عنوان الموضوع : نملة واثقة وجرادة يائسة.‎ -تم الرد
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

نملة واثقة وجرادة يائسة.‎



نملة واثقة وجرادة يائسة.
يحكى أن جرادة كانت تحيا في كنف الكسل والدعة والراحة إلى أبعد حد،

تقضي وقتها في الاستمتاع بهواء الصيف العليل ودفء شمسه الساطعة،

تأكل وقتما تريد بلا حساب، وتنام وقتما تشاء بلا ضابط، كل ما يشغل بالها الترفيه، ولا شيء غير الترفيه.

وبينما كانت مستلقية كعادتها تعرض نفسها لأشعة الشمس،

إذا بنملة تمر أمامها حاملة فوق ظهرها كسرة خبز تقطع بها المسافات الطويلة،

فتعجبت الجرادة من ذلك واستوقفت النملة، وسألتها في استنكار:

(ماذا تفعلين؟!).

أجابتها النملة بجدية شديدة وهي تتابع سيرها:

(إنني أجمع الطعام للشتاء في ذلك الجو الصحو في الصيف،

فعندما يحل الشتاء يا صديقتي فلن يكون هناك مجال للخروج وسط البرد الشديد والمطر المنهمر،

وحينها أبدأ في بيات شتوي وآكل من مخزون الطعام هذا).

تعالت ضحكات الجرادة، وقالت بتهكم وسخرية:

(يا صديقتي، ليس هناك وقت في الحياة لنضيعه في إنجاز تلك الأعمال المملة،

فقط هناك وقت للاستمتاع والترفيه).

وتمر الأيام، وينقضي فصل الصيف، ويأتي الشتاء ببرده القارص،

ومطره المنهمر، ويصبح الخروج في ذلك الطقس أمرًا مستحيلًا على الجرادة،

ولكن الجوع بدأ يشتد عليها، وليس لها من طعام تأكله فقررت أن تواجه الطقس العاتي،

وتخرج بحثًا عن الطعام، ولكنها فوجئت بأن الأرض اكتست بالثلوج،

فلم تجد شيئًا للأسف تسد به جوعها.

ومرت الأيام تلو الأيام والجرادة تلتمس الطعام ولكن دون جدوى،

فبدأ الضعف يدب في أوصالها رويدًا رويدًا،

وكان مشهد النملة النشيطة الفعالة التي تحمل الطعام على ظهرها في حر الصيف لا يفارق مخيلتها،

فتعض أصابع الندم والغيظ، حتى انتهى بها المطاف جثة هامدة لا حراك فيها من شدة الجوع.

أين الثقة الآن؟

نرى في هذه الأيام بعض الفتيات يعانين من مشكلات في الثقة بالنفس،

وعدم القدرة على النجاح في الواقع، فترى الفتاة:

ـ لا تستطيع أن تحقق أهدافها.

ـ لها نظرة تشاؤمية حول العالم من حولها.

ـ من الجمل التي تتكرر على لسانها "لا أستطيع – لا أعتقد أن هذا سينجح".

ـ من الممكن أن يتحول عدم الثقة بالنفس إلى نوع من اللامبالاة كما رأينا في قصة الجرادة والنملة التي ذكرناها،

فالجرادة تتصف بالعديد من الصفات السلبية منها عدم الثقة بنفسها وبقدراتها،

فراحت تضيع الوقت بالترفيه والاستمتاع،

أما النملة فلأنها تؤمن جيدًا بقدراتها،

وبإمكاناتها فقد استطاعات أن تتغلب على إغراءات الجرادة بثقة النملة بنفسها،

فراحت تصنع الإنجازات وتحقق الأهداف.

أسباب عدم الثقة بالنفس:

إن لعدم الثقة بالنفس أسبابًا وعوامل تؤدي إلى حدوثه:

(1. الظروف الاجتماعية:

فقد تتعرض المراهقة لفقدان ثقتها بنفسها نتيجة مرورها بظروف اجتماعية صعبة فمثلًا قد تنشأ وهي تجد أهلها من العائلات المتوسطة الحال،

فليس بإمكانها التمتع بكل أو حتى ببعض ما تملكه ابنة الجيران

أو زميلات الدراسة من مقتنيات سواء كانت أساسية أو ثانوية لمتطلبات الحياة،

فهذه الفتاة رقيقة ولكن لا تكفيها الرقة لأن تكون محط أنظار الأخريات

كما هو الحال ببعضهن اللاتي قد تكون إحداهن أقل جمالًا منها

ولكنها تملك الكثير مما يثير انتباه الفتيات في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

2. ظهور حب الشباب بالوجه:

قد يؤدي ظهور حب الشباب بمنطقة الوجه بشكل ملفت للانتباه إلى الشعور بالحرج

وفقدالن الفتاة ثقتها بنفسها، خاصة عند عدم قدرتها على معالجته

لأسباب قد تعود إلى عدم توفر المال أو إلى عدم استجابتها لذلك النوع من العلاج،

أو لتأخر شفائها، مما قد يدفعها إلى الانزواء والبعد عن مخالطة مجتمعها.

