عنوان الموضوع : هل توكلنا على الله حق التوكل ؟ أم كلمات لا تعدو الحناجر ؟
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

هل توكلنا على الله حق التوكل ؟ أم كلمات لا تعدو الحناجر ؟



هل توكلنا على الله حق التوكل ؟ أم كلمات لا تعدو الحناجر ؟



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي تكفل بأرزاق خلقه .. وجعل لكل شيء قدراً .. و أصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..


يقول الله سبحانه و تعالى ( وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) [ سورة الطلاق.3 ]


فإذا كنت في انتظار وظيفة و تأخرت عليك فقل ( توكلت على الذي رزقي بيده ) و انتظر الفرج من الله سيأتيك .. و لكن بقلب ميقن ..


وإذا عصفت بك الهموم و الأحزان , فقل ( إنما أشكو همّي و حزني إلى الله ) و احتسب الأجر من الله ..


و إذا آذاك أحد من البشر أو ظلمك فقل ( حسبي الله و كفى ) و سيأتيك النصر بإذن الله ..


و ما علينا إلى أن نتوكل على الله بقلوب صادقة و لا نقولها كلمات لا تعدو الحناجر , إن الله لا يستجيب من قلب غافل ..


قال تعالى ( قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) [ الطلاق.3 ]


بعد ذكر التقوى و التوكل لسر لطيف و مقصد شريف , فمن اتقى ربه و توكل عليه فلا يتباطأ عون الله و لا ييأس من روحه , و لا يقنط من رحمته و لا يقطع أمله من فرج ربه ..,


لا يقول دعوت ثم دعوت فلم يستجب لي , بل يطمئن إلى حسن اختيار ربه و جميل صنيعه و جليل حكمته , وسعة علمه و كمال قدرته و تمام رحمته , فالله جعل لكل شيء قدراً ..


إذا خفت من عدو أو نزلت بك نازلة .. فتوكل على الله .. هؤلاء صفوة الله من خلقه كانوا قدوة لنا في صدق التوكل على الله تعالى .,


هذا أبونا ابراهيم عليه السلام عندما القي في النار قال حسبي الله و نعم الوكيل فكانت عليه بردا و سلاما






و ها هو يعقوب عندما فقد ابنه يوسف احب اولاده ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) [ يوسف . 86 ]


فجمع الله بينهما وقد اكرم الله يوسف بنبوه وجعله على خزائن الارض ..


وموسى عليه السلام أبصر البحر من أمامه و العدو من خلفه فماذا قال .. ( قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ) [ الشعراء . 62 ] .. فأنجاه الله



أما نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فقد دخل وصاحبه الصدّيق في الغار , و العدو يبحث عنهم في كل مكان ,


فتأتي الحمامة لتبني عشها فوقه و عنكبوت تنسج خيوطها في مدخله حتى قال المشركون ما دخل محمد هنا ..


و هو يقول لأبو بكر ما بالك في اثنين الله ثالثهما .. قال تعالى ( إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) [ التوبة . 40 ]





و هاجر عندما أتى بها ابراهيم عليه السلام هيا وابنها اسماعيل إلى مكة قال ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) [ ابراهيم . 37 ] ..


ثم ودعهم فكانت تلحق به و تقول يا ابراهيم لم وضعتنا في هذا المكان فلم يجبها , ثم تتبعه فتسأله مرة اخرى


فلم يجبها .. و أخيراً قالت يا ابراهيم آلله امرك بهذا.. فأشار إليها ان نعم , قالت اذا لن يضيعنا


و بدأت تأخذ بالأسباب .. و تسعى بين الصفا و المروة تبحث عن ماء فلم تجد , واذا بماء زمزم ينبع من تحت قدمي اسماعيل


فاقبل الناس عليها من كل مكان و إذا بها في اقدس بقعة على وجه الارض فلم يضيعهم الله ..


وقد رفع الله ذكرهم وجعل سعيها شعيرة نتعبد الله بها إلى يوم القيامة لانها توكلت على الله حق الإتكال ..







