عنوان الموضوع : ;:::: ويحك نفسي::::
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
;:::: ويحك نفسي::::
كنا انا وزوجي في طريقنا الى الشاطىء ..أمس الأحد على متن السيارة
زوجي يقود و أنا الى جانبه نتبادل اطراف الحديث و نستمع الى أنغام موسيقى سامي يوسف المنبعثة من
المسجل أخرى..تضفي السكون و الكوأنينة على نفسينا
مررنا بالخديقة العمومية الواحدة و الوحيدة في المدينة الصغيرة
طلبت من زوجي تخفيف السرعة فقد شد انتباهي كثرة الناس و حركتهم
نساء و اطفالا وشبابا
فهو المتنفس الوحيد لقاطني المدينة الصغيرة يؤمونه من اجل قضاء سويعات يلعب خلالها الصغار فبي المكان المتواضع
المخصص لهم في حين تغتنم الأمهات هذه اللحظات الثمينة من اجل الفضفضة
و تبادل اطراف الحديث مع الصديقات أو مع معارف جديدة كل مرة
بين هؤلاء و اولائك فئة أخرى تستظل الشجار ...تحاول أن تهرب من اعين الفضوليين
تبني قصور أحلامها و ترسم مستقبلا ورديا هم الشبان و الشابات
صور و مشاهد عادية لحياة طبيعية
ما استوقفني أكثر و استرعى انتباهب هو الرفق المجاور للحديقة
يفصلهما جذار واحد
بدا بابه الكبير مفتوحا على مصراعيه لم أر خلف بابه انسا واحدا
عدا عجوز واحد جالس عند بابه يحرسه
و ان لم اجد مبراا لذلك فالمكان خال تماما و موحش و لا يغري أحدااااا بالدخول اليه
اقتربت السيارة اكثر فأكثر من الباب
و بدت اعداد هائلة من الجديرات الصغيرة المطلية بطلاء أبيض
و التي كتب عليها بالحروف و الأرقام
آنذاك فقط عرفت أني أمامها
امام المقبرة
انتابني مزيج من الأحاسيس لم اعد اميزها
لكني تذكرت شيئا واحداااااااا
كلمات والدي لنا و نحن صغار عندما كنا نسافر فنغرق في المزاح و الضحك و فجأة يطلب منا التوقف و الدعاء و الترحم
على ارواح المولت لأننا بجوار مقبرة
كلماته قرعت مسامعي في تلك اللحظة
لا ادري لماذا وشرعت اردد في سري
((((رب ارحمهك و اغفر لهم ))))
لاحظ زوجي سكوني الفاجئ سألني السبب
لم أجب التزمت الصمت
و اطلقت العنان لفكري و خيالي
أحسست رهبة و قشعريرة تسري في جسدي
و برداااااا في أطرافي
ووجدتني استرجع الصورة أقارن بين رواد الحديقة و قانطي المقبرة
و تساؤلات عدة تتبادر الى ذهني وتتزاحم
أجد لبعضها جوابا و يبفقى البعض الآخر يلح علي دون اجابة
ترى أيسمع الأموات الصخب في الحديقة بجوارهم ؟؟؟؟؟؟؟
كيف حالهم يا ترى مع عذاب القبر؟؟؟؟
كم تمثل النساء الأطفال الشباب و الكهول في هذه القبرة ؟؟؟؟؟؟؟
كم من الوقت امضوا هنا مقارنة بالخارج ؟؟؟؟؟؟
أيفكر رواد الحديقة انهم يوما ما سيلجون المرفق الآخر ؟؟؟؟؟
ترى ماذا اعدوا له ؟؟؟؟؟؟
أي الكفتين يرجحون اللحظة اليمنى أم اليسرى ؟؟؟؟
يوقظني صوت زوجي من غفوتي و هو يناديني
ما بك شاردة ؟؟؟؟؟
أتحاثى النظر اليه
فعيناي مغرورقتان بالدموع أطأطئ رأسي
علامة على اني سمعته
فيزجرني على سهوي الدائم
لا تكاد ملامح الطريق تتبين لي
أتصور نفسي على نعشي و أهلي و اصدقائي من حولي
أمي و اخواني يبكون ووالدي وزوجي اكفهر روجههما من الحزن علي وتغير لونه
ألتفت يمنة ويسرة
أصرخ بعلو صوتي لا تبكو أرجوكم بكاؤكم يؤلمني
لا احد يلتفت أو ينظر نحوي
لا شك لا يسمعونني فكفني يحول دون وصول صوتي
يدخلون بي الى المقبرة
يضعونني داخل الحفرة
رقم....المعدة لي مسبقا
يوارونني بالتراب
و صوت القرآن يتلى ينتهي الى مسامعي
ممزوجا بزفرات و دموع الحاضرين من أحبابي
عارية الا من قطعة ثوب أبيض
أظلمت الحفرة و أوحشت
و شيئا فشيئا
يعم السكون المكان فأرتجف
و يتهيأ لي أني سأموت من الخوف
لكني ميتة
تركوني وحيدة و انصرفو
لكن لا شك سيأتون يوما و يومان و ثلاث لزيارتي
ثم ينسونني بعد ذلك و اصبح مجرد ذكرى فالانسان ينسى بسرعة
و يحك نفسي و انت داخل القبر وحيدة الا من اعمالك
أجهشت بالبكاء
ورفعت كفي الى السماء رحماك ربي
كبلتني ذنوبي
ليقطع حبل أفكاري
صوت زوجي يعلن الوصول الى الشاطئ
انتهت
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مشكوووره حبيبتي على التذكره
فعلا علينا ان نضع في تفكيرنا دائما ....اننا موارو التراب لا محاله
اللهم احسن خواتيمنا يارب
مشكوووره حبيبتي
تحياتي....
__________________________________________________ __________
اللهم اغفر لنا .. ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان..
ولوالدينا.. وجميع عبادك المؤمنين والمؤمنات.. والمسلمين والمسلمات..
الأحيــــــــــــــــــــاء منهم.. والأموات....
يا أرحم الراحميــــــــــــــــــــــن..
وتذكروا.. يا أولي الألباب.. لعلــــــــــكــــــــــــــــــم تعقلون..
جعلها الله في ميزان حسناتك غاليتي...
__________________________________________________ __________
جزاكما الله خيراااااااا
أسعدني مروركن
__________________________________________________ __________
أسعدني مرورك و عطر صفحتي كالعادة
__________________________________________________ __________