونفع المجتمع كالتعليم والتعلم والتطبيب لبنات جنسها، وقد اشتهرت عائشة رضي الله عنها بسعة عملها ورجاحة عقلها.قال عروة بن الزبير: (ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة رضي الله عنها ).كما نالت حفصة رضي الله عنها شرف حفظ النسخة الأولى للقرآن الكريم وعندما أراد الخليفة عثمان رضي الله عنه جمع القرآن الكريم ونسخه في المرة الثانية في عدة مصاحف استعان على ذلك بتلك النسخة ثم أعادها. ومن الأمثلة التاريخية في حياة المرأة المسلمة العاملة خارج البيت ما يلي:
ما أخرج من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: طلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "بلى فجذي نخلك فإنك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفاً". فدل ذلك على جواز خروج المرأة للحاجة. وبهذا يتبين سماحة الإسلام في الإذن للمرأة بالخروج للعمل عندما تقضي بذلك الأحوال. وما روت أسماء رضي الله عنها قالت: "كنت أنقل النووي من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي على ثلثي فرسخ" فيفهم من الحديث جواز مساعدة المرأة لزوجها بالعمل ولو خارج المنزل.ولعل من الشواهد على ذلك قصة بنتي صاحب مدين، قال تعالى مخبراً عنهن: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ }.لقد أصر الداعون إلى خروج المرأة على تسميتها (عاملة) وذلك يشير من طرف خفي إلى أن ما سواها عاطلة وذلك إيحاء نفسي مقصود. وتلك مغالطة مكشوفة، فهل مجرد الخروج إلى العمل يستحق صاحبه أن يوصف بأنه عامل؟وهل أعمال البيت ومسئولياته العظيمة أقل من أن يصدق على من يقوم بها بأنه عامل؟ وهل حقا أن النشاط المنزلي المتعدد يخرج من دائرة العمل المنتج والمهم للفرد والمجتمع؟وهل المقصود بالعمل كسب الأجر المادي فقط؟ وبتأمل تعريف العمل نجد أن عمل المرأة داخل بيتها يدخل دخولاً أولياً ضمن مفهومه بمعناه اللغوي والاصطلاحي والاقتصادي. ويؤكد ذلك تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 1985م (القيمة الاقتصادية لعمل المرأة في البيت) فيقول: (لو أن نساء العالم تلقين أجوراً نظير القيام بالأعمال المنزلية، لبلغ ذلك نصف الدخل القومي بكل بلد. ولو قامت الزوجات بالإضراب عن القيام بأعمال المنزل لعمت الفوضى العالم.. ثم قال: ولو حدث هذا الإضراب فسيقدر العالم أجمع القيمة الهائلة لعمل المرأة في البيت). ثم يمضي التقرير فيقول: (عمل المرأة المنزلي غير منظور لدى الكثيرين.. وإن المرأة لا تتلقى أجراً نظير القيام بهذا العمل. أن هذا العمل حيوي وعلى جانب عظيم من الأهمية غير أن هذه الساعات الطويلة من عناء المرأة في المنزل لا يدركه الكثيرون لأنه بدون أجر). ولكي نجعل الأمر أكثر وضوحاً نتساءل عن رأي أصحاب هذا المصطلح في المعلمات والمربيات والطهاة والمضيفات والخدم ونحوهم ممن يعملون بأجر في المنازل أو خارجها، هل يشملهم مفهوم للعمل أم لا؟ أحسبهم لا يجيبون إلا بنعم. لذا فإننا نقول إن المرأة في بيتها بكل هذا وزيادة، فلماذا لا يشملها مفهوم العمل عندهم؟ !


