عنوان الموضوع : ...وانا اليه راجعون. من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

...وانا اليه راجعون.



بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أول مواضيعي أكتبها بيدي..........أرجو أن تنال اعجابكم..بعنوان............
..وإنا إليه راجعون
قال لي: كنت مسافرا بالسيارة إلى مكة ..وفي الطريق فوجئت بحادث سيارة..يبدو انه وقع للتو..كنت أول من وصل إليه..أوقفت سيارتي واندفعت مسرعا إلى السيارة أحاول إنقاذ من فيها ..تحسستها بحذر ..نظرت إلى داخلها وقلبي ينبض بشدة..ارتعشت يداي..خنقتني العبرة ..ثم أجهشت بالبكاء..منظر عجيب..قائد السيارة ملقى على مقودها جثه هامدة مشيرا بسبابته كان وجهه مضيئا ..تحيط به لحيه كثيفة..كأنه فلقة من قمر..كنت أتلفت داخل السيارة كالمجنون ..وفجأة..رأيت طفلة صغيرة ملقاة على ظهره..محيطه بيديها على عنقه..وقد لفظت أنفاسها وودعت الحياة..لااله إلا الله..
لم أرى ميتة كهذه الميتة..سكينه ووقار.. صورته وقد أشرقت شمس الاستقامة على محياه..منظر سبابته التي قضت وهي توحد الله..جمال ابتسامته التي فارق بها الحياة..بدأت سيارة المارين تقف حول سيارته..
وأرتفع اللغط وألا صوات..كل هذا حدث بسرعة عجيبة..نسيت أن أتفحص بقية من في السيارة..كنت ابكي بكاء الثكلى..لن أكن اشعر بمن حولي..من رآني ظن
أني قريب للميت..صرخ بعض الناس:يوجد امرأة وأطفال في المقعد الخلفي..صدموني!!التفت للخلف..فاذا امرأة قد جمعت عليها ثيابها..وأحكمت حجابها.. وجلست بهدؤ تنظر إلينا..تضم إلى صدرها طفلين صغيرين لم يصابا بأذى..كانا مضربين ينتفضان..وهي تذكر الله وتهدئ روعهما..شعرت أنها جبل شامخ..كانت تحاول النزول من السيارة..بثبات عجيب. لا بكاء.. ولا صياح..ولا عويل..أخرجناهم جميعا من السيارة..من رآني ورآها ظن أني صاحب المصيبة دونها..أشتد بكائي..والناس ينظرون إلي..فالتفتت إلي وهي تغادر السيارة وقالت بصوت تقطعه العبرات:ياأخي لا تبك عليه.. كان رجل صالح..صالح..ثم غلبتها العبرات فسكتت..
نزلت تضم إليها طفليها..وتتفقد حجابها وتصلح من عبائتها..فلما رأت لغط الناس وازدحامهم..
انزوت بعيدا مع طفليها..بادر احد المسنين وحمل الرجل وطفلته إلى المستشفى..وهي تنظر إلينا من بعيد..تحاول إن تشغل الطفلين عن النظر إلى أبيهم وأختهم..أقبلت إليها وعرضت عليها أن تركب معي لأوصلها لمنزلها..فردت بكل حياء بصوت هادئ:لا والله..لا أركب إلا في سيارة فيها نساء..بدأ الناس ينصرفون..كل يكمل طريقه.. بقيت أرقبها من بعيد...شعرت أني مسئول عنهم..مر الوقت طويلا..ونحن ننتظر على تلك الحال العصيبة..وهي ثابتة ثبات الجبال..ساعتان كاملتان..حتى مرت بنا سيارة فيها رجل وأسرته..أوقفناهم..أخبرناه خبر المرأة..وسألناه أن يحملها الى منزلها..فوافق..
فأقبلت بطفليها وركبت معهم..كنت أشعر وهي تمشي أنها جبل يمشي على الأرض..عدت الى سيارتي وأنا أعجب من هذا الثبات العظيم..كنت أقول في نفسي..أنظر كيف يحفظ الله الرجل الصالح في أهله من بعده..تذكرت قول الله(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشرو با الجنة التي كنتم توعدون نحن أوليائكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة)..نعم لا تخافوا على من تركتم في الدنيا لأننا نحن أوليائكم في الحياة الدنيا..نحفظ أهلكم من بعدكم..نسكن روعهم..ونربط على قلوبهم..ونكفل رزقهم..ونزيد عزهم..ما أروع القرآن..وما أجمل أن تكون علاقتك بالله قوية ومتينة..لأنه حي لا يموت..والغني الذي لا يبخل..
ما أجمل أن يراك الله في الليل باكيا..وفي النهار تاليا..ما أجمل أن يراك وقد غضضت بصرك عن الحرام..وسمعك عن الآثام..لتكون محبوبا عند الله(فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)صدق الله العظيم.
القصة منقوله من كتيب <رحلة إلى السماء> للدكتور محمد العريفي...
والله ولي التوفيق


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


شكرا لك عزززززززززززيزتي على موضوعك
تسلميييييييييييييييين
وبانتظار جديدك


__________________________________________________ __________

كتير حلو الموضوع و الله يتغمده و الابنة بفسيح جناته و يعود الزوجة الصبر و يدخلها الجنة


__________________________________________________ __________

جزاك الله خير
وبارك الله فيه
دمتي في حفظ الرحمن


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________