عنوان الموضوع : اختر شريك حياتك
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

اختر شريك حياتك



حين يفكر الإنسان في الزواج يبحث دائما سواء الرجل أو المرأة عن أهل الدين والالتزام وحقيقية هذا الأمر كذلك ليس صحيحا وهذا الأمر من الأخطاء التي توارثناها بشكل كبير وخاطئ للأسف الشديد ، هي ذات الدين هي الأساس وهو ذا الدين هو الأساس ،ليس أمراً فيه نقاش لكن هناك شروطاً وأمور أخرى يجب أ ينظر إليها الإنسان حين نتحدث عن هذا الأمر وهو الاختيار، الرسول- صلى الله عليه وسلم- يقول: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه....).

واليوم سنعرج حول معاني مرتبطة بذلك الاختيار الذي تحدث عنه اي الذي يتطلب شروطا اخرى غير الدين الذي هو اهم الاسس بالطبع.

حينما نفكر في الاختيار تظهر بيئتنا وتطلع علينا طبائعنا الشخصية وتتدخل في اختيارنا لذا لنا انماط وأشكال عدة في اختيار الشريك

• أنماط الاختيار الزواجي : وفيما يلي أهم أنماط الاختيار التي يتبعها الناس وليس بالضرورة أن يلتزم المختارون أحد هذه الأنماط منفردًا بل قد يختار الشخص بأكثر من نمط , وكلما تعددت وسائل الاختيار وأنماطه كلما كان أقرب إلى التوازن خاصة إذا كان ملتزمًا بالأنماط الصحية في الاختيار .

العاطفي : وفيه يكون الاختيار قائمًا على عاطفة حب قوية لا تخضع للعقل ولا للمنطق والشخص هنا يعتقد أن الحب – وحده – كفيل بحل كل المشاكل وكفيل ببناء حياة زوجية سعيدة وبالتالي يكون غير قادر على سماع أو تفهم نصائح الآخرين له , ويكون شديد العناد في الدفاع عن اختياره على الرغم من وجود عقبات منطقية كثيرة تؤكد عدم التوافق في الزواج وكلما زادت محاولات إقناع هذا الشخص رجلاً كان أو امرأة كلما ازداد إصرارًا وعنادًا , ولا يوجد حل في هذه الحالة غير ترك الشخص يخوض التجربة بنفسه بحيث يسمح له بالخطبة وينصح في هذه الأحوال بإطالة فترة التعارف أو الخطبة ثم تتكشف له عيوب الطرف الآخر إلى أن يعاني منها, وهنا فقط يمكن أن يتراجع .

العقلاني : وهو يقوم على حسابات منطقية لخصائص الطرف الأخر , وبالتالي يخلو من الجوانب العاطفية .
الجسدي : ويقوم على الإعجاب بالمواصفات الشكلية للطرف الأخر مثل جمال الوجه أو جمال الجسد .
المصلحي : وهو جواز يهدف إلى تحقيق مصلحة مادية أو اجتماعية أو وظيفية من خلال الاقتران بالطرف الأخر . وهذا الاختيار يسقط تمامًا إذا يئس صاحبه من تحقيق مصلحته أو إذا استنفذ الطرف الأخر أغراضه
الهروبي : وفي هذا النمط نجد الفتاة مثلاً تقبل أي طارق لبابها هربًا من قسوة أبيها أو سوء معاملة زوجة أبيها أو أخيها الأكبر, ولذلك لا تفكر كثيرًا في خصائص الشخص المتقدم لها بقدر ما تفكر في الهروب من واقعها المؤلم .
الاجتماعي : وهذا الاختيار يقوم أساسًا على رؤية المحيطين بالطرفين من أهل وأصدقاء حيث يرون أن هذا الشاب مناسب لهذه الفتاة فيبدأون في التوفيق بينهما حتى يتم الزواج . وهو زواج قائم على أسس التوافق الاجتماعي المتعارف عليها بين الناس ولا يوجد دور إيجابي للطرفين الشريكين فيه غير القبول أو الرفض لما يفترضه الآخرون .


العائلي : وهو زواج بقصد لمِّ الشمل العائلي أو اتباع تقاليد معينة مثل أن يتزوج الشاب ابنة عمه أو ابنة خاله , أو أن يتزوج الشخص من قبيلته دون القبائل الأخرى .


الديني : وهو اختيار يتم بناءًا على اعتبارات دينية أو المنتمية لنفس طائفته أو جماعته التي ينتسب إليها . وهذا الاختيار يؤيده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه , إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجه
العشوائي : في هذه الحالة نجد الفتاة مثلاً قد فاتها قطار الزواج لذلك تقبل أي زيجة حتى لا تطول عنوستها .
المتكامل متعدد الأبعاد : وفيه يراعي الشخص عوامل متعددة لنجاح الزواج حيث يشمل على الجانب العاطفي والجانب العقلي والجانب الجسدي والجانب الاجتماعي والجانب الديني ..... إلخ . و هذا هو أفضل أنماط الاختيار حيث يقوم الزواج على أعمدة متعددة . وبعض الناس يقولون أن عامل الدين هو العامل الوحيد الذي يجب أن يقوم عليه الزواج وذلك مصداقًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " .

وهذا الحديث الشريف أعطى أهمية أكبر لذات الدين , فارتباط المرأة أو الرجل بالدين يعني ارتباطها بالله وتقديسها له , وينتج عن هذا التقديس احترام لإنسانية الإنسان وكرامته - لأنه أكرمُ مخلوقاتِ الله - , واحترام للحياة والحفاظ عليها - لأنها نعمة من الله تعالى - , وبالتالي تبني الحياة الزوجية على مفهوم القداسة ومفهوم الاحترام ومفهوم الكرامة ومفهوم السكن ومفهوم المودة والرحمة , وكل هذه المفاهيم عوامل نجاح للحياة الزوجية , أما من تُسقِط هذه الاعتبارات من الحياة الزوجية فالحياة معها تكون في غاية الصعوبة . ومع هذا لا نغفل بقية الجوانب والتي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى فقال : " خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا أقسمت عليها أبرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك " رواه النسائي وغيره بسند صحيح .

ونلحظ أن هذا الحديث بدأ بالمنظر السار للمرأة ثم أكمل ببقية الصفات السلوكية . وقد خطب المغيرة بن شعبة امرأة فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " أي تدوم صحبتكما رواه الترمذي والنظر هنا يختص بالناحية الجمالية وناحية القبول والارتياح الشخصي والتآلف الروحي . وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أم سليم إلى امرأة فقال : " انظري إلى عرقوبها وشمي معاطفها " وفي رواية " شمي عوارضها " رواه أحمد والحاكم والطبراني والبيهقي . ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بزواج جابر بن عبد الله من امرأة ثيب قال له : " هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك " . متفق عليه

من كل هذه الأحاديث نفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جعل عامل الدين والأخلاق عاملاً مهمًا جدًا ومؤثرًا في الاختيار ومع ذلك لم يسقط العوامل الأخرى التي يقوم عليها الزواج بما في ذلك العوامل الجسدية


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


موضوع كتير رائع
مشكـــــــــــــــــــورة


__________________________________________________ __________

موضوعك جيد وحساس مشكوره


__________________________________________________ __________

موضوعك حدا حلو


__________________________________________________ __________

جزاك الله خيرا في الدنيا والاخرة


__________________________________________________ __________