خامساً، ضوابط خروج المرأة للعمل:
====================
1- أن يكون هذا العمل مما يتناسب مع طبيعة المرأة ويوافق أنوثتها. كالتعليم والتطبيب للنساء والإدارة لبنات جنسها.
2- أن يكون العمل في أصله مباحا.
3- إذن ولي الأمر في خروج المرأة لهذا العمل. لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء } ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "والرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته".
4- هل يؤدي الخروج للعمل إلى الإخلال بمهمتها الأولى، وهي تربية أبنائها ورعايتهم والعناية بهم، وعدم القيام بحقوق الزوج على أكمل وجه.
5- الالتزام بالحجاب الشرعي. قال تعالى: { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } وقال { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }.وجاء في رواية البخاري عن نساء الأنصار: (فشققن مروطهن فاختمرن بها).
وشروطه:
1- استيعاب جميع البدن ومنه الوجه والكفين والرجلين.
2- ألا يكون زينة في نفسه.
3- أن يكون صفيقاً لا يشف.
4- أن يكون فضفاضاً غير ضيق لئلا يصف ما ورائه.
5- ألا يكون مطيبا.
6- ألا يكون ثوب شهرة.
7- غض البصر قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }.وفي حديث جرير رضي الله عنه : "النظرة الأولى لك والثانية عليك" متفق عليه.
8- تجنب التبرج والسفور
9- عدم الاختلاط بالرجال :
الاختلاط هو مجال الفتنة ،وهمزة الوصل ،وقد حرمه الإسلام صيانة للعرض ،سواء كان ذلك في حقول العلم أو الدوائر الحكومية أو غيرها من المجالات ، واختلاط المرأة مع الرجل في ميدان العمل له تأثير كبير في انحطاط الأمة وفساد مجتمعها ، فمن المعروف تاريخيا عن الحضارات القديمة الرومانية واليونانية إن من أعظم أسباب الانحطاط والانهيار الواقع بها خروج المرأة من ميدانها الخاص إلى ميدان الرجال ومزاحمتهم مما أدى إلى فساد أخلاق الرجال وتركهم لما يدفع أمتهم إلى الرقي المادي والمعنوي .يدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للنساء بابا في مسجده ، وبين أن خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال وشرها أولها لقربها منهم. وهذا في أشرف الأوقات وأفضل الأماكن ،وفيه تنبيه إلى خطورة ذلك في غيره من الأماكن .وكان يعظ الرجال ثم يأتي النساء ويذكرهن ويأمرهن بالصدقة.ففيه دليل على فصل الرجال على النساء مجالي العلم. وكما حرم الإسلام الاختلاط بالرجال حرم خلوة الرجل الأجنبي بالمرأة الأجنبية ،قال صلى الله عليه وسلم : "لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " وقوله صلى الله عليه وسلم : "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم " متفق عليه. فتمنع المرأة من العمل إذا كان فيه اختلاط بالرجال أو خلوة بهم ،حتى ولو كان عملا نسائياً.
______________________________
كتبته، فاتن بنت محمد المشرف
1/3/1428 هـ

*ملاحظة، لإختصار الموضوع فقد:
تم حذف النقطة الاولى والثانية، لأنها تتكلم عن تعريف العمل وفضله في الاسلام.
تم اختصار القسم الأول في النقطة الرابعة،،(عمل المرأة الأساس).. لأن جزء منه يتحدث عن الامومة..
تم حذف الشرط الثامن من الضابط الخامس في النقطة الخامسة، والاكتفاء بذكر "تجنب التبرج والسفور"

:015: :015: :015:


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكوره اختي روائع الدرر على طرحك المميز

وكما اسلفتي اختي فقد اصبح هذا الموضوع يحتل مساحات شاسعه في وسطنا الأجتماعي نظرا لأهمية الأمر


__________________________________________________ __________

مشكورة يعطيك العافية
جزاك الله كل خير


__________________________________________________ __________

غاليتي Ana - 01 حفظها الله



أتحفتيني بمرورك العطر



روائع الدرر


__________________________________________________ __________

غاليتي donna latif حفظها الله



أتحفتيني بمرورك العطر



روائع الدرر


__________________________________________________ __________