عنوان الموضوع : الخشوع وحلاوة الإيمان -رمضنيات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الخشوع وحلاوة الإيمان
الخشوع وحلاوة الإيمان 1- قيام الليل
سلوى المغربي
دنى الرحيل وشارف الشهر على الانتهاء , ما أصعب تلك اللحظات التي يشعر فيها المرء بقرب رحيل من أحب ,
بل من كان بابا للخير عليه وسببا – إن أحسن استغلاله - في دخوله الجنة والعتق من النار ,
قرب الرحيل وإذ بالقلوب تنفطر حزنا على ضياع أي فرصة لم تستغلها لتقربنا من الجنة وتباعدنا عن النار ,
فمازالت الجوارح بعد تستعد لتنقية النفوس من المعاصي والآثام التي صبغتها بالران .
ولكن مازالت الفرصة سانحة لنيل النفحات في العشر الأهم من رمضان
التي يمنحها الله عز وجل للعبد المؤمن المحب لربه والذي يخشى عقابه من تتابع الذنب تلو الذنب .
فمازالت الدعوة متاحة للجميع فعلينا أن نسعى جاهدين في تلك الأيام إلى الوصول لدرجة الإيمان العالية ,
ولنستعين في ذلك بعد الله بالصحبة الصالحة التي تشد من أزرنا وتزيد من همتنا
وتسمو بأخلاقنا وتصل بقلبنا إلى التمتع بلذة العبادة , وياله من شعور لا يضاهيه أي شعور آخر من ملذات الدنيا .
إنه شعور ممزوج براحة النّفس، مع سعادة القلب وانشراح الصدر وشدة الارتياح أثناء العبادة ,
والتمنى بأن يقبض الله روح العبد الخاضع المتذلل له وحده وهو على هذه الحالة الإيمانية الرائعة التي لا يشعر بها باستمرار ,
ويسعى جاهدا لنيلها دائما.
فتكرار – هذه الحالة - والشعور بها يتفاوت من شخص لآخر , بل في الشخص نفسه من حالة إلى حالة نظرا لقوة الإيمان وضعفه .
نصارع الذنوب في الحياة الدنيا كما يصارع الغريق الأمواج الهالكة التي تودي بحياته ,
فالذنوب في القلب تضعفه وتهلكه , فلا يزال عليلا مضطربا إلى أن يجد ضالته المنشودة التي تنقذه من عثرته ,
وتخرجه من ظلمة المعاصي إلى نور الطاعة وحياة القلوب العامرة بذكر الله ,
قال تعالى : " أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها " الأنعام:122
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر .
فالقلب الصحيح كما جاء في شرح العقيدة الطحاوية :
" يؤثر النافع على الضار المؤذي , والقلب المريض: ضد ذلك , وأنفع الأغذية غذاء الإيمان , وأنفع الأدوية دواء القرآن،
وكل منهما فيه الغذاء والدواء , ومن علامات القلب الحي: أنه يشتاق إلى الذكر كما يشتاق إلى الطعام والشراب,
وأنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه غمه وهمه ، واشتد عليه الخروج منها ,
وأن يكون همه واحدا، وأن يكون في الله , ويكون أشح بوقته أن يضيع,
ومن علاماته أيضا : أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل ،
فيحرص على الإخلاص والنصيحة والمتابعة والإحسان ، هذه المشاهد لا يشهدها إلا القلب السليم ".
سئل بلال رضي الله عنه عن سبب صبره على الإيمان مع شدة تعذيبه وطرحه في رمضاء مكة الحارة فقال قولته المشهورة : مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مواطن يمتلأ فيها القلب بحلاوة الإيمان :
قيام الليل :
-من أراد تذوق حلاوة الإيمان عليه أن يجاهد نفسه ويصبر على الطاعة والمداومة على العبادة ,
فمن ذاق عرف , فتلمسها في ركعات في جوف الليل وحيدا بعيدا عن الدنيا وهموها ومشاغلها ومتاعها الزائل الفاني ,
ويجدها في سجدة بين يدي الله يتضرع فيها إلى مولاه داعيا راجيا أن يغفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر , سره وعلانيته ,
قال تعالى :" أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه "
يكابد الليل والشيطان الذي يسعى دائما أن ينتزع من روحه الهمم والمداومة للوصول إلى شرف المؤمن وعزه في الدنيا والآخرة ,
ففيه دواء القلوب والأبدان , وتلبية لأمر الرحمن , وشرف للمؤمن , ورفعة للدرجات , وتكفيرا للسيئات , كما أنه يورث في القلب الذل لله والتواضع .
روى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أتاني جبريل فقال : يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس ) . رواه الطبراني وصححه الألباني
حال السلف الصالح مع قيام الليل :
وصف العلامة ابن عبد الهادي قيام شيخ الإسلام ابن تيمية : " وكان في ليله منفرداً عن الناس كلهم خالياً بربه ،
ضارعاً مواظباً على تلاوة القرآن ، مكرراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية ،
وكان إذا دخل في الصلاة ترتعد فرائصه وأعضاؤه حتى يميل يمنة ويسرة " .
يقول ثابت البناني : كابدت الصلاة عشرين سنة واستمتعت بها عشرين سنة ,
وقال أبو سليمان الداراني رحمه الله " لأهل الطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا " ,
وقال الأوزاعي رحمه الله : " من أطال قيام الليل هوّن الله عليه وقوف يوم القيامة " .
في ظلمة الليل أناس نائمون ** ضموا الغطاء وهم بدفء ينعمون
في أجمل الأحلام هم يتلذذون ** ظنوا بهــذا أنهم يستمتعون
لكنهم هم يحرمون يحرمون ** من لذة الركعات في جوف السكون
عن خلوة قدسية هم نائمون ** عن موكب العبّاد هم يتخلفون
جربتها وعرفتها من ذاقها ** عرف السعادة ما تكون
فسر في طريق الرضوان والسعي لنيل أسباب السعادة في الدارين فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده المخلصين .
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________