عنوان الموضوع : الطلاق العاطفي : حياة اسرية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الطلاق العاطفي :
ويتمثل هذا النوع في «الطلاق العاطفي»، والذي يرتبط بطبيعة العلاقة العاطفية بين الزوجين تحديداً، وهو ما يجعله غير ظاهرٍ للعيان، إلى جانب إمكان وقوعه من دون انفصال الزوجين فعلياً.
تعرف استشارية الطب النفسي الدكتورة غادة الخولي، الطلاق العاطفي بأنه «حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض، على رغم وجودهما في منزل واحد، فهما في شبه انعزال عاطفي، ولكل منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر».
وتضيف: «يبقى رابط الزواج بينهما متمثلاً في الورقة الشرعية التي تعترف بزواجهما الفعلي، من دون النظر إلى وجود الأبناء أو حتى لسنوات العشرة الزوجية».
وتوضح الخولي في حديثها إلى «الحياة» أن «الزوجين الواقع بينهما مثل هذا النوع من الطلاق (الطلاق العاطفي) يعتقدان أنه يعكس عنهما أمام المجتمع، صورةً أفضل بدلاً من حدوث الطلاق الشرعي المؤدي إلى تبعات عدة».
وتشير الخولي إلى أن «غالبية النساء يفضلن الاستمرار في الزواج شكلياً، وعدم إنهاء العزلة الزوجية، لخوفهن من عواقب الطلاق الفعلي، خصوصاً ما يتعلق بمصير الأبناء والنفقة، وخلافهما من الأمور الموصولة إلى المحاكم».
وتقول: «استمرار هؤلاء النسوة في الصمت والابتعاد عن النقاش، مؤشرات لانعدام الرغبة في التفاهم الإيجابي ما بين الزوجين، على رغم أن التفاعلات والخلافات ظاهرة صحية في حال إصابة الحياة الزوجية بالطلاق العاطفي، كونها تعطي أملاً باعتراف أحد الطرفين بالخطأ وتفتح المجال للتقرب والاعتذار».
رغبات الأبناء
وحول تبعات الطلاق العاطفي على الأبناء وتأثيره عليهم، تقول الخولي: «يستغل الأبناء حال العزوف بين الأبوين في تحقيق مصالحهم الشخصية، فمثلاً عندما يرغب أحد الأبناء في اقتناء أمر ما، ويقابل برفض الأم، فإنه يلجأ إلى الأب لشراء ما يريد، أو عندما تمنع الزوجة طفلها عن حلوى معينة، ويحضرها الزوج للطفل، تنشأ متاهات بين الزوجين على حساب حصول الأبناء على رغباتهم».
وتتابع: «أثبتت دراسات الطب النفسي أن الطلاق العاطفي يؤثر على الأبناء بصورة أقوى من الطلاق الفعلي، لكون الزوجين يعيشان منفصلين، ولا يربطهما سوى حاجات الحياة الأسرية الاعتيادية غير المنتهية»، لافتةً إلى «حدوث نوع من الانفصال أو الانفصام في تفكير الأبناء نتيجة ذلك، وهو ما يؤثر على تعليمهم بصورة واضحة، إضافة إلى خلق أسرة مفككة تسودها المصلحة الشخصية، وكيفية استغلال الأبناء لعلاقة الأم والأب المتذبذبة في تحقيق متطلبات قد تضر بهم على المستوى الأخلاقي»، وتوضح: «50 في المئة من حالات الطلاق العاطفي تتطلب مساعدة وتدخلاً من الطبيب المعالج، شريطة البعد عن الطرف الآخر».
«الخيانة الالكترونية»
وتشير الخولي إلى أن «العصبية والخلافات الزوجية المتكررة مؤشرات على قرب وقوع الطلاق العاطفي، ودخول مرحلة الخطر، فالزوج في هذه الحال لا يكره زوجته ولا يحبها، ما يؤدي إلى إصابة حياتهما بالتبلد وظهور ما يعرف بالخيانة الالكترونية، والتي تتمثل في اللجوء إلى شبكة الإنترنت وإقامة العلاقات غير الشرعية من خلالها، ولا يمكن اعتبار تلبية متطلبات الحياة الزوجية الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى، دليلاً على التواصل العاطفي».
«صحوة» المرأة
وتعتبر الدكتورة الخولي أن «الصحوة التي تعيشها المرأة الآن، ومطالبتها بأبسط حقوقها في العيش لا تعني التمرد على الزوج، فنظام الحياة الأحادية السابق لابد أن يصبح ثنائياً بين كلا الزوجين لتمضي سفينة الحياة الزوجية من دون هضم لحقوق الآخر».
وتقول: «في التعامل الزوجي سابقاً، كانت غالبية التنازلات تأتي من المرأة فقط، إذ تؤمن لزوجها جميع متطلباته، بعيداً من قدرتها على ذلك، ما جعل الأسرة نظاماً يقوده طرف واحد».
