عنوان الموضوع : نــوّار و الدّنــيا..... قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
نــوّار و الدّنــيا.....
كان الظلام يحجب الرؤية حين سمع احد المارّة بكاء طفل صغير ؛ تتبّع مصدر الصوت في ذلك الشارع و اذ به يجد رضيعة ملفوفة في قطعة قماش مرميّة على جانب الرصيف . رقّ لحالها و رأف بها فحملها و ذهب بها الى احد الملاجئ اين كان يعمل حارسا هناك...
و كبرت الفتاة في ذلك الملجأ وحيدة ؛ صامتة ؛ معزولة عن العالم لم تكن تختلط بقريناتها من البنات و لم يشاهدها احد تتحدّث اليهن او تشاركهن ما يفعلن...كانت تجلس لساعات طويلة ترسم رسومات لا يفهمها احد و تقوم بتعليقها على جدران الملجأ...فاصبحت رسوماتها صديقتها الوحيدة و متنفّسها الوحيد...
اصبحت نوّار في مقتبل العمر ؛ جميلة و زادتها مسحة الحزن على محيّاها غموضا و جمالا..و لكن صمتها الدائم و انعكافها على رسوماتها اكسبها كره البنات من سنّها و حقد المديرة علبها
فلم يكن هناك من يحب التقرّب اليها و كان الكل يناديها الخرساء رغم انها لم تكن كذلك...و كانت المديرة امرأة قاسية القلب ؛ ميّتة المشاعر و بليدة الاحاسيس ؛ تستولي على صدقات المحسنين و تاخدها لحسابها الشخصي . حقدت على نوّار لانها جميلة و اصبحت تمقتها مقتا شديدا لدرجة انها تشجّع باقي الفتيات على العراك معها ؛ فتفنّنت في ايذاءها و نعتها بكل ما هو قبيح
لم تكن نوّار تجيب على هذه الاساءات ؛ كانت دوما تكتفي بالصمت و النظر الى السماء..فامتلأت قلوب البنات غيرة من هدوءها و سخطا على عدم مبالاتها ؛ اما هي فكانت اذا ضاقت الدنيا تخرج في جنح الليل الى ساحة الملجأ تنظر الى ذاك الباب الخشبي الضخم الذي يفصلها عن العالم الخارجي..تتنهّد بعمق و تتمنّى ان يفتح لها يوما حتى تخرج للحياة و لم يكن يقطع احلامها الا حارس الملجأ و هو يحظر لها ادوات الرسم..كان نفس الرجل الذي احضرها حين كانت صغيرة ؛ فهو ما زال يشفق عليها و تحزّ في نفسه معاملة المديرة لها..و لكنه اصبح طاعنا في السن و لا حول له و لا قوة لمساعدتها اللهم الا بعض الاوراق و الاقلام التي تسعد نوّار و تجعلها كالفراشة تطير هنا و هناك..
واستمرّت الايام قاسية بلا امل حتى جاء يوم اكتشفت فيه المديرة هذا الحب الابويّ الذي يجمعها بالحارس ؛ فغضبت غضبا شديدا و طردنه
خرجت نوّار كعادتها كل يوم تبحث عن من كان رحيما بها و لكنها لم تجده ؛ ظلت ساعات طوالا تنتظره دون جدوى و حين انبلج الصبح ؛ وجدتها المديرة نائمة على الارض قرب الباب الخشبي..جرّتها بكل قوّتها و هي تقول ( عن من تبحثين ؟ لن ترينه بعد اليوم ؛ لقد طردته و لن يحضر لك ادوات الرسم ايتها الخرساء القبيحة )
كانت كلماتها سياطا يلهب قلب نوّار ؛ من لها بعده في هذه الدنيا ؛ من يمسح دمعتها ؛ من يرى رسوماتها و تعجبه ؛ من اين لها بقلب رحيم كقلبه ؛ يضمّها حين يقسو العالم عليها ...لم تستطع تمالك نفسها فأصابتها نوبة من الصراخ الهستيري حتى فقدت الوعي ؛ فجرّوها الى سريرها و رموها هناك دون رحمة و لا شفقة..
حين افاقت ؛ عقدت العزم على الهرب ؛ نعم الهرب ؛ لن تبق في هذا السجن كل حياتها و لن يحاصروا احلامها و طموحاتها..لن تبق تجترّ عذاباتها و تأمل في يوم ان يرحموا معاناتها..هكذا فكّرت ثم بدأت تراقب الباب الخشبي كل يوم ؛ ذاك الباب اللغز الذي يحرمها من الحياة في ذاك الجانب الآخر من ألدنيا
و حين اتيحت لها الفرصة لم تفكّر ؛ فقط غادرت و تركت وراءها كل شيء و اهمّ شيء ..رسوماتها...
