عنوان الموضوع : بين المرأة الحماة والمرأة الكنه -تم الرد
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
بين المرأة الحماة والمرأة الكنه
بين .. المرأة الحماة والمرأة الكنّة...؟
منذ الصغر وأغلبنا يسمع عن قصص متنوعة وأخبار شتى حدثت بين الحماة والكنّة وما زالت إلى أيامنا هذه ،وكنت أظن أن الأمر هذا عندنا فقط نحنا العرب، ولكن تبين لي فيما بعد أن هذا الإشكال هويته ليست عربية صرفة بل غربية أيضا بالرغم من اختلاف العادات والتقاليد إلا أننا وإياهم نلتقي في ذلك بل ويعد من القواسم المشتركة بيننا وبينهم ،وقد قرأت في إحدى المجلات مقالا مفاده أن المرأة السويدية تحاول قدر المستطاع أن تتجنب حماتها إكراماً لزوجها وحرصاً منها على الترابط الأسري . وفي ذات الوقت نرى أن معظم الأصهار يحبون زيارة أهل زوجاتهم بل وينسجمون معهم وهم راضون تماما عن حمواتهم وكذلك تكون الحماة ، لكن ما السر في ذلك ؟!هذا ما لا نعرفه .. لماذا تحب الحماة صهرها وتكرمه غاية الإكرام وفي ذات الوقت تعادي وتستفز كنّتها بشتى الوسائل والأساليب، سؤال بالفعل غريب، أم تراه التجاذب الأزلي بين المرأة والمرأة وحب النساء للسيطرة والتفرد في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، وأن النساء لا يتفقن فيما بينهن فكثير من خلافات ومشاكل الأسر في مجتمعنا سببها الغيرة الغير مبررة في أغلب الأحيان.
من الغريب جداً أن تحثّ الأم ابنها على الزواج وتعيد وتكرر ذلك الأمر عليه و إن رفض أو حاول التهرّب من هذا الموضوع تلاحقه باستمرار، ولكن عندما يتزوج وتأتي العروس تنقلب الأم كلياً ويتملكها شعور مرده أن هذه الوافدة الجديدة المسماة زوجة الابن سلبت منها ابنها واستحوذت عليه وأنه سينساها برغم أنها هي من تعبت عليه وسهرت الليالي الطوال في أيام مرضه..ومن هنا تبدأ الحرب الضروس بينهما وتحاول الأم استرداد ابنها وكأنه قد بات أسيراً أو معتقل... مشاكل كبيرة تحدث وقد تتهدم بيوت من ورائها رغم أن أسبابها واهية وأحيانا تكون محطّ للسخرية.. في معظم الأوقات تسعى أم الزوج لفرض سيطرتها سواء بإلقاء الأوامر أو التدخل السافر في شؤون أسرة ابنها ويصل هذا التدخل إلى أدق التفاصيل. هناك من سمعتها تقول لحماتها وهي عروس في بداية أيامها سأجعل الناس يغيرون فكرتهم عن أن الحماة والكنّة هم في مشاكل ومشاحنات دائمة وسأجعل من المثل الذي يقول (الحماة لا تحب الكنّة ولو كانت من الجنة) أكذوبة أو مجرد نكتة تقال ..