وشددت الخولي على أهمية درس مفاتيح الشخصية لكلا الزوجين قبل ارتباطهما وبعده، «من الضروري إجراء دراسة قبلية وبعدية قبل الزواج فقد يتميز الزوج بالعصبية أو الزوجة بأنها مسرفة أو يكون أحدهما متعلقاً بالحياة الصاخبة، فالمذاكرة الزوجية مهمة لفهم طبيعة العلاقات»، وتبين:
«يظن الطرفان أن سيادة الحب والمودة والرحمة كفيلة بإزالة الخلافات أو تحريك حياتهما وذلك ليس صحيحاً، فالمودة والرحمة يبرران تأخر الزوج عن المنزل، وقضاء غالبية وقته مع الأصحاب والرفاق، فالحياة الزوجية معادلة من الحب والمودة، إضافة إلى تفاصيل الحياة اليومية التي تحتمل جميع الأوجه السلبية»، وتتابع: «يظن البعض أن كثرة عدد السنوات وطول العشرة بين الزوجين من أسباب إلغاء الخلافات، وهذا لا يحدث إلا بعد جهد كبير من الزوجين وبقرار منهما».
... «زواج الإنترنت» بين الرفض والشك!
أكدت الاختصاصية الاجتماعية منيرة العليان، أن «العلاقات التي تنشأ بين الجنسين من خلال شبكة الإنترنت، غالباً لا تؤدي إلى زواج فعلي، وتقتصر على الصداقة وربما أمور أخرى، مجمل نتائجها سلبية».
وقالت لـ»الحياة»: «يرجع ذلك إلى طبيعة المجتمع، وحداثة الثقافة الإلكترونية لدى أفراده، خصوصاً إذا ما كان مجتمعاً محافظاً كمجتمعنا السعودي».
وتضيف: «الغالبية ترفض انعقاد زواج شرعي بين الطرفين، إذا ما كانت فصوله قد بدأت عبر الشبكة العنكبوتية، حتى أن الطرفين نفسهما قد يرفضانه، أو يشكك كل منهما في أخلاقيات الطرف الآخر».
وتشير العليان إلى أن «النتائج الأولية وغير الرسمية للدراسة التي أعكف على إنهائها حالياً، وتدور حول إمكان نجاح واستمرار الزواج المنبثق عن التعارف عبر الإنترنت، كشفت لي مدى رفض الكثيرين من أفراد المجتمع من كلا الجنسين لمجرد حتى طرح الفكرة».
وتتابع: «حتى أولئك الذين رحبوا بالفكرة، أكدوا أن شكوكهم في الطرف الآخر ستكون مرتفعةً، مقارنةً بالزواج الجاري وفق التقاليد والعادات أو حتى صداقات الواقع».
وتوضح: «لا يعني ذلك الحكم بفشل أي علاقة زوجية نابعة في أصلها من «الإنترنت»، فربما يحالفها التوفيق أيضاً، خصوصاً أن هناك حالات أكدت لي نجاحها في استمرار هذا النوع من الزواج في ما بينهم، وأرجعوا ذلك إلى جدية العلاقة في بدايتها، والقدرة على فهم الآخر».
وحــــول رأيها في مــــواقع الإنترنت المخـــــصصة لطلبات الـــزواج، وفـــــرص نجاحها، قالت: «للأسف إن كــــــثيراً منها لا تــــقوم على الجــــدية، وينقصها إشراف متخصصين عليها، ولهذا وجدت أن غالبية إجابات الاستطلاع يخص أحد محاور دراستي، حول الثقة بمثل هذه المواقع، وشمل فئات عمرية نسائية ما بين 28 و39، أجمعت على غياب الرغبة الصادقة في الكثير من طلبات الزواج، واقتصارها على البحث عن العلاقات العابرة والموقتة».
من جهتها، ترفض الطالبة الجامعية سارة سعود فكرة ارتباطها بشخص، نتيجة التعارف عبر الإنترنت، وتقول لـ»الحياة»: «لا يمكن أن أتزوج بهذه الطريقة، لقناعتي بأن محادثتي للذكور عبر برامج المحادثة لا تتجاوز أمور العمل أو الصداقة الإلكترونية التي تخفي عالمي الحقيقي عمن أحادثهم».
وتضيف: «كما أنني لا يمكن أن أثق بمن أمامي، خصوصاً مع علمي بمراسلته لغيري من الفتيات من خلال الإنترنت»، مشيرةً إلى أنها «تفضل زوجاً حقيقياً لا إلكترونياً».
فيما تؤكد فاطمة عبدالله (32 عاماً) أن «دخولي لمواقع الزواج، كان بنصيحة إحدى الصديقات التي شجعتني على التسجيل فيه، بحثاً عن الزوج المناسب».
وتقول لـ»الحياة»: «لم أجد ما يقنعني فيها، على رغم مضي نحو 3 أعوام على مشاركتي فيها، إذ كانت معظم الردود التي تصلني، إما تريد التخاطب والتعارف على أرض الواقع لفترة زمنية طويلة بالنسبة لي، أو طلبات هزلية لا تهدف إلا للتسلية». وتشير عبدالله إلى أن أكثر الطلبات التي تصلها عبر الموقع الإلكتروني، «كانت موزعة بين المطلقين والباحثين عن زوجة ثانية وثالثة».
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________