عنوان الموضوع : {ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

{ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}












{ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}



عن أبي هريرة مرفوعا: قال الله تعالى:
{ثثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ :
رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى عَمَلَهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ}
رواه مسلم
أَقُولُ : الْحِكْمَةُ فِي كَوْنِ اللَّهِ خَصْمَهُمْ أَنَّهُمْ جَنَوْا عَلَى حَقِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى



1- فَإِنَّ الَّذِي أَعْطَى بِهِ ثُمَّ غَدَرَ جَنَى عَلَى عَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى بَالنَّقْضِ وَعَدَمِ الْوَفَاءِ ، وَمِنْ حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّيَ بِعَهْدِهِ ،
2- وَاَلَّذِي بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ جَنَى عَلَى حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّ حَقَّهُ فِي الْحُرِّ إقَامَتُهُ لِعِبَادَتِهِ الَّتِي خَلَقَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لَهَا قَالَ تَعَالَى :
{ وَمَا خَلَقْت الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ }
فَمَنْ اسْتَرَقَّ حُرًّا فَقَدْ عَطَّلَ عَلَيْهِ الْعِبَادَاتِ الْمُخْتَصَّةَ بِالْأَحْرَارِ كَالْجُمُعَةِ ، وَالْحَجِّ ، وَالْجِهَادِ ، وَالصَّدَقَةِ وَغَيْرِهَا ؛
وَكَثِيرًا مِنْ النَّوَافِلِ الْمُعَارِضَةِ لِخِدْمَةِ السَّيِّدِ فَقَدْ نَاقَضَ حِكْمَةَ اللَّهِ فِي الْوُجُودِ وَمَقْصُودَهُ مِنْ عِبَاده فَلِذَلِكَ عَظُمَتْ هَذِهِ الْجَرِيمَةُ .
وَمِنْ هُنَا تَنْتبه لِفَائِدَةٍ عَظِيمَةٍ سُئِلَ عَنْهَا فِي الْمِيعَادِ ؛



وَهِيَ أَنَّ كَثِيرًا مِنْ الْأَحْرَارِ يَخْتَارُونَ بَيْعَ أَنْفُسِهِمْ وَأَوْلَادِهِمْ لِمَلِكٍ مِنْ الْمُلُوكِ ، أَوْ ذِي جَاهٍ لِيَحْصُلَ لَهُ بِذَلِكَ مِنْ الرُّتْبَةِ ، وَالْمَنْزِلَةِ ، وَالْمَالِ مَا لَا يَحْصُلُ لِكَثِيرٍ مِنْ الْأَحْرَارِ ؛
فَكَيْفَ يَعْظُمُ الْإِثْمُ عَلَى من فعل ذَلِكَ ؟!
وَهَكَذَا كَثِيرٌ مِنْ الْجَوَارِي ، وَالْعَبِيدِ لَا يَخْتَارُونَ الْعِتْقَ وَيَضُرُّهُمْ الْعِتْقُ فِي تَحْصِيلِ الْمَعِيشَةِ ؛
فَتَكُونُ الْجَارِيَةُ ، وَالْعَبْدُ مَكْفِيَّةَ الْمَئُونَةِ فِي عَيْشٍ رَغَدٍ عِنْدَ سَيِّدِهَا فَيُعْتِقُهَا فَتَبْقَى كَلًّا عَلَى النَّاسِ هَكَذَا رَأَيْنَا كَثِيرًا مِنْ الْمُعْتِقِينَ ؛
فَكَيْفَ يَكُونُ فِي عِتْقِ هَذِهِ مِنْ الْأَجْرِ مَا وَرَدَ فِي أَجْرِ الْعِتْق ؟؟!


وَالْجَوَابُ

أَنَّك أَيُّهَا السَّائِلُ نَاظِرٌ إلَى الْمَصَالِحِ الدُّنْيَوِيَّةِ ، وَالشَّارِعُ نَاظِرٌ إلَى الْمَصَالِحِ الْأُخْرَوِيَّةِ وَكَمْ بَيْنَهُمَا ،
وَالْحُرُّ يَتَفَرَّغُ لِعِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَلِذَلِكَ جُعِلَ الْعِتْقُ كَفَّارَةَ الْقَتْلِ لِيُوجِدَ نَفْسًا مِثْلَ الَّتِي أَعْدَمَهَا تَعْبُدُ اللَّهَ تَعَالَى ؛
فَاَلَّذِي يَرْغَبُ فِي الرِّقِّ لِتَحْصِيلِ الرِّفْعَةِ فِي الدُّنْيَا ، وَالْجَاهِ ، وَالْمَالِ رَغِبَ فِي شَيْءٍ يَسِيرٍ ،
فَإِنْ تَرَكَ الْعِبَادَةَ ، الَّتِي كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا ، وَمَا عَلَيْهَا (عظيم) ؛
وَلِذَلِكَ الْجَارِيَةُ ، وَالْعَبْدُ الْكَارِهُ لِلْعِتْقِ إنَّمَا كَرِهَهُ لِجَهْلِهِ ؛
فَإِنَّ الرِّقَّ يُفَوِّتُ عَلَيْهِ مَصَالِحَ الْآخِرَةِ الْكَثِيرَةَ الْبَاقِيَةَ فَكَيْفَ يَرْغَبُ فِيهِ لِمَصْلَحَةٍ قَلِيلَةٍ فَانِيَةٍ .
وَالْعِتْقُ تَحْصُلُ لَهُ السَّعَادَةُ الْأَبَدِيَّةُ وَيَتَوَكَّلُ فِي الرِّزْقِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ،
فَإِنْ رَزَقَهُ رِزْقًا رَغَدًا حَصَلَتْ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ وإلَّا حَصَلَتْ لَهُ الْآخِرَةُ فَهُوَ عَلَى كُلِّ رَاعٍ له إذَا نَظَرَ إلَى الْآخِرَةِ ، وَهُوَ مَقْصُودُ الشَّارِعِ ،
وَلَكِنَّ غَالِبَ الْجَهَلَةِ يَنْظُرُونَ إلَى الْحُظُوظِ الدُّنْيَوِيَّةِ فَلِذَلِكَ عَظُمَ وَقْعُ هَذَا السُّؤَالِ عِنْدَهُمْ ،
وَالْمُتَّقُونَ لَا يَنْظُرُونَ لِذَلِكَ ،
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
3- والرجل الذي اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا مُسْتَوْفٍ عَمَلَهُ وَلَمْ يُعْطِهِ أَجْرَهُ بِمَنْزِلَةِ مَنْ اسْتَعْبَدَ الْحُرَّ وَعَطَّلَهُ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ نَوَافِلِ الْعِبَادَةِ ؛
فَيُشَابِهُ الَّذِي بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ فَلِذَلِكَ عَظُمَ ذَنْبُهُ
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ
انْتَهَى كَلَامُ الشَّيْخِ الْإِمَامِ تقي الدين السبكي رحمه الله .
والآن مع شرح الحديث للحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري :



الحديث بإسناد البخاري
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
{قَالَ اللَّهُ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ}

الشرح‏ : ‏



قال ابن التين ‏:‏
الخصم يطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى أكثر من ذلك ‏.
‏وقال الهروي :
الواحد بكسر أوله ‏.‏ وقال الفراء الأول قول الفصحاء ، ويجوز في الاثنين خصمان والثلاثة خصوم‏ .‏
قوله ‏:‏ ‏(‏أعطى بي ثم غدر‏)‏ كذا للجميع على حذف المفعول والتقدير أعطى يمينه بي أي عاهد عهدا وحلف عليه بالله نقضه‏ .‏
قوله ‏:‏ ‏(‏باع حرا فأكل ثمنه‏)‏ خص الأكل بالذكر لأنه أعظم مقصود ،
ووقع عند أبي داود من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا ‏:
"‏ ثلاثة لا تقبل منهم صلاة ‏"‏ فذكر فيهم ‏"‏ ورجل اعتبد محررا ‏"‏ وهذا أعم من الأول في الفعل وأخص منه في المفعول به ،
قال الخطابي ‏:‏ اعتباد الحر يقع بأمرين ‏:
1-‏ أن يعتقه ثم يكتم ذلك أو يجحد
2- والثاني أن يستخدمه كرها بعد العتق، والأول أشدهما‏.‏
وحديث الباب أشد لأن فيه مع كتم العتق أو جحده العمل بمقتضى ذلك من البيع وأكل الثمن فمن ثم كان الوعيد عليه أشد ،
قال المهلب ‏:‏ وإنما كان إثمه شديدا لأن المسلمين أكفاء في الحرية ،
فمن باع حرا فقد منعه التصرف فيما أباح الله له وألزمه الذل الذي أنقذه الله منه ‏.‏
وقال ابن الجوزي‏ :‏ الحر عبد الله فمن جنى عليه فخصمه سيده‏.‏
وقال ابن المنذر لم يختلفوا في أن من باع حرا أنه لا قطع عليه ،
يعني إذا لم يسرقه من حرز مثله ، إلا ما يروى عن علي تقطع يد من باع حرا ؛
قال‏ :‏ وكان في جواز بيع الحر خلاف قديم ثم ارتفع ،
فرُوى عن علي رضي الله عنه قال ‏:‏ من أقر على نفسه بأنه عبد فهو عبد ‏.‏
ويحتمل أن يكون محله فيمن لم تعلم حريته ،
لكن روى ابن أبي شيبة من طريق قتادة ‏:
"‏ أن رجلا باع نفسه فقضى عمر بأنه عبد وجعل ثمنه في سبيل الله ‏"‏
ومن طريق زرارة بن أوفى أحد التابعين أنه باع حرا في دين ،
ونقل ابن حزم أن الحر كان يباع في الدين حتى نزلت الآية :
‏(‏وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة‏)‏
ونقل عن الشافعي مثل رواية زرارة، ولا يثبت ذلك أكثر الأصحاب واستقر الإجماع على المنع‏ .‏

قوله ‏:‏ ‏(‏ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره‏)‏
هو في معنى من باع حرا وأكل ثمنه لأنه استوفى منفعته بغير عوض وكأنه أكلها ،
ولأنه استخدمه بغير أجرة وكأنه استعبده‏ .
انتهي كلام الحافظ ابن حجر






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم


__________________________________________________ __________

بارك الله فيكي حبيبتي وان شاء الله ان لانكون منهم وجميع المسلمين .
وان شاء الله ان نكون مما يقال لهم :
ادخلوها بسلام امنين .
روح وريحان وجنات نعيم
.


__________________________________________________ __________

اختى فى الله

جزاك الله خيرا

فى ميزان حسناتك


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى الكردي
بارك الله فيكي حبيبتي وان شاء الله ان لانكون منهم وجميع المسلمين .
وان شاء الله ان نكون مما يقال لهم :
ادخلوها بسلام امنين .
روح وريحان وجنات نعيم
.

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ياااااااااااااااااااااارب العالمين
بارك الله فيك على كلماتك الطيبة
أسعد الله أيامك


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة واحة عطر
اختى فى الله

جزاك الله خيرا

فى ميزان حسناتك

بارك الله فيك أختي الحبيبة واحة عطر
شرفني مرورك
أسعد الله أيامك