عنوان الموضوع : | إذا سأل أحدكم فليكثر .. فإنما يسأل ربه | في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
| إذا سأل أحدكم فليكثر .. فإنما يسأل ربه |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
.
.
.
مدخل :
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ) رواه مسلم.
الحمد لله القائل :
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) ..
سورة البقرة : 186
والصلاة والسلام على نبيه وحبيبه القائل :
( إذا سأل أحدكم فليكثر .. فإنما يسأل ربه )
رواه ابن حبان وصححه الألباني ..
أيها الأحبة :
هذه الدنيا دار ابتلاء .. والله عزّ وجل يبتلي خلقه بما يشاء ..
(( إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً )) الإنسان : 2
وله سبحانه في ذلك البلاء حكمة .. ليعلم الذين صدقوا .. ويعلم الكاذبين !
من الناس من تنزل به فاقة .. يُصيبه مرض .. يُصيب أحد أقاربه ..
فيدعو الإنسان ربَّه أن يرفع هذه الفاقة .. أو يشفي مرضه أو مرض قريبه ..
ويأخذ يدعو لمريضه قائلاً :
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك
ثم بعد ذلك يأمر الله تعالى بقبض روح هذا المرض .. و [ يموت ] !
فتبدأ الوساوس في صدر هذا الداعي قائلاً : أدعو .. أدعو .. أدعو .. ومات !
ليش الله ما استجاب دعائي ؟! وش فايدة الدعاء ؟! إلى آخر هذه الوساس !
احذروا !
احذروا أيها الفضلاء ..
وتأملوا في هذا الحديث العظيم :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ
إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ :
1. إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ،
2. وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ،
3. وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا )
قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : ( اللَّهُ أَكْثَرُ ) .
رواه أحمد وصححه الألباني ..
1. إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ،
2. وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ،
3. وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا )
لك ربٌّ رحيم كريم !
إن لم تُستجاب لك دعوتك في الدنيا فقد تُدَّخر لك في الآخرة !
في ذلك اليوم العظيم حيث تدنو الشمس إلى الخلائق قدر ميل !
يسأل الرجل أمه حسنة .. فلا يسمع غير : نفسي .. نفسي !
تبحث عن حسنة ترفع درجتك عند الله .. وتُنجيك من كربة ذلك اليوم ..
في ذلك اليوم الرهيب .. قد تتمنى أنْ لم تُستجاب لك دعوة قط !
وإما أن يُصرف عنك من السوء مثلها !
قد تدعو لأحد إخوانك بشفاءٍ من مرض أو بلاء أو غيره ..
فيموت .. ولكن قد يكون مُقدر عليك أن يأتيك ذات المرض !
فيرد الله عنك - بدعوتك لأخيك - ذلك المرض المقدَّر عليك !
فاحمد الله على واسع فضله وكريم عطائه ..
ألاحظ حدوث مثل هذا الأمر فيمن حولي .. في المساجد .. في المنتديات .. في غيرها !
يدعو الشخص .. ويدعو .. ثم يُفاجئ بعدم حصول ما دعا الله به .. وقد تحصل له هذه الوساوس !
فالحذر الحذر أيها الأحبة من هذا المزلق الخطير ..
ثم إن عدم استجابة دعائك - أخي / أختي - قد يكون بسبب [ المعاصي ] !
يقول الإمام القرطبي رحمه الله :
وقيل لإبراهيم بن أدهم : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟
قال : لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه .. وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته ..
وعرفتم القرآن فلم تعملوا به .. وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها ..
وعرفتم الجنة فلم تطلبوها .. وعرفتم النار فلم تهربوا منها ..
وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه .. وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ..
ودفنتم الأموات فلم تعتبروا .. وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس .
" تفسير القرطبي " [2/312]
وقال بعض السلف :
[ لا تستبطئ الإجابة وقد سددتَ طرقها بالمعاصي ] !
وأخذ بعض الشعراء هذا المعنى فقال :
نحن ندعو الإله في كل كرب ** ثم ننساه عند كشف الكروبِ !
كيف نرجو إجابة لدعاءٍ ** قد سددنا طريقها بالذنوبِ !
مخرج :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : [ والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير ] الداء والدواء ص35
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
مشكوره على المرور يامشرفتي العزيزه:rose:
__________________________________________________ __________
جزاكي الله خير
وجعله في موازين حسناتك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________