عنوان الموضوع : وقفات مع سورة غافر في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
وقفات مع سورة غافر
بسم الله الرحمن الرحيم
...سورة غافر...
قال الله تعالى : (( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ))
أية ( 7 )
يخبر الله تعالى, عن كمال لطفه بعباده المؤمنين, وماقيض لأسباب سعادتهم, الخارجة عن قدرهم, من استغفار الملائكه المقربين لهم, ودعائهم لهم, بما فيه صلاح دينهم وأخرتهم. وفي ضمن ذلك, الاخبار عن شرف حملة العرش ومن حوله, وقربهم من ربهم, وكثرة عبادتهم, ونصحهم لعباد الله, لعلمهم أن الله يحب ذلك منهم فقال :
( الذين يحملون العرش ) أي : عرش الرحمن, الذي هو سقف المخلوقات, وأعظمها, وأوسعها, وأحسنها, وأقربها من الله تعالى, الذي وسع الأرض والسموات, والكرسي. وهؤلاء الملائكه, قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم, فلا شك أنهم من أكبر الملائكه, وأعظمهم, وأقواهم.
واختيار الله اياهم, لحمل عرشه, وتقديمهم في الذكر, وقربهم منه, يدل على أنهم أفضل أجناس الملائكه, عليهم السلام .
( ومن حوله ) من الملائكه المقربين في المنزلة والفضيلة (يسبحون بحمد ربهم) هذا مدح لهم, بكثرة عبادتهم لله تعالى وخصوصآ, التسبيح والتحميد.
وسائر العبادات, تدخل في تسبيح الله وتحميده, لأنها تنزيه له, عن كون العبد يصرفها لغيره, وحمد له تعالى, بل الحمد هو العبادة لله تعالى, وأما قول العبد: <سبحان الله وبحمده> فهو داخل في ذلك, وهو من جملة العبادات.
(ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا) وهذا من جملة فوائد الايمان, وفضائله الكثيره جدآ, أن الملائكه الذين يؤمنون بالله, ولا ذنوب عليهم, يستغفرون لأهل الايمان, فالمؤمن بايمانه, تسبب لهذا الفضل العظيم .
ولما كانت المغفره, لها لوازم, لاتتم ألا بها_ غير مايتبادر الى كثير من الأذهان, أن سؤالها وطلبها, غايته مجرد مغفرة الذنوب_ ذكر تعالى صفة دعائهم لهم بالمغفرة, بذكر مالا تتم الا به فقال: (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمآ) فعلمك قد أحاط بكل شيء, لايخفى عليك منه خافيه, ولا يعزب عن علمك مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء, ولا أصغر من ذلك, ولا أكبر, ورحمتك وسعت كل شيء .
فالكون علويه وسفليه, قد امتلأ برحمة الله تعالى , ووسعتهم, ووصل الى ماوصل اليه خلقه.
(فاغفر للذين تابوا) من الشرك والمعاصي (واتبعوا سبيلك) باتباع رسلك بتوحيدك وطاعتك (وقهم عذاب الجحيم) أي: قهم العذاب نفسه, وقهم أسباب العذاب...
من تفسير الشيخ _ عبدالرحمن ناصر السعدي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خيييير
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________