خرجت نوّار الى عالم لا تعرف عنه شيئا ؛ ظلت تمشي اياما و هي تتوسّد الارض كل ليلة و تلتحف السّماء و لا تجد ما يسدّ رمقها الاّ بعض ما يجود به الناس صدقة علبها
اكتشفت نوّار ان هذا العالم اسوا بكثير من عالمها الذي كبرت فيه ؛ و ان هناك آلاف الناس مثل تلك المديرة القاسية ..ادركت انها اخطات خطا جسيما حين فارقت الملجأ و لكن لم يعد لعودتها من سبيل...
اما الملجأ ذاك المكان البارد القاسي الذي عاشت فيه ؛ فقد زاره احد المحسنين و اعجب بالرسومات المعلّقة على جدرانه فسال المديرة عن صاحبها...و لانها كانت طمّاعة اوهمته انها هي الرسّامة ؛ فجمع تلك الرسومات و اعطاها مبلغا كبيرا و طلب منها ان ترسم له لوحات جديدة ؛ يعود بعد مدة لاخدها...
احتارت المديرة ماذا تفعل ؛ فطلبت من الفتيات هناك ان يقمن برسم اي شيء مثلما كانت نوّار تفعل و هي تلعنها في سرها و تتذمّر من هروبها...لم تكن تدرك ان ما رسمته نوّار نابع من قلبها روته بحزنها و طوّرته عبر الايام ليصبح ابداعا تخطّه اناملها على الورق...و لم تكن تفهم ان ذاك الغني متذوق لهذا الفن النبيل و لن تستطيع ان تخدعه...
و حين عاد لاخد الصور صدم لما راى ؛ لم تكن ابدا ما كان يطمح اليه ؛ مجرد شخبطات على ورق لا روح فيها ...حينها اكتشف كذبة المديرة و ارغمها على الاعتراف بالحقيقة...عندئذ صرخ في وجهها قائلا ( الا تفهمين ؛ هذه الفتاة فنانة موهوبة..لا يمكن لمثلك ان يدرك كنه هذه الرسومات..انا حزين لاني لا اعرف مكانها ؛ مثلها له مستقبل باهر )
ثم خرج تاركا وراءه المديرة مذهولة تتحسّر على حظّها و كيف اضاعت من يدها هذا الكنز الثمين...
و مرّت الايام و نوّار تصارع من اجل البقاء حتى استقرّ بها المقام في قرية صغيرة اين وجدت كوخا مهجورا في احد الحقول فاتخذته مسكنا لها يقيها برد الشتاء و وحشة الليل...
كانت كل صباح تشق طريقها لتقف امام احدى المدارس تنتظر خروج الاطفال من هناك ؛ فتطلب منهم اوراق الرسم و الأقلام و يوما بعد يوم ؛ تعوّد التلاميذ عليها و اصبحت صديقتهم الوفية ؛ فهذا يحضر لها اكلا و آخر شرابا ؛ و منهم من يأتيها بالثياب و بكل ما تحتاج اليه..لقد كانوا اكثر رحمة و شفقة عليها من قريناتها هناك اين نشأت...قلوبهم الصغيرة البيضاء آنستها في وحدتها و اعطتها املا للاستمرار...
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
ظلت نوّار ترسم ثم تاخد رسوماتها الى احبابها في المدرسة لتريهم اياها فيفرحون بها و يشجعونها لترسم المزيد..الى ان كان يوم ؛ افتقدوا فيه نوّار ؛ لم تأت كعادتها كل يوم ؛ وقفوا بالخارج و انتظروا طويلا دون جدوى ..يا ترى ماذا حدث ؟ و اين اختفت نوّار ؟
و كان احمد احد الصبية الذين تعوّدوا وجودها في حياتهم ؛ نشأت بينهما صداقة قويّة ؛ اعتبرها اختا له ؛ تأثر كثيرا لاختفائها فأصبح حزينا ؛ شارد الذهن ؛ مشغول البال ؛ يأمل كل يوم ان يجدها تنتظره كعادتها و لكن هيهات..فاتّفق هو وأصحابه على البحث علبها..
اما نوّار فقد اشتد بها المرض و الزمها الفراش..و كيف لا و هي تسكن بكوخ يفتقد لادنى ظروف الحياة..اثّر عليها السعال لدرجة انه كان يصاحبه دم..و كانت لا تقوى على الذهاب الى اصحابها و لكن بالها يظل مشغولا بهم...
بدا احمد يبحث في كل مكان عنها حتى دلّه احد الناس على مكانها ؛ فاستبشر خيرا و ذهب هو و رفاقه لزيارتها..و هناك كانت سعادة اللقاء لا توصف..ظمّتهم نوّار الى صدرها و نزلت دموعها ساخنة على خدّها ؛ لقد اكرمها الله بهذه القلوب البيضاء الصافية التي لا تعرف للكره او الغش عنوانا..