3. ضعف الشعور بالانتماء للأم:

إن عدم اهتمام الأم بمشاعر ابنتها وهي الفتاة الرقيقة،

يولد شعورًا عند الابنة بأن غريزة الأمومة غير متأججة في نفس أمها تجاهها،

ويدفع بالابنة إلى فقدان الثقة بنفسها بسبب إحساسها بالإحباط النفسي

لعدم شعورها بالانتماء لأعز وأغلى إنسانة في الوجود.

4. الغيرة من أخواتها الأكثر جمالًا:

قد تقوم الفتاة بعقد مقارنة بينها وبين أخواتها البنات من ناحية الجمال ومظاهر الأنوثة،

تُفاجأ بينها وبين نفسها بأنها الأقل جمالًا وجاذبية منهن،

مما قد يدفعها إلى الغيرة أو الشعور بالحسرة والمرارة وعدم الثقة بالنفس.

5. عدم القدرة على التفوق الدراسي:

للتفوق الدراسي دوره في منح الإنسان ثقة عالية بالنفس،

وفقدان القدرة على التفوق بالنسبة للفتاة في سن المراهقة يضعف الثقة بالنفس،

خاصة إذا كان بقية الإخوة والأخوات من المتفوقين والمتفوقات دراسيًا)

[أنتِ وبناتك المراهقات، أميمة بنت محمد نور الجوهري، ص(132-133)].

الطريق إلى الثقة بالنفس:

إن علاج ضعف الثقة بالنفس لدى الفتاة، يتحدد في اتجاهين:

الأول: دور الفتاة.

الثاني: دور الأسرة.

ونأتي هنا إلى تفصيل كلا الاتجاهين:

الاتجاه الأول دور الفتاة:

يجب أن تكون الفتاة مقتنعة بأنها يجب أن تغير من نفسها،

فإن علاج ضعف الثقة بالنفس لن يؤتي ثماره إذا كانت الفتاة غير راغبة في التغيير وفي استعادة ثقتها بنفسها،

فمهما كانت مساعدة الأسرة للبنت في استعادة ثقتها بنفسها،

كل هذا لن يُفلح إلا إذا كانت البنت على دراية بأهمية التغيير.

ولذا هناك أربعة أمور إذا قامت بها الفتاة وتغلبت عليها،

تستعيد ثقتها بنفسها:

1- تخلصي من فوبيا الفشل:

ما معنى فوبيا الفشل،

بأن يشعر الإنسان أنه إذا أقدم على أي عمل أو بادر لفعل شيء فإنه حتمًا سيفشل,

فتجده لا يقدم على الأعمال المختلفة, إنما يعمل ما تضطره إليه حاجاته الأساسية,

وهذا الخوف من الفشل يكتسبه الإنسان من كثرة تجاربه السابقة التي من الممكن أن يكون جانبها الصواب,

أو من تجارب الآخرين الذين قد ينصحوه ألا يقدم على بعض الأعمال لأنه حتمًا سيفشل.

فألقِ عن كاهلكِ عبء الخوف من الفشل،

وامضي قدمًا واقتحمي ميدان العمل، فليس من سبيل للنجاح سوى ذلك،

أما أن يكون الخوف من الفشل مانعًا لكِ من التحرك فتأكدي أنكِ لن تصنعي أي شئ في الحياة.

وحتى لو سلمنا بأن هناك فشل في الحياة،

ولنفرض أنكِ فشلت في عمل ما،

فما هو أسوأ شئ يمكن أن يحدث لكِ؟ هل ستنتهي الحياة؟

هل ستكون نهاية الكون؟

ماذا تعتقدين أنكِ فاعلة إذا فشلت في هذه التجربة؟

فما الذي يمنعكِ من الاستفادة من أخطاء التجربة،

والتعلم من الأخطاء السابقة، والعمل والكفاح حتى تصلي إلى ما تريدين؟

وهناك حكمة يابانية تقول: (إذا وقعت سبع مرات فقم في الثامنة؟)

[المفاتيح العشرة للنجاح، د. إبراهيم الفقي، ص (95)].

2. التغلب على الخوف عند المواجهة:

يقول الدكتور إبراهيم الفقي:

(طلبت منى إحدى السيدات مرة أن أساعدها على التوقف عن التدخين ونجحت فعلًا في ذلك،

وكانت مسرورة لأنها أقلعت عن هذه العادة السيئة،

وبعد ستة أشهر اتصلت بي وطلبت مقابلتي مرة أخرى.

وفي خلال المقابلة ذكرت لي أنها بعد ما توقفت عن التدخين،

واجهت مشكلة أخرى كبيرة وهي أن معظم أصدقائها كانوا من المدخنين وقد بدأوا في تفاديها والبعد عنها فشعرت أنها غير مرغوب فيها معهم،

فقررت أن تعود للتدخين مرة أخرى حتى تظل متقبلة بين أصدقائها,

فأخذت في علاجها من هذا النوع من الخوف فزادت ثقتها بنفسها وبدأت تقتنع أنه من الممكن أن تقلع عن التدخين وتظل في نفس الوقت بين أصدقائها،

واقتنعت أنهم لو رفضوا قبولها بينهم فهم ليسوا أصدقاء حقيقيين،

وبمجرد أن زال عنها هذا النوع من الخوف أقلعت عن التدخين تمامًا)

[المفاتيح العشرة للنجاح, د. إبراهيم الفقي, ص(92)].