أنا لا أنسى ابتسامة أم الزوج حينها، ولكن بعد مدة ليست بالطويلة بدأت الصراعات والتحقيقات حول أمور كثيرة أبرزها استفسار أم الزوج عن زيارات أهل الزوجة ولما تتعدد بهذه الكثرة ؟ولماذا جاءت أختها أو أخوها ؟ولماذا اتصلت أمها ؟ وأين ذهبت مع أهلها الخ .. من الأمور التي تحدث بينهما إلى أن جاء يوم وقالت فيه هذه الزوجة أنا لا أريد أن أغير شيء من أفكار الناس فليقولوا ما بدا لهم فقد تعبت من الشجارات التي لا أول لها ولا آخر. كانت كلمات هذه المرأة حينها أشبه بالنكتة لأنها لم تدرك أن ما تطلبه هو المستحيل بعينه .أحيانا كثيرة تكون مجاورة بيت أهل الزوج أو السكن سويا ليس في مصلحة الطرفين فهذا الواقع قد يمهد للمناوشات ما تلبث أن تصبح إشكالات تتورم لتصبح مشاكل عويصة تستهلك الوقت والأعصاب وربما تأتي على الأسرة فتقوضها. هذه بعض المشاكل التي تحدث من طرف أم الزوج ،لأن في بعض الأحيان تكون زوجة الابن هي السبب في نشوب الخلافات بسبب غطرستها وعدم تقبلها لكلام أم الزوج وذلك جرّاء الأفكار المبيتة أو النصائح المدمرة والتعليمات الخاطئة التي تلقتها من بعض الأقارب أو الصديقات قبيل الزواج مثل أن تكون هي المسيطرة وأن لا تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها أو يتكلم معها كلمة تزاحم سيادتها، وإعطائها صورة نمطية وسلبية عن أم الزوج وإن من خصائصها التسلط الذي يحوّل زوجة الابن إلى مجردة خادمة في بيت يفترض أن تكون هي سيدته.. ، لهذا يجب أن تكون هناك بعض التنازلات من الطرفين لتستمر الحياة وخاصة من الطرف الأصغر مسايرة للتقاليد واحتراما لمقام السن ، ذلك لأن الأم تعتبر نفسها الأوعى وأن خبرتها في الحياة أكثر، من هنا تعتبر أن رأيها عين الصواب.
ولا نتغافل على أن تنازل الصغير المظلوم يعود بالمرارة ، وتنازل الكبير المظلوم يعود بالقهر وتبعات القهر أكثر حدة وأشد وطئ ، لهذا من واجب زوجة الابن عدم الخوض في جدال يؤدي إلى زيادة الفجوة . كثير ما نعتقد أن الفتاة المتعلمة ستوظف ثقافتها في تنقية الأجواء وإزالة الشوائب لكن تتبخر أحلامنا وتتملكنا الدهشة حين تستعمل معرفتها في ابتكار أشكال من الاستفزاز وقدرة التغطية على أفعالها والتفنن في تلبيس التهمة للآخر. ولتخفيف الاحتقان على زوجة الابن احترام أم زوجها وخصوصا بين الناس والتغاضي عن بعض الهفوات التي تصدر منها ،وأن لا تشتكي كثيرا لزوجها لأن تصرفات الأم ليست موجهة لها مع سبق الإصرار والترصد ، وقد تكون أحيانا نابعة من أشياء لا إرادية يغذيها ضغط الحياة واحتقان المحيط . الكثير من المشاكل التي تحدث يكون سببها البيئة أو بعض أفراد العائلة وهناك أمور بسيطة تكون بابا يفتح بدوره أبواب تنتج المشاكل التي لا حدود لها ،أو التدخل السلبي لبعض الأقارب و الجيران بين الأم والزوجة ،وأحيانا كثيرة تكون المشاكل حول تباين الأجيال فالأم ترى أن المرأة اليوم مرفهة ومدللة جداً وأعمالها ليست متعبة كما كانت النساء في السابق ،بمعنى أصح يجب على زوجة الابن أن تعيش حياتها كما عاشتها أم زوجها وما جرى من أحداث يجب أن يجرى عليها ،يعني أمور كثيرة لها أول وليس لها آخر ..