ظل احمد و اصحابه يزورون نوّار كل يوم يحملون اليها ما تحتاجه و تكافئهم هي برسوماتها الجميلة ؛ ياخدونها و يزيّنون بها غرفهم فتضفي عليها سحرا جذّابا و لكن المرض ازداد عليها ؛ فلم تعد تقوى حتى على التنفّس و كانت تودّع احبابها كلما ذهبوا اليها و تشعر انها لن تراهم ثانية..كان قلبها يتمزّق كل لحظة و هي تفكّر انها ربما تموت وحيدة في ذلك الكوخ ؛ وحيدة مثلما ولدت في هذه الدنيا وحيدة...
و كان يوم اخبرت ام احمد ابنها انها ستذهب لزيارة صديقتها الغنية بعد ان اتصلت بها تدعوها الى حفلة فخمة يقيمها زوجها و انها تريد منه الذهاب معها..و شعر احمد بالحزن لانه لن يرى نوّار ذلك اليوم و لكنه لم يستطع الرفض فهو يحلم دوما ان يدخل ذاك البيت الضخم في الجهة الاخرى من المدينة ؛ قصر كبير شامخ يخيّل لمن يراه انه مدينة كبيرة
اذا دخلها تاه فيها..فذهب مع امه و حين وصلا ؛ تسارعت دقّات قلبه ؛ ما اجمل هذا المكان ؛ انه كالخيال ..لم يضيّع احمد الوقت ؛ بدا يتجوّل في اركان القصر و كم كانت دهشته عظيمة حين راى على جدرانه رسومات جميلة تشبه رسومات نوّار و لكنها موضوعة في اطارات لوحيه غاية في الجمال..
ركض بكل قوته و هو يصيح ( ماما ماما ؛ انظري الى هذه الرسومات انها تشبه...) ..قاطعته امه زاجرة اياه (لما كل هذا الصراخ ؛ الم اعلمك ادب الحديث ؟ )
عبس احمد كان يريد ان يخبر امه عن رسومات نوّار و لكنها لم تنصت اليه و فجاة لاحت له فكرة رائعة ؛ بدا يبحث عن صاحب القصر حتى وجده بين الضيوف فخاطبه قائلا ( هل يمكنك ان تعيرني احدى لوحاتك سيّدي ؛ و اعدك اني ساعيدها لك غدا )...استغرب الرجل من كلام الصبي فاخده جانبا و ساله ( و لكن ماذا تفعل بها )
و هنا قصّ الولد قصة صديقته نوّار و رسوماتها على مسامعه و الرجل مشدود اليه و حين انتهى رسم الثري ابتسامة عريضة على وجهه ...لقد ايقن انه اخيرا وجد صاحبة الريشة الفريدة التي كان يبحث عنها و التي اخد رسوماتها من الملجا...
طلب من احمد ان ياخده الى نوّار ؛ استغرب الحاضرون من تصرّفه كيف يتركهم و هو من دعاهم الى حفلته لكنه لم يستطع مقاومة ذاك الاحساس ؛ انه اخيرا سيرى من شغلت باله مدة طويلة برسوماتها الحزينة...سبقه احمد الى السيّارة ؛ تعلو محياه بسمة جميلة فهو سيرى نوّار و سياخد اليها من يفهم فنها النبيل علّه يساعدها...
حين وصلا كان الظلام دامس داخل الكوخ ؛ نادى احمد صديقته لكنها لم تجبه ؛ دفع الباب و دخل ليجدها ملقاة على الارض تصارع الموت..صرخ احمد ( نوّار صديقتي ما بك ) ..اسرع الثري اليها حملها ووضعها على فراشها الرثّ ؛ نظرت اليه نظرة غريبة و لكنه بادرها ( لا تخافي لقد حضرت مع احمد و انا اعرف قصتك ؛ انا معجب برسوماتك و اشتريتها كلها من مديرة الملجأ ؛ كنت ابحث عنك سأقف بجانبك و ستصبحين مشهورة )
ابتسمت نوّار ابتسامة دافئة صاحبتها دموع الفرح شدت على يد احمد كانها تريد ان تشكره و انتزعت الكلمات من فمها بصعوبة و قالت له ( لقد جئت متأخرا سيدي ؛ عالمكم هذا لم ينصفني و لم اجد فيه مكانا لي سأغادره الى عالم آخر لعلي اجد فيه راحتي و.....)