عند الحاكم في المستدرك ( من جعل الهم هماً واحداً كفاه الله هم دنياه و من تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك )


و المعنى جمع الهم كله أوله و آخره لطاعة الله و التهيؤ للقائه ..


و من أجل هذا الأمر بعثت الرسل و أنزلت الكتب وقام سوق الجنة و النار


و نصب الصراط ووضِع الميزان فمن بصره الله و أيقض قلبه جمع شأنه وجعل تفكره في لقاء ربه


أما من وزع همه في شؤون الدنيا فلا تسأل عن شأنه كم من القلق و الاضطراب و الحيرة و الحسرة و الضياع في غير نفع


فهو في كدر متواصل وحزن مستمر لأن الدنيا حبيبها مقتول وعاشقها معلول وخادمها مخذول


فنسأل الله أن يجمع همنا لمرضاته و أن يجعل حياتنا لطاعته و أعمارنا لعبادته ..


سئل الحسن البصرى عن سر زهده فى الدنيا فقال أربعة أشياء :


علمت أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي ، وعلمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي ،


وعلمت أن الله مطّلع علي فاستحييت أن يرانى عاصيا ، وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي ..


وقد قيل اذا كان الموت بكل أحدنا نازلاً .. فالطمأنينة إلى الدنيا حمق ..


أمّا توكل الطلب كطلب الرزق والعافية وغيرها مما جبل الإنسان على حبه فهو كالتالي :


فمن الواجب علينا اللجوء الى الله في طلب الرزق وقد أمرنا سبحانه بالسعي والتسبب في كسب الرزق


عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :


( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير , تغدو خماصاً و تروح بطاناً )







قال الإمام النووي رحمه الله : معناه : تذهب أول النهار ضامرة البطون من الجوع و تروح آخر النهار ممتئلة البطون من الشبع ..


تغدو في الصباح وتروح في العشيّ .. يعني تبحث عن رزقها بامر الله ..


سبحان الله هذه المخلوقات وغيرها الكثير تكفل الله برزقها وصخر بعضها لبعض


مر رجل من على غراب مكسور الجناح , فاقترب منه فابتعد الغراب , فتركه .. ثم عاد بعد أيام لنفس المكان ..


و اذا بالغراب نفسه لا يزال عائشاً في نفس المكان .. و اذا بغراب يأتي يحمل في حوصلته الماء و الأكل يطعمه و يسقيه


ذكر ابن الجوزي كان هناك حية عمياء على رأس نخلة و كان يأتي عصفور .. يورور فتفتح فاها فيضع فيه الطعام ..



قال الله سبحانه و تعالى ( وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ) [ هود. 6 ] ..







اللهم اجعلنا ممن اتكل عليك فتكلته .. حق الاتكال , و لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك ..


يقول الشاعر .,


مشيناها خطاً كتبت عليـنا .. و من كتبت عليه خطا مشاها


و مــن كانـت منيتـه بأرض .. فليس يموت في أرضٍ سواها


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================





جِزُآكً آلجُنَهٌ عَلِىْ آلطٌرًحَ ..

جَعْلّهٍ فَيِ مَوّآزيَنِ حَسِنُآتُكّ ..

لآتَحِرمّيِنْآ مَنِ جَدِيٍكً بآنَتّظُآرَكِ بَكِلْ شُوَقّ ..
وّدَيٌ لِ رَوِحُكٌ ..




__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

تسلمين غلاي
اشكر مرورك وردك الجميل


__________________________________________________ __________

أحسنت وأجدت الاختيار
ربي يعطيك العااافيه
ع روعةالطرح الرااائع
عناقيد من السعادهُ
يستحقها قلبك




__________________________________________________ __________

طرح رإأئع ڰرۈْعة ۈْجۈْدڰ دإأئمإأ
يعطيڰ مليۈْۈْن عإأفيه يإأرب
بإأنتظإأر جديدڰ إألشيق
دمت بڛعإأإأده ۈْهنإأإأ