عنوان الموضوع : تمهل قليلا قبل ان..تندم كثيرا
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تمهل قليلا قبل ان..تندم كثيرا
مضى على تسلمه العمل الجديد شهر دون ان ينقص يوما..
بعدعناء كبير..وبحث دؤوب للحصول على عمل حكومي ثابت وليس
بأجر يومي كما اعتاد ذلك دائما..لاتدق السابعة والنصف الا و(سمير)
امام الباب الرئيسي لمكان عمله وقبل وصول زملائه(الموظفين)
ولا يخرج من ذلك المكان الا بعد خروج اخر موظف بالدائرة كان جادا ومنظبطا
وجادا لدرجة نسيانه لتناول الطعام..في الوقت المخصص لذلك من قبل مدير العمل
ولكنه ذات يوم شعر باعراض لوعكة صحية مفاجئة..فما كان من زملائه الا
العودة به الى منزله..كان صباح خريفي جميل..تتناثر في سمائه
بعض الغيوم المتفرقة هنا..وهناك..ذلك هو يوم الخميس الذي
عاد به(سمير) الى بيته متعبا وقد بدت عليه علامات المرض..
دفع الباب بقدمه دفعة خفيفة دون ان يصدر اي ضوضاء..
اتجه يمينا بخطوات بطيئة الى مكان خلع الاحذية...
وهو ينحني واضعا حذائه هناك حيث كان بالقرب..من غرفة
شقيقته التي تكبره بعدة سنوات..كانت ذلك الوقت تجري اتصالا هاتفيا
(فقد كان الامر بالنسبة له غريبا!)..لازال سمير في مرمى السمع
حينما اكملت شقيقته تلك المكالمة قائلة:
_حبيبي لاتنسى ان ترسل لي رسالة عند وصولك البيت..كي اطمئن انك وصلت..
لاتتركني مع الانتظار فأنت تعلم جيدا انني اكره الانتظار..
(للوهلة الاولى شعر سمير ان ائر المرض قد بدا واضحا
فبدأ يتخيل امورا لم تحدث..بل مستحيل ان تحدث...وهو يقول في قرارة
نفسه(لااذكر ان لاختي صديقة ابدا..حتى انني عندما اقتنيت لها ذلك
الهاتف..اذكر انني وضعت رقمي فيه حيث كان رقمي هو الرقم الوحيد
المسجل في الهاتف..لم يكن الهدف من الهاتف سوى بقائي على
اتصال مستمر في الوقت الذي اغيب فيه عن البيت..)
ارهقه ذلك الحديث المتواصل مع النفس اكثر من ارهاق العمل مرات مضاعفة..
فقد قرر اخيرا المواجهة..سار الى غرفتها بشيء من
الحزم والقوة وكأن المرض قد زال منه...دون ان يطرق الباب
كعادته..بادر الى سؤالها بنبرة خالية من الود..
_مع من كنتي تتحدثين في الهاتف..اجيبي بصدق فقد اعتدنا
انا وانت على الصراحة دائما..لم تزل نظراته تحدق بصورة ابيه المتوفي
المعلقة في احدى زوايا غرفتها..اذا لم تكن تخلو غرفة سمير ووالدته من الصورة
نفسها...تابع حديثه معها وعيناه معلقتان بالصورة..لقد اوصاني
بك..وقد كنتي واقفة انذاك عندما اوصاني..فمنذ وفاة ابينا وانتي
في مسؤوليتي..والان اخبريني بعبارة واحدة ولااريد التفاصيل..
_هل ماسمعته توا حقيقة كان ام يخيل الي؟؟
تلعثمت شقيقته وترددت قبل ان تجيب فهي المرة الاولى التي
لاتود الاجابة فيها على سؤال اخيها..وبنبرة خائفة اجابته دون تفاصيل كما طلب
منها...
_ماسمعته صحيح وليس خيال..
اذن ناوليني هاتفك قال سمير بلهجة حزينة الم تخجلي من نفسك
مالذي ينقصك هنا..اتهربين من مشاكل البيت الى جو رخيص كهذا؟...
لا لا ينفع ان ابرر لك ذلك بهذا العذر..فليس في بيتنا اي مشاكل..
اتهربين من وحدتك بمكالمات زائفة مع رجال كل همهم اصطياد
فريسة جديدة ..عندها قاطعته..(نعم اهرب من وحدتي..لايوجد في البيت سوانا(انا ووالدتي)..حتى الحديث اصبحنا نكرره مع كل وجبة طعام..نفس الحديث..
سأمت كل شيء...
سمير:لقد اصبحتي بغاية الوقاحة ان تجدي ذلك العذر لتصرفك
القبيح هذا..بعد لحظة صمت..اضاف بعبرة تخنق صوته:
_انتي من الغى الثقة بيننا تذكري ذلك جيدا..(حطم الهاتف امام عينيها بحركة عنيفة احالته في الحال
الى قطع صغيرة متناثرة..بعد تلك الحادثة لم يعد سمير منظبطا في عمله
بعد ان كان لايتاخر عن الاخير دقيقة واحدة اصبح..دائم التاخير
مع اجازات مستمرة..بعضها زمنية لمدة ساعتين يعود مسرعا فيها
للبيت ليرى مايحدث ثم يعود مسرعا كذلك..بدأت ملاحظات المدير تنهال عليه..
تعكس تذمر من يعملون معه..مرت اشهر على حاله التي تتردى يوما بعد
اخر..ولكن ليس بعد الان حين طرق الباب رجل ضخم...
اسمر البشرة..لاتدل ملامحة على الطيبة ابدا...بخطب ود الفتاة(عندها فقط حان وقت هدوء الاعصاب..وازاحة العبء الثقيل...عادت الابتسامة تعانق محيا سمير
بعد فراق طويل..من المقابلة الاولى مع الرجل واسئلة لاتكشف
كنه وماهية الخاطب..وافق الشقيق على تزويج شقيقته...
كثرت الاقاويل والاحاديث عن تلك الزيجةمن الناس(فكان الجميع
غير مقتنعين بذلك الرجل ناصحين ورافضين لموافقة الشقيق)
ولكن الاجابة الاولى والاخيرة لنفسه وللناس..(اعطيت كلمة
للرجل ولن اتراجع فيها)..الاانه كان فيحقيقة الامر قد وافق
بهذه السرعة..للتملص من تلك المسؤلية..لم يصدق الخاطب بعد محاولات
مريرة لرفضه ان هناك من وافق على طلبه..كما كان حال شقيق الفتاة
غير المصدق ايضا ان هناك من يخطب شقيقته الان...
كانت السعادة فقط العامل المشترك بينهما(الشقيق والخاطب)
كانت اجراءات الزواج سريعة(على حد قول الشقيق السعيد
خير البر عاجله!!....)...خرجت الفتاة من بيت ابيها بفرح متواضع
وسط حضور لايتجاوز اصابع اليد...علامات الشفقة غلبت
علامات البهجة على وجوههم...مرت ايام..واشهرعلى الزواج..
عاد سمير الى حياته الطبيعية..ولكن الشقيقة كانت تبتعد تدريجيا
عن معالم تلك الحياة..ببدأت المشادات الكلامية والصراخ يتسلل
الى حياتها الزوجية...اذا سقط قناع الود الذي كان يرتديه الزوج..
وهو يمارس طقوص العبث واللامبالاة..السهر والشرب(ادمان الكحول)..
والنوم لوقت متاخرا صباحا..لم تكن تجرؤ ان تشكو لاخيها
الذي زجها في هذا المكان...بعد ان ذهبت محاولاتها هباءا
منثورا لاصلاح سلوكه الشائن ذاك...انجبت له الطفل الاول وفي اعماقها امال
ارتسمت بأن مجيء هذا الطفل سيجعله يتحمل شيئا من
المسؤولية..ولكن..؟
ذات صباح تفاجئت وهي تخبره بضرورة تحمل المسؤولية قائلة:
_اصبح لديك الان طفل من غير المعقول ان ترضى له ان يناديه
اقرانه(بأبن السكير!)...بغيظ سيطر على كلماته واصبعة يشير اليها..
_لديّ من الابناء غير ابنك ثمانية!...ان كنت لم اكترث لهم..
هل سأغير روتيني الان من اجل طفلك؟!!...انك حقا غبية حين تزوجتيني
والان عودي الى اهلك فقد مللت من كثرة شكواك وتذمرك المستمر...
عندها ادركت بشيء من اليقين ان لاجدوى من الحديث معه
استقلت طائرة مسافرة برفقة وليدها...فلم تمضي على عودتها سوى
ايام حين طرق الباب شخص يحمل لها ورقة الطلاق... لم تلتقي عينا سمير بعيني شقيقته
التي عادت برفقة طفل لاذنب له ثمرة زواج فاشل..
لايوجد مايبرر موافقته على ذلك الزواج فكان كمن يريد التخلص
من شيء وبأي طريقة..!
كان الالم يعتصر قلبه كلما شاهد صراخ ولعب الطفل في ارجاء
البيت..وامه(شقيقته) تجلس على مسافة تراقب طفلها..
واحيانا تجلس شاردة الذهن..كان يطيل بقائه خارج البيت لساعات اضافية
هاربا من وخزات الضمير..كانت قدماه تجرانه الى ابعد مكان
حيث يبتعد عن مشهد الانكسار الذي بات الفصل الاخير في حياة
اقرب الناس اليه) بقلمي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
قصة جميلة جدا جدا مشكورة حبيبتي
__________________________________________________ __________
وبطلنـا ندم كثيراً قبـل أن يتمهل قليلاً
عبير بابل دوما مبدعةة والـإبداع بحضورك الفخم يتضاءل خجلاً
سلمت ودمتِ لنــا يارمز العطـاء وسنكون دوماً بأنتظـآر إشراقةة روائعك علينــا ،،
لعيونــك 5 نجوم + تثبيت + تقييم
ولك مكـامن الود ،،
__________________________________________________ __________
اسعدني مرورج الجميل خيتي
لعيونج بنت بلدي
احترامي عبير بابل
__________________________________________________ __________
مرورك بين حروفي هو مداد عطائنا
سلم لنا جمال مرورك خيتو
احترامي عبير بابل
__________________________________________________ __________
شكرا على الموضوع تقبلي مروري