قبل ان تكمل كلامها فارقت الحياة و البسمة لا تزال على شفتيها ...بكى احمد نوّر بحرقة شديدة ؛ انتحب و صرخ ؛ بكاها كما لم يبكي احد من قبل ؛ ارتمى على جتثها و قال ( لا تتركيني نوّار ؛ لا تتركيني ...الى اين تذهبين يا صديقتي و من اين لي بقلب كقلبك يحبني ..ارجوك عودي ...عودي ..عودي )
كان الموقف اليما لا يحتمل ؛ حاول الرجل السيطرة على نفسه ؛ شدّ احمد اليه ظمه بحنان ( لا تبك بني لا تبك..لقد اختارت مكانا لا يظلم فيه احد..ستكون بامان هناك ..لن تموت بقلوبنا و رسوماتها ستذكرنا بها دوما)
دسّ الولد وجهه في صدر الرجل محاولا ان يبقي على وجه نوّار في مخيّلته كي لا ينساها ابدا مهما طال الزمن.....
و بكيت انا ايضا نوّار ؛ بكيت المها و حزنها بكيت قسوة الدنيا عليها و بكيت تحجّر قلب امّها التي رمتها في الحياة دون اكثرات...فأمثال نوّار كثيرون ؛ تخطا الام و تنساق وراء شهوتها و حين تثمر علاقتها المحرّمة تتنكّر لطفل بريء و ترمي به الى ألشارع ليواجه قسوة الزمن اما بالموت او الانحراف و الاجرام..و قليلون فقط من ينجون بأنفسهم و يصلون الى شاطئى الامان ..
و من هنا ندائي الى كل مسلمة تعرف ان الله حق ؛ لا تفتحي للذئاب البشرية بابا لا تستطيعين غلقه و لا تضعفي لحظة باسم الحب فتقعين في الرذيلة..هل ستتحمّلين ان تري ابنتك او ابنك يواجه مصير نوّار ؟ هل سيطاوعك قلبك ان ترميه كانه لم يكن ؟ تتركيه يضيع كما ضعت انت ؟
املئي قلبك بحب الله و لن تجدي صعوبة في المحافظة على نفسك و شرفك مهما قيل لك من كلام معسول و مهما حاولوا اغواءك و تسهيل الامور عليك..و انتبهي ؛ سيظل هذا الكائن الصغير الذي جاء الى الدنيا من علاقة محرّمة معلّق في عنقك الى يوم القيامة و سيقف عند رب الخلق و يحاسبك و لن تنعمي ابدا لا بدنياك و لا بآخرتك..
فاختاري ما تريدين ان تصبحي عليه ؛ اما الجنة تحت اقدامها او اما جهنّم تحيط بها..
و اعذريني على قسوتي و لكنها الحقيقة المرة و لا زال قلبي يعتصر الما من اجل نوّار و هذه النهاية التي اخترتها لها..
__________________________________________________ __________
ما شاء الله قصة في قمة الرووووعة و موضوع جميل وكلماتك رائعة و سلمتيييييي بجد
__________________________________________________ __________
دوماً ودائماً حبيبتي أجد قصصك رااائعة وهادفة ومميزة ويصلني منها إدراكك واهتمامك بمشاكل المجتمع وعقلك الواعي وفكرك الناضج وحرصك على التوعية والتنبيه لهذه المشكلات بإسلوبك الجميل في طرحها من خلال قصصك التي تدل على موهبتك الرائعة وأحساسك الرقيق ومشاعركِ النبيلة.
بارك الله لكِ وحفظكِ من كل سوء ورزقكِ كل ما تتمنين.
__________________________________________________ __________
يا الله يا قلوب !!..أتريدين قتلي بقصصك.. أنا حقا حقا لا أعرف ماذا أقوول ..أي إبداع تملكيين ؟! ..و بأي قلم تكتبين ؟! ..أظن أنه قلم مميز و خاص ..خاص بك .. بقلوب فقط ..
مسكينة نوار كل ذلك بسبب ام جاهلة في دينها أو ليست جاهلة إنما غافلة عن عقاب ربها .. ..و أتوقع أن هناك من مثل نوار و لكننا لا نراهم لأننا لا نعلم ما بداخلهم أو ما خلف قلوبهم من حكايات ..
كلماتك و استحواذ قصصك على المشاعر ..و النهايات..تلك النهايات التي سأبقى أتحدث عنها دائما ..و جمال العبرة و طيات الحزن في كلمات قصتك كل ذلك يزيدها رونقا .. لا أريد أن أطيييل علييك و لكن أريد إخبارك أن التقييم سيصلك عما قريب بإذن الله تعالى لأنه غير صالح في الوقت الحالي ..فما مثل قصصك لا يترك دون تقييم و هذا اقل ما امكننني تقديمه ... لك تحيـــ!تي و حبي و توفيق ربي
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوتة اماراتية
ما شاء الله قصة في قمة الرووووعة و موضوع جميل وكلماتك رائعة و سلمتيييييي بجد
اسعدني مرورك اختي..و احمد الله ان قصتي اعجبتك..