لكن رغم كل ما ذكر ورغم كثرة الخلافات إلا أن بمقدور زوجة الابن السيطرة على الوضع من خلال أشياء كثيرة، لتكسب حب زوجها وودّ حماتها ولا يحق لها التدخل بينه وبين أهله وأن لا تمنعه عنهم أو تتدخل في شيء مما يقدمه لهم إذا كان غير مقصر من ناحية بيته ويجب أن تحثه على السؤال الدائم عنهم ولو اختلفت معهم في بعض الأمور سيظلون بمثابة أسرة لها ، شاءت أم أبت فقد أصبحت منهم وعليها أن تتأقلم مع الأمر الواقع . وهناك من الحموات من تكون جداً لطيفة وبالفعل لا يصدر منها إلا خيرا ولا تخرج من فمها إلا الكلمة الطيبة وتجدها تتباهى أمام الناس بزوجة ابنها وأحفادها وتمدحها وتقربها منها وتفضلها أحيانا على بناتها .. و بالرغم من ندرتهن إلا أنهن موجودات وهذا ما جعلني أقول أنه بإمكان زوجة الابن أن تقوم بأشياء كثيرة لكسب ودّ حماتها، فهدية بسيطة لأم الزوج عند الزيارة ستفرح بها كثيرا رغم بساطتها ،و مدحها أمام الناس وشكرها سيترك أثره الطيب ،ولكن قد تقول أحداهن أنني أقوم بهذا منذ تزوجت ،أيتها الزوجة أقول لك ولنفسي قبلك {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(34)وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم(35)}سورة فصلت.
هناك من يقول نافقي حماتك لتكسبي ودّها ولكن أنا أقول سايريها فتكسبي ودّها ،لا تبحثي عما قالته في غيابك فكثير من كلمات اللسان عابرة ليس لها في القلب مستقر،وتذكري أنك مستقبلاً ستكونين حماة ومن الممكن أن تشتكي زوجة ابنك منك كما تشتكي أنتِ اليوم ، وبالطبع ستكونين في صف الحموات وتصبح الكنّة هي المذنبة وأنت حمامة السلام الوديعة . إثارة المشاكل عادة ما تكون من الطرفين والأسباب تتعدد وتختلف ولكن التجاذب و الصراع وحتى التطاحن قائم حتى إشعار آخر!!! والضحية دائما هو الابن الزوج مع من سيقف وإلى جانب من ولمن سينتصر وعلى حساب من؟؟!! فإذا وقف إلى جانب أمه تستاء زوجته .. وإذا ساند زوجته تغضب أمه وإذا وقف موقفا حياديا يكون ضعيف الشخصية في نظر أمه وهو محكوم من قبل الزوجة وليس له كلمة في بيته والزوجة بدورها ستصف حياده بانعدام قيمتها عنده. يعني الزوج الابن غير مرتاح في كل الحالات فلا الأم تفكر بأنها قد تؤذي ابنها من خلال هذه التصرفات ولا الزوجة ترحم هذا الزوج الذي مهما حصل لن يستطيع أن يقف في وجه أمه ويقول أن زوجته على حق لأن معظم الخلافات لا تحدث أمامه. بالرغم من أن الزوج في معظم الأحيان هو الذي يدفع الثمن جراء ما يحدث ،إلا أنني أقول أنه قد يكون له يد في هذا الصراع ،فقد وجب عليه وضع حدّ للطرفين مستعملا حكمته ووعيه بأن يطيب خاطر والدته وكذلك زوجته ويقوم على تقريبهما من بعضهما البعض بشتى الأساليب والطرق ، وهناك الكثير مما يستطيع القيام به ولن يعدم الحيلة إن حاول وكرر ثم حاول وكرر ثم زين هذا بالصبر الجميل.
وفي النهاية على كل زوجة أن تحاول كسب ودّ حماتها باحترامها وتكريمها فالكلمة الطيبة تسعد الصغريات فضلا عن الكبيرات في السن وخصوصا إذا صدرت من زوجة الابن ،وعليها أن لا تنسى أن هذه المرأة هي التي حملت الزوج وهناً على وهن وتحملته جنينا ورضيعا وصبيا وشابا بلا ملل ولا كلل ،وأظن أن كل امرأة حملت وولدت وربت تعرف جيدا معنى الأمومة ، وتذكري دائما الأثر الذي يقول "كما تدين تدان" ..
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خيراوبارك الله فيك
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك يا اختي
ارجو ان تكون رسالتك قد وصلت للجميع........
__________________________________________________ __________
هيهات هيهات
__________________________________________________ __________
الهام علي ودموع التوبه واسيرة همومي
تسلمون حبايبي اسعدني مروركم
__________________________________________________ __________
الله يعين على بعض الحموات مايرضيها الا اذا شافتك متزاعلين انتي وولدها وانت منكده وحزينه