3. ارفعي من سقف نجاحك:

كثير من الناس يضعون حدًا معينًا من النجاح يريدون الوصول إليه ولا يعبرون إلى غيره,

إنه ما يمكننا تسميته قلة الطموح,

أما الإنسان المبادر فإنه يستطيع بسهوله أن يحطم هذا السقف حتى يصبح سقفه صحفات السماء أو قطع السحاب.

استمعي لهذا الخطاب من نيلسون مانديلا،

حينما تولى الرئاسة بعد عمر طويل من الكفاح قضى خلاله ستة وعشرين عاما في السجن،

يقول: (إن خوفنا الأعمق ليس من أننا غير أكفاء،

ولكن من أننا أقوياء إلى أبعد الحدود، إن ما نخشاه هو ما بداخلنا من نور لا ما بداخلنا من ظلمة،

كلنا يسأل نفسه: (من أنا حتى أصلح لأكون متميزًا أو لامعًا وموهوبًا وفذًا؟

والأجدر أن نسأل أنفسنا: ما الذي لا نصلح لأن نكونه؟ نحن نصلح لكل شيء).

إنك مستخلف من الله في الأرض.

وتقليلك من شأن نفسك لا يخدم العالم.

فنحن ولدنا لكي نظهر عظمة الله الكامنة في داخلنا.

ليست بداخل بعضنا فقط ولكن بداخلنا جميعًا.

وعندما نسمح لما بداخلنا من نور بأن يشـرق،

فنحن نسمح للآخرين بالقيام بنفس الشيء.

وعندما نتحرر من مخاوفنا ، فإن وجودنا يحرر الآخرين تلقائيًا)

[قوة التركيز, جاك كانفيلد، مارك فيكتور هانسن، ولس هيوت, ص(188)].

الاتجاه الثاني: دور الأسرة:

ـ إن دور الأسرة هنا يتمثل في مدى قدرة الأب أو الأم على أن يجعلا أولادهما يثقون بهما.

فلابد أن يغير الآباء من خطابهم مع أبنائهم المراهقين،

خاصة الفتيات حتى يشعرن بالثقة بآبائهن.

(فينبغي أن تحرص على أن يثقك أبناؤك بك، ولتقل جمل مثل:

ـ قد نختلف معًا في الآراء بينما تظل الثقة كما هي بيننا.

ـ حتى لو اختلفنا، فإننا نظل على ثقة بدوافع كل منا.

إن بدون الثقة المتبادلة بينك وبين أبنائك المراهقين،

لن تكون قواعدك وقيودك التي تريد أبناءك

أن يلتزموا بها كافية مطلقًا لإشعارك بالأمان في علاقتك،

فأبناؤك بحاجة إلى ثقتك الآن أكثر من أي وقت مضى،

ومن المأمول أن يحظوا بها مع مرور الزمن، مثلما حظيت أنت بثقتهم)

[كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان، ص(568-569)، بتصرف يسير].

ماذا بعد الكلام؟

ـ دعي عنكِ الخوف أيتها الفتاة، فإذا فشلت في تحقيق أمر،

فارجعي مرة أخرى وصممي على النجاح.

ـ ارفعي من سقف نجاحك، وخاطبي نفسك بمعالي الأمور،

كأن تحصلي على درجات عالية في دراستك.

ـ على الآباء أن يبنوا جدار الثقة مع أبنائهم المراهقين،

بانتقاء الكلام الذي تتقبله الفتاة، وإعطاء جو من الحرية والنقاش،

والسؤال دائمًا عن حال الفتاة المراهقة.

المصادر:

·كيف تقولها للمراهقين، ريتشارد هيمان.

·قوة التركيز, جاك كانفيلد، مارك فيكتور هانسن، ولس هيوت.

·أنتِ وبناتك المراهقات، أميمة بنت محمد نور الجوهري.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


موضوع جميل يا هروب الليل

سبحان الله حتى النمله رب العالمين خلقها وخلق لها كل مقومات العيش في الحياة
فبالرغم من صغر حجمها الا ان لديها القدره على فعل المستحيل لكي تؤمن عيشها
بينما هناك من ينعم بالصحه والقوه اكثر منها ولا يفعل سوى العويل والبكاء والتشكي طوال
الايام والليالي وكأنه بهذا التشكي والتذمر سيمنع القدر المحتوم من النزول او انه سيرد ما قد
حلّ به من بلاء ولا حول ولاقوة الا بالله

مجهود تشكرين عليه يا هروب الليل ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
تستاهلين النجوم على مجهودك بارك الله فيك
___
لكِ ودي


__________________________________________________ __________

راااااااااائع يسلمووووووووووو


__________________________________________________ __________

شكر خاص لكل من مرة على موضوعي

وربي يعافيكم


__________________________________________________ __________

موضوع رائع


__________________________________________________ __________

اسعدني مرورك يسلمووووو