عنوان الموضوع : "فتاه-تلقى حتفها برصاصة اخيها -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

"فتاه-تلقى حتفها برصاصة اخيها






"وقت الغروب..حيث كانت غارقة بين لوحاتها واقلام التلوين..في شرفة منزلها..جالسه على ذلك الكرسي..حيث سنادين الزهورالتي ملئت الشرفة بعطرها وجمال منظرها..الذي طالما كان مصدر الهام وعنوان لآغلب لوحاتها..كانت لاتزال في السابعة عشرة من عمرها..الرسم هو كل مايشغل تفكيرها..دون اكتراث او ادنى اهتمام بزوجة اخيها..التي بين الفينه والاخرى كانت تظهر لها..محاولتا عبثا ارغامها على دخول المطبخ...واعانتها في اعمال البيت..لكن دون جدوى فالفتاة..عازمة على صدها...بكلمات بريئة..وهي تلوح بيدها..
_اذهبي..ولاتفقديني التركيز..(كانت زوجه الاخ امام برود الفتاة..تغلي غضبا..مرت الشهور ودونما تغير في الحال..وفي ذات صباح كانت منال(زوجة الاخ)تعمل في البيت..والفتاة كعادتها غارقة في ذالك العالم الذي ترسمه اناملها بهدوء وسكينة... الا ان ذالك الهدوء لم يدم طويلا..تركت منال عملها..وهي تسير باتجاه الشرفة والغضب..بدا واضحا..على ملامحها..
منال: حسنا طفح الكيل..لم يبقى لي صبر يكفي لتجاوز تفاهاتكي بسلام..قومي امامي واكملي التنظيف..بينما اعد الطعام في المطبخ..(لكن الفتاة لم تآبه بكلامها..كعادة المراهقين..ذلك التجاهل اثار حفيضة منال..التي بدت مصممة على طلبها..وفجآة ودون انتظار..دخلت ام الفتاة لتفض النزاع..بتهدئة الوضع وهي تجر منال من ذراعها برفق..الى الغرفه المجاورة..اجلستها الى جانبها وهي لاتعلم كيف تهدآ هذه المرأة التي جن جنونها..
الام: حسنا الفتاة لازالت صغيره..دعيها تستمتع في ايامها هذه التي تعيشها في بيت ابيها(رحمه الله)..وان كان زعمكي ان اعمال البيت باتت تتعبكي..فقد كنت اعيش مع 8افراد في بداية زواجي..في بيت كبير وضيوفه لاينقطعون..فقد كان زوجي يحب استضافة اقاربه واصدقائه كل يوم..لااذكر انني شكوت الحال..بل كنت سعيدة بكلمات المديح التي كانت تنهال علية من كل جانب..اعجابا بعملي..وتنظيمي لامور المنزل الكبير..وانتي الان تعملين في بيت ليس فيه سوى4افراد..ومنزلنا صغير وبسيط..لايستدعي امر عملكي كل ذلك الغضب على الفتاة المسكينة..(لم تكن تلك الكلمات مقنعة لمنال..التي باتت تفكر كيف تتخلص من الفتاة ومن برودها..فالجميع صار يقف ضدها..مع الفتاة..كانت تواصل الليل مع النهار بتفكيرها..لتجد حيلة تبرد تشفي غليلها..مرت منال بجانب الشرفة وهي ترمق الفتاة بنظرة لاتدل على..خير ابدا..(وهي تقول في قرارة نفسها..لاتتأملي كثيرا..فلن اعدم الوسيلة التي احول بها دون حياتك..ولو كلفني ذلك ان اقتلكي بيدي هاتين..)..ثم مضت باتجاه غرفتها..كان الوقت مساءا..حيث عاد الزوج من عمله(اخ الفتاة)..مر بالشرفة وهو يبتسم ملوحا لها يلقي التحية..التفتت الفتاة..ويديها ترتفعان بالهواء بتثاقل..تحييه..دخل الزوج الى غرفته بعد ان القى التحية على منال..وضع حقيبته على السرير..
_حبيبتي كيف حالك؟
منال: لست بخير؟؟
الزوج:ومالذي حدث لتكوني كذلك؟؟
(فكرت قبل ان تجيب وكانت عازمة على التخلص من الفتاة)..
منال:حبيبي انا قلقة وبشدة هناك امور تحدث ولا اعلم ماهي؟؟
الزوج:جعلتني اقلق ايضا مالذي يحدث ولاتعلمينه؟؟..هل هو يخص البيت..امي..اختي..اجيبي؟؟ قال تلك الكلمات بوجه شاحب متعب..وصوته يرتفع مع كل كلمة..
منال:اهدأ لنعالج الامر بهدوء..
الزوج: نعالج ماذا؟ مالذي يحدث اخبريني لاتلعبي باعصابي..يكفيني توتر العمل ومشاكل الموظفين التي لا تنتهي..
منال: حسنا سأخبرك..منذ فترة لاحضت على اختك امور غريبة..اراها شاردة الذهن..و..
الزوج: وماذا؟ اكملي لاتتوقفي..حسنا اذهب وانظر الى بطن اختك هل هو طبيعي لفتاة بعمرها..اختك حامل..
الزوج:هل تقصدين ماتقولين؟ كانت عيناه تبرقان من شدة الغضب وكأنهما تحولتا في جبينه..استرجع لحضات دخوله المنزل عندما القى عليها التحية..اجل لقد راى بطنها كبيرا ومنتفخا..لم يتمهل وهو يمضي باتجاه الحائط..في تلك الزاوية التي بقت معلقة فيها..تلك البندقية..دون استخدام والتراب يغطي سطحها..تناولها وهو يقول بصوت عال..لن اتوانى لحظة واحدة..يجب ان اغسل عاري..يالله..اهذه الفتاة التي احبها تفعل هكذا؟؟...اتستغل ثقتي العمياء بها..وهو يتجه الى الشرفة..كانت منال تحاول تهدئته..(وهي تخفي رغبتها الشديدة في ان يمضي زوجها ليخلصها منها والى الابد)..سمعت الام صراخ ابنها..ومحاولات منال لايقافه..هرعت حافية القدمين..كانت الام لاتكاد بقواها الخائرة..ان تسير بسرعة..قدماها باتتا لاتحملانها..وهي ترى ابنها يصوب بندقيته..تجاه اخته..
الام: مالذي جرى؟؟مالذي حدث؟؟ ابعدها..انها نذير شؤم ويد الشيطان..كانت يدا الفتاة ترتعشان وهي ترى في عيني اخيها عزمه على قتلها..دون ذنب منها..بكلماتها المتلعثمة الخائفة حاولت استعطافه..بتوسلها الطفولي البريئ ان يتركها..ودون فائدة لذلك كله..وضع يده على الزناد..وهو يصرخ لماذا؟؟ ماذا فعلت لكي لتفعلي هذا..ويده ترتجف وهو يلقي اخر نظرة على اخته..التي لم تخطأ تلك الرصاصة قلبها..حتى سقطت امامه الى الارض واقلام التلوين لازالت في يدها..كأن اخاها قد ارتاح من غضبه المتوقد ذاك...وجنونه الذي ازهق روحا بريئة..ويال سخرية القدر ان يقتل اخته بيده..غرقت الفتاة بدمائها الطاهره..زحفت الام باتجاه ابنتها وهي تحتضنها بصراخ ايقظ ضمير اخيها الذي اتجه بخطوات مسرعة يحمل اخته الى المستشفى..املا ان لا تكون قد ماتت حقا..(لم يكن يعلم في قرارة نفسه كيف..فعل او استطاع فعل ذلك..مع اخته..)..كان قد فات الاوان..وفاضت روح الفتاة بين بدي اخيها..وهي تقول..(..
لاترمي لوحاتي اياك ان ترميها..اتركها لامي..)هذه اخر كلماتها..اخذت جثة الفتاة الى الطب الشرعي..لتشريحها..وقد تبين ان الفتاة لازالت بنتا..ولم يكن في بطنها سوى اكياس مائية..كبر حجمها دون ان تنتبه الفتاة لصحتها..وتعالج الامر..لم تعد اقدام امها تحملانها فقد باتت جالسة على كرسي متحرك..وهي تسير في جنازة ابنتها..والدموع على خديها لم تتوقف..تتدفق بحرارة...وهي تقول في قرارة نفسها..اين تذهبين؟؟..مع من تتركيني..؟؟مع من سابقى بعدكي..كيف اصبر على فراقكي..عودي او خذيني معكي..كان ذلك رجاءها الاخير..)))) بقلمي..


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الله يرحمهــا ويدخلهــا فسيح جنــاته
غاليتي عبيــر كتبتي فأبدعتي وهيجتي مشــاعرنــا ونزلت دموعنــا أسفا على روح طاهرة
زهقت بلـا ذنب سوى موت ضمير أحدهن
ألف شكر لك ولقلمـك الماسي الذي يتحفنــا دوماً بك ما هو مميز
منورة القسمم عزيزتي بقصصك الجميلة ومثل العادة طرحك يستحق التثبيت + النجوم + التقييمـ
لك مكــامن الود..


__________________________________________________ __________

ألف شكر لك ولقلمـك الماسي الذي يتحفنــا دوماً بي ما هو مميز


__________________________________________________ __________

بجد قصة مؤثرة وحزينه وكتبابتك لقصة رائعة
يسلمووووووووووو ايدكِ


__________________________________________________ __________

رائعة في نسج احداثها عبير...
بل اكثر من هذا احسست اني اعيش وقعها ..
و شعرت بالاسى فعلا لما حدث لها...
لست ادري ما اقول الا ان اقف و اصفق بحرارة لقلمك المبدع غاليتي...
سلمت يمناك و سلم لنا هذا النبض الرائع الذي يتحفنا دوما بالجديد
و موضوعك معانا في الحملة..


__________________________________________________ __________

شكرا جزيلا على القصة